لا تتذكر إيمان، متى بدأت تحديداً التحدّث إلى نفسها، وخلق سيناريوهات للأحداث التي تجري من حولها، فهو أمر لازمها منذ طفولتها المبكرة، كمنفذ للهروب من حياتها الأسرية المنغلقة، وعجزها عن اكتساب الصداقات طوال سنوات دراستها في المرحلة الابتدائية. كانت تتخيل الأحداث، وخلقت لنفسها ثلاث صديقات خياليات راحت تتحدث إليهنّ يومياً، وتشاركهنّ اللعب وأحياناً الجدال. ولأنها اعتادت التحدّث إلى نفسها بصوت مرتفع، وترديد أمور خيالية، فقد تحولت إلى موضع سخرية واستهجان من عائلتها.
برغم لجوئها إلى الكتابة والبوح بخيالاتها على الورق، إلا أنها لم تستطع التخلص من تلك العادة، وإن كانت قد اتخذت طابع السرّية في سنوات المراهقة، وغلّفها الحرص على ألا يراها الآخرون.
نسج الأحداث الخيالية
تتذكر إيمان، ذات الأعوام الـ22، أنها أصبحت تلوذ بغرفتها وتغلق الباب على نفسها وتبدأ بنسج الأحداث والسيناريوهات الخيالية والتحدّث إلى نفسها بصوت هادئ أو الكتابة على الورق، كلما اختلت بنفسها، وكان لديها متّسع من الوقت، وهو ما جعلها تشعر بعدم الحاجة إلى العلاقات مع الآخرين.
وبرغم اكتسابها صداقات خلال المرحلة الدراسية الثانوية، وخلال سنوات الدراسة الجامعية، إلا أنّها لم تستطع الوثوق بشكل كامل بصديقاتها والبوح لهنّ بالأسرار التي احتفظت بها لمحادثاتها مع نفسها. لكنها لم تكن تتوقع أن تقع في حب زميل لها في الدراسة، أبدى إعجابه بها، وتعجز عن البوح له بمشاعرها، فخلقت لنفسها حياةً عاطفيةً معه، ورسمت سيناريوهات تُعبّر خلالها عن حبّها له بكل جرأة. وراحت تارةً تتخيّل أنه يعترف بحبه لها، فتعانقه داخل الحرم الجامعي، وتارةً أخرى تذهب إلى شقته بشكل مفاجئ وترتمي في أحضانه وتبادله فنون الحب، لكنها في الواقع كانت ترتبك وتخجل كلما رأته أمامها.
"حاول يقرّب مني كذا مرة بشكل حميمي، وكنت بصدّه عشان ما أخالفش تربية أهلي المحافظة، وفضّلت تبقى علاقتنا في إطار الصداقة، لكن في خيالي هو حبيبي وهنتجوّز. كنت بعمل كل اللي نفسي فيه معاه، ولما أشوفه قدّامي قلبي يدقّ جامد أوي"
اعتقدت إيمان في ذلك الوقت، أنها مصابة بحالة نفسية تجعلها تتصرف بشكل لاإرادي، على النقيض من مشاعرها وأفكارها، لكنها لم تعرف في ذلك الوقت أنّ المشكلة تكمن في أنّ عقلها خلق واقعاً افتراضياً وأبقاها حبيسةً فيه، وأن الواقع الفعلي يختلف تماماً عن خيالها، كونها مصابةً بمتلازمة "جوسكا"".
تقول إيمان لرصيف22: "حاول يقرّب مني كذا مرة بشكل حميمي، وكنت بصدّه عشان ما أخالفش تربية أهلي المحافظة، وفضّلت تبقى علاقتنا في إطار الصداقة، لكن في خيالي هو حبيبي وهنتجوز. كنت بعمل كل اللي نفسي فيه معاه، ولما أشوفه قدّامي قلبي يدقّ جامد أوي وأحسّ بأعراض جسدية مش مريحة بسبب التوتر، واتصدمت لما مشاعره اتغيّرت من ناحيتي وبعد عنّي فجأة، وده سبّب لي اضطراب نفسي وخلّاني مش قادرة أتقبل الصدمة لسنين".
