شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"السعودية تحرّض إسرائيل على ضرب لبنان"… معلومات مضللة راجت عربياً في أسبوع

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحقيقة

الأربعاء 3 يوليو 202410:04 ص

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها "رصيف22" بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصات التحقق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصات التحقق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

ما بين اتهام الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، للسعودية بتحريض إسرائيل ضد لبنان، وصورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي تحاكي واقعة الهجوم على عجوز فلسطينية في منزلها، وصولاً إلى اتهامات متبادلة بين الجزائر والمغرب بالعمالة لإسرائيل، تعدّدت المعلومات المضللة التي فنّدها مدققو معلومات عرب بين 24 و30 حزيران/ يونيو 2024.

1- "نصر الله يتهم السعودية بتحريض إسرائيل على مهاجمة لبنان"

تداولت عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، مصحوباً بنص يزعم أن "السيد حسـن نصـر الله زعيم حزب الله اللبناني يصرح بأن المملكة العربية السعودية تحرّض إسرائيل على ضرب لبنان"، من دون الإشارة إلى تاريخ الفيديو، الذي تعاطى معه مستخدمون على أنه مقطع حديث.

وقع صدام افتراضي بين حسابات جزائرية ومغربية، على خلفية معلومات مضللة عن هوية جندي إسرائيلي، أعلنت كتائب “القسام” مقتله في كمين نصب في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة. توصّل "مجتمع التحقق العربي" إلى أن هناك حملة منسّقة من الطرفين لتضخيم التفاعل على الوسوم التي تمثّل أحدث حلقة في سلسلة التلاسن الإلكتروني بين البلدين

بحثت منصة "الفاحص" العراقية المختصة بالتحقق من المعلومات، عن أصل الفيديو المتداول، وتوصّلت إلى أن الفيديو المنتشر قديم، ويعود إلى خطبة ألقاها نصر الله في 2017، اتهم فيها السعودية بالتواصل مع إسرائيل، وتحريضها على ضرب لبنان.

وعليه فإن الفيديو مضلّل، وليس له علاقة بتصاعد حدة الاشتباكات الحدودية بين حزب الله وإسرائيل، منذ بداية الحرب على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023. ويتصل الفيديو بوابل من الأخبار المضللة المنتشرة حول نية إسرائيل الهجوم على لبنان.

2 - مهاجمة كلب بوليسي سيدة فلسطينية 

راجت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة  تظهر كلباً بوليسياً يهاجم سيدة فلسطينية مسنة. وأُرفِقت الصورة بنص يدّعى أن "الصورة مش من فيلم ولا AI... الصورة في فلسطين المحتلة لكلب بوليسي إسرائيلي يهاجم سيدة فلسطينية عجوز بعد اقتحام منزلها".

تحقّقت منصة "صحيح مصر" المعنية بتدقيق المعلومات، من صحة الصورة بإجراء بحث عكسي قاد إلى أن الصورة المتداولة ليست حقيقية، بل مولّدة باستخدام إحدى تقنيات الذكاء الاصطناعي.

صورة مفبركة لمحاكاة حادثة اعتداء كلاب بوليسية تابعة للجيش الإسرائيلي على مسنة فلسطينية

كان أول ظهور للصورة على صفحة "In.visual art" - المخصّصة لنشر صور مولدة بالذكاء الاصطناعي على منصة انستغرام - في محاولة من مدير الصفحة أن يصمم صورة تحاكي واقعة هجوم كلاب بوليسية تابعة للجيش الإسرائيلي على المسنة الفلسطينية دولت عبد الله الطناني، في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة.

3 - صدام افتراضي بين الجزائر والمغرب بسبب هوية جندي إسرائيلي

وقع صدام افتراضي بين حسابات جزائرية ومغربية، على خلفية ترويج معلومات مضللة عن هوية جندي إسرائيلي، أعلنت كتائب “القسام” مقتله في كمين نصب في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة.

