شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"In Their Shoes"... شباب وسياسيون لبنانيون يتبادلون الأدوار فكيف تكون النتيجة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والحريات العامة

الخميس 29 أغسطس 202402:31 م

شبّان وشابات لبنانيون/ ات يتبادلون/ ن الأدوار والأفكار مع مسؤولين وبرلمانيين لبنانيين، ويرافقونهم في جولات ميدانية لمكافحة الفساد وحلّ المشكلات التي يعاني منها لبنان. فكرة لا تخطر على بال، وأقرب إلى الخيال منها إلى الواقع، في بلد يعاني من انهيار اقتصادي ومالي منذ أربع سنوات، بسبب الأزمات المتعاقبة على إدارة البلاد، بالإضافة إلى إلغاء دور الشباب فيه أو العمل على تجنيدهم فحسب من قبل السياسيين والزعماء لأهدافهم ومشاريعهم السياسية، ما يدفعهم إلى طرق أبواب الهجرة.

برنامج "In Their Shoes"، الذي نظّمته مؤسسة "شباب ضد الفساد"، أو "Youth Against Corruption"، فعلها، وحاول تقريب وجهات النظر بين الشباب وبرلمانيين ومسؤولين وخبراء في القانون لديهم خبرة مع الأخيرين، بهدف تقريب المسافات بين الطرفين، وفتح مجال للحوار وتشارك الأفكار وإيجاد حلول للمشكلات، وكي يتعرفوا على وجهات النظر والحلول والمشكلات، ويعملوا على سنّ قوانين وإطلاق مشاريع إنمائية للبنان، ويكون للشباب دور في مكافحة الفساد.

البرنامج استمر لمدة أربعة أشهر، من الفكرة إلى التطبيق، تخلله تدريب شامل للطلاب على أساليب مكافحة الفساد، وإعادة تفعيل دورهم في المشاركة في صناعة القرار، كي يكونوا جاهزين لجولات تبادلية مع برلمانيين ومسؤولين وخبراء في القانون سبق لهم أن تعاملوا مع فئات الشباب، وهم النائبة نجاة صليبا، النائب إبراهيم منيمنة، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران، والمحامي والنائب السابق الدكتور غسان مخيبر، الخبير المتخصص في قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية ومكافحة الفساد.

في ما يلي تقرير عن بعض الجولات التي قام بها الشباب مع بعض المسؤولين.

كسر الصورة النمطية للمسؤول السياسي

يقول شربل خليل، وهو طالب في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية في بيروت، في حديث إلى رصيف22، إنه كان يتصوّر أي نائب في البرلمان اللبناني أو أي صاحب قرار، "في هيئة موكب رسمي وشخص لا يمكن الوصول إليه بسبب مرافقيه، أو شخص يردّ بطريقة فوقية". 

شبّان وشابات من لبنان يتبادلون/ ن الأدوار والأفكار مع مسؤولين وبرلمانيين، ويرافقونهم في جولات ميدانية لمكافحة الفساد وحلّ المشكلات التي يعاني منها لبنان. فكرة أقرب إلى الخيال في بلد يعاني من انهيار اقتصادي ومالي منذ أربع سنوات

ويضيف: "لكن برنامج 'ياك'، غيّر هذه الفكرة عندي، إذ التقينا خلاله بعدد من المسؤولين وصنّاع التغيير، ووجدنا أنهم أشخاص مثلنا، لديهم حياتهم واهتماماتهم، ويمكن أن يكون النائب ساكناً في شقّة مثلي وليس بالضرورة في فيلا، وليس شرطاً أن يكون كل سياسي أو صاحب قرار منتمياً إلى حزب معيّن فاسد، بل منهم أناس يعملون للبلد، برهنوا عن كمية الجهد والتعب والصراعات التي يواجهونها في عملهم، خصوصاً في ملفات مكافحة الفساد، وكيف تتم محاربتهم".

ويتابع شربل عن جولتيه مع النائب إبراهيم منيمة ورئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران: "أخذت النائب منيمنة إلى كلية العلوم في الجامعة اللبنانية، كوني طالباً فيها، حيث حاولنا أن نريه المشكلات في الجامعة إدارياً وخدماتياً، كما تنقّلنا معه في وسائط النقل العام، لنريه كم أن المواصلات صعبة في لبنان وغير آمنة بالنسبة للطالب في حال لم يكن يملك سيارةً".