أصبح عقل إيمان يعمل ليل نهار، على إنتاج سيناريوهات تتمحور حول الحبيب الذي ابتعد عنها فجأةً، قبل أن تبدأ علاقتهما العاطفية، وقام بخطبة زميلة لهما، وصنعت مخيلتها عشرات ومئات المواقف الافتراضية التي تواجه فيها الحبيب وتستردّه، أو تنتقم من الزميلة التي سرقت منها حبيبها. أما في الواقع، فكانت تشعر بألمٍ في قلبها كلما رأتهما، وتتعمد التظاهر بأنها لا تهتمّ بأي منهما، وأنها سرعان ما تجاوزت ابتعاد حبيبها عنها، حتى شعرت بأنّها ستصاب بالجنون: "الموضوع اتحوّل معايا لهوس، أنا كنت غرقانة في أفكاري وخيالي وفاكرة إنّ ده حب، وتعبت نفسياً وجسدياً، ولجأت لمعالج نفسي واكتشفت إن عندي متلازمة جوسكا".
تُعرَف متلازمة "جوسكا" (Jouska)، بالحديث الذاتي، أي قيام الفرد بالحديث مع نفسه وإجراء حوار طويل وكامل، وذلك إما بصوت عالٍ ومسموع أو بصمت عبر حوار داخل عقله.
تتضمن أعراض متلازمة "جوسكا"، كلٍاً من التحدث الذاتي، وعدم القدرة على التركيز، وتشتت الانتباه، وصعوبة اتخاذ القرارات، وضعف الذاكرة، والقلق، والارتباك، وقد ترجع أسباب الإصابة بالمتلازمة إلى وجود تاريخ عائلي مع متلازمة "جوسكا"، أو الانطوائية والانعزال والشعور بالعجز والضعف، والاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق، أو التعرّض لبعض العوامل البيئية الضارّة للجسم، أو التعرض للصدمات النفسية، أو اضطراب وظائف الدماغ.
تحدث عاطفة "جوسكا" بشكل شائع في الحياة اليومية، لكنها في بعض الحالات تشكل اضطراباً نفسياً يمكن أن يؤثّر سلباً على حياة الفرد، وتحتاج إلى العلاج النفسي للتخلص منها.
بمساعدة المعالج النفسي، تعلّمت إيمان، كيف تفرّق بين الخيال والواقع، وأنّ الخيال حين يزيد عن الحدّ الطبيعي يسبب مشكلات لصاحبه، وقد يصيبه بمرض نفسي، وأنّ المشكلات تُحلّ بمواجهتها على أرض الواقع، ولا تُحل بالخيال، مبيّنةً أنها تجاوزت العلاقة الفاشلة التي مرّت بها وأدركت أنها وقعت ضحيةً للتلاعب بمشاعرها، ونسجت باقي أحداث القصة من خيالها، فتعلقت بزميلها بشكل مرضي، واستطاعت التغلب على المتلازمة بشغل وقتها بالعمل والأنشطة التطوعية وتفريغ طاقتها في التخيّل على الورق، واكتشفت امتلاكها موهبة التأليف.
الوقوع في حبّ شخصية خيالية
الغرق في الخيال وأحلام اليقظة، دفع منار، إلى خلق شخصيات خيالية تشاركها حياتها منذ الطفولة، واختلاق علاقة عاطفية مع حبيب وهمي ابتكره عقلها منذ سنوات مراهقتها.
لم تستطع هذه الشابة التخلي عن ذلك الوهم والارتباط بشريك حتى وصلت إلى عمر الثانية والثلاثين، وحينها ظهر في حياتها شابّ أحبها وأراد الزواج منها، لكن حبيبها الخيالي حال دون ذلك، وحين بحثت عن مشكلتها عبر المواقع الطبية المعنية بالصحة النفسية على الإنترنت، أدركت أنها مصابة بمتلازمة "جوسكا"، وأنها بحاجة إلى مساعدة من متخصص؛ فلجأت إلى مجموعة دعم نفسي على موقع فيسبوك، تضمّ معالجين نفسيين، في محاولة للبحث عن حلّ ينتشلها من أحلامها التي التهمت طفولتها ومراهقتها وأكثر من عقدٍ من شبابها، ويعيدها إلى أرض الواقع.
