شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
ضغوط أمريكية ومطالبة إسرائيلية بـ

ضغوط أمريكية ومطالبة إسرائيلية بـ"رد الجميل"… هل تتخلّى مصر عن محور فيلادلفيا؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والحقوق الأساسية

الجمعة 23 أغسطس 202405:25 م

بات محور فيلادلفيا (المعروف أيضاً بمحور صلاح الدين) الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية، يُشكّل أزمةً متصاعدة بشكل لافت وخطير، في الأسابيع الأخيرة، بين مصر وإسرائيل، لا سيّما في ظل رفض القاهرة استمرار انتشار القوات الإسرائيلية على حدودها، باعتباره انتهاكاً لمعاهدة كامب ديفيد للسلام، الموقعة بين الطرفين عام 1979، والبروتوكول الأمني اللاحق الموقع عام 2005.

تعد مصر الوجود الإسرائيلي في المحور أيضاً تهديداً لأمنها القومي، في الوقت الذي يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على التأكيد مراراً وتكراراً على رفضه خروج قواته من المحور تحت أي ظرف.

منذ أيار/ مايو 2024، يفرض الجيش الإسرائيلي سيطرته على المعبر المتاخم للحدود المصرية بطول 14 كيلومتراً، متهماً القاهرة بمساعدة مقاتلي حركة حماس الفلسطينية التي تحكم قطاع غزّة، عبر إمداد مقاتليها بالأسلحة من خلال الأنفاق الموجودة أسفل الحدود بين القطاع المحاصر إسرائيلياً ورفح المصرية. بدورها، تنفي مصري بشكلِ مستمر هذه الاتهامات، وتؤكّد أن الأنفاق جرى هدمها من الجانب المصري منذ سنوات ضمن "الحرب على الإرهاب" في شبه جزيرة سيناء.

تصعيد إسرائيلي

تصاعد الأزمة بشأن المحور الحدودي يأتي في وقت تسعى الولايات المتحدة إلى إنجاح فرض هدنة والتوصّل إلى قرار وقف إطلاق النار في غزّة، حيث أجرى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، زيارات لأطراف معنية بحرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ نحو 11 شهراً، في مقدمتها إسرائيل ومصر، إلا أن - بحسب هيئة البث الإسرائيلية - نتنياهو أبلغ بلينكن خلال زيارته بأن قواته "لن تنسحب تحت أي ظرف من محور فيلادلفيا أو محور نتساريم".

4 سيناريوهات مقترحة لإنهاء الأزمة… رغم التصريحات العلنية حول "تمسّك مصر" بالانسحاب الإسرائيلي الكامل والفوري من معبر رفح ومحور فيلادلفيا إلا أن مصدراً مصرياً مطلعاً على المفاوضات مع إسرائيل يقول لرصيف22 إن القاهرة لا تمانع انسحاباً إسرائيلياً تدريجياً من المحور أو إخضاعه لإدارة مصرية أمريكية إسرائيلية مشتركة

وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية قد نقلت عن قائد لواء ناحال في الجيش الإسرائيلي قوله: "إن طُلب منّا البقاء بمحور فيلادلفيا، وإنشاء منظومة دفاعية فسنفعل". وذلك بعد أيام قليلة من تسريبات إعلامية أفادت بأن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت حذّر نتنياهو من أنه "بدون التوصل إلى صفقة بشأن غزة قد تنزلق إسرائيل إلى حرب إقليمية".

الإصرار الإسرائيلي على البقاء في محور فيلادلفيا، وعدم انسحاب القوات المتمركزة بطول المحور، وتأكيد مكتب نتنياهو في بيانه الصادر عقب زيارة بلينكن إلى تل أبيب، أن الوزير الأمريكي "أصر بثبات خلال اللقاء على تلبية احتياجات إسرائيل الأمنية"، فتحا الباب للتساؤل عن احتمالات قبول القاهرة استمرار وجود القوات الإسرائيلية على طول المحور، حتّى بعد انتهاء الحرب الجارية على غزّة، وكذلك التساؤل حول طبيعة الضغوط التي قد تمارسها واشنطن لإنجاح مقترح الهدنة الذي تتبناه.

