شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
محور-فيلادلفيا_(1)

محور فيلادلفيا... تنتهي عنده الحرب على غزة وتبدأ حروب؟

محور-فيلادلفيا_(1)

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والتاريخ

السبت 6 يناير 202402:49 م
Read in English:

The Philadelphi Route: Does the war on Gaza end here and new wars begin?

على الرغم من أن محور فيلادلفيا، أو محور صلاح الدين، يمتد على طول 14 كيلومتراً فقط، على حدود قطاع غزة مع مصر، إلا أن أهميته تفوق مساحته، سواء من الناحية الأمنية أو الحدودية أو السياسية، بالنسبة إلى مصر وغزة وإسرائيل.

تسببت الدعاوى الإسرائيلية المتعددة لاحتلال محور فيلادلفيا في جدل واسع، سواء بين الجانبين المصري والإسرائيلي، أو حتى في إسرائيل نفسها، ما يدعو إلى طرح أسئلة عدة، حول أهمية المحور نفسه للأطراف المتشابكة، ووضعه في اتفاقية كامب ديفيد؟ وهل يمكن أن تسيطر عليه إسرائيل؟ وهل ستسمح مصر أو حماس بذلك؟ وهل يشكل بداية مواجهة إسرائيلية مصرية، وقبل هذا كله، شرارة تفجر الأزمة الحالية بتصريحات وزراء حاليين وسابقين في إسرائيل؟ وكيف يرى الإعلام الإسرائيلي تلك التصريحات؟

نتنياهو وليبرمان يفجّران الأزمة

في الثامن والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، فجّر رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، ووزير الدفاع الأسبق، أفيغدور ليبرمان، المعروف بميوله اليمينية المتشددة، قنبلةً موقوتةً على حسابه الرسمي على موقع "إكس"، حينما تحدث عمّا أسماه اليوم التالي للحرب على غزة، وتحدث عن ضرورة احتلال جنوب لبنان وتمركز الجيش الإسرائيلي عند نهر الليطاني، وتدمير محور فيلادلفيا على الحدود المصرية، والذي برأيه سيدفع نحو مليوناً ونصف مليون مواطن من سكان غزة إلى الهجرة إلى سيناء طوعاً، دون أن يتم طردهم من قبل إسرائيل. وشدد على أهمية هذا الطرح بعد الحرب لأن "الوضع في اليوم التالي للحرب لا يجب أن يكون كما كان قبلها، ويجب أن تدفع حماس الثمن".

ازداد الزخم والحديث عن محور فيلادلفيا بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في أثناء مؤتمر صحافي عقده في 30 كانون الأول/ ديسمبر الماضي في تل أبيب، حينما وجه إليه أحد الصحافيين سؤالاً حول محور صلاح الدين أو فيلادلفيا، وقال نتنياهو: "محور فيلادلفيا أو القوس الجنوبي يجب أن يكون في أيدينا وتحت سيطرتنا ويجب إغلاقه".

تصريحات تكشف رغبة إسرائيلية في السيطرة عليه... ما أهمية محور فيلادلفيا للأطراف المتشابكة، وما وضعه في اتفاقية كامب ديفيد؟ وهل يمكن أن تسيطر عليه إسرائيل؟

بعد تصريحات ليبرمان ونتنياهو، رد عضو البرلمان المصري، مصطفى بكري، بتصريحات شديدة اللهجة، عدّ فيها كلام نتنياهو تعدّياً سافراً على اتفاق السلام بين تل أبيب والقاهرة، وحذر نتنياهو من الاقتراب من الحدود المصرية لأنها خط أحمر، وقال إن نتنياهو يجهل قوة الجيش المصري وبأسه، وطالب السلطات المصرية برد حاسم واحتجاج رسمي عادّاً أن دعاوى نتنياهو ستزيد من الضغط على قطاع غزة وتحاصره، وكذلك ستفتح الطريق لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

وسلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الضوء على رد مصطفى بكري، على تصريحات نتنياهو، ونبّهت الصحيفة إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بدأت تنتشر وتتردد في الأروقة المصرية.

