شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
الرياح السياسية تجري نحو دير الزور... كيف تتحرّك دمشق وأنقرة وطهران على وقعها؟

الرياح السياسية تجري نحو دير الزور... كيف تتحرّك دمشق وأنقرة وطهران على وقعها؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والتنوّع

الجمعة 23 أغسطس 202402:30 م

في السابع من آب/ أغسطس الجاري، شنت مجموعات مسلحة تتبع لشيخ عشائري في منطقة دير الزور، إبراهيم الهفل، هجمات على قوات سوريا الديمقراطية على الضفاف الشرقية لنهر الفرات شمال شرق سوريا. ويُنظر للرجل على أنه متحالف مع الحكومة السورية وإيران، وقد أعلن عن استمرار القتال ضد "قسد" حتى "تحرير مناطق العشائر"، فيما أبرز تقرير مشترك أعده الباحث ومساعد الباحث عبد الله الحايك، لـ"معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، دور الهفل كشخصية محورية في تشكيل "قوات القبائل والعشائر العربية"، التي تُعد جزءاً من الجهود الإيرانية لتأسيس ممر إستراتيجي بين دير الزور وحلب.

وتشهد المنطقة تنافساً بين القوى المحلية والإقليمية والدولية، حيث تعتبر دير الزور ذات أهمية إستراتيجية بسبب مواردها النفطية وموقعها الجغرافي، إلى جانب تأثيرات السياسات الخارجية، حيث تدعم الولايات المتحدة "قسد"، بينما يُظهر النظام السوري وإيران دعماً لجماعات الهفل، في حين تتقاطع مصالح تركيا مع المهاجمين حيث تسعى هي الأخرى لزيادة الضغط على "قسد"، ما يجعل الوضع في دير الزور معقداً أكثر.

إيران تعزّز نفوذها ودمشق تدعم العشائر

أشار تقرير المعهد إلى أن التحرك الإستراتيجي لإيران يظهر رغبتها في تعزيز نفوذها في المنطقة، وتحدي الوجود الأمريكي والكردي، وتأمين مصالحها الجيوسياسية، وكذلك إلى أن "الهفل يستخدم نفوذه لتوحيد العشائر العربية وتعزيز قوتهم العسكرية، ما يُعقد الوضع الأمني في شرق سوريا ويُعزز من احتمالات الصراع".

تتنافس قوى محلية وإقليمية ودولية على دير الزور ذات الأهمية الإستراتيجية بفضل مواردها النفطية وموقعها الجغرافي، وتأثيرات السياسات الخارجية، حيث تدعم الولايات المتحدة قسد، بينما يُظهر النظام السوري وإيران دعماً للعشائر، وتتقاطع مصالح تركيا مع المهاجمين لزيادة الضغط على "قسد"

كما ألقى الضوء على تركيز مجموعات الهفل بشكل واضح على محاربة قوات سوريا الديمقراطية، مشيراً إلى أن "قوات القبائل والعشائر العربية تتلقى دعماً صريحاً من الحكومة السورية وحلفائها الإيرانيين، مما يُمكنها من شن هجمات عبر نهر الفرات والسيطرة على مناطق كانت تحت سيطرة قسد".

من جانبها، قالت صحيفة العرب إن "إيران تستغل الصراعات الداخلية في شمال شرق سوريا لتعزيز نفوذها في المنطقة، وذلك من خلال دعم العشائر العربية وتشكيل قوات قبلية لمواجهة الأكراد والسيطرة على منطقة شرق الفرات، وألقت بدورها الضوء على الدور الذي يلعبه الجيش النظامي السوري وحلفاؤه الإيرانيون في دعم العشائر العربية في شرق سوريا".

فعبر استغلالها سخط وجهاء وأبناء العشائر على سياسات "قسد" التمييزية بحقهم، والأوضاع الاقتصادية المتردية لتوسيع نفوذها والتغلغل أكثر عبر مستويات عسكرية ميدانية واجتماعية، دخلت إيران بهدوء وصبر وتباطؤ عبر قوى ناعمة لترسيخ نفوذها في الحسكة، حسب سامر الأحمد من معهد الشرق الأوسط.

الأحمد، وهو من أبناء الحسكة، أشار في مقاله إلى استدعاء إيران وفداً من وجهاء وزعماء قبائل المحافظة إلى طهران وقم، على رأسهم شيخ قبيلة طي في الحسكة، ضاري الفارس العساف، وبعد يوم من عودتهم، أُعلن بشكل مفاجئ عن إعادة هيكلة مجلس القبائل والعشائر في المنطقة الشرقية، والذي كان يتزعمه حسن المسلط، أحد وجهاء قبيلة الجبور ومعروف بقربه من القوات الروسية، حيث تم تعيين ضاري الفارس ومحمود الحسناوي، المعروفين بولائهما لإيران، رئيساً ونائباً لرئيس المجلس على التوالي، ما جعل المجلس بمعظم أعضائه من الموالين لإيران.

