اختيار الطابق المناسب للسكن في العمارة يتطلب النظر إلى العديد من العوامل، لكن قبل دراسة هذه العوامل فالمزاج الشخصي للسكان هو المعيار الأول والأهم، فمن يحب الإطلالات العالية يختلف عمن تحب الزراعة، ومن يسعى للهدوء يختلف عمن يرغب بشرفة مطلة على الشارع.
المعايير التي يجب أن نضعها لأنفسنا هي الخصوصية، التدفئة والتبريد، القرب من الطبيعة، وكذلك تكلفة فواتير الخدمات. لكن المزاج ليس كل شيء، فهناك المتطلبات التي تفرضها حاجات السكان، أعمارهم، وأحياناً وضعهم الصحي. والتي تختلف باختلافهم، سواء كانوا عائلات، أفراداً غير متزوجين، أو أصحاب حيوانات أليفة.
كذلك قد تؤثر عوامل لا تتعلق بنا شخصياً على اختيار الطابق الأمثل للسكن، كالجغرافيا، المناخ، واحتمالية حدوث الكوارث الطبيعية مثل الزلازل أو الفيضانات. في هذا الدليل الشامل، سنستعرض مزايا وعيوب الطوابق المختلفة ونوضح كيف يمكن لهذه العوامل أن تؤثر على اختياركم.
قل لي أين تسكن؟
في المناطق ذات المناخ الحار والجاف، يُفضل السكن في الطوابق السفلية والمتوسطة. السبب في ذلك أن الطوابق العليا تكون أكثر تعرضاً لأشعة الشمس المباشرة، مما يزيد من الحرارة داخل المنازل ويؤدي إلى ارتفاع فواتير التبريد. الطوابق السفلية عادةً تكون أبرد بشكل طبيعي لأنها قريبة من الأرض، لذا فالطوابق المتوسطة أو السفلية هي الخيار الأفضل في المناخات الحارة للحفاظ على درجة حرارة داخلية مريحة مع تقليل فواتير التكييف.
لكن هذه الميزة يجب أن تأتي مع كثير من الاحتياطات من دخول الحشرات التي تتواجد في المناطق الحارة، وأحياناً الغبار.
المعايير التي يجب أن نضعها لأنفسنا هي الخصوصية، التدفئة والتبريد، القرب من الطبيعة، وكذلك تكلفة فواتير الخدمات. لكن المزاج ليس كل شيء، فهناك المتطلبات التي تفرضها حاجات السكان، أعمارهم، وأحياناً وضعهم الصحي. والتي تختلف باختلافهم، سواء كانوا عائلات، أفراداً غير متزوجين، أو أصحاب حيوانات أليفة
أما في المناطق ذات المناخ البارد، يُفضل السكن في الطوابق العليا لأنها تتعرض لأشعة الشمس أكثر من الطوابق السفلية، مما يوفر دفئاً طبيعياً ويقلل من الحاجة إلى التدفئة. بالإضافة إلى ذلك، الطوابق العليا تكون أكثر دفئاً لأن الحرارة ترتفع إلى الأعلى داخل المباني، والأفضل من الطابق الأخير (الروف) هو الطابق قبل الأخير لأنه يكون محمياً.
أما إن كنتم تعيشون بالقرب من البحر، أو في أحد الجغرافيات ذات المناطق المناخ الاستوائي فقد تواجهون مشاكل تتعلق بالرطوبة العالية في الطوابق السفلية، مما يجعل الطوابق العليا خياراً أفضل في هذه الحالة. لأنها تسمح بتهوية أفضل وتقلل من تراكم الرطوبة والعفن، ناهيكم عن منظر البحر من الشرفة أو النافذة.
في المدن الكبرى والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية، يُفضّل السكن في الطوابق العليا للحصول على إطلالات مميزة ولتجنب الضوضاء والتلوث القريب من الأرض والذي تسببه عوادم السيارات بشكل أساسي. بالإضافة إلى ذلك، الطوابق العليا في المناطق الحضرية تكون أكثر هدوءاً من الطوابق السفلية، وتعتبر أكثر أماناً وتعطي خصوصية أكبر للسكان.
على العكس منها الضواحي التي تحيط بالمدن، أو المناطق الريفية، قد تكون الطوابق السفلية أو المتوسطة هي الأفضل، حيث توفر سهولة الوصول إلى المساحات الخارجية مثل الحدائق والأراضي الزراعية. بالإضافة إلى ذلك، تكون الطوابق السفلية أكثر توافقاً مع نمط الحياة الريفي والطبيعي الذي يعتمد على المساحات الخارجية بالأساس.