حظيت تصريحات بكري بردود فعل واسعة لدى الجمهور الإسرائيلي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، واتهم عديد من الإسرائيليين الجانب المصري بأنه المسؤول عن تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة من خلال محور فيلادلفيا، وحذّر إسرائيليون آخرون من قوة الجيش المصري، بينما طالب بعضهم باحتلال محور فيلادلفيا، وعدّوه خارج الأراضي المصرية.

محور فيلادلفيا... هكذا بدأ

محور فيلادلفيا هو شريط حدودي ضيّق، تم بناؤه عام 1982، وفقاً لأحكام اتفاقية كامب ديفيد، بين الجانبين المصري والإسرائيلي، ويقع ضمن المنطقة "د"، ويمتد من البحر المتوسط في الشمال حتى معبر كرم أبو سالم في الجنوب، وبحسب الأرشيف الإسرائيلي وما نشره الإعلام العبري حينها، فقد تسبب السياج وقتها في ضائقة مالية للسكان الذين كانوا في حي "كندا"، إذ انقطعت مصادر رزقهم، وكانت هناك محاولات عديدة لاختراقه، وتم نقل السكان إلى منطقة تُسمّى "تل السلطان"، وأُطلقت تسمية "جدار برلين" على السياج حينها، الذي تم تدشينه بنظام إلكتروني يسمح بمراقبة التحركات.

في أحداث الانتفاضة الأولى، تم الكشف عن أول نفق يمر تحت محور فيلادلفيا بطول خمسين متراً، وزعم الإعلام العبري حينها بأن النفق يُستخدم لتهريب البضائع والأشخاص، وفي الانتفاضة الثانية حمي الوطيس على طول محور فيلادلفيا، وحاولت المقاومة الفلسطينية مهاجمة عدد كبير من المواقع الإسرائيلية فيه، وأشهر الحوادث حينها استهداف ناقلة جند إسرائيلية كانت تسير بمحاذاة المحور، ونجحت الفصائل حينها في قتل خمسة جنود، وبعدها شنّت إسرائيل عمليةً واسعةً لاستهداف الأنفاق بجانب المحور، ودمرت 56 منزلاً، وثلاثة أنفاق.

مثّل محور فيلادلفيا قلقاً دائماً للجانب الإسرائيلي، حتى أعلن الأخير عن خطة فك الارتباط الشهيرة بالانسحاب من قطاع غزة عام 2005، وتالياً نقل السيطرة على المحور من الجانب الإسرائيلي إلى الجانب المصري، ووقتها حدث خلاف في إسرائيل بين جهاز "الشاباك" وأعضاء الكنيست، وعارض حينها رئيس الوزراء، أرييل شارون، الفكرة، لكنه في النهاية اضطر إلى الموافقة عليها بعد إقناع المستشارين القانونيين له بها.

في 28 آب/ أغسطس 2005، وافقت الحكومة الإسرائيلية على اتفاقية لنشر 750 جندياً مصرياً من حرس الحدود، مجهزين بأسلحة ثقيلة (بما في ذلك قاذفات آر بي جي-7)، و31 مركبةً مدرعةً من نوع "فهد"، و4 سفن استطلاع من نوع "تمساح" وثلاث طائرات هليكوبتر، وتمت الموافقة على الاتفاقية من قبل الكنيست في 31 آب/ أغسطس 2005، وفي 12 أيلول/ سبتمبر من العام نفسه، أخلت القوات الإسرائيلية المحور.

بعد الانسحاب الإسرائيلي وتسليم السيادة للجانب المصري، زعم الإعلام العبري بأن عمليات تهريب الأسلحة ازدادت من خلال المحور عبر الأنفاق، وبحسب ما نشره موقع "القناة السابعة" الإسرائيلية، فقد شملت عمليات التهريب هذه المتفجرات والصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ بعيدة المدى، وبسبب الحصار على غزة، ازدادت حركة الأشخاص والبضائع مثل الوقود والمواد الغذائية والغسالات والثلاجات. وفي 2007، سيطرت حركة حماس على قطاع غزة، وهو ما زاد من المخاوف الإسرائيلية من زيادة عمليات التهريب، وظل المحور يمثل هاجساً للجانب الإسرائيلي، وشهد عام 2008 حادثةً شهيرةً حينما اخترق الآلاف من سكان غزة السياج الحدودي متسللين إلى الجانب المصري باحثين عن الغذاء والمؤن، ما جعل الجانب الإسرائيلي يعلن في عام 2009 نيته التفكير في إعادة احتلال محور فيلادلفيا لمنع تسلح حماس بحسب وكالة رويترز. وفي 2012، قصف الجيش الإسرائيلي جزءاً منه في حربه على قطاع غزة آنذاك.