ويتابع: "أما في جولتي مع رئيس الجامعة الدكتور بدران، فحاولت أن أوصل رؤيتي إليه، ومشكلات الجامعة، خاصةً الفروع البعيدة التي في زحلة والجنوب وشمال لبنان على سبيل المثال، حيث يعاني الطلاب من صعوبة في التعليم وانهيار مباني الجامعة عليهم، بالإضافة إلى الكلفة المادية الكبيرة للوصول إلى الجامعة. كما تناولنا معه غياب الانتخابات الطلابية الذي يشكل عائقاً كبيراً أمام الطلاب، حيث لم يعد لنا قرار أو دور فاعل في إيصال صوتنا إلى رئيس الجامعة".

رئيس الجامعة على غير عادته

في الأيام العادية، لا يمكن الدخول إلى مكتب رئيس الجامعة اللبنانية إلا عن طريق تسجيل موعد رسمي، أو انتظاره لساعات، حتى لو أن الأمر يحتاج إلى حل سريع لمشكلة طارئة على الصعيد التعليمي والإداري في الجامعة اللبنانية، التي تعاني كثيراً بدءاً من النقص في الكادر التعليمي، وصولاً إلى معاناة الطلاب في التحصيل العلمي، خاصةً في حال لم يكونوا من سكّان العاصمة بيروت. 

برنامج "In Their Shoes"، الذي نظّمته مؤسسة "شباب ضد الفساد" يحاول تقريب وجهات النظر بين الشباب ومسؤولين وخبراء في القانون بهدف تقريب المسافات بين الطرفين

هذه القاعدة كسرها الدكتور بسام بدران رئيس الجامعة اللبنانية، خلال مشاركته في البرنامج مع الشباب والشابات، حيث رافق الشباب في جولة إلى فروع الجامعة. يقول بدران عن هذه التجربة لرصيف22: "خلال الأيام التي أمضيتها مع الطلاب، ذهبنا إلى مجمع الحدث، وإلى مكاتب الجامعة في الطيونة. من جهتهم، تحدث الطلاب إليّ عن مشكلاتهم، فهناك أمور أنا على علم بها وأتابعها مثل كلفة المواصلات إلى الجامعة، وعدم وجود أساتذة. وهناك مشكلات أخرى حدّثوني عنها، وهم ليسوا على دراية بالحلول التي نعمل عليها، مثل وجود المركز الصحي الجامعي، وهو أحد الأماكن التي ذهبنا إليها وتفاجؤوا به إذ يمكن للطلاب أن يجروا فيه فحوصات طبيةً بكلفة بسيطة".

ويضيف: "من خلال جلساتهم معي، شاهدوا كمية الضغط والعمل والإجراءات الإدارية التي تأخذ وقتاً طويلاً بسبب الروتين الإداري، بالإضافة إلى متابعة الأمور اليومية لأكثر من 19 كليةً ونحو 4،000 إلى 5،000 أستاذ جامعي، و2،000 إلى 3،000 موظّف، و65 ألف طالب. فمتابعة كل هذه الأمور تقع على عاتق رئيس الجامعة، وأنا مطالب بمراجعتها".

ويرى بدران، أن مشكلة الجامعة اللبنانية الأكبر، هي عدم وجود ميزانية: "مثلاً في مشكلة سكن الطلاب وتنقلهم من أماكن بعيدة ليتابعوا الدراسة ضمن تخصصهم، لا يوجد سكن جامعي إلا في مجمع الحدث، لأنه توجد فيه إحدى عشرة كليةً، ويؤمّن سكناً لـ2،000 طالب. وفي حال تطبيق هذا الحلّ في كل الفروع، نكون قد أمّننا احتياجات الطالب، وسمحنا له بتوسيع أفقه عبر الاختلاط مع شريحة أكبر من المجتمع بدلاً من زيادة الفروع الجامعية".

لم تقتصر جولة الدكتور بدران وتجربته مع الطلاب على الخروج من مكتبه، بل شاهد من قرب نية التغيير لدى الشباب، عادّاً أن هذه العملية تبدأ خطوةً بخطوة". يقول: "نحن نواجه مشكلةً في البلد هي التغيير السريع. الأمر يحتاج إلى الانتقال من آلية إلى آلية عبر التدرج وإلا سنقع في مشكلة. يجب وضع الأولوية ثم العمل كي نصل إلى النتيجة. التغيير ثقافة ولا تأتي الأخيرة في لحظة بل تبدأ من المدرسة فالجامعة وصولاً إلى المجتمع". ويعلّق على موضوع تعليق الانت فيخابات الطلابية الذي سأل عنه الشباب خلال جولتهم، فيقول: "في الفترة الماضية، كانت لدينا هموم أخرى وأوليات يجب التعامل معها، مثل إعادة فتح الجامعة بعد أزمة كورونا وحل المشكلة المالية، لذا تأخرت عملية إعادة إطلاق الانتخابات التي سنعمل على إطلاقها العام المقبل".

