"في لحظات، شعرت وكأنني في بلد آخر"، تقول آلاء عامر، وهي كاتبة وناشطة نسوية من سكان العاصمة السورية دمشق، تقطن حالياً في تركيا.
تروي عامر لرصيف22: "عام 2007، استقللت تاكسي في مدينة دمشق. بدا لي لاحقاً أنّ السائق حديث عهد بالمهنة ولم يكن يعرف المدينة كثيراً. بدأ 'يلف ويدور' في الطرقات ذاتها، ثم دخلنا منطقة 'غريبة وعجيبة'، ومخيفةٌ أيضاً، ملفوفةٍ بالسواد، ظننت حينها أننا خرجنا من دمشق المدينة، لا بل خرجنا من سوريا التي ألِفتُها ونحتّ صورتها في مخيلتي، رايات خضراء وسوداء ووجوه متجهمة وغاضبة... أطفالٌ وطفلات يلتحفن السواد".
تتابع عامر: "تملّكني الرعب، ظننتُ أن السائق قام باختطافي. صرخت بخوف: 'يخرب بيتك وين آخدني'. 'إنها ضاحية السيدة زينب'، أجاب السائق. ومنذ ذلك اليوم 'حرّمت عليّ المنطقة' (تعبير سوري بمعنى حظر الإنسان الشيء على نفسه)".
كان هذا قبل أربع سنوات من الحرب السورية، وقبل 17 عاماً، فما هو حال ضاحية السيدة زينب اليوم؟ لا سيّما بالنظر إلى ما آلت إليه الثورة السورية السلمية إلى صراع مسلح تجّند وتصدّر لها أفراد ومجموعات ودول تعلي الأيديولوجية وتتخندق بالمذهبية والطائفية.
ضاحية السيدة زينب
عدا موقعها الإستراتيجي القريب من العاصمة دمشق، تأتي أهمية ضاحية السيدة زينب أيضاً من قربها من مطار دمشق الدولي ما يؤهلها لأن تكون منطقة استلام للمعدات والأسلحة المُرسلة جواً من طهران، وليس خافياً على أحد استخدام المطارات المدنية السورية لأغراض عسكرية من قبل إيران.
إضافة إلى ذلك، فاقم هجوم "جبهة النُّصرة" (هيئة تحرير الشام حالياً) على مرقد السيدة زينب، وما تلاه من اعتداء على ضريح الصحابي حجر بن عدي (من أصحاب علي بن أبي طالب)، في أيار/ مايو 2013، الهواجس والمخاوف الطائفية، مُشكّلاً بيئة خصبة لتوسيع النفوذ الإيراني.
روِّج لفكرة حماية الأضرحة والمراقد لجذب المتطوعين والمجندين من مختلف البلدان ووضعهم في المعارك الدائرة، وربط حماية المصالح الإيرانية في سوريا حال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، بعقائد أيديولوجية مذهبية، وربما إنشاء "ضاحية دمشق الجنوبية" بما يتماهى مع الضاحية الجنوبية في لبنان، ويضمن التواصل مع "سيّدها الأوحد"، حزب الله
وتصرّفات "جبهة النصرة" هي نتيجة قناعات تشترك بها غالبية "جماعات السلفية الجهادية" تقوم على هدم الأضرحة تجنباً لوقوع الناس في "الشرك"، حسب اعتقادهم، وهو ما يثير حفيظة بعض المذاهب حين تكون هذه القبور عائدة لشخصيات معظّمة لديها. وهو ما ظهر في تصريح قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، الذي ربط فيه بين حماية مرقد السيدة زينب في دمشق بضريح الإمام علي في مدينة النجف العراقية، بضريح الإمام الرضا بمدينة مشهد الإيرانية، وبأنّ وقوع سوريا في أيدي "هؤلاء المتطرفين" يعني تدمير المُقدسات. هكذا تمّ الترويج لفكرة حماية الأضرحة والمراقد لجذب المتطوعين والمجندين من مختلف البلدان ووضعهم في المعارك الدائرة، وربط حماية المصالح الإيرانية في سوريا حال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، بعقائد أيديولوجية مذهبية، وربما إنشاء "ضاحية دمشق الجنوبية" بما يتماهى مع الضاحية الجنوبية في لبنان، ويضمن التواصل مع "سيّدها الأوحد"، حزب الله.