"لما بقى عندي 32 سنة، واحد أُعجب بيّ وقال لي إنه بيحبني بس مفيش أي مشاعر من ناحيتي تجاهه ولا تجاه أي حد حقيقي، مش عايزة غير الشخصية اللي رسماها في خيالي، لدرجة إني لو خرجت شوية أحس إني مخنوقة وعايزة أرجع البيت عشان أسرح بخيالي"
تحكي منار لرصيف22، أنّ والديها كانا نادراً ما يتحدثان إليها أو يصحبانها للتنزه، وأنّ أمها كانت تفضّل عليها شقيقها الأكبر منها، وتهتم به وتُهملها، فلم تجد مهرباً سوى الغرق في أحلام اليقظة وتخيّل أشخاص تتكلم معهم خلال طفولتها كأصدقاء خياليين، وتتحدث معهم بصوت مسموع، وكانت أسرتها تعتقد أنّ الأمر لا يتعدى كونها تلعب كأيّ طفل في عمرها، لكن الأمر تحول إلى عادة لديها جعلتها تحيا في عزلة وتعجز عن تكوين صداقات حتى وصلت إلى سنّ المراهقة ووقعت في حبّ شخصية من خيالها.
تقول منار: "لما بقى عندي 32 سنة واحد أُعجب بيّ وقال لي إنه بيحبني بس مفيش أي مشاعر من ناحيتي تجاهه ولا تجاه أي حد حقيقي، مش عايزة غير الشخصية اللي رسماها في خيالي، لدرجة إني لو خرجت شوية أحسّ إني مخنوقة وعايزة أرجع البيت عشان أسرح بخيالي مع الشخصية اللي بحبها في خيالي، مع العلم إن أنا واعية لإنه خيال لكن مش قادرة ما اتعلقش بيه".
تعتقد منار، أنّ الشخص الحقيقي الذي أبدى إعجابه بها وعبّر عن حبه لها ورغبته في التقدم إلى أسرتها لطلب يدها للزواج، مناسب لها من حيث المستوى الاجتماعي والاقتصادي، وأنه إنسان جيّد وجادّ في رغبته في الزواج منها، لكنها تعاني نفسياً بسبب تعلّقها بخيالاتها التي تختلف عن الواقع، فقصدت عيادة طبيب نفسي، لكن الأخير أوصى بأن تتعاطى عقاقير طبيةً، ترى أنها سببت لها أعراضاً جانبيةً، وأنّ حالتها تفاقمت وأصبحت مصابةً بالاضطراب الهوسي، وهو ارتفاع مرضي في المزاج مبالغ فيه مع مشاركة من البهجة والسعادة وفرط الثقة والتقدير والوظائف النفسية والحركية وتسارعها، ما جعلها تقلع عن تناول الدواء دون استشارة الطبيب، وتلجأ إلى مجموعات الدعم النفسي وخدمات جلسات العلاج النفسي السلوكي المعرفي، عبر الإنترنت، والتي جعلتها أكثر قدرةً على التغلّب على متلازمة "جوسكا".
تخيّل سيناريوهات مرعبة
يرى أحمد، أنّ خياله هو مصدر عذابه النفسي؛ إذ يمتلئ عقله بالكثير من السيناريوهات السوداوية المتخيلة للأحداث اليومية، وقد اعتاد تخيّل شخصيات وهمية منذ طفولته، وأن يعيش أحداثاً متخيلةً غالباً ما تنتهي على نحو مأساوي مرعب يصيبه بالقلق والتوتر والخوف، حتى أصبح كثير الشرود يُحدّق في الفراغ ويحاور في عقله شخصاً غير موجود.
يحكي لرصيف22، ما يحدث له قائلاً: "أي حاجة بسيطة بتحصلّي ممكن عقلي يحولها لكارثة مأساوية وأفضل كدة عايش في توتر وقلق وخوف ورعب، فلو مثلاً اتخانقنا أنا وأخويا مع بعض وزعقنا وشتمنا بعض، برسم بعدها سيناريوهات وحشة في خيالي، زي إن جيراننا سمعوا خناقتنا ومش هيحترمونا وهيرموا الزبالة بتاعتهم قصاد باب شقتنا، ويقللوا أدبهم علينا فنتخانق معاهم ونعمل مشاكل ونروح قسم الشرطة وممكن حد منهم يتهمني بحاجة ظلم فأدخل السجن ويضيع مستقبلي، ولو حدّ بصّلي وهو مكشر أو باستهزاء أو استحقار أو كلّمني بطريقة مش حلوة أفضل بعدها أتخيل اللي هيحصل لي بعد الموقف ده، وإن أننا هتخانق معاه وهنقطع بعض، أو ممكن الشخص ده يجيب بلطجية معاه تحت بيتي ويقتلوني".