معقولية السردية الإسرائيلية من عدمها

يقول العقيد جمال فرج، الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية لرصيف22: "التصريحات الإسرائيلية الأخيرة ستذهب سدى بعد انتهاء الحرب الحالية، لأن حكومة نتنياهو سترحل بالأفكار كلها التي تثيرها في الوقت الحالي، خوفاً من الغضب الشعبي الإسرائيلي، وفكرة احتلال محور فيلادلفيا أمر غير معقول من الجوانب كافة. وبرغم الهوس الإسرائيلي في التصريحات المستفزة للجانب المصري، إلا أن القيادة المصرية ستفضّل عدم الانسياق خلف تصريحات يمكن وصفها بالحنجورية، وطريقة التعامل مع تلك الملفات ستكون دبلوماسيةً بالدرجة الأولى، ولا تهور في الرد على أي استفزازات، كما أن الجيش المصري والقيادة لن يسمحا إطلاقاً بأي اختراق للسيادة المصرية".

ويضيف: "محور فيلادلفيا يمثل نقطةً حساسةً للأمن القومي المصري، وفي حالة جدية أي تهديدات إسرائيلية، ستلجأ القيادة المصرية إلى وضع خط أحمر جديد، لن تتمكن إسرائيل من تجاوزه، ويجب على الاحتلال إدراك حساسية التوقيت لمثل هذه التصريحات والتي قد تعرّض العلاقات المصرية الإسرائيلية لمزيد من التوتر، خاصةً في ظل أكثر من موقف لتل أبيب منذ بدء عملية طوفان الأقصى، ومحاولات تهجير سكان غزة ودفعهم نحو سيناء، وترديد اسم مصر في أكثر من موقف في محاولات للضغط على القاهرة التي ترفض شكلاً ومضموناً تلك الضغوط".

"محور فيلادلفيا يمثل نقطةً حساسةً للأمن القومي المصري، وفي حالة جدية أي تهديدات إسرائيلية، ستلجأ القيادة المصرية إلى وضع خط أحمر جديد، لن تتمكن إسرائيل من تجاوزه، ويجب على الاحتلال إدراك حساسية التوقيت لمثل هذه التصريحات والتي قد تعرّض العلاقات المصرية الإسرائيلية لمزيد من التوتر"

ويرى حسين الشيخ أمير، سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن "تصريحات نتنياهو حول ضرورة عودة السيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا أو صلاح الدين، دليل على قرار عودة الاحتلال بالكامل وتدمير الاتفاقات مع مصر"، مطالباً بموقف عربي موحد لمواجهة محاولات نتنياهو فرض واقع جديد.

ويرى الخبير العسكري المصري اللواء هشام الحلبي، أن تصريحات نتنياهو تقع في نطاق الاستهلاك المحلي، وأنه لا يستطيع تنفيذ كلامه من الناحية القانونية، وهو يحاول الخروج من المأزق الحالي في حربه على قطاع غزة، وفشله في تحقيق أهدافه، فحسب.

فيلادلفيا بعيون إسرائيلية

لا يخفى على المتابعين للشأن الإسرائيلي مدى التخبط بين المستويين السياسي والعسكري في المواقف، خاصةً منذ بدء عملية طوفان الأقصى، ولم تكن مسألة محور فيلادلفيا في منأى عن هذا السجال والخلاف، فعلى الرغم من تصريحات نتنياهو الذي يمثل رأس الهرم في المستوى السياسي الإسرائيلي، إلا أن وزير الدفاع، يوآف غالانت، أعلن أنه لا توجد نية لاحتلال محور فيلادلفيا، وأن التوجه هو نحو تنفيذ عمليات عسكرية لمنع التهريب فحسب.