نداء الوحدة والتكاتف

المواجهات العسكرية المتكررة بين الفصائل العربية وقوات "قسد"، تسّهل طموحات ترسيخ إيران لسيطرتها على دير الزور وغيرها من المناطق المهمة لتأمين ممر بري نحو حلب، وفقاً للحايك في معهد واشنطن. إذ أعلن الهفل، وهو شيخ قبيلة العقيدات، بعد مواجهات سابقة عن تشكيل فصيل "حركة أبناء الجزيرة والفرات". ويقود الهفل إلى جانبه، "قوات القبائل والعشائر العربية"، و"لواء أسود العقيدات"، و"فوج العشائر الهاشمية". وعليه، يُرجح مواصلة "الحرس الثوري" توسيع جهوده لتحويل سكان دير الزور إلى الإسلام الشيعي، معتمداً ببطء على الحالة الناجحة للزعماء الرئيسيين لقبائل البقارة.

مع ذلك، يرفض الموالون للشيخ العشائري الاتهامات الموجهة إليه بأنه يوالي السلطة في دمشق أو إيران، ويزعمون على الدوام بأن الأسلحة التي يستخدمونها في قتال "قسد"، هي من الغنائم التي يحصلون عليها خلال توجيه ضرباتهم للنقاط العسكرية التابعة لـ"قسد" في مناطق دير الزور الخاضعة لهم. 

وبالفعل، فقد كانت تلك التبريرات مقنعة أكثر في المرة الأولى، أي آب/ أغسطس عام 2023، عندما انتفضت أجزاء من عشيرة العكيدات على "قسد"، عقب اعتقال الرئيس السابق لمجلس دير الزور العسكري، المدعو أحمد الخبيل أبو خولة.

إلا أن استمرار العمليات من الطرف الذي تسيطر عليه حكومة دمشق، باتجاه المناطق الخاضعة لـ"قسد"، خفف بريقها، خاصة مع ازدياد الأصوات المشككة بولاء "الهفل" لـ"الثورة السورية".

 في الإطار نفسه كتب الصحافي السوري المعارض عبد الناصر العايد المنحدر من محافظة دير الزور، رئيس تحرير صحيفة جسر، في تغريدة على منصة إكس في 9 آب/ أغسطس الجاري: "ليلة أمس، ارتكبت ميليشيا العشائر بقيادة إبراهيم الهفل، جريمة مروعة بأوامر من الحرس الثوري الإيراني، حيث قصفت قرى قبيلة البكارة، مما أسفر عن مقتل 11 طفلاً وطفلة مع عائلاتهم، وظهرت مشاهد مؤلمة لطفلة صغيرة قُطع رأسها بشظايا القصف". 

ويعتبر اتهام العايد للهفل بالتبعية لإيران، اختراقاً في جسد "قوات العشائر"، كونه صادراً عن أحد الوجوه الإعلامية البارزة على صعيد المحافظة.

"دير الزور تعتبر البوابة التي يسعى النظام السوري للعبور من خلالها لتحقيق أهدافه المشتركة مع تركيا، ومنها القضاء على مشروع الإدارة الذاتية في إقليم شمال سوريا وشرقها، وتنفيذ المصالح المشتركة المتبادلة بينهما في شرق سوريا وغربها، والسيطرة على منطقة تتمتع بمقومات جغرافية واقتصادية هامة"

وأضاف محذراً من مغبة الفتنة التي قد تنشأ بين القبائل: "إننا ندرك جيداً أن إيران تسعى من خلال هذا التصرف إلى إشعال فتنة مدمرة بين أكبر قبيلتين في سوريا، اللتين جمعتهما مئات السنوات من المحبة والتآلف وحسن الجوار، وقد استخدمت المرتزق إبراهيم الهفل لتمزيق نسيج المجتمع في شرق سوريا". 

وفي نداء عاجل منه إلى أبناء القبائل المتضررة، قال العايد: "في هذه اللحظة العصيبة، أود أن أقول أمرين: الأول؛ على أبناء قبيلة البكارة إدراك حقيقة الموقف، وأن يعرفوا أن دماء أطفالهم في رقبة المرتزق إبراهيم فقط. الثاني؛ يجب على أبناء العكيدات أن يكونوا حذرين، فإيران قد تضرب المدنيين في مناطقهم عبر مرتزقتها وتزعم أنه انتقام من قبيلة البكارة". 