الشباب ومكافحة الفساد

تابيتا ملعب، طالبة ماجستير في اللغة العربية وآدابها، من ضمن الطلاب الذين شاركوا المسؤولين من قرب خلال هذه التجربة، وقامت بجولة ميدانية برفقة زملائها مع الخبير القانوني غسان مخيبر، كانت محطتها الرئيسة وزارة الطاقة والمياه، لتبادل الأدوار.

ترى تابيتا، أن هذه التجربة طوّرت أفكار الشباب وأسئلتهم حول سياسات الوزارات والقوانين. تقول: "تبادل الأدوار تجربة فريدة من نوعها. وبرغم مدتها القصيرة، لكننا استفدنا منها على الصعيد الفكري، فأنا اليوم أصبحت قريبةً من صاحب القرار وأسأله دون أي حواجز. هي تجربة جديدة جعلت شخصيتي أقوى وأصبحت قادرةً على المساءلة والمساهمة". 

طالبة ماجستير: "كان من المفترض بالنسبة لي كمواطنة لبنانية، أن أدخل إلى وزارة بلدي وأعرف كيف أطالب بحقوقي وكيف أسائل قانونياً. للأسف نحن لدينا جهل في هذه الأمور، وهو جهل مدروس بسبب السلطات الفاشلة التي تبعدنا عمداً عن مراكز صناعة القرار"

عن جولتها مع مخيبر، تتحدث قائلةً: "تعرفت على الكثير من خلال هذه الزيارة. أولاً عندما ذهبنا إلى وزارة الطاقة والمياه، كانت الزيارة بالنسبة لي بداية معرفة بمكان الوزارة التي كنت لا أعلم حتى بوجودها في منطقة أمرّ بها كل يوم. كان من المفترض بالنسبة لي كمواطنة لبنانية، أن أدخل إلى وزارة بلدي وأعرف كيف أطالب بحقوقي وكيف أسائل قانونياً. للأسف نحن لدينا جهل في هذه الأمور، وهو جهل مدروس بسبب السلطات الفاشلة التي تبعدنا عمداً عن مراكز صناعة القرار".

سرد المشكلات لم يكن الأمر الأساس في هذه التجربة، بل تفعيل دور الشباب في مكافحة الفساد من وجهة نظر تابيتا، التي ترى أن دورها بعد هذه التجربة يكمن في الفهم والبحث والاستفسار والمساءلة، ثم المطالبة بالمحاسبة.

تبادل تجارب

في المقابل، خاض النائب البرلماني السابق والمحامي غسان مخيبر، رحلة اكتشاف مختلفةً من قرب بالنسبة له خلال زيارته التبادلية مع الشباب، كما يصفها، عادّاً أنها سمحت لمجموعة من الشباب اللبنانيين بأن يكتشفوا حياة وعمل أحد العاملين في الشأن السياسي والعام".

يقول مخيبر لرصيف22، إن التجربة لم تكن عبارةً عن تبادل الأماكن بين المسؤولين والشباب، بل كانت مجالاً للحوار وتبادل التجربة وليس الأدوار. ويضيف: "أطلعتهم/ نّ على تجربة عمرها 40 سنةً، وهذه أهمية إقامة لقاءات مماثلة؛ لتنتقل الممارسة والتجارب من جيل إلى جيل، بتعليمنا أشياء جديدةً لا سيما الاستفادة من خبرتهم/ نّ في التقنيات الحديثة التي يملكونها/ نها وقدرتهم/ نّ على استخدامها للوقاية من الفساد، لكن التحدي الأكبر في استمرار هذه التجربة واستفادة عدد أكبر من الشباب منها، مع الخشية بأن عدد الناشطين في هذا المضمار قليل مقابل فاسدين كبار باتوا يحاضرون بالعفة وبمكافحة الفساد والنزاهة".

الرجل الذي عمل منذ أربعين عاماً خلف مكتبه في إقرار القوانين الإصلاحية، ومن بينها قانون حق الوصول إلى المعلومات، خرج بطريقة مختلفة من مكتبه ورافق الشباب في رحلة عنوانها "شباب ضد الفساد"، لتبادل الخبرات من خلال عمله في مجلس النواب ومكتب المحاماة، ليساهموا بدورهم في عملية مكافحة الفساد التي ينظر إليها كثيرون على أنها مستحيلة إلا عن طريق الثورة وتغيير الرؤوس الكبرى ووضع الفاسدين في السجن"، كما يقول لرصيف22.