وفي 31 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن أن إسرائيل تحاول التوصل إلى تفاهمات بوساطة أمريكية للتعامل مع الأنفاق على طول شبه جزيرة سيناء ومحور فيلادلفيا، والتفكير يتجه نحو بناء حاجز تحت الأرض لوقف عمليات التهريب.

وسلّط الإعلام الإسرائيلي الضوء على أزمة محور فيلادلفيا منذ بدء عملية طوفان الأقصى، وازداد الحديث عن توتر العلاقات بين مصر وإسرائيل بسبب تكرار الهجوم الإسرائيلي على المحور منذ بدء الحرب الحالية على القطاع، وبحسب المحللة الإسرائيلية، ليئور بن آري، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية على طول المحور منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تسببت في توتر العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، خاصةً أن "مصر استاءت من غياب التنسيق معها، في ظل إعلان إسرائيل أن حماس والمقاومة تستغلان المحور للتهريب، وهو ما نفاه الجانب المصري، الذي أكد خلو المحور من الأنفاق". وبحسب مصدر مصري أوردت أقواله الصحيفة الإسرائيلية، فإن "الجانب الإسرائيلي بعد فشله في الوصول إلى قيادات حماس والمقاومة وكذلك المحتجزين والرهائن داخل القطاع، بدأ بالحديث عن محور فيلادلفيا واحتمال استخدامه في تلك الأهداف".

في دراسة تحليلية موسعة للدكتور جوناثان شانتزر، نائب رئيس "معهد الدفاع عن الديمقراطية"، نشرتها مجلة " COMMENTARY"، فإن "على السيسي أن يقرر قريباً ما إذا كان جزءاً من الحل أم أنه سيظل جزءاً من المشكلة". وتتحدث الدراسة عن الوضع المتأزم بخصوص الرفض المصري لتهجير سكان غزة، وقبولهم على الأراضي المصرية، مفترضةً التالي: "مصر قد تواجه موقفاً متأزماً في الفترة المقبلة يتعلق بالطلب الإسرائيلي بإخلاء المنطقة الحدودية حتى لا تصاب القوات المصرية المنتشرة على طول محور فيلادلفيا في أثناء مواجهة الجيش الإسرائيلي وحماس ومحاولة اكتشاف الأنفاق وتدميرها، وهذه ستكون نقطة صدام وخلاف قويةً في الأيام المقبلة بين مصر وإسرائيل".

وتشير الدراسة إلى أنه "على الرغم من الأزمات الاقتصادية التي تواجهها مصر، إلا أن المخاوف الأمنية الإسرائيلية الحالية لا تحتل مكانةً كبيرةً في الأولويات العسكرية المصرية"، ويعتقد كاتبها أن "احتمال وجود عمل مشترك بين مصر وإسرائيل لتدمير الأنفاق أمر ضعيف، نظراً إلى تزايد المشاعر المعادية لإسرائيل من الناحية الشعبية في مصر". وبرغم ذلك لم يستبعد شانتزر الأمر، لأنه "قد يكون خيار المضطر بالنسبة للجانب المصري، الذي يقدّر وبشدة التحالف مع الولايات المتحدة، ما يعني أن واشنطن قد تمارس ضغوطاً على القاهرة في هذا الشأن".

"محور فيلادلفيا سيكون نقطة البداية للحرب المقبلة: الحساسية المفرطة تجاه مصر تشكل خطراً على إسرائيل" حيث "تزداد المخاوف لدى بعض المصادر رفيعة المستوى في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من زيادة الحساسية المفرطة التي تظهرها الحكومة الإسرائيلية تجاه نظيرتها المصرية وخوفها من الإساءة إليها، في ما يتعلق بتهريب الأسلحة من سيناء إلى مصر، وهو ما سيؤثر على اتخاذ موقف مضاد لمواجهة حماس"

بداية للحرب المقبلة؟

تحدث الكاتب المتخصص في الشأن العسكري في موقع "والا" قريب الصلة من الدوائر الاستخباراتية العسكرية الإسرائيلية، أمير بوخبوط، عن الوضع المتأزم للمحور، وانعكاسات الوضع الحالي عليه مستقبلاً، في مقالة تحليلية بعنوان: "محور فيلادلفيا سيكون نقطة البداية للحرب المقبلة: الحساسية المفرطة تجاه مصر تشكل خطراً على إسرائيل"، تناول فيها "تزايد المخاوف لدى بعض المصادر رفيعة المستوى في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من زيادة الحساسية المفرطة التي تظهرها الحكومة الإسرائيلية تجاه نظيرتها المصرية وخوفها من الإساءة إليها، في ما يتعلق بتهريب الأسلحة من سيناء إلى مصر، وهو ما سيؤثر على اتخاذ موقف مضاد لمواجهة حماس".

