بعد استسلام دول المحور عام 1945م، عُقدت محاكم نورنبيرغ العسكرية لمُحاكمة النازيين الُمتهمين في جرائم حرب، وفقًا للقانون الدولي، في الفترة المُمتدة بين 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1945م إلى 1 تشرين الأول/ أكتوبر 1946م.
في تلك الأثناء استطاع بعض النازيين المُتهمين الفرارَ من المُحاكمة إلى أمريكا اللاتينية أو دول الشرق الأوسط كمصر.
فاروق بين الألمان والبريطانيين
في البداية، علينا الأخذ في الاعتبار أن هناك اختلاف واسع وتقارير وروايات مُتضاربة حول علاقة الملك بالنازيين من ناحية، وولائه للبريطانيين من ناحية أُخرى، ووقوفه على خط مُحايد بين الجهتين من ناحية ثالثة؛ فمن الناحية الأولى نرى أن العلاقة بين مصر وبين النازيين لم تكن نابعةً عن تحالف إيديولوجي في عهد الملك فاروق، بل على أساس براغماتي بحت، فالملك، كما يذكر محمد ثروت في كتابه "نازي في القاهرة" كان مواليًا للمحور ليس عن اقتناع بأفكار النازية بل عن رؤية وطنية لأي جماعة ضد الاحتلال البريطاني على مصر.
بعد استسلام دول المحور عام 1945م، عُقدت محاكم نورنبيرغ العسكرية لمُحاكمة النازيين الُمتهمين في جرائم الحرب بين نهاية 1945 إلى نهاية 1946. في تلك الأثناء استطاع بعض النازيين الفرار من المُحاكمات إلى أمريكا اللاتينية ودول الشرق الأوسط كمصر
كما يذكر الدكتور وجيه عتيق في كتابه "الملك فاروق وألمانيا النازية – خمس سنوات من العلاقات السرية" صورًا من ذلك التحالف البراغماتي؛ فالملك من جانب يُريد جلاء الاحتلال عن بلاده، والألمان من جانب يُريدون حليفًا استراتيجيًا يؤلبونه على الإنكليز ليُسهّل عليهم دخول تلك البلاد، فلقد كان العرب من وجهة نظر هتلر أقل وأدنى من العرق اليهودي، إذ قال ذات مرة: "أشباه قردة مُلمعون، يريدون أن يذوقوا طعم السوط" كما هو مذكور في كتاب "السياسة الخارجية النازية، 1933-1941".
وعملًا بالمثل المشهور "عدو عدوي.. صديقي" فقد اتجه العديدون لموالاة ودعم المحور، وعلى رأسهم الملك ذاته؛ ومن صور استمالة الألمان له ما ذكره وجيه عتيق - في الكتاب المذكور أعلاه – بأن هتلر أهدى الملك فاروق بمناسبة زواجه سيارة ألمانية فاخرة من نوع "مرسيدس"، وقد كانت من أشهر أنواع السيارات التي يركبها مستشارو الفوهرر، وفي المُقابل كان الملك بمثابة رجل الألمان الأول في مصر، حسب وصف الألمان أنفسهم، إذ أدلى بتفاصيل عن توزيع القواعد الإنكليزية في البلاد، وسرّب العديد من خطط دفاع الإنكليز، أثناء معركة العلمين، كي يستطيع الألمان اختراقها. ولكن هل علينا أن نصدق هذه الرواية، وهل كان فاروق حقًا ميالًا للألمان؟
للقصة جانب آخر، ففي 9 أيار/ مايو 2021 نشرت الـ "bbc" تقريرًا يُشير لعلاقة الملك الطيبة والوثيقة بالإنكليز أثناء الحرب العالمية الثانية، إذ وافقت قيادة البحرية البريطانية على طلب الملك فاروق بزيارة حاملة طائرات تابعة للبحرية الملكية للإسكندرية في 18 شباط/ فبراير من عام 1945، وقام الكابتن "تورليس" بتقديم عرض تكتيكي للطائرات الإنكليزية في إقلاعها وضربها للأهداف بغية الترفيه عن الملك. وبعد ذلك العرض، سهر الطيارون الإنكليز مع جلالة الملك في أحد الملاهي الليلية، وأهداهم ساعات يد ذهبية وصناديق برتقال من بساتينه.
في نقيض لرواية صداقة الملك فاروق بالنازيين، نشرت الـ "bbc" تقريرًا عن علاقته الطيبة بالإنكليز خلال الحرب العالمية الثانية، حيث أرسلت بريطانيا حاملة طائرات للإسكندرية في 1945، لتقديم عرض ترفيهي للملك.
