شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
بين اتهامات جرأةٍ غير مسبوقة وأخبار عن منعه رقابياً… أزمة فيلم

بين اتهامات جرأةٍ غير مسبوقة وأخبار عن منعه رقابياً… أزمة فيلم "التاروت"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن وحرية التعبير

الجمعة 27 سبتمبر 202412:52 م

أثار فيلم "التاروت"، الذي كان قد انتهى صنّاعه من تصويره استعداداً لعرضه، جدلاً واسعاً في مصر، ويتلقّى في الفترة الحالية هجوماً ضارياً على السوشال ميديا، بسبب ما تردد حول أن الرقابة على المصنّفات الفنية في مصر قد منعت عرضه بعد فحصه رقابياً، وذلك بسبب الكثير من المشاهد "الجريئة" التي فيه، ومنها مشهد جنسي للفنانة رانيا يوسف، التي تجسّد دور البطلة، وهي تخون حبيبها مع كلب، ما جعلها تحتل "الترند" على "غوغل". وقد أثار غضب الجمهور المصري أن يقوم صنّاع الفيلم ببثّ مشاهد غير لائقة ودخيلة على المجتمع.

في تصريحات خاصة لرصيف22، ردّ إبرام نشأت، مخرج العمل، للمرة الأولى على هذا الهجوم قائلاً: "لقد تفاجأت قبل يومين بكمّ الاتصالات الهائل الذي تلقّيته من الوسائل الإعلامية المختلفة للاستعلام حول تلك الأقاويل التي ترددت بأن الرقابة قررت وقف الفيلم، وهو ما أثار دهشتي؛ فتلك الأقاويل لا أساس لها من الصحة، والفيلم لا يحمل أي مشاهد جريئة مطلقاً، فهو فيلم هادف، ولم يحدث أن توقّف تصويره أكثر من مرة كما تردد. بل قمنا بتصويره بشكل طبيعي في مدة تقلّ عن شهرين، ولم يتبقَّ سوى يوم تصوير واحد فقط، وننتهي من العمل ككل".

أثار فيلم "التاروت"، جدلاً واسعاً في مصر، ويتلقّى هذه الأيام هجوماً ضارياً على السوشال ميديا، بسبب ما تردد حول أن الرقابة على المصنّفات الفنية في مصر قد منعت عرضه بعد فحصه رقابياً

ويضيف مؤكداً:" الرقابة وافقت على الفيلم، ولم ترفضه، ولكن ما حدث هو أنها اعترضت على جملة قيلت خلال أحداثه، وهي لها كل الحق في الاعتراض على أي شيء تراه غير لائق، سواءً في عمل سينمائي، أم في مسلسل درامي. وأنا لست ضد الرقابة على الإطلاق، وقد وافقت على التعديل فوراً، وتم حذف الجملة، ثم وافقت الرقابة على العرض، وليست هناك أي مشكلة".

رانيا يوسف وكلبها في الفيلم

ويستطرد: "لم يكن هناك مشهد جنسي لخيانة البطلة (التي تجسّد دورها الفنانة رانيا يوسف) حبيبَها مع كلب، وكل الأخبار التي وردت في هذا الشأن ليست صحيحةً على الإطلاق، وقد استوعب الناس الموضوعَ على نحو غير صحيح. حقيقة القصة هي أن البطلة تعرضت للتحرش، وهي في سنّ صغيرة، لذا أضحى لديها فوبيا من جميع الرجال، وصارت ترى، وفقاً لذلك، أن الكلب الذي تمتلكه أوفى من الرجال، وقد صارحت حبيبها بذلك خلال أحد المشاهد، وهي الجملة التي رفضتها الرقابة! وربما كانت وجهة النظر في ذلك، هي أنه لا تصلح مقارنة الإنسان بالحيوان، حسب ما أعتقد".

وأضاف: "هناك الكثير من السيدات اللواتي يقتنين الكلاب، ويخصصنها بمعزّة خاصة، ولكن ليس معنى ذلك أن يُقمن علاقةً جنسيةً مع الكلاب، فذلك شيء مقزز، وبالطبع أنا لا أقدّم مثل تلك المشاهد، فليس هناك أي إبداع في تقديم مشهد جنسي مع كلب، وأنا لن أساعد على نشر تلك الأفكار الشاذّة في المجتمع، فليس شيئاً جيداً أن أدفع الناس نحو تلك الاتجاهات".

مشهد من الفيلم

وعن تأجيل عرض الفيلم إلى أجل غير مُسمّى، يقول إبرام نشأت: "هذا ليس صحيحاً، فلقد قررنا عرضه في منتصف العام القادم بمشيئة الله، ولا توجد هناك أي مشكلة في هذا الصدد".