إسرائيل تُطالب بـ"رد الجميل"

تحدث رصيف22 إلى مصدر مصري مطلّع على المفاوضات الجارية حول محور فيلادلفيا، والتي باتت ملفاً رئيسياً ضمن مفاوضات الهدنة في غزة. يقول المصدر، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، إن "نتنياهو يحاول الضغط لفصل المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزّة، عن المفاوضات حول محور فيلادلفيا، متحجّجاً بأن المحور يخضع لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل 1979، والبروتوكول الأمني اللاحق عليها، والذي قضى بتدشين لجنة اتصال مشتركة بين الجانبين لبحث تطورات المعاهدة بشكل مستمر حتى يومنا هذا.

كما يشير إلى أن تل أبيب تطالب القاهرة حالياً بما تصفه بـ"رد الجميل"، على خلفية سماحها في وقت سابق بتعديل البروتوكول الأمني بما يتيح وجود قوات مصرية على طول المحور على أن يكون "رد الجميل" هذا من خلال سماح القاهرة ببقاء القوات الإسرائيلية في المحور.

وسبق أن وافقت تل أبيب على انتشار قوات حرس الحدود المصرية بالمحور، وذلك بعد توقيع الطرفين ما يُعرف بـ"اتفاقية فيلادلفيا" عام 2005، باعتبارها تابعة لمعاهدة كامب ديفيد للسلام، وهي الاتفاقية التي حددت مسافة 14 كلم كشريط عازل على طول الحدود بين مصر وغزّة، وذلك بعدما كانت القوات الإسرائيلية تسيطر على المنطقة "د" التي تتضمن محور فيلادلفيا، حتّى انسحابها منها وتسليمها إلى السلطة الفلسطينية في 2005.

وجاءت الاتفاقية بعدما أقر الكنيست الإسرائيلي، عام 2004، قرار سحب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزّة، وهو القرار الذي دخل حيّز التنفيذ في آب/ أغسطس عام 2005، قبل تفعيل ما يسمى بـ"الآلية النشطة" في الاتفاقية، والتي تنص على أنه في حالة وجود خطر يهدد أمن أحد الطرفين، ورغبة أحدهما في بقاء قوات لردع هذا الخطر، فيمكن ذلك، وهو ما حدث إبّان الحرب المصرية على الإرهاب إذ سمحت إسرائيل حينها لمصر بزيادة قواتها في المنطقة خلال الفترة الممتدة من 2011 وحتّى 2021.

4 سيناريوهات مقترحة لإنهاء الأزمة

يضيف المصدر المطلع أن هناك "4 سيناريوهات" لإنهاء الخلاف المصري الإسرائيلي حول المحور، أولها: الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من المحور خلال فترة تراوح ما بين 6 و 8 أسابيع، بالتوازي مع الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزّة. وثانيها: تدشين إدارة مصرية أمريكية إسرائيلية للمحور، وفقاً لمعاهدة السلام المشتركة، منوهاً إلى أن هذا الأمر "ليس مرفوضاً بالمرة لدى السلطات المصرية"، نظراً لوجود ترتيبات أمنية سابقة في سيناء بواسطة القوات المتعددة الجنسيات، وواصفاً هذا السيناريو بأنه "وارد".

