أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع وزارة الخارجية يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر حملة بعنوان #الإمارات_معك_يا_لبنان، هدفت لجمع التبرعات وتأمين عدد من المتطوعين للمشاركة لوجستياً في كل من أبو ظبي، دبي، والشارقة.
المرحلة الأولى من الحملة انطلقت من أرض المعارض في إكسبو دبي يوم السبت 11 تشرين الأول/ أكتوبر، وعند الساعة التاسعة صباحاً وقف الآلاف من المتطوّعين من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين ومن المواطنين الذين أتوا للمشاركة في عملية ترتيب الصناديق، بينما وصل بعضهم إلى مداخل المعرض لتقديم مساعدات عينية، بالإضافة إلى مشاركة أفراد من الجاليات الهندية والباكستانية والفلبينية ومن الجنسيات الأفريقية، ممن لبّوا الدعوة دون سؤال عن العرق أو الدين، بل بهدف واحد وهو مساعدة من يرزحون تحت مخاطر الحرب.
أكثر من 80 مليون درهم
"200 ألف صندوق تحتوي مواداً غذائية ومطهرات وأدوات تنظيف، إلى جانب لعب للأطفال وأغطية، جميعها تم توضيبها داخل المستودعات التي امتلأت بأكثر من 4 آلاف متطوع قاموا على مدار ساعات بتوضيب الأغراض، فمن يوم الأول من إطلاق الحملة وردتنا مساعدات عينية كبيرة، ولم نستطع حتى الساعة حصر الجهات المتبرعة، وهذا سنعرفه بعد الإنتهاء تماما من الحملة في 21 من الشهر الحالي". هذا ما يقوله رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي الدكتور حمدان مسلم المزروعي لرصيف22.
آلاف من المتطوّعين اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين ومن جنسيات آسيوية وأفريقية وصلوا يوم السبت للمشاركة في التطوع في عملية ترتيب الصناديق التي سيرسلها الهلال الأحمر الإماراتي إلى لبنان لدعم النازحين في الحرب
ويضيف: "وصلت قيمة التبرعات النقدية إلى 80 مليون درهم بين دبي والعاصمة أبو ظبي في المرحلة الأولى من الحملة، وستصل إلى 100 مليون درهم إماراتي بعد جمع المساعدات في اليوم الأخير من الحملة في إمارة الشارقة يوم السبت القادم، هناك أيضاً مساعدات عينية لا نملك رقماً رسمياً بعددها، لكن بين دبي وأبو ظبي تم توضيب قرابة 200 ألف صندوق".
ليا نوفل هي إحدى الناشطات الأساسيات في الحملة، وهي من أوائل المتطوعين فقد بادرت مع مجموعة من الناشطين والمؤثرين على مواقع التواصل الإجتماعي وصحافيين وغيرهم بتصوير فيديو خاص لدعم الحملة، وشاركت في عمليات جمع المساعدات النقدية والعينية تحت إشراف الهلال الأحمر الإماراتي، الجهة الوحيدة المخوّلة في الدولة لمراقبة وجمع المساعدات في أي كارثة أو مناسبة.
تقول نوفل لرصيف22: "نحاول حالياً الحصول على تمديد للحملة أي ما بعد 21 تشرين الأول/ أكتوبر لأن هناك طلب كبير من قبل المتبرعين من كافة الجنسيات للمساعدة، بالإضافة إلى مساهمة عدد من المطاعم اللبنانية والعربية بتخصيص 10% من قيمة أي فاتورة مبيعات لمدة أسبوع لصالح الحملة، كذلك قام عدد من الأطباء اللبنانيين بتقديم ريع من أرباحهم الأسبوعية، ومعظمهم رفضوا الإفصاح عن أسمائهم كي لا يتحول عملهم الإنساني إلى إعلان".
أطفال الغربة وأطفال النازحين
برزت مشاركة الأطفال في الحملتين بين دبي وأبوظبي بشكل كبير، ممن وصلوا مع ذويهم للمساعدة، يقول سامر الرفاعي وهو لبناني الجنسية مقيم في الإمارات إنه قصد وزوجته إحضار أطفاله الثلاثة كي يعلمهم معنى العطاء منذ الطفولة، "الأمر ذاته حين أتينا للمساعدة في حملة التضامن مع غزة، وقبلها مع حملات التبرع لضحايا زلزال تركيا وسوريا، هنا تكمن الإنسانية الحقيقة، وهذا ما نريد أن نعلمه لأطفالنا كي يبقوا متمسكين بمعاني الإنسانية مهما كان دين أو جنسية الشخص المحتاج".
خصصت بعض المطاعم اللبنانية والعربية في الإمارات 10% من قيمة إيراداتها لمدة أسبوع لصالح الحملة، كذلك قام عدد من الأطباء اللبنانيين بتقديم ريع من أرباحهم الأسبوعية لها.
أما شاندرا ديفانجي الذي وصل مع زوجته ديفيكا إلى معرض اكسبو في الصباح الباكر، يقول: "وصلت باكراً كي أحصل على دور قبل أن يكبر الطابور، حملت معي بعض الأشياء البسيطة لأني لست ميسوراً، لكن قدمت ما أستطيع أن أقدمه وشاركت في حملة جمع التبرعات مع زملائي في المصرف حيث أعمل، كذلك فعلت زوجتي وقدمنا المبلغ إلى الهلال الأحمر وقررنا المشاركة سوياً في عملية توضيب المساعدات، وسأكون في الشارقة كي نساهم مع المتطوعين الآخرين أيضاً".
10 آلاف طرد
تستعد إمارة الشارقة التي ستكون المحطة الأخيرة (مبدئياً) لتوضيب أكثر من 10 آلاف طرد إغاثي، تم جمعها من عدة متبرعين مواطنين ومقيمين في الإمارة المذكورة وفق ما يقول عبدالله سلطان المدير التنفيذي لجمعية الشارقة الخيرية، وهي واحدة من عدة جمعيات تتولى عملية استلام التبرعات وتسجيل المتطوعين الذي يريدون المساعدة في الحملة.
يقول لرصيف22: "تسجل في الحملة نحو 3360 شخصاً في مركز الشارقة التطوعي، وسيجتمعوا يوم السبت القادم في إكسبو الشارقة للمشاركة في عملية التوضيب، هناك مساعدات مالية من الحكومة الإماراتية، وطبعاً مساعدات أخرى من المتبرعين على أرض الدولة، لذا فالمبلغ النهائي لم يُحتسب بعد لأن هذا الأمر لن تمكن معرفته قبل نهاية نهار الجمعة، أما بالنسبة إلى المساعدات العينية فقد وصل لنا نحو 10 ألف طرد منهم من جهات في دبي والفجيرة وأم القيوان".
يقول غيث مروان وهو ناشط سوري الجنسية: "يوم السبت سيحضر عدد كبير من الناشطين والمؤثرين الذين شاركوا في حملات التطوع في دبي وأبو ظبي ليشاركوا في الشارقة، ممن تعاونوا مع أصحاب المصالح لحثهم على التبرع بجزء من ريع أرباحهم، وبالفعل كان هناك تجاوب كبير، وقمنا بجمع المبالغ وأرسلناها إلى الهلال الأحمر، ولا زلنا نعمل في بعض المستودعات في دبي، حيث سنستقبل حتى يوم الجمعة المساعدات العينية، بالإضافة إلى أكثر من ألف صندوق سيتم توصيلهم إلى الشارقة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...