ليست السيناريوهات التخيّلية المخيفة التي يتعرض خلالها أحمد، للسجن أو القتل، هي ما يؤرقه، إذ يتخيل أيضاً أنه سيصاب بالأمراض الخطيرة ولا يجد المال الكافي للعلاج، ويموت في النهاية بسبب المرض، وهو ما جعله يغرق في القلق ويدخل في حالة من الاكتئاب: "والدي مريض بالسكّري، وأعطيه حقن الأنسولين كل يوم، وفي مرة سِنّ الإبرة عوّرني في صباعي ونزل دم، فرسمت سيناريوهات سوداء في عقلي، زي إني اتصابت بفيروس سي وهعاني من المرض واتبهدل في المستشفيات الحكومية، وأدوّر على العلاج وما ألاقيهوش ومايكونش معايا فلوس للعلاج في الخارج، وأموت بسبب المرض".
السيناريوهات التي يخلقها عقل أحمد، ذي الأعوام الـ19، جعلته يشكّ في الغرباء ويخشى التعامل مع الناس، وبات يشعر بأنّ رأسه سينفجر بسبب التفكير الزائد في أدقّ التفاصيل ويحيا في قلق وتوتر، ما أصابه بالإرهاق الدائم ومرض القولون العصبي، وهو ما جعله يلجأ في نهاية المطاف إلى طبيب نفسي شخّص ما به بالإصابة باضطراب الشخصية الوسواسية القهرية، بالإضافة إلى متلازمة "جوسكا"، واضطراب القلق، وقدّم له الطبيب "روشتةً" طبيةً تتضمن عقاقير نفسيةً بالإضافة إلى جلسات العلاج السلوكي، التي يذهب إليها منذ شهرين.
شخصيات أكثر عرضةً للمتلازمة
هناك شخصيات بعينها تصاب بتلك المتلازمة وغيرها من المتلازمات النفسية، وهي الشخصيات العصابية التوترية، القلقة بطبيعتها، كالشخصية الهيستيرية والشخصية الوسواسية والشخصية الاكتئابية والشخصية الحدية، والتي حين تتعرض لضغوط نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية لا تجيد التعامل معها، وتهرب منها عن طريق الابتعاد عن الواقع المرير أو الحياة الواقعية، والعيش مع سيناريوهات خيالية، وهي ليست مثل الضلالات والهلاوس، بحسب ما يُبيّن الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، لرصيف22.
يُميّز فرويز، بين الخيال الطبيعي الموجود عند عموم الناس، والذي يساعدهم على التعايش والابتكار والإبداع، وبين الخيالات التي تسيطر على واقع الأشخاص نتيجة متلازمات مثل "جوسكا"، وترتبط بأمراض نفسية عصابية، وقد تؤدي إلى المرض العقلي حين تتحول إلى ضلالات يصدّقها الأشخاص ويعيشونها.
ويشير الدكتور جمال، إلى أنّ المونولوغ الداخلي أو حديث النفس هو أمر طبيعي لتفريغ الطاقة السلبية وتعويض العواطف المفقودة، ولكن عند زيادته عن الحدّ لدرجة التحكم في الأمور الحياتية وعرقلتها والتأثير على العلاقات بالناس، يصبح مرضاً نفسياً، كاشفاً أنّ الكُتّاب والمبدعين هم الأكثر خيالاً بسبب ارتفاع نسبة مادة "الدوبامين" في أجسامهم، وهي المسؤولة عن السعادة والتركيز، لكنها حين تزيد عن حدّها تسبب توهمات وهلاوس سمعيةً وبصريةً.
