يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22 بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصات التحقق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصات التحقق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.
تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.
ما بين تصريح منسوب لمنظمة الصحة العالمية بأن جدري القردة ليس حالة طوارئ عالمية، مروراً بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمدينة جنين، وصولاً إلى تصريح أحد أبطال فيلم "حياة الماعز" بأن العمل الفني "يهدف إلى إصلاح المجتمع السعودي"، تعدّدت المعلومات المضللة التي فنّدها مدققو معلومات عرب بين 27 آب/ أغسطس و2 أيلول/ سبتمبر 2024.
1- هل صرّح مدير "الصحة العالمية" بأن جدري القردة لا يمثل حالة طوارئ عالمية؟
راج عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يزعم ناشروه أنه يظهر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، وهو يعلن أن "جدري القردة لا يمثل حالة طوارئ عالمية".
هل صرّح بطل "حياة الماعز" بأن الفيلم يهدف إلى إصلاح المجتمع السعودي؟ هل صرّح مدير "الصحة العالمية" بأن جدري القردة لا يمثل حالة طوارئ عالمية؟ هل تنبّأت هيئة الأرصاد المصرية بشتاء استثنائي في برودته؟… هذا ما توصّل إليه مدققو معلومات عرب وفنّدوا هذه الادعاءات الرائجة
تحقَقت منصة "صواب" المتخصصة في تدقيق المعلومات، من صحة الفيديو، وتبين أنه قديم ومقتطع من مؤتمر صحافي عقدته المنظمة بتاريخ 11 آذار/ مارس 2023.
ولا يزال جدري القردة يُعتبر حالة طوارئ صحية عالمية، وفقاً لما أعلنته منظمة الصحة العالمية في 14 آب/ أغسطس 2024.
2- هل تنبّأت الأرصاد المصرية بشتاء استثنائي في برودته؟
تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي منشوراً، مفاده أن "الأرصاد الجوية: مصر ستشهد شتاءً شديد البرودة وممطراً بغزارة لم تشهده منذ 30 عاماً".
دقق فريق منصة "متصدقش" في صحة الزعم المنتشر، وتبين له أنه خاطئ، بناءً على نفي العضوة في المكتب الإعلامي لهيئة الأرصاد الجوية، منار غانم، في تصريحات تلفزيونية، مؤكدةً أن فصل الشتاء لا يزال على بعد أربعة أشهر، وما زال الوقت مبكراً جداً للحديث عن توقعات الأرصاد لفصل الشتاء.
وأضافت غانم أنه من المتوقع أن يكون الشتاء مشابهاً للأعوام الماضية، مع احتمال حدوث بعض التطرّفات المناخية، مثل زيادة في معدل الأمطار، كما شهدت جميع فصول السنة تغيرات مناخية أخرى.
3- هل زار نتنياهو مدينة جنين خلال العدوان الإسرائيلي الجاري عليها؟
نشرت صفحات وحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة يظهر فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينامين نتنياهو، مرفقةً بتعليق: "نتنياهو في جنين".
تتبّع المرصد الفلسطيني "تحقق" حقيقة الادعاء المرفق مع الصورة من خلال البحث العكسي، الذي قاد إلى إثبات أن الصورة ليست من مدينة جنين.
وأسفر البحث عن أن الصورة مقتطعة من فيديو التقط بتاريخ 18 تموز/ يوليو 2024، ونشر لأول مرة على حساب نتنياهو عبر "إكس"، ضمن خبر عن زيارته مدينة رفح في قطاع غزة.
ونُشرت الصورة أيضاً على موقع "تايمز أوف إسرائيل". ولم يُعثر على أية مصادر تؤكد صحة ادعاء زيارة نتنياهو لجنين في هذه الفترة.
تزامن تداول الصورة مع بدء الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية شمال الضفة الغربية المحتلة يوم الأربعاء 28 آب/ أغسطس 2024.