ضغوط أمريكية عبر ورقة المساعدات العسكرية على القاهرة، وإسرائيل تطالب السلطات المصرية بـ"رد الجميل" وتفرض أمراً واقعاً… هل يصدق نتنياهو وتستمر السيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا؟

ويستطرد المصدر: "مصر لا ترفض الفكرة (يقصد الإدارة الثلاثية للمحور)، وإنما ترفض أن يكون هذا الإجراء مؤقتاً". أما السيناريو الثالث المقترح، فيوضح المصدر أنه يتمثل في وجود قوات دولية متعددة الجنسيات، وهو ما أعلنت القاهرة رفضها التام له. في حين يتمثّل السيناريو الرابع في استمرار وجود القوات الإسرائيلية بالمحور لحين الانتهاء من الترتيبات الأمنية في قطاع غزّة، على أن تنسحب لاحقاً. يعقّب المصدر بأن الإدارة الأمريكية تضغط على القاهرة حالياً لقبول هذا السيناريو "على عهدتها"، خاصةً أنها ترغب في الانتهاء من الأمر في أقرب وقت لانشغالها بصراعات الانتخابات الرئاسية الأمريكية الوشيكة والمقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.

ضغوط عسكرية أمريكية

يكشف المصدر أيضاً أن تل أبيب اقترحت، في الآونة الأخيرة، تدشين نقاشات لتعديل معاهدة السلام مع مصر، والبروتوكول الأمني اللاحق عليها، وذلك بهدف "معالجة بعض الثغرات". ويلفت المسؤول المصري إلى أن "القاهرة أبدت رفضها للأمر، لذا اتجهت إسرائيل إلى الاستعانة بالجانب الأمريكي كمحاولة للضغط على مصر للقبول بالجلوس إلى طاولة الحوار لأجل تعديل الاتفاقية"، موضحاً أن الضغوط الأمريكية هذه المرة "عسكرية وليست دبلوماسية"، وذلك عبر تلويح وزير الدفاع الأمريكي بملف الأسلحة وقطع الغيار والمساعدات العسكرية.

ويرى المصدر أن الاتجاه القائم حالياً لدى مصر، هو الموافقة على سيناريو الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من المحور، وذلك على الرغم من الموقف المُعلن والمُطالب بالانسحاب الفوري الكامل للقوات الإسرائيلية على طول محور فيلادلفيا، مشيراً إلى أن القاهرة لا تربط الانتهاء من الترتيبات الأمنية في غزّة بملف الانسحاب من المحور، لا سيّما وأن هذه الترتيبات قد تستغرق وقتاً طويلاً.

وكان مصدر رفيع المستوى قد شدد، في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية" الرسمية، رداً على أنباء حول موافقة مصر على استمرار وجود القوات الإسرائيلية في المحور، على "تمسّك مصر" بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من معبر رفح ومحور فيلادلفيا.

"مصر تخشى حالياً خروج الأمور عن السيطرة وحدوث عمليات إطلاق نار متبادلة، في ظل وجود قوات إسرائيلية مواجهة لقواتنا على طول المحور، ولذلك يتم تغيير القوات (من ضباط وجنود) بشكلٍ دوري كل 3 شهور"، يتابع المصدر المطلع حديثه لرصيف22. ويزيد أن القاهرة وإن رفضت الحديث حالياً عن تعديل معاهدة السلام وبروتوكول 2005، إلا أنها أبدت مرونة في مناقشة هذا الأمر في وقت لاحق، وعقب هدوء الأوضاع بالمنطقة، وذلك خلال الاتصالات الأخيرة مع تل أبيب وواشنطن.

تعالى الحديث حول تصاعد أزمة محور فيلادلفيا، وإمكانية وقوفها حائلاً أمام التوصل إلى اتفاق على وقف الحرب على غزّة، بالتزامن مع استضافة مصر جولة محادثات جديدة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، تتمسك فيها القاهرة باحتمال إبرام صفقة، وتتحدث عن "جهودها المتواصلة مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة لوقف إطلاق النار في القطاع، والعمل على احتواء التصعيد في الإقليم"، وفق تصريحات وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، مطلع الأسبوع.