ولكن وفقًا للجانب الأول من القصة واستكمالًا له، كان كل ذلك بمثابة بوادر تحول مصر لملاذ آمن للمستشارين والخُبراء النازيين الفارين من المحاكم الأوروبية، والقائمة تطول بعدد من فروا لمصر، فقد وصل عددهم – حسب كتاب نازي في القاهرة - إلى 250 خبيرًا في مجال الصواريخ و400 من أكفأ العسكريين، والذين شرعوا في الهجرة إلى مصر منذ عام 1948م، وقد كان المُناخ المصري قُبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية وبُعيد استسلام دول المحور مهيئًا لذلك.
ويُشير د.عتيق في كتابه أن القنصلية المصرية تلقت مئات الطلبات من الضباط الألمان في العهد النازي للالتحاق بالجيش المصري في عهد وزارتي حسين باشا سري ومصطفى النحاس باشا، فقد أخذت القوات الألمانية في الاستسلام والتراجع، وبدأ ميزان الحرب يميل لدول الحُلفاء ما إن انضمت إليها الولايات المُتحدة الأمريكية، فأخذ الرعبُ قلوبََ هؤلاء النازيين الذين بدأوا يبحثون عن ملاذ آمن سواء في أمريكا اللاتينية أو دول الشرق الأوسط.
أخذت تلك العلاقة المصرية النازية منحى آخر، بعد تاريخ انقلاب /ثورة 23 يوليو، المعروف بحركة الضباط الأحرار. ومن هنا برز نجم يوهان فون ليرز Johann von Leers.
مُعاداة السامية واستعطاف العرب
وُلد فون ليرز في ألمانيا عام 1902م، وتدرج في المناصب الأكاديمية إلى أن صار أستاذًا مُتخصصًا في مسألة الأعراق والانثروبولوجيا في جامعة فيينا. وذاع صيته، خاصة محاضراته الداعمة للرايخ الثالث، وإعلاء مجد العرق الآري، فانضم للحزب النازي، وبعد فترة أصبح الساعد الأيمن لـجوبلز Goebbels وزير الدعاية النازية ومُستشار الفوهرر.
ليوهان فون ليرز العديد من الكُتب، كما ترأس تحرير العديد من الصُحف، ومن أشهر كُتبه المُصنفة ضمن معاداة السامية: "اليهود ينظرون إليك" - Juden sehen dich an، وهو من الكُتب التي خلقت حالة النفور من الوجود اليهودي.
هناك اختلاف وروايات مُتضاربة حول علاقة الملك فاروق بالنازيين، أو ولائه للبريطانيين، أو وقوفه على خط مُحايد بين الجهتين؛ إذ يقال إن علاقته بالألمان حينها لم تكن نابعة عن تحالف إيديولوجي بل على أساس براغماتي ورؤية وطنية لأي جماعة ضد الاحتلال البريطاني على مصر
يسرد الباحث المصري السويسري مينا مُنير تأثر فون ليرز بزيارة مُفتي القدس أمين الحسيني لألمانيا ومُقابلته الفوهرر أدولف هتلر، فيقول: "تركت زيارة الحاج أمين الحسيني مفتي القدس في هتلر أثرًا كبيرًا، فزاد اهتمامه بالإسلام كديانة نجحت، في تقديره، في مواجهة اليهودية وسحق نفوذها في الشرق".
ولقد ظهرت بواكر إعجاب فون ليرز بالإسلام وشخصياته التاريخية، خاصة في طريقة تعامل المُسلمين الأوائل مع التغلغل اليهودي في شبه الجزيرة العربية، إذ يقول في مقال منشور في مجلة المسألة اليهودية – Die Judenfrage التي كان يترأس تحريرها: "كان لعداء محمد لليهود نتيجة واحدة، أصيب اليهود الشرقيون بالشلل التام. فقد انكسر عمودهم الفقري. لم يشارك اليهود الشرقيون فعليًا في الصعود الهائل لليهود الأوروبيين إلى السلطة في القرنين الأخيرين. لقد عاشوا في ظل قانون خاص (قانون أهل الذمة)، والذي على عكس أوروبا لم يسمح بالربا أو حتى الاتجار في البضائع المسروقة، لكنه أبقاهم في حالة من الاضطهاد والقلق. كدين، لقد أدى الإسلام بالفعل خدمة أبدية للعالم؛ لقد منع التهديد بغزو اليهود لشبه الجزيرة العربية وقهرت تعاليمه الرهيبة التي تنادي بدين طاهر، والذي فتح في ذلك الوقت الطريق لثقافة أعلى لشعوب عديدة."