أبو الفضل العباس… ميليشيا وصيدلية
محمد (27 عاماً)، وهو طبيب سوري من محافظة اللاذقية، يقول لرصيف22: "أول مرة زرت منطقة السيدة زينب في دمشق، كانت عام 2023. كنت مدعوّاً إلى مؤتمر طبيّ يمتد على يومين في فندق الفورسيزن في دمشق، وبسبب التكاليف الباهظة للنوم في الفندق، قرّرتُ إمضاء تلك الليلة عند ابن عمي الذي يستأجر غرفةً في السيدة زينب. بدَت المنطقة قبيحةً جداً وغير مُريحة، فمياه المنازل ذات الرائحة الكريهة تستعمر الطرقات، ويجب الحذر كي لا تغطس فيها. فضلاً عن الكلاب الشاردة التي كانت تتجوّل صباحاً في الدوّار قرب فندق سيدة الشام، وهي نقطة انتظار للحافلات والتاكسي الذاهبة إلى المدينة".
"أسماء المحال التجارية والفنادق والمطاعم ومراكز التجميل، أثارت استغرابي، لا وجود لمحلٍ لا يرتبط اسمه بآل البيت والمقدسات الشيعية… فندق قصر العقيلة، وصالون الإمامة للحلاقة الرجالية، وموسى الكاظم للخياطة، وسوبر ماركت الزهراء. حتّى الأكشاك الصغيرة، اختارت أسماء الأئمة مثل إسبريسو الإمام الباقر، والصيدليات مثل صيدلية أبو الفضل العباس"، يتابع محمد.
ماذا؟ "صيدلية أبو الفضل العباس"، يُحيلنا هذا الحديث إلى مقتدى الصدر، الذيقلّده وكيل وزارة الأوقاف السورية، نبيل سليمان، وسام الجمهورية العربية السورية خلال حفلٍ ديني أقيم في النجف في أيار/ مايو عام 2012. حينها، اعتبرها كُثر إشارة أولى إلى انخراط مقاتلين عراقيين مقرّبين من التيار الصدريّ في الدفاع عن النظام السوري، قلبَت بعدها الأيام زعيم التيار الصدري إلى مطالبة بشار الأسد بالتنحي وإخراج القوات الأجنبية في 2017. لكن بعدما كانت ميليشيات التيار الصدري قد غرقت في المستنقع السوريّ، إلى درجة قيادة مساعد مقتدى الصدر، أوس الخفاجي، لواء أبو الفضل العباس، أكبر الميليشيات العراقية وأولها تدخّلاً في الحرب السورية.
عن رؤيته لما يحدث في منطقة السيدة زينب، يقول الباحث السوري راتب شعبو لرصيف22 إنّ "السلوك الإيراني في منطقة السيدة زينب في سوريا، يبدو وكأنه قائم على إضعاف الدولة السورية، من خلال إنشاء مجاميع مسلّحة، قوات من خارج الجيش السوري، مع إحداث تغيير ديمغرافي مذهبي، ووضع اليد على مرافق حيوية. الغاية النهائية السيطرة على الدولة من خارجها بالاستفادة من حاجة السلطة القائمة للدعم والحماية".
الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يزور مقام السيدة زينب في سوريا.
وهو يضيف: "هذا الأسلوب الإيراني لا نراه في سوريا فقط بل رأيناه في لبنان وفي العراق واليمن. ففي كل هذه البلدان، جرى إضعاف الدولة وإدخال المجتمع في متاهة صراعات داخلية لا تنتهي".