ويرى مخيبر أن "الشباب هم العنصر المحرّك للتغيير، لأنهم في هذا العمر لم يقعوا بعد في فرضية الإحباط والقرف مع أن هناك الكثير من الشباب اللبنانيين في حالة من الإحباط إلى حد الاستقالة ذهنياً من الالتزام بالشأن العام والتوق إلى السفر"، عادّاً أن التحدّي الأكبر ألا يقع الشباب في المستقبل فريسة هذا الإحباط، بل يجب عليهم أن يتعلموا من تجربتهم ولا يفقدوا الأمل والحماسة لكي يستمروا على هذا الطريق وإن كان محفوفاُ بالمخاطر".

تحديات… وأهداف مستقبلية

تصف مديرة المشروع غيدا الحاج، من مؤسسة "شباب ضد الفساد"، هذه التجربة لرصيف22، بأنها فريدة من نوعها، قائلةً: "الهدف من هذا الاختيار، المطالبة بتفعيل دور الشباب في الشأن السياسي والعام". 

مديرة المشروع: "اخترنا عشرين شاباً وشابةً كي نوصل من خلالهم رسالةً إلى عدد أكبر من الشباب. وتواصلنا مع وزير الداخلية والبلديات السابق يشارك في تدريب الشباب حول أهمية قوانين مكافحة الفساد". 

وترى الحاج أن العقبات في التجربة الأولى من برنامج "In Their Shoes"، تكمن في عدم تحقيق الوصول إلى شريحة أكبر من الشباب". وتضيف: "اخترنا عشرين شاباً وشابةً كي نوصل من خلالهم رسالةً إلى عدد أكبر من الشباب. في المقابل، لم نكتفِ بـ4 سياسيين فقط ليكونوا جزءاً من المشروع، بل تواصلنا مع وزير الداخلية والبلديات السابق زياد بارود لخبرته في القضاء والمحاماة والقوانين، ليشارك في تدريب الشباب حول أهمية قوانين مكافحة الفساد ودورها، وكيفية المطالبة بتطبيقها. كما كانت للشباب فرصة للقاء وزير التربية والحديث معه حول الهواجس التي يواجهونها في القطاع التعليمي والرؤيا لهذا القطاع".

وتتابع: "حرصنا في هذا المشروع على أن يدخل الشباب إلى البرلمان ويجلسوا مكان النواب، ويتحدثوا من الداخل عن مشروعهم لو انتُخبوا في يوم من الأيام كممثلين، للعمل به، وعن رؤيتهم إلى بلدهم لبنان".

في المقابل، وجه المشاركون رسائل حول رؤيتهم المستقبلية عقب هذه التجربة. يقول شربل خليل: "لو كنت مسؤولاً لواجهت أكثر، وعرضت الملفات بشفافية وصارحت الشعب بما يحصل عوضاً عن إخفائها، فالشباب قادر على تسليط الضوء على الفساد وكشفه وهنا يكمن دورنا المستقبلي".

من جهتها، تختم الطالبة تابيتا ملعب، حديثها إلى رصيف22، برسالة مستقبلية توجهها إلى السياسيين والشباب، قائلةً: "يجب ألا أسكت على أي مخالفة لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس وسأكون تالياً مشاركةً في الفساد، لذا يجب تعزيز أدوات مكافحة الفساد والكشف عنه، ويمكن هنا أن نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للإبلاغ عنه، وذلك في ظل الخلل في موازين القوى بين المواطنين والسياسيين. المعركة طويلة صحيح، لكن سنتابعها لأنها معركتنا". 

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

شكل حياتنا اليومية سيتغيّر، وتفاصيل ما نعيشه كل يوم ستختلف، لو كنّا لا نساوم على قضايا الحريات. "ثقافة المساومة" هذه هي ما يساعد الحكام على حرماننا من حريات وحقوق كثيرة، ولذلك نرفضها، ونكرّس يومياً جهوداً للتعبير عن رفضنا لها، والدعوة إلى التكاتف لانتزاع ما لنا من قبضة المتسلّطين. لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا مسيرتنا/ رحلتنا في إحداث الفرق. اكتبوا قصصكم. أخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا.

Website by WhiteBeard
Popup Image