في البدء، تداولت حسابات مغربية صورة مضللة، تدعي أن الجندي الإسرائيلي المقتول من أصول جزائرية، ما دفع حسابات جزائرية إلى الرد بشن حملة تتهم المغرب بالعمالة لإسرائيل.

 توصّل "مجتمع التحقق العربي" إلى عدة مؤشرات تدعم وجود حملة منسّقة من الطرفين لتضخيم التفاعل على الوسوم إذ شكلت إعادة التدوين والردود نحو 90% من المحتوى المنشور على الوسوم. كما صدرت المنشورات من حسابات غير معروف موقعها الجغرافي، وهي أحد المؤشرات التي تدعم أن الحسابات المشاركة في الحملة آلية أو شبه آلية.

تعد الحملة الحالية حلقة أخرى في سلسلة التلاسن الإلكتروني بين البلدين بعدما ألقت الحرب في غزة بظلالها على التوترات السياسية بينهما، ولجأت حسابات من البلدين إلى التصيد، وإطلاق حملات افتراضية عدائية.

راجت صورة تُظهر كلباً بوليسياً يهاجم سيدة فلسطينية مسنة. بحسب منصة "صحيح مصر" لتدقيق المعلومات، الصورة المتداولة ليست حقيقية، بل مولّدة باستخدام إحدى تقنيات الذكاء الاصطناعي في محاولة من صفحة "In.visual art" لمحاكاة واقعة هجوم كلاب بوليسية تابعة للجيش الإسرائيلي على المسنة الفلسطينية دولت عبد الله الطناني من مخيم جباليا

4- عملية إنزال جوي للجيش السوداني باللواء الثامن عشر بـ"النهود"

منشور مضلل عن عملية إنزال جوي للجيش السوداني في النهود

 تداول عدد من الحسابات المؤيدة للجيش السوداني على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك صورة لطائرة تجري عملية إنزال جوي، مصحوبة بزعم أن: "الجيش (السوداني) ينفذ عملية إسقاط جوي ناجحة لإمداد اللواء 18- النهود نصر الله الأبطال".

فنّد فريق منصة "بيم ريبورتس" السودانية المعنية بالتحقق من المعلومات، الادعاء عن طريق إجراء بحث عكسي عن الصورة، أسفر عن أن الصورة قديمة، وأنها التقطت أثناء سقوط المساعدات الأردنية الموجهة لغزة في البحر، ولا علاقة لها بالسودان. 

كما أجرى فريق المنصة بحثاً إضافياً باستخدام الكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، إلا أن البحث لم يُسفر عن أي نتائج تدعم صحة الادعاء.

5. "الأحزاب الكردية العراقية هي الوحيدة التي تعاقدت مع اللوبيات الأمريكية والكندية"

ادعى الكاتب والمحلل السياسي العراقي سمير عبيد أن التعاقدات مع شركات التأثير والضغط -المعروفة باسم اللوبيات- الأمريكية والكندية تقتصر على الأحزاب الكردية العراقية، قائلاً: "المشكلة هي الطبقة السياسية الحاكمة في العراق ما عدا لوبي واحد لا بأمريكا ولا بكندا مع العلم الأكراد لديهم لوبيات فائضة". 

فنّدت منصة "صحيح العراق" المتخصصة في التحقق من المعلومات، زعم عبيد إذ تعاقدت عدة أحزاب عراقية غير كردية مع شركات ضغط وتأثير أمريكية، سواء قبل عام 2003، أو بعده.

وتوصّل فريق المنصة إلى أن حزب تقدم تعاقد مع شركة BGR في 2023 للحصول على خدماتها، المتمثلة في التأثير والضغط على السياسيين الأمريكيين، كما كان رئيس المؤتمر الوطني الراحل أحمد الجلبي في مقدمة الشخصيات السياسية العراقية التي تعاقدت مع شركات ضغط وتأثير أمريكية. وسبق أن أعد فريق صحيح العراق، تقريراً مفصلاً عن الأحزاب والشخصيات العراقية -الكردية وغير الكردية- المتعاقدة مع شركات ضغط أمريكية. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard
    Popup Image