"السلوك الإيراني في منطقة السيدة زينب في سوريا، يبدو وكأنه قائم على إضعاف الدولة السورية، من خلال إنشاء مجاميع مسلّحة، قوات من خارج الجيش السوري، مع إحداث تغيير ديمغرافي مذهبي، ووضع اليد على مرافق حيوية. الغاية النهائية السيطرة على الدولة من خارجها بالاستفادة من حاجة السلطة القائمة للدعم والحماية"
خارج "السيادة"
"العام الماضي، اضطررتُ لإيصال ظرفٍ من الدواء إلى منزل أختي الكائن في السيدة زينب. ما لم أكن أعلمه حينذاك هو تزامن زيارتي مع زيارة شخصية إيرانية هامة"، يقول شادي (33 عاماً) الذي فضّل طمس لقبه، وهو مدرّس لغة عربية يعمل في دمشق. ويضيف لرصيف22: "ذهبتُ إلى فندق الداما روز لأخذ الدواء من زوج أختي الذي يعمل هناك، وخلال وقفتي القصيرة معه سمعتُ ضجيجاً من الكلام باللغة الفارسية، فسألته إن كانوا يقيمون هنا، فأجابني مع ابتسامةٍ ساخرة: 'الغالي تبعن هون'، لم أفهم قصده تماماً، ضحكنا وذهبت".
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي خلال زيارته للمقام عام 2023.
يتابع شادي: "بعد خروجنا من 'كراج الست' باتجاه 'السيدة'، عرفتُ قصد زوج أختي، فقد كانت صور الرئيس الإيراني آنذاك، إبراهيم رئيسي، مع الرئيس السوري، وتحتها عبارة باللغة الفارسية 'خوش أمديد'، وقد حفظتها من كثرة اللافتات على جانبي الطريق (وهي عبارة فارسية تعني أهلاً وسهلاً). كانت صور الرئيس الإيرانيّ لوحده أكثر من الصور المشتركة مع مضيفه السوري بشار الأسد. وبعد انتظارٍ طويل على حاجزين مع تفتيشٍ دقيق غير مُعتاد، وصلتُ إلى السيدة زينب وخلتُ أنّ جولات التفتيش انتهت، تفاجأتُ بعدة حواجز داخل الشوارع وبين الأحياء، بعضها يحمل شعار حزب الله اللبناني وبعض آخر عليه شارة العلم السوريّ، وبعض ثالث غير معروفٍ. واحدٌ من هذه الحواجز رفض إدخالي رغم إصراري بحجة أنّ أختي مريضة ولم يعد هناك حافلات للعودة إلى دمشق. 'هل أنام في الشارع؟'، سؤالٌ أطلقته بمزيج من الغضب والإحباط. 'اذهب من هنا ولا تخبر أحداً'، أجابني وهو يشير إلى زقاق مُعتم. كانت رحلةً طويلةً علّمتني ألا أقصد 'السيدة' قبل مطالعة نشرة الأخبار".
"أسماء المحال التجارية والفنادق والمطاعم ومراكز التجميل، أثارت استغرابي، لا وجود لمحلٍ لا يرتبط اسمه بآل البيت والمقدسات الشيعية… فندق قصر العقيلة، وصالون الإمامة للحلاقة الرجالية، وموسى الكاظم للخياطة".
بدوره، يروي المهندس علي (36 عاماً)، وهو من قرى طرطوس ويعيش في دمشق، أنه "في 2022، استأجرتُ غرفةً لبضعة أشهر في السيدة زينب بعد أن وجدتُ فرصة عملٍ هناك. وبينما كانت ذروة ملاحقة من يتعامل بغير الليرة بأقسى العقوبات في كافة المدن السورية، وأصبح لدى التجار وحتى الناس العاديين خوفٌ مفرطٌ من التلفظ بكلمة دولار خلال المكالمات أو ضمن المحادثات على مواقع التواصل الاجتماعي خوفاً من المراقبة، كان 'الصرّافون الجوّالون' يأخذون حريّتهم المُطلقة في النداء في شوارع السيدة زينب علناً 'صرافة صرافة'، وفق نشرات السوق السوداء، دون خوف أو حسيب أو رقيب، حتّى أن أحدهم استوقفني ليسألني إن كنت بحاجةٍ للتصريف. وفي أوقات المناسبات الدينية حيث يكثر الزوّار الأجانب، يزداد الصرّافون بشكلٍ مرعب".
