يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22، بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة، ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.
تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول إلى الحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها، للجمهور.
على مدار الأسبوع المنقضي، حلّلت منصّتا "ترو بلاتفورم" و"فارق" السوريتان، و"يوب يوب" اليمنية، و"بيم ريبورتس" السودانية، أبرز الادعاءات المضلّلة والزائفة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي العربية. وقد تضمّنت هذه الادعاءات قضايا محليةً، بالإضافة إلى بعض المواضيع ذات الطابع الإقليمي والدولي.
ادعاءات حول سوريا فنّدتها "فارق" و"ترو بلاتفورم"
استمرت الادعاءات المضلّلة حول الإدارة الانتقالية الجديدة في سوريا، متضمنةً اتهامات بالتشدّد الديني، وممارسة العنف ضد الأكراد في سوريا. كما انتشرت معلومات مغلوطة تشمل اتهامات بالخيانة والإضرار بالأمن القومي السوري، استهدفت شخصيات سوريةً سياسيةً وحقوقيةً.
على غرار "إزالة تمثال الشاعر أبي فراس الحمداني"، و"تخريب قبور للكرد في منبج"... تواصلت، خلال الأسبوع المنقضي، الادعاءات المضلّلة حول التطورات في سوريا وإدارتها الجديدة، بالإضافة إلى اتهام شخصيات سورية سياسية وحقوقية بالخيانة والإضرار بالأمن القومي السوري. هكذا فنّدتها منصّتا "فارق" و"ترو بلاتفورم"
كذلك، تناقلت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ادعاءً مفاده إزالة "هيئة تحرير الشام" تمثال الشاعر أبي فراس الحمداني، من الحديقة العامة في حلب شمالي سوريا. دقّقت منصّة "فارق" في هذا الادعاء، وتبيّن لها أنّ التمثال يخضع لعملية ترميم تنفذها "الحركة الوطنية السورية".
كما تحقّق فريق منصّة "فارق"، من فيديو زعم مروّجوه أنه لـ"تخريب قبور للكرد في منبج من قبل المعارضة السورية"، في إشارة إلى الإدارة الجديدة. وتبيّن أنّ الفيديو نُشر لأول مرة عام 2020، وأنه يُظهر ويوثّق قيام عناصر تابعة لنظام بشار الأسد الساقط بتخريب قبور في بلدة حيان في ريف حلب.
وتداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، زعماً باتهام أربع شخصيات سورية: السياسيان عبد الباسط سيدا وعصام زيتون، والحقوقي محمد العبد الله، والصحافية نور مراد، بالانتماء إلى ما وُصف بأنه "تيار خياني" ضمن الائتلاف المعارض، وإجراء لقاءات مع مسؤولين أمريكيين، وممارسة دور في عدم رفع العقوبات الأمريكية على سوريا بشكل كامل.
دقّقت منصّة "ترو بلاتفورم" في الزعم الرائج وأثبتت أنه مضلّل، إذ لم يستند إلى مصادر موثوقة، ولم يتداول في وسائل الإعلام السورية، كما نفى محمد العبد الله، المشاركة في اللقاء الأخير الذي جمع شخصيات سوريةً مع وزارة الخارجية الأمريكية، بالإضافة إلى عدم انتماء الأسماء محل الادعاء إلى الائتلاف السوري المعارض. كما نفى سيدا، أيضاً، صحة الادعاء شكلاً وموضوعاً.
"يوب يوب" تفنّد ادعاءات محليةً وعالميةً
كما كشف فريق "يوب يوب"، زيف صورة رائجة، زعم مروّجوها أنها لطائرة مسيّرة يمنية تحمل اسم "يافا 2"، "دخلت إلى ميدان المعارك". أثبتت المنصّة اليمنية أنّ المسيّرة التي تظهر في الصورة تدخل ضمن ترسانة الأسلحة الأمريكية التي عُرضت في المؤتمر السنوي لرابطة جيش الولايات المتحدة، ولم تُلتقط الصورة في اليمن.
كما انتشرت صورة أخرى لغواصة حربية مصحوبة بادّعاء مفاده أنها لغواصة صُنعت في اليمن، وأنها دخلت الخدمة مؤخراً، وهو الزعم الذي فنّدته "يوب يوب" أيضاً، واتضح لها أنها مأخوذة من مقطع فيديو للغواصة الألمانية S34، في أثناء انضمامها إلى أسطول القوات البحرية المصرية عام 2020.
روّج البعض صوراً مزعومةً لطائرة مسيّرة يمنية، وأخرى لغواصة حربية "دخلتا إلى ميدان المعارك" حديثاً. لكن منصّة "يوب يوب" لتدقيق المعلومات، كشفت أن المسيّرة أمريكية، والغواصة ألمانية انضمت إلى أسطول القوات البحرية المصرية عام 2020، أي لا علاقة لهما بالحوثيين
"بيم ريبورتس" تفنّد التضليل حول السودان
في سياق منفصل، راجت خلال الأسبوع الماضي معلومات مضلّلة بشأن مراقبة المعدّات الحربية باستخدام أجهزة ضمن النطاق الجوي السوداني، وحريق في ميناء شرق السودان.
تداولت العديد من الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي، صورةً لجسم أحمر مضيء في السماء، مع زعم أنها توثّق ظهور أجسام مضيئة في سماء أم درمان في الخرطوم، وأنّ تلك الأجسام عبارة عن أجهزة ترصد إحداثيات المدافع وحركة الطائرات المسيّرة. كشف تحقّق "مرصد بيم"، أنّ الصورة قديمة، ونُشرت لأول مرة عام 2024، مرفقةً بالنص التالي: "احصل على طائرة بدون طيار بالليزر بقيمة 12 دولاراً أمريكياً"، ما يعني أن لا صلة لها بالحرب الجارية في السودان.
وراجت صورة على أنها تُظهِر ميناء "عثمان دقنة" السوداني، وهو "يحترق بعد أن أضرم فيه العمال النيران، احتجاجاً على انعدام السيولة المالية"، جرّاء "الأزمة الاقتصادية التي تضرب المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش".
لكن كشف تحقّق فريق "بيم ريبورتس"، أنّ الصورة قديمة وتعود إلى عام 2022، إذ نُشرت لأول مرة مع النص التالي: "حريق هائل يلتهم بضائع ضخمة في ميناء رئيسي شرقي السودان"، لذا فلا صلة لها بالحرب الدائرة في السودان.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
astor totor -
منذ يوماسمهم عابرون و عابرات مش متحولون
مستخدم مجهول -
منذ يومينفعلاً عندك حق، كلامك سليم 100%! للأسف حتى الكبار مش بعيدين عن المخاطر لو ما أخدوش التدابير...
Sam Dany -
منذ أسبوعانا قرأت كتاب اسمه : جاسوس من أجل لا أحد، ستة عشر عاماً في المخابرات السورية.. وهو جعلني اعيش...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلماذا حذفتم اسم الاستاذ لؤي العزعزي من الموضوع رغم انه مشترك فيه كما ابلغتنا الاستاذة نهلة المقطري
Apple User -
منذ أسبوعوحده الغزّي من يعرف شعور هذه الكلمات ، مقال صادق
Oussama ELGH -
منذ أسبوعالحجاب اقل شيء يدافع عليه انسان فما بالك بحريات اكبر متعلقة بحياة الشخص او موته