عبد العاطي أكد أيضاً أن "سياسة التصعيد التي تنتهجها إسرائيل مرفوضة جملةً وتفصيلاً، ولن تؤدي إلا لمزيد من توسيع رقعة الصراع" فيما حذّر وزير الخارجية الأمريكي، بلينكن، عقب لقائه نتنياهو، بأن جولة المفاوضات في القاهرة "لحظة حاسمة، وربما آخر فرصة، لإعادة الرهائن (الإسرائيليين)، والتوصّل إلى وقف إطلاق نار، وحثّ طرفي الأزمة على عدم اتخاذ أي خطوات قد تُخرج العملية عن المسار".

أزمة فيلادلفيا جزء من خطة نتنياهو

ويرى مستشار مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، الدكتور عمرو الشوبكي، في حديثه لرصيف22، أن أزمة محور فيلادلفيا لا تمثل خلافاً بين إسرائيل وحماس، وإنما تأتي كجزء من خطة نتنياهو لإثارة التعقيدات أمام التوصّل إلى اتفاق لوقف الحرب على غزّة وفرض هدنة.

يعتبر الشوبكي أن هناك الكثير من الحلول لتجاوز عقبة محور فيلادلفيا حال وجود رغبة جادة للحل، على غرار وجود قوات مراقبة دولية، أو المراقبة عن بُعد بالأجهزة التكنولوجية والكاميرات، وفي ظل وجود قنوات اتصال مفتوحة بين القاهرة وتل أبيب يمكن الوصول إلى بدائل حول مسألة وجود قوات إسرائيلية في المحور. قبل أن يستدرك: "إسرائيل لا ترغب حالياً في وقف إطلاق النار بالأساس".

ويلفت الشوبكي النظر إلى أمر هام يتمثل في سعي تل أبيب إلى استغلال المرحلة الثانية التي أقرها مقترح الهدنة الأمريكي، وذلك من خلال استئناف العمليات العسكرية في غزة عقب تسلّم الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، حيث أن العقبة الأساسية حالياً تتمثل في عدم رغبة إسرائيل في التوصّل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة، وإثارة أزمة الوجود العسكري في محور فيلادلفيا ما هو إلا عقبة جديدة يضعها نتنياهو في طريق الهدنة.

ونصّت مسودة المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة على انسحاب إسرائيلي أوّلي من المناطق المأهولة بالسكان خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، بالتزامن مع إطلاق سراح بعض الرهائن من كبار السن والمدنيين، والسماح إلى الفلسطينيين النازحين بالعودة إلى شمال القطاع. وخلال المرحلة الثانية، التي سيتم التفاوض على تفاصيلها أثناء تنفيذ المرحلة الأولى، يتوقع أن تنسحب القوات الإسرائيلية بالكامل وتطلق حماس سراح جميع الرهائن الأحياء المتبقين، بما في ذلك الجنود الذكور.

ولا يستبعد الشوبكي أن تصل القاهرة وتل أبيب إلى تفاهمات حول وجود قوات إسرائيلية، سواء بشكل مؤقت أو محدود، على طول محور فيلادلفيا، في ظل الضغوط الأمريكية التي تمارس على القاهرة، ونظير التوصّل إلى اتفاق حقيقي لوقف إطلاق النار في غزة، والبدء في تنفيذ مقترح الهدنة بمراحله المختلفة، مستدركاً بأن وجود القوات الإسرائيلية في المحور بات أمراً واقعيا منذ قرابة الثلاثة أشهر، ما يدفع باتجاه تقديم بعض التنازلات.

لا يستبعد الشوبكي أن تصل القاهرة وتل أبيب إلى تفاهمات حول وجود قوات إسرائيلية، سواء بشكل مؤقت أو محدود، على طول محور فيلادلفيا، في ظل الضغوط الأمريكية على القاهرة، ونظير التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة، سيّما وأن وجود القوات الإسرائيلية في المحور بات أمراً واقعيا، ما يدفع إلى تقديم تنازلات

أمريكا لا تملك فرض إرادتها على إسرائيل

 من جهته، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأمريكية، إميل أمين، أن واشنطن حالياً لا تمتلك الوقت ولا النفوذ لممارسة الضغوط الكافية على نتنياهو وحكومته للمضي قدماً في اتفاق وقف إطلاق النار، أو الخروج من محور فيلادلفيا.