دير الزور والأهداف المشتركة

يرى الكاتب والمعارض السياسي السوري، علي أمين سويد، أن التحركات التي قام بها المسلحون التابعون للهفل هي من الحكومة السورية ضد قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور. ويوضح في حديثه لرصيف22: "جاءت هذه التحركات ضد قوات سوريا الديمقراطية بأوامر من الاحتلال الإيراني، فالنظام السوري فاقد للشرعية والسيادة وتنوب عنه إيران في إدارة الأمور في سوريا بما يحقق مصالح دولة الاحتلال وحلفائها بالدرجة الأولى". 

ويعتقد أن "الأبعاد السياسية وراء الهجوم تأتي وكأنها ضربات ترضية لدولة الاحتلال التركي التي تضع قضية محاربة "قسد" من قبل نظام الأسد شرطاً للتطبيع"، مستدركاً "لكن مطلب النظام التركي الأساسي هو انتزاع اتفاق يشبه اتفاق أضنة 1998 من النظام السوري، ليتمكن من اجتياح باقي الشمال السوري الذي تعارضه إيران على ما يبدو، فقامت الأخيرة بتجنيد مرتزقة للنظام من العشائر وغيرها للهجوم على "قسد" للقول بأن النظام يحارب قسد، فلا توجد حجة لتركيا لتمتنع عن التطبيع". 

وفي حديثه لرصيف22، قال عبدالله الحايك، وهو مساعد باحث في "برنامج الدراسات العسكرية والأمنية" والمتخصص في الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا والعراق في معهد واشنطن: "بعد أن عززت طهران قوتها وأمّنت مصالحها الاستراتيجية في سوريا، عبر إدارة المناطق المحلية وحماية المواقع الدينية، كمقام السيدة زينب في دمشق، من قبل فصائل مذهبية. توجهت لدعم فصائل أخرى، كفيلق المدافعين عن حلب بهدف المشاركة المجتمعية نيابةً عنها في اختراق المجتمع المحلي. إلى جانب إظهار المشروع الإيراني بمظهر المتسامح والمنقذ. مع أمل إيراني ببناء تحالفات مع العشائر العربية لاختراقها وتحويلها تدريجياً نحو المذهب الشيعي".

عليه، "يعد الاستثمار الإيراني مزيجاً من جهود عسكرية ومجتمعية لتحقيق أهداف استراتيجية، لكنه يستلزم توازناً دقيقاً لتجنب تفاقم التوترات الطائفية والمجتمعية. وهذه مقاربة تعكس، تعزيز إيران تأثيرها في المنطقة من خلال استراتيجيات معقدة تمزج القوة العسكرية بالدهاء السياسي والمجتمعي"، حسب الحايك.

وكان تحرير مدينة دير الزور من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، ضمن عملية أوسع نطاقاً قامت بها "قوات سوريا الديمقراطية"، حيث بدأت "قسد" حملتها في أيلول/ سبتمبر 2017، بشن هجمات على مواقع داعش في دير الزور، استخدمت فيها تكتيكات متنوعة بما في ذلك الهجمات البرية المدعومة بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وتعتبر معركة الباغوز، في 23 آذار/ مارس 2019، آخر معارك القضاء على "داعش" في المنطقة، حيث تمكنت "قسد" من السيطرة على البلدة، مشكلة نهاية الوجود الجغرافي للتنظيم الإرهابي.

أبو عمر الإدلبي، وهو قائد "لواء الشمال الديمقراطي"، أحد التشكيلات العربية ضمن "قوات سوريا الديمقراطية"، والتي ينحدر أغلب مقاتليها من محافظة إدلب، نوّه خلال حديثه لرصيف22، إلى أن "النظام السوري يحاول تسويق نفسه في المفاوضات الأمنية الجارية بين أنقرة ودمشق"، مؤكداً أن الهجمات على كل من منبج ودير الزور تأتي ضمن الأهداف المشتركة للنظامين، غرضها استهداف المشروع الديمقراطي في مناطق شمال وشرق سوريا، وهو هدف يشترك فيه النظام السوري مع تركيا".

وبيّن الإدلبي أن دير الزور تعتبر البوابة التي يسعى النظام السوري للعبور من خلالها لتحقيق أهدافه المشتركة مع تركيا، والتي تشمل "القضاء على مشروع الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا"، و"تنفيذ المصالح المشتركة المتبادلة بينهما في شرق وغرب سوريا"، و"السيطرة على منطقة تتمتع بمقومات جغرافية واقتصادية هامة"، مؤكداً على الأهمية الاستراتيجية لمنطقة دير الزور. 

"تسعى إيران من تمددها في الجزيرة السورية لأن تكون شريكة وفاعلة في أي اتفاق يحصل بخصوص مستقبل المنطقة، لاسيما بعد بوادر التقارب التركي الروسي الإيراني تجاه مواجهة تهديد حزب العمال الكردستاني، ومطالبة الدول الثلاث بانسحاب القوات الأمريكية من المنطقة"

رسائل إيران الإستراتيجية

هناك توترات وتعقيدات في العلاقات بين تركيا وإيران من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) على الجهة المقابلة، حيث توجد جهود إيرانية لفتح طاولة حوار بين أنقرة والأسد بشأن إبعاد "قسد" وإحلال القوات النظامية محلها.