تغيير ديموغرافي
كانت محاولات التغيير الديموغرافي الواضحة لمنطقة السيدة زينب داميةً في كثير من الأحوال، وفقاً لأحد سكانها ويُدعى سعيد (47 عاماً)، وقد فضّل عدم ذكر لقبه، ويعيش حالياً في ألمانيا. يروي لرصيف22: "يتذكّر جميع سكان بلدة حجيرة الملاصقة للسيدة زينب، مجزرة 'علي الوحش'، التي أردَت فيها الميليشيات الإيرانية بين ألفٍ إلى ألفَي مدنيّاً قتلى، وسميت بذلك نسبة إلى شارع علي الوحش. أما عن بيتي، فأنا لن أعود طالما أنّ النظام الحالي قائم، ورفضتُ بيعه رغم معرفتي بأنّ أزلامه سيستولون عليه".
في السياق عينه، يقول سمير (62 عاماً)، وهو مدرٍسٌ متقاعدٌ لمادة التربية الدينية الإسلامية، وباحثٌ ومتابعٌ للشأن السوري: "شخصياً، لا أعتقد أنّ قادة الشيعة مُقتنعون بوجود جثمان السيدة زينب قرب دمشق. إنهم يستغلون ذلك لحشد وتجنيد الشباب للقتال، ولا يوجد اتفاق بين الباحثين في التاريخ على مكان دفنها حيث يوجد في مصر مرقدٌ آخر باسمها. لكنه لم يأخذ هذه الضجة والاهتمام بسبب بُعد إيران الجغرافيّ والسياسيّ عن مصر، وخروج الأخيرة من دائرة الصراع المباشر مع إسرائيل، والذي تتاجر به إيران".
يضيف سمير لرصيف22: "أمّا عمليات التغيير الديموغرافي، فقد شارك فيها النظام السوريّ بتعاونه مع السفارة الإيرانية في تزوير الوثائق الرسمية وصكوك الملكية للعقارات ونقلها إلى إيرانيين بعد دراسة ملفّ المالك الأصليّ ومعرفة مواقفه الحقيقية، ومنهم من جرت وتجري إحالتهم غيابياً إلى محاكم الإرهاب، بتهم تمويل الإرهاب وتذهب عقاراتهم للحجز الاحتياطي، وآخرون مهجّرون في الخارج يتعرضون للابتزاز عبر دفعهم لبيع منازلهم بأسعارٍ بخسة بحجة أنّ الدولة ستستولي عليها عاجلاً أم آجلاً، وفق ما أخبرني قريبي الموظف في إحدى الدوائر العقارية الحكومية في دمشق".
الجدير بالذكر أنّ عمليات التهجير القسري والتغيير الديموغرافي ليست وليدة الأزمة السورية حيث عاصرت البلاد موجاتٍ عديدة منها عبر تاريخها الحديث، لعلّ بدايتها كان "مشروع الحزام العربي"، والذي كان مهندسه رئيس فرع الأمن السياسي في محافظة الحسكة بداية ستينيات القرن الماضي، محمد طالب هلال. ولاحقاً، صارت الفكرة عقيدة حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا، عبر تبنيها من قبل الأمين العام المساعد للحزب، عبدالله الأحمر، وفقاً لما أورده كمال ديب في كتابه: "تاريخ سوريا المعاصر من الانتداب الفرنسي إلى صيف 2011".