وعن مدى انزعاج طاقم عمل الفيلم من الانتقادات الموجهة إليه يضيف: "تلك الانتقادات لم تزعجني، ولم تسعدني في الوقت ذاته، وإنما هي طبيعية جداً بالنسبة لي؛ فأنا كمخرج مُعتاد على حدوث جدل حول أي عمل أقدّمه، وهذا شيء وارد، ولن أرفع قضيةً ضد من قام بنشر تلك الأخبار المغلوطة، فكل شخص حرّ في ما يقوله، وكل ما يعنيني هو فكري، وقناعتي الخاصة. أيضاً أسرة العمل ككل لم تنزعج، فهم معتادون على الجدل".

وفي تصريحات خاصة لموقع رصيف22، ردّت الفنانة مي سليم، بطلة العمل، على ذلك الهجوم للمرة الأولى قائلةً: "لقد انزعجت للغاية، وأثار حزني الشديد الهجوم على رانيا يوسف، وهي زميلة لي تمّ اتهامها بشيء غير حقيقي، وتلك الأقاويل المنتشرة حول مشاهد خارجة في الفيلم لا أساس لها من الصحة، ولا أعرف ما هو سبب تلك الشائعات. وإذا كانت هناك مشاهد خارجة في العمل، كنا سنعتذر عنها قطعاً، فنحن لا نرحب بذلك، وأنا أمّ، ولديّ طفلة، ولم أقدّم طوال حياتي عملاً فنياً خادشاً للحياء، ومستحيل أن أفكر في المشاركة في عمل فنّي مبتذل. والحمد لله أن الناس تعرفني جيداً، وعلى علم بأن لدي خطوطاً حمراء".

رانيا يوسف وكلبها في الفيلم

وقد أبدى منتج الفيلم بلال صبري، استياءه مما تردد خلال مداخلة هاتفية في برنامج "تفاصيل"، مع الإعلامية المصرية نهال طايل، وهدد برفع دعوى قضائية قائلاً: "لا يمكن أن تقدّم رانيا يوسف مشهداً تخون فيه زوجها مع كلب، وهي أمّ لأطفال، وهذا الكلام غير صحيح، وسأتخذ الإجراءات القانونية ضد مروّجي تلك الشائعات لأنها تضرّ بالفيلم وأبطاله".

ردّت الفنانة رانيا يوسف، على الانتقادات الموجهة إليها، قائلةً: "الفيلم مُجاز رقابياً، ولا توجد فيه أي مشاهد من هذا القبيل، وليس هناك ضمير في السوشال ميديا، وأنا لست مثيرةً للجدل"

من جانبها، ردّت الفنانة رانيا يوسف، على الانتقادات الموجهة إليها خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي المصري عمرو أديب، خلال برنامج "الحكاية"، ووجهت الاتهام إلى شخص بعينه قائلةً: "الفيلم مُجاز رقابياً، ولا توجد فيه أي مشاهد من هذا القبيل، وليس هناك ضمير في السوشال ميديا، وأنا لست مثيرةً للجدل، وإنما أنشغل دوماً بعملي، وتربية أبنائي، وهناك شخص معيّن هو المتسبب في تلك الشائعة، ويهاجمني بسبب رفضي الظهور معه في برامجه".

على صعيد آخر، وفي تصريحات خاصة لموقع رصيف22، طالب الفنان عبد العزيز مخيون، أحد أبطال العمل، بإيقاف الفيلم، وهاجم كلاً من مخرج الفيلم ومنتجه لأسباب لا تتعلق بالموضوع الذي أثار جدل، بل بدت الأسباب شخصية: "لقد قام المخرج بوضع اللمسات الأخيره على الفيلم، وانتهى منه، من دون تصوير ثلاثة مشاهد خاصة بي، لذا أرى أنه يجب أن تقوم النقابة بإيقاف هذا الفيلم".

فيلم "التاروت" بطولة سمية الخشاب، ورانيا يوسف، ومي سليم، وعلاء مرسي، وعبد العزيز مخيون، ومحمد سليمان، ومحمد عزّ، وتأليف معتز المفتي، وإنتاج بلال صبري، وإخراج إبرام نشأت.

وتدور قصة العمل في قالب درامي، يسرد قصة ثلاث سيدات، كل واحدة منهنّ لها قصة ترتبط بأوراق التاروت، ويتورطن في الكثير من الأزمات، ويطرح العمل الكثير من الأفكار الجدلية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

معيارنا الوحيد: الحقيقة

الاحتكام إلى المنطق الرجعيّ أو "الآمن"، هو جلّ ما تُريده وسائل الإعلام التقليدية. فمصلحتها تكمن في "لململة الفضيحة"، لتحصين قوى الأمر الواقع. هذا يُنافي الهدف الجوهريّ للصحافة والإعلام في تزويد الناس بالحقائق لاتخاذ القرارات والمواقف الصحيحة.

وهنا يأتي دورنا في أن نولّد أفكاراً خلّاقةً ونقديّةً ووجهات نظرٍ متباينةً، تُمهّد لبناء مجتمعٍ تكون فيه الحقيقة المعيار الوحيد.

Website by WhiteBeard
Popup Image