4- هل إصابة طفلة فلسطينية في غزة عمل دعائي لحماس؟
نشرت حسابات إسرائيلية، عبر "إكس"، مقطعي فيديو لطفلة مُصابة من دير البلح في غزة، زاعمةً أنهما "مشاهد تمثيلية"، وأرفقتهما بتعليق: "تصوير دخول طفلة غزّية إلى المستشفى من زوايا متعددة يهدف إلى إثارة القلق والرعب لدى المشاهدين، ويعتبر جزءاً من دعاية تستغل الأطفال وتدعمها وسائل الإعلام والمراسلون".
بحث مرصد "تحقق" الفلسطيني في حقيقة الادعاء، وتوصّل إلى أن المشاهد حقيقية وتم تصويرها من مستشفى شهداء الأقصى عقب مجزرة في دير البلح. وقد نُشرت المقاطع لأول مرة بواسطة الصحافي الفلسطيني هاني أبو رزق عبر "إنستغرام" لـ"لعائلة فلسطينية استهدفها الاحتلال الإسرائيلي في محيط مدرسة المنفلوطي في دير البلح".
في المقطع الأول، يظهر طفل وهو يحمل شقيقته الصغيرة المصابة، بينما يُظهر المقطع الثاني لحظة دخول امرأة إلى المستشفى وهي تركض خلف شاب يحمل طفلتها المصابة. بعد ذلك، تظهر الأم نفسها وهي تحتضن طفلها الآخر بعد استشهاده.
ضمن حملة التشكيك الإسرائيلية المستمرة في معاناة الفلسطينيين في غزة في ظل حرب الإبادة على القطاع، نشرت حسابات إسرائيلية مقطعي فيديو لطفلة مُصابة من دير البلح، زاعمةً أنهما "مشاهد تمثيلية". إليكم حقيقة الواقعة التي توصّل إليها مرصد "تحقق" الفلسطيني
منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، دأبت حسابات إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي على التشكيك في مشاهد قتل الفلسطينيين ومعاناتهم في قطاع غزة عبر وسمي "باليوود" و"غزة وود".
5- هل صرّح بطل "حياة الماعز" بأن الفيلم يهدف إلى إصلاح المجتمع السعودي؟
تداولت حسابات على "إكس" تغريدة منسوبة إلى الفنان العُماني طالب البلوشي، أحد أبطال فيلم حياة الماعز الذي أثار ردود فعل قوية في السعودية، نُسب إليه فيها أن "كل ما ورد في الفيلم صحيح، ولم أوافق على المشاركة إلا بعد أن تحقّقت من القصة شخصياً. هدف الفيلم هو إصلاح المجتمع السعودي والخليجي بشكل عام، وليس الإساءة". وقد حققت هذه التغريدة على مليوني تفاعل.
تحقّق فريق منصة "صحيح مصر" من هذا المنشور، واتضح له أن الحساب مزيف والتصريح مفبرك. وأعلن البلوشي أن الحساب الذي نشر التصريح "وهمي"، وأنه غير مسؤول عنه. كما راجع فريق المنصة التغريدات على حسابه الأصلي ولم يُعثر على هذا التصريح.
على عكس التصريح المزعوم، سبق أن صرّح البلوشي بأن "الشخصية واحدة وليست مجتمعاً كاملاً". كما عاد وغرد على حسابه الحقيقي على "إكس" قائلاً: "القصة تتعلّق بشخص في ظروف سيئة وتوقيت سيىء، وليست عن المجتمع بأكمله".
كما صرح البلوشي خلال مقابلة تليفزيونية بأنه لا يشعر بالندم على مشاركته في العمل، واتهم ما وصفهم بـ"الذباب الإلكتروني" باستغلال الفيلم لتحقيق أهداف شخصية.
جسّد البلوشي في الفيلم شخصية تاجر سعودي يستغل جهل عامل هندي بالقوانين واللغة ليجبره على العمل في حظيرة أغنام في الصحراء.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...