"يجب الفصل بين الشيعة كطائفة وجزءٍ من النسيج الاجتماعي السوري وبين المشروع الإيراني، رغم التداخل الكبير - وهي مسؤولية النخبة بطبيعة الحال - والفصل بين داعش والطائفة السنيّة، والنظام والطائفة العلويّة، وهذا في نظري أول وأهم خطوةٍ في طريق حل المعضلة السورية"
آنذاك، نُقل العرب الذين فاضت مياه سد الفرات على أراضيهم وغمرت قراهم في محافظة الرقة شرق سوريا عام 1974 إلى محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، ليتم توطينهم على حساب الأكراد. وإلى جوار ذلك، تم توطين أبناء الساحل في مدينة حمص ودمشق وتسهيل حصولهم على أراضٍ مملوكة للدولة لإنشاء مساكن، تحوّلت في ما بعد إلى أحياء مكتظة بالسكان، شكّلت حزاماً من العشوائيات يحيط بأغلب مدينة دمشق. بخلاف حمص، التي تمت هندسة العملية فيها من المركز، عبر مشروع تحديث المدينة خلال العقد الأول من القرن العشرين وعبر هدم بعض المنازل والأحياء القديمة وإعادة بنائها، جرت عملية التغيير الديمغرافي بهدوء، نتيجة لجوء أغلب ملاك تلك البيوت إلى بيعها لأسباب اقتصادية.
في الأثناء، يقول مسلّم (39 عاماً)، ويعمل حلاقاً في منطقة السيدة زينب، لرصيف22: "أغلبية زبائني الأجانب هم من العراق وإيران. ويأتيني بعض الأفغان ولكنهم قلة. لكن، مرةً، قصدني شابٌ ذو بشرة سمراء داكنة، توحي ملامحه بأنه من أفريقيا، كانت لغته العربية سيئة جداً، وسألته من أي بلدٍ قد أتى، فهمتُ أنه من ساحل العاج (كوت ديفوار)، وعن سبب مجيئه لم أفهم كلامه لكنني أعتقد أنه أجاب لزيارة مقام السيدة زينب، وأنه 'يحس بوجود الله هنا' وينوي الاستقرار بشكلٍ دائم. حزنتُ على واقع هذا البلد الذي يحاول أبناؤه الحقيقيون الهرب منه بأي طريقة فيما يأتي أشخاصٌ من آخر بقاع الأرض للاستقرار فيه".
وكانت إيران قد استغلت مشاعر المظلومية والاضطهاد وذكريات كربلاء لدى الشيعة لحشد مقاتلين بحجة الدفاع عن مرقد السيدة زينب، وما هو أبعد، "حماية مصالح النظام الإيراني ومشروعه في المنطقة". واستعانت لأجل ذلك برجال دين عراقيين، مثل كاظم الحائري وآية الله كابلي، من خلال إصدار نوعٍ جديدٍ من الفتاوى للتحريض على الجهاد في سوريا، لتوفير شرعية دينية.
وسواءً قصد أم لم يقصد، بلّور خطاب بشار الأسد في تموز/ يوليو 2015، الذي قال فيه: "إن الوطن ليس لمن يسكن فيه، وليس لمن يحمل جواز سفره أو جنسيته، الوطن لمن يدافع عنه"، نهجاً لتوطين عناصر الميليشيات الإيرانية - الذين لا يحملون جواز السفر السوري أو الجنسية السورية - وأسكنهم ملكيات سوريين تركوا بيوتهم خوفاً من الموت.
نهج إيران في استغلال مقام السيدة زينب لإحداث تغيير الديموغرافي لتنفيذ مخططاتها في المنطقة واضح بالنسبة لسميح (36 عاماً) وهو طبيبٌ يعمل في أحد المراكز الطبية الخاصة في دمشق. مع ذلك، "لا يجب استسهال عداء الشيعة كطائفة، كردة فعل على الفظائع التي تقوم بها إيران وميليشياتها في منطقتنا.فهم ليسوا ملائكة وحتماً ليسوا شياطين. الشيعة طائفة لها ما لها وعليها ما عليها، ومن غير المقبول في نظري الربط الحاصل بين المشروع الإيراني والطقوس الشيعية التي يحضر فيها جلد الذات واللطم والبكاء"، يستدرك سميح.
ويختم حديثه مع رصيف22: "يجب الفصل بين الشيعة كطائفة وجزءٍ من النسيج الاجتماعي السوري وبين المشروع الإيراني، رغم التداخل الكبير - وهي مسؤولية النخبة بطبيعة الحال - والفصل بين داعش والطائفة السنيّة، والنظام والطائفة العلويّة، وهذا في نظري أول وأهم خطوةٍ في طريق حل المعضلة السورية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.