ويوضح استشاري الطب النفسي، أنّ هناك العديد من المتلازمات النفسية التي يمكن التعايش معها بشكل طبيعي، شريطة ألا تزيد عن الحد وتؤثر سلباً على حياتنا، لكنها لا تتحول بالضرورة إلى مرض عقلي، إلا إذا كانت هناك جينات وراثية، لافتاً إلى أنّ المصاب بمتلازمة "جوسكا"، حين ينفصل عن الواقع، فإنّ ذلك يؤثر على علاقته بأسرته والدائرة المحيطة به، ويجعله منفصلاً عن مشكلاتهم وحياتهم وأفراحهم وأحزانهم: "يعيش معهم جسداً لا عقلاً، ومتعايش مع أوهامه الداخلية، ويمكن أن يؤدي إلى عزوفه عن الارتباط والزواج بسبب المواصفات الخيالية الموجودة في عقله، وتزداد تلك المشكلة تعقيداً في حال كانت الشخصية وسواسيةً، إذ تكون مترددةً في خياراتها ولديها الكثير من المخاوف".
سلاح ذو حدّين
في حديثها إلى رصيف22، توضح نسمة محفوظ، أخصائية نفسية ومدرّبة علاقات أسرية، أنّ متلازمة "جوسكا" يمكن أن تصبح سلاحاً ذا حدّين، فهي موجودة لدى غالبية الناس بنسبة معيّنة، وتجعل الأشخاص يتخيلون سيناريوهات المقابلات والأحداث المهمة في حياتهم للاستعداد النفسي والعقلي لها، وتقليل نسبة الخطأ، وهذا ضمن الإطار الطبيعي للتخيل.
وتلفت نسمة، إلى أنّ التخيلات المرتبطة بمتلازمة "جوسكا" قد تنقلب إلى نقمة، عندما يتحول إلى اضطراب التفكير الزائد ويدفع الأشخاص إلى تخيّل حدوث أمور سيئة، أو خلق عالم افتراضي والحديث مع أشخاص افتراضيين يحيون معهم مواقف خياليةً، وسرعان ما يؤثر ذلك بالسلب على حياتهم ويجعلهم يعيشون في عزلة اجتماعية ويحرمهم من الصداقات والتجمعات العائلية ويفسد علاقاتهم الأسرية وقدرتهم على العمل.
"الشخص المصاب يعيش معهم جسداً لا عقلاً، ومتعايش مع أوهامه الداخلية، ويمكن أن يؤدي إلى عزوفه عن الارتباط والزواج بسبب المواصفات الخيالية الموجودة في عقله"
حين جلست إيمان، على مكتبها، لتدوّن خواطرها الأدبية للمرة الأولى، انتابها شعور مختلف هذه المرة، إذ لم تكن تلك الكلمات هروباً من واقعها كما اعتادت سابقاً، بل كانت بوابةً نحو واقع جديد تصنعه بنفسها، بعيداً عن قيود الخيال الذي حاصرها لسنوات، بعدما أدركت أنّ الخيال، إذا تمّت السيطرة عليه، يمكن أن يكون صديقاً عظيماً.
أما بالنسبة لمحمد ومنار، فلا يزالان يناضلان لكبح جماح مخيلتهما التي أفسدت حياتهما، وإيجاد حلول للتعايش مع متلازمة "جوسكا"، بمساعدة المعالج النفسي ومجموعات الدعم النفسي على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل الخروج من تلك الدائرة المغلقة، والوصول إلى التوازن بين الخيال والواقع.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Batoul Zalzale -
منذ 5 ساعاتأسلوب الكتابة جميل جدا ❤️ تابعي!
أحمد ناظر -
منذ 9 ساعاتتماما هذا ما نريده من متحف لفيروز .. نريد متحفا يخبرنا عن لبنان من منظور ٱخر .. مقال جميل ❤️?
الواثق طه -
منذ 12 ساعةغالبية ما ذكرت لا يستحق تسميته اصطلاحا بالحوار. هي محردة من هذه الصفة، وأقرب إلى التلقين الحزبي،...
ماجد حسن -
منذ 4 أياميقول إيريك فروم: الحبُّ فعلٌ من أفعال الإيمان، فمن كان قليلَ الإيمان، كان أيضًا قليل الحب..
Toge Mahran -
منذ أسبوعاكتر مقال حبيته وأثر فيا جدا♥️
Tayma Shrit -
منذ أسبوعكوميديا سوداء تليق بمكانة ذاك المجرم، شكرا على هذا الخيال!