الهارب
عقب استسلام دول المحور عام 1945م، أُلقي القبض على فون ليرز، إلا أنه استطاع الفرار، عبر تنظيم الأوديسا "Odessa"، وهو تنظيم نازي في أمريكا اللاتينية كان شغله الشاغل تهريب النازيين والخُبراء الألمان وكل المُتهمين في جرائم الحرب من أوروبا لدول أمريكا اللاتينية.
مكث ليرز في الأرجنتين فترة من الزمن، يكتب ويطبع العديد من الكُتب والمقالات، آملًا في حشد الصفوف وتنظيم الجموع لاستعادة الحُكم في ألمانيا من جديد. وذلك حسب تقرير أصدرته الـ CIA الأمريكية عام 2002م.
في كتاب "ظلال هتلر –Hitler’s shadow" يسرد لنا الباحثان "ريتشارد بريتسمان" و"نورمان جودا" دور فون ليرز في تهريب النازيين من قبضة العدالة إلى دول أمريكا اللاتينية وجنوب إفريقيا والشرق الأوسط من خلال مُنظمة موازية لمنظمة الأوديسا، وهي مُنظمة "The spinne"، والتي اُكتشف أمرها عام 1949 على يد الصحافي الأمريكي كيرت ريس.
سيلمع اسم فون ليرز، وسيصير شغله الشاغل تهريب المُتهمين في جرائم الحرب من أوروبا. قبل أن يصل مصر بمساعدة الحسيني، وليصبح لاحقاً المستشار الإعلامي لعبد الناصر في الشأن اليهودي
أُسست تلك المنظمة في 1944م على يد الضابط النازي سكورزيني، وقد استطاع من خلالها تهريب عدد من الفاشيين والنازيين خارج السجون (للمفارقة أن سكورزيني هذا سيصبح فيما بعد عميلًا للموساد الإسرائيلي وسيشي بعدد من الخبراء الألمان في مصر ليغتالهم الموساد)، كانت تلك المُنظمة بمثابة حلقة وصل – فيما بعد – للتواصل بين أتباع فون ليرز في أمريكا اللاتينية والنمسا وسويسرا وبين جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا والتي عمل على تمويلها ألبرت أوبر، والذي أسلم وسُمي بـ "أحمد أوبر" صاحب بنك التقوى في جنيف.
هناك اختلاف حول التوقيت الذي انتقل فيه فون ليرز إلى القاهرة، فحسب كتاب النازيون العرب؛ فإن ليرز عمل مُستشارًا لكل من محمد نجيب وجمال عبد الناصر، أي أنه انتقل إلى مصر بعد 1952م، وحسب تقارير الاستخبارات الأمريكية التي يسردها لنا الباحث مينا منير، فإنه انتقل في عام 1957م، وحصل على هوية أستاذ في الآداب الألمانية في جامعة القاهرة، وكان يُدعى فؤاد، ورغم اختلاف الروايتين إلا أنهما تتفقان على أن الحاج أمين الحسيني كان السبب وراء هجرة ليرز إلى مصر، بعد أن أشاد به وأقنعه باستئناف الكفاح والجهاد من هناك في مصر.
على بُعد خطوات من العدو الإسرائيلي
فور وصول فون ليرز إلى مصر، شغل عددًا من المناصب، ومنها؛ مستشارًا في حكومة جمال عبد الناصر، كما تولى منصب مسؤول مواجهة الدعاية الصهيونية، وقد أشرف على ترجمة عدد من النصوص النازية وطباعة مذكرات أدولف هتلر "كفاحي" بترجمة لويس الحاج، وطباعة كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون".
من هنا يظهر رأيان؛ الأول يرى أن فون ليرز وجد لنفسه مساحة لنشر أفكاره وخلق ما يُشبه الدولة العميقة في مصر، يكون للمستشارين الألمان الدور الأبرز فيها، والثاني يرى أن هؤلاء المستشارين لم يكونوا سوى ظلال وأدوات لجمال عبد الناصر كما كانوا لهتلر في الأمس.
ولنبدأ مع الرأي الأول، تحديدًا مطلع العام 1961م، ففي مذكراته المعنونة بـ The Champagne Spy: Israel’s Man in Egypt يحكي لنا الجاسوس الإسرائيلي الألماني "فولفجانج لوتز" عن مقابلته لفون ليرز النازي.