وكان مسؤول أمريكي قد صرّح لوكالة رويترز بأنه من المتوقع أن يضغط الرئيس الأمريكي جو بايدن على نتنياهو لـ"تخفيف مطالبه" بشأن الاحتفاظ بقوات إسرائيلية على محور فيلادلفيا.

وبحضور نائبة الرئيس المرشحة الديمقراطية في الانتخابات الأمريكية القادمة، كامالا هاريس، أجرى بايدن اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء الإسرائيلي، لبحث مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. وذكر البيت الأبيض في بيان أن بايدن شدّد على "الضرورة الملحة لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، وناقش المحادثات المرتقبة في القاهرة لإزالة أية عقبات متبقية".

ويقول إميل أمين لرصيف22 إن الموقف المتعنت لنتنياهو وحكومته تجاه وقف إطلاق النار في غزّة، وبقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، هو موقف سياسي "لمغازلة" الداخل الإسرائيلي واليمين المتطرف بالدرجة الأولى، وأكبر دليل على ذلك وجود أصوات داخل وزارة الدفاع الإسرائيلية والاستخبارات، ترى عدم أهمية بقاء القوات على الشريط المحاذي لمصر، مع إمكانية الاستعاضة عن ذلك بتكنولوجيا المراقبة العسكرية المتقدمة، والبقاء على استعداد لأي حاجة لتدخل طارئ على الأرض.

وسبق أن كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن خلافاً نشب بين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية بشأن بقاء قوات الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا إذ يرى رئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي أنه يمكن التعامل مع محور فيلادلفيا بطرق مختلفة دون الإبقاء على قوات فيه، بينما يصر نتنياهو على وجود فعلي للجيش الإسرائيلي هناك.

بالعودة إلى المحلل المتخصص في الشؤون الأمريكية، أمين، فإنه يؤكد على نفوذ نتنياهو الكبير في واشنطن، وعدم امتلاك الإدارة الحالية بقيادة بايدن النفوذ لإجبار تل أبيب على التراجع، مشدداً أنه يمتلك ما وصفه بـ"الأذرع الطويلة" داخل الولايات المتحدة، ومحذّراً من تماهي مصر في موقفها تجاه أمر المحور وبقاء القوات الإسرائيلية، خاصةً أن نتنياهو يحاول إطالة أمد الصراع آملاً وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى سدة الحكم مجدداً. وتجدر الإشارة إلى أن ترامب شجّع أخيراً على توسيع ما وصفها بـ"إسرائيل الصغيرة".

ويمكن التدليل على ضعف نفوذ الإدارة الأمريكية الحالية على تل أبيب باستباق المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد منسر، زيارة بلينكن الأخيرة إلى تل أبيب، بالتأكيد على أن قواتها ستبقى في محور فيلادلفيا لـ"ضمان عدم نقل أسلحة إلى حماس"، وذلك بعد ساعات من بيان لمكتب رئيس الوزراء أكد إصراره على بقاء الجيش الإسرائيلي في المنطقة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ما زلنا في عين العاصفة، والمعركة في أوجها

كيف تقاس العدالة في المجتمعات؟ أبقدرة الأفراد على التعبير عن أنفسهم/ نّ، وعيش حياتهم/ نّ بحريّةٍ مطلقة، والتماس السلامة والأمن من طيف الأذى والعقاب المجحف؟

للأسف، أوضاع حقوق الإنسان اليوم لا تزال متردّيةً في منطقتنا، إذ تُكرّس على مزاج من يعتلي سدّة الحكم. إلّا أنّ الأمر متروك لنا لإحداث فارق، ومراكمة وعينا لحقوقنا.

Website by WhiteBeard