ويرى الكاتب الإسرائيلي أن الجانب المصري لم يقدّم مساعدات للجانب الإسرائيلي في القضاء على تهريب الأسلحة لحماس، بينما ساعدت إسرائيل مصر في القضاء على داعش في سيناء، واستشهد بتصريحات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول هذا الأمر لشبكة CBS الأمريكية في 2019، مشيراً إلى أن مصر راضية عن تآكل قدرات الجيش الإسرائيلي على يد حماس.

ويستشهد بوخبوط، بتصريح مصدر أمني إسرائيلي مطّلع بأن "الجيش الإسرائيلي إذا لم ينجح في مواجهة الخطر الذي سببته الأنفاق بجوار محور فيلادلفيا، فستكون هذه نقطة البداية للحرب المقبلة، وبأن حماس تستغل تلك الأنفاق لبناء قدراتها العسكرية وتهرّب من خلالها عشرات الآلاف من القذائف والصواريخ والعبوات والقنابل والأسلحة كافة".

وتحدثت صحيفة "معاريف" عن الأزمة المتعلقة بمحور فيلادلفيا في مقالة للكاتب ناحوم شيلا، خبير شؤون الشرق الأوسط في مركز "ديان" في جامعة تل أبيب، الذي يرى أن "الوضع على طول الشريط الحدودي يُعدّ معقداً من الناحية السياسية والعملية، ومسألة احتلال محور فيلادلفيا أو رفح الفلسطينية ستزيد من المواجهة بين الجيش المصري والإسرائيلي، وستكون تحدياً لاتفاق السلام بين البلدين، والذي يقضي بعدم وضع دبابات وقذائف مدفعية عند الشريط الحدودي والمنطقة د".

وفق رأيه، "احتلال رفح ومحور فيلادلفيا، ولو مؤقتاً، قد يخلق وضعاً تنتهك فيه إسرائيل هذا الجزء من اتفاقية السلام (كامب ديفيد)، الأمر الذي قد يستفز معارضي اتفاق السلام في مصر أو يؤدي إلى المطالبة بتعزيز القوات المصرية، وبالطبع يمكن إدخال تغييرات على بنود الاتفاق في سيناء، لكن بموافقة الطرفين".

ويطرح الكاتب والمحلل الإسرائيلي، يوني بن مناحيم، في موقع "إيبوك" (Epoch)، تساؤلات عدة من ضمنها: هل يتسبب محور فيلادلفيا في صراع مصري إسرائيلي؟ مشيراً إلى أن تل أبيب تعوّل كثيراً على الموقف الأمريكي، وتأمل أن تضغط واشنطن على القاهرة للسماح لها بتعقب الأهداف المزعومة بالقرب من محور فيلادلفيا، ويلفت إلى أن مصر ستجد صعوبةً في رفض الضغط الأمريكي، ويقول: "لا جدوى من هذه الحرب دون سيطرة إسرائيل الكاملة على منطقة رفح ومحور فيلادلفيا، ووقف تهريب الأسلحة الضخمة إلى حماس من إيران عبر مصر. إذا لم تسيطر إسرائيل على هذه المنطقة، فلن تتحقق أهداف الحرب التي حددها مجلس الوزراء".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ثورتنا على الموروث القديم

الإعلام التقليديّ محكومٌ بالعادات الرثّة والأعراف الاجتماعيّة القامعة للحريّات، لكنّ اطمئنّ/ ي، فنحن في رصيف22 نقف مع كلّ إنسانٍ حتى يتمتع بحقوقه كاملةً.

Website by WhiteBeard
Popup Image