في المدن الكبرى والمناطق ذات الكثافة السكانية يُفضّل السكن في الطوابق العليا للحصول على إطلالات مميزة ولتجنب الضوضاء والتلوث القريب من الأرض والذي تسببه عوادم السيارات بشكل أساسي.
في المناطق التي تشهد نشاطاً زلزالياً متكرراً، يُفضل السكن في الطوابق السفلية والمتوسطة لتسهيل الإخلاء السريع في حالات الطوارئ. كلما زاد الارتفاع، زادت صعوبة الإخلاء عند حدوث زلزال. الطوابق السفلية توفر وصولاً أسهل وأماناً أكبر في هذه الحالات بحسب موقع "Housing".
ورغم أن المباني في المناطق الزلزالية تُصمم أحياناً لتقاوم الاهتزازات، لا سيما بعد الثمانينيات، لكن الطوابق العليا قد تكون أكثر تأثراً بالحركة نتيجة الزلزال.
الأرض أم الإطلالة على الأرض؟
توفر الطوابق السفلية سهولة الوصول إلى المرافق الخارجية مثل الحدائق والملاعب، ما يجعلها مثالية للعائلات التي لديها أطفال. كما يمكن للعائلات الاستفادة من الساحات أو الباحات في الطوابق السفلية. كما تعتبر الطوابق الأرضية أسهل على أصحاب الحيوانات الأليفة الوصول إلى الخارج بشكل مباشر دون استخدام المصعد، مما يسهل من عمليات التنقل المتكررة للحيوانات الأليفة مثل الكلاب.
في نفس الوقت، يمكن أن تكون الطوابق السفلية أكثر عرضة للسطو، بسبب سهولة الوصول إليها من الخارج، لذا من الضروري تعزيز الإجراءات الأمنية مثل تركيب كاميرات أو أنظمة إنذار. أما المشكلة الثانية فتتعلق بالرطوبة بسبب قربها من الأرض، مما قد يؤدي إلى ظهور العفن، وكذلك الحشرات.
الطوابق المتوسطة توفر توازناً جيداً بين سهولة الوصول والهدوء، فهي بعيدة عن الضوضاء الموجودة في الطوابق السفلية ولكنها في نفس الوقت لا تتطلب استخدام المصعد كثيراً مثل الطوابق العليا. إلا أنها تخسر ميزات الطوابق الأرضية والعليا، وفي المقابل تظل الأقل سعراً. لكنها تعتبر ناقصة بدون شرفة ولو صغيرة تتيح لمن يسكنها الحصول على هواء نقي.
الطوابق العليا… إطلالات جميلة ما لم تنقطع الكهرباء
توفر الطوابق العليا توفر أعلى مستويات الخصوصية، حيث تكون بعيدة عن الأنظار والضجيج. هذا يجعلها خياراً مثالياً للأفراد الباحثين عن الهدوء والعزلة، كما يستمتع سكانها بإطلالات خلابة على المدينة أو الطبيعة، ما يضيف جمالية وراحة نفسية للسكان، ولعل الأهم هو التهوية الجيدة، ما يقلل من الرطوبة داخل الشقق.
توفر الطوابق السفلية سهولة الوصول إلى المرافق الخارجية مثل الحدائق والملاعب، ما يجعلها مثالية للعائلات التي لديها أطفال. كما يمكن للعائلات الاستفادة من الساحات أو الباحات في الطوابق السفلية. كما تعتبر الطوابق الأرضية أسهل على أصحاب الحيوانات الأليفة
لكن عيوبها يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، فكونها أكثر تعرضاً لأشعة الشمس المباشرة، سيزيد من استهلاك التكييف في الصيف، كما أنها قد تكون أعلى سعراً تحديداً في المدن الكبيرة، أمر آخر يعتبر من عيوب هذه الطوابق هو ضرورة التأكد من عزل سقف العمارة جيداً لمنع التسريب، وضرورة التأكد من وجود مولدات كهرباء احتياطية في المبنى في حال انقطاع الكهرباء وعدم القدرة على استخدام المصعد، أو الأسوأ التواجد داخله.
السؤال ما هو الطابق الأفضل لنا للسكن، يعتمد بشكل أساسي على سؤال أكبر وأهم منه، وهو ما الذي نحبه في الحياة، مراقبتها من الأعلى، أم معايشتها على الأرض.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 9 ساعاتعن أي نظام تتكلم عن السيدة الكاتبة ، النظام الجديد موجود منذ سنوات ،وهذه الحروب هدفها تمكين هذا...
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 6 أيامجميل جدا وتوقيت رائع لمقالك والتشبث بمقاومة الست
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ أسبوعمقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ اسبوعينعزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...