فقد أكد البيان الختامي لقمة طهران التي جمعت الرئيس الإيراني بنظيريه التركي والروسي، في تموز/ يوليو عام 2022، على التزام الدول المشاركة بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، وعبرت الدول الثلاث عن رفضها لجميع المحاولات لإيجاد حقائق جديدة على الأرض السورية بذريعة مكافحة الإرهاب، في إشارة إلى رفضها جميعها للإدارة الذاتية التي تطبقها "قسد" في مناطق سيطرتها، وهو ما تؤكد عليه عادة اجتماعات أستانا بين الدول الثلاث.

حيال ذلك، يرى الكاتب علي أمين سويد، أن هناك عدة رسائل قد تكون إيران رغبت بإيصالها من خلال الهجوم الأخير لمجموعات "الهفل" على "قسد"، ولأطراف مختلفة، ويقول: "الرسالة الأولى لتركيا بأن النظام السوري يفعل ما تريد تركيا فعله لجهة محاربة قوات سوريا الديمقراطية، لذلك على تركيا أن تكف عن المطالبة بمحاربة "قسد" كشرط للتطبيع".

نجاح إيران في استقطاب كل عشائر دير الزور، لن يكون بهذه السهولة، بسبب صلات هذه العشائر بعشائر العراق التي عانت سنوات عديدة من ممارسات طهران التي هدّدت وجودها وتاريخها وهويتها.

ويتابع: "الرسالة الثانية موجهة للولايات المتحدة الأمريكية، وتقول إن إيران ستضعها في مواجهة الشعب السوري حسب زعمها، وأنها ستجعل من وجودها في شرقي سوريا أمراً بغيضاً للإدارة الأمريكية، أما الرسالة الثالثة فموجهة لقيادات قسد، بأن الرضوخ لإرادة نظام دمشق هو المنفذ النهائي لها، ولن يكون هنالك أي حوارات لا تستجيب مئة بالمئة لرغبات النظام".

وفيما يتعلق بتأثير التصعيد الأخير على العلاقات الأمريكية الإيرانية في سوريا، يشير سويد إلى أن "العلاقات الأمريكية الإيرانية الظاهرة للمراقبين في المنطقة تبدو وكأنها طبيعية لولا الشغب الإعلامي الفارغ"، موضحاً: "تجربة الرد الإيراني على إسرائيل في المرة الماضية تم الاتفاق على تفاصيلها مع الإدارة الأمريكية، وهذا يؤكد بأن دور الولايات المتحدة لا يعدو كونه 'فلتر' و'منظم' للرسائل العسكرية الساخنة أو الدبلوماسية بين طهران وتل أبيب". 

دير الزور... ضفتان شرقية وغربية

وتتوزع مجموعة من العشائر في مناطق مختلفة من دير الزور، لكل منها تاريخها وتأثيرها الخاص، ومن أهم العشائر الموجودة في دير الزور: قبيلة العكيدات التي تعد واحدة من أكبر القبائل في المنطقة ولها تأثير كبير، وقبيلة البكارة (البقارة)، وقبيلة شمر التي لها حضور في المنطقة وتاريخ طويل، وقبيلة طيّئ (طي).

ويؤكد الإدلبي، قائد لواء الشمال الديمقراطي، على أن قوات سوريا الديمقراطية لا تواجه التحديات وحدها، بل تقف إلى جانبها عشائر المنطقة "صفاً واحداً للدفاع ضد الهجمات الإجرامية"، مؤكداً أن مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية هم من أبناء المنطقة، مشيراً إلى أنهم ساهموا في "ترسيخ الأمن والأمان في المنطقة".

وهو يناقض حديث سامر الأحمد لرصيف22، وهو من أبناء محافظة الحسكة وباحث في مركز عمران للدراسات. إذ برأيه، تسعى إيران من تمددها في الجزيرة السورية لأن تكون شريكة وفاعلة في أي اتفاق يحصل بخصوص مستقبل المنطقة، لا سيما بعد بوادر التقارب التركي الروسي الإيراني تجاه مواجهة تهديد "حزب العمال الكردستاني"، ومطالبة الدول الثلاث بانسحاب القوات الأمريكية من المنطقة. 

مع ذلك، فإن نجاح إيران في استقطاب كل عشائر دير الزور، لن يكون بهذه السهولة، خاصة أن هذه العشائر على صلات قربى بعشائر العراق التي عانت سنوات عديدة من ممارسات طهران التي هدّدت وجودها وتاريخها وهويتها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image