ففي إحدى فيلات ضاحية المعادي، يتجه لوتز لمقابلة الخبراء الألمان الذين كان يحاول منذ فترة الإيقاع بهم لكشف أسرارهم للموساد الإسرائيلي، وهناك يُقابل ليرز الذي يحسبه في أول الأمر نازيًا مثله، بل وعميدًا سابقًا في الجستابو، إلا أن لوتز كان يحاول التمويه من خلال عدم التعرض لعلاقته بألمانيا حتى يُزيد من يقين هؤلاء الخبراء في انتمائه النازي لكسب ثقتهم.
وفي كتابه "Nazis on the Nile" يعرض لنا فيفيان كينروس وجهة نظر خطيرة، وهي؛ إلى أي حد وصلت سلطة ليرز في حكومة جمال عبد الناصر، فقد كان ليرز يتقن خمس لغات من ضمنها العربية، والتي انكفأ على تعلمها منذ لقائه الأول بالحاج أمين الحسيني والذي كان مصدر إلهام له وللعديد من الخُبراء الألمان، فيقول: "إنه –فون ليرز– قاد البروباغندا الإعلامية في عهد جمال عبد الناصر خاصة المُتعلقة بمُعاداة إسرائيل، فأصبحت خطب جمال عبد الناصر المعادية لإسرائيل، غير مقتصرة على الصهيونية بل شملت اليهود عامة".
كان فون ليرز الأستاذ الجامعي ورجل هتلر الإعلامي معجباً بالحاج أمين الحسيني، يقول: "تركت زيارة الحاج أمين الحسيني مفتي القدس في هتلر أثرًا كبيرًا، فزاد اهتمامه بالإسلام كديانة نجحت، في تقديره، في مواجهة اليهودية وسحق نفوذها في الشرق"، ورغم اختلاف الروايات إلا أنها تتفق تقريبًا بأن الحسيني كان السبب في هجرة ليرز لمصر
يبدو من الفقرة السابقة أن الكاتب صوّر جمال عبد الناصر كأداة في يد الألمان، بل ويتطرف الكاتب في رأيه ويسرد إلى أي مدى وصل تأثير المستشارين الألمان في جمال وحكومته حد إنشاء جهاز أمن الدولة، والذي يُشبه قوات الأمن الخاصة الألمانية النازية. ويُضيف الكاتب إلى أن وجود هؤلاء المستشارين في حكومة جمال عبد الناصر كان ضروريًا لأنه يوفر لمجلس قيادة الثورة القدر الكافي من الثقة التي قد تقودهم إلى مغامرات خطيرة، كمشروع الصواريخ المصرية.
لكن وجهة النظر السابقة التي همّشت جمال عبد الناصر، كان لها وجهة نظر مُعارضة، وهو الرأي الثاني؛ فقد نشرت صحيفة "newsweek" مقالًا في 12 نيسان/ إبريل من عام 2018، جاء فيه ما ورد في الإذاعة الإسرائيلية عقب تسرب معلومات حول مشاركة علماء ألمان نازيين في تطوير مشروع الصواريخ المصرية: "إن النازيين الألمان السابقين يساعدون ناصر الآن في مشاريع الإبادة الجماعية المناهضة لإسرائيل"، ويسترسل المقال في منهجية جمال عبد الناصر في تطويع وتوجيه هؤلاء المستشارين بناءً على رغبته هو، حتى أن الصحف الإسرائيلية وصفت جمال عبد الناصر بـ "هتلر الشرق الأوسط" وأنه يريُد هولكوست جديدًة لليهود في فلسطين.
كل تلك الأحداث والشواهد وضعت الفترة الناصرية في موضع تساؤل واتهام إلى يوم الناس هذا، وفي عام 2009 نشر موقع NBC News مقالًا بعنوان "مصر تواجه تساؤلات حول ماضي الألمان الفارين". وذلك بعدما أثار عدد من المُحللين والمسؤولين الإسرائيليين علامات استفهام حول علاقة مصر بالنازية والنازيين، تلك العلاقة التي أصبحت كشارة حمراء تلوّح بها إسرائيل كل فترة، خاصة بعد اكتشاف قضية عم طارق، طبيب الموت، أربيرت هاييم الذي توفي في القاهرة، والذي كان متهماً بتعذيب وقتل مئات المعتقلين في معسكر ماوتهاوزن النمساوي بوحشية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.