شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"أنا كمان أمّ"... نساء يعوّضن الأمومة بتربية الحيوانات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والنساء

الثلاثاء 16 أبريل 202408:00 ص

خلال هذا الشهر، احتفل عدد كبير من الأشخاص بعيد الأمّ؛ منهم من قاموا بنشر صور على مواقع التواصل الاجتماعي تجمعهم بأمهاتهم، ومنهنّ من قمن بنشر صور تجمعهنّ بأطفالهنّ. أما أنا، فقمت بدوري بنشر صورة تجمعني بقططي، وكتبت تعليقاً عليها: "أنا كمان أمّ". وبرغم أن هذه الصورة حظيت بإعجاب البعض، إلا أنها لقيت أيضاً سيلاً من السخرية على اعتبار أن علاقة الأمومة مختلفة كلياً عن تربية القطط، ونصحني البعض بأن أقوم بتوفير نفقات القطط وأعطيها لشخص محتاج.

بغض النظر عن التدخل السافر في حياة الغير، إلا أنني منذ أن بدأت بتربية القطط (بالمناسبة هي سبعة قطط)، أشعر بأن لديّ شعوراً غريباً بالأمومة يتلخص في الرعاية والاهتمام والحب.

فهل ما أشعر به هو مجرد شعور فردي، أم هو شعور طبيعي لدى بعض الأفراد الذين يعتنون بالحيوانات الأليفة؟

"الحيوانات أروع ما في الحياة"

توضح ميرنا خليل، التي تمتلك مركزاً للحيوانات الأليفة في مصر، أن الحيوان الأليف عند بعض النساء، بمثابة طفل.

وتوضح لرصيف22: "بالنسبة لي، الزواج يكون من أجل العيش مع رجل أحبّه ويحبني وليس مجرد وسيلة للإنجاب، وعليه أنا لم أتزوج لأنني لم أقابل ذلك الرجل الذي أشعر معه بالرغبة في أن يشاركني كل تفاصيل حياتي".

وتضيف ميرنا: "في الـ49 من عمري، شعرت بأن هناك شيئاً يحتاج إلى رعايتي واهتمامي وفكرت في أن أنشئ ملجأً للحيوانات الأليفة، وبسبب الشعور بالوحدة، قمت بتحويل منزلي إلى ملجأ للحيوانات تشاركني كل تفاصيل حياتي، وحين أُصبت بكورونا كانت قططي تجتمع للجلوس بجواري على السرير وترفض الطعام حتى بدأت أتعافى". وتختم: "الحيوانات أروع ما في الحياة".

بدورها، تقول ماغي إبراهيم: "أنا مطلقة منذ خمسة أعوام. وبرغم أن جميع صديقاتي نصحنني بأن أنجب أولاً ثم أطلب الطلاق، إلا أنني رفضت ذلك بشدة ورأيت أنها جريمة في حق نفسي قبل أن تكون جريمةً في حق الطفل".

 "شعرت بأن هناك شيئاً يحتاج إلى رعايتي واهتمامي وفكرت في أن أنشئ ملجأً للحيوانات الأليفة، وبسبب الشعور بالوحدة، قمت بتحويل منزلي إلى ملجأ للحيوانات تشاركني كل تفاصيل حياتي"

وتشير ماغي لرصيف22، إلى أنها بعد الطلاق أصيبت باكتئاب حاد وشعور بالوحدة قاتل: "عندها أهداني صديقي المقرب قطةً صغيرةً عمرها شهر واحد فقط، أطلقت عليها اسم 'ساندي' وهو اسم الطفلة التي كنت أتمنى أن أنجبها لكن القدر لم يشأ، وفي الحقيقة قبل أن أقوم بتربية قطتي كنت أسخر من صديقي حين كان يخبرني بأن كلبه الأليف ساعده على مقاومة الاكتئاب، ولكن منذ أن رحت أعتني بقطتي الصغيرة، بدأ شعور الوحدة يتلاشى وأصبح لدي شعور غريب بالأمومة".

وتضيف ماغي: "حين مرضت قطّتي، ذهبت فوراً إلى الطبيب البيطري الذي قال لي إنها مصابة بفيروس في الجهاز التنفسي. شعرت وقتها بخوف كبير من أن أفقدها، بالإضافة إلى الشعور بالقلق والترقب، وكنت أسهر بجوارها طوال الليل، وحين بدأت تتعافى شعرت بأن الحياة دبّت في قلبي من جديد، فهي بمثابة ابنتي التي تبلغ من العمر خمسة أعوام".

في المقابل، تؤكد عبير (اسم مستعار)، أنها على الرغم من كونها أمّاً لطفلين إلا أن حبها لقطتها هو حب من نوع آخر: "لا أحد يصدّقني حين أقول إن قطتي هي السبب في اتخاذي قراراً بالزواج، فمنذ أن بدأت بتربيتها ورعايتها أدركت أنني سوف أكون أمّاً جيدةً، فهي كانت بمثابة اختبار لي خاصةً أنني لم أتلقَّ الحب والرعاية الكافية من والدتي، وكنت أظن أن فاقد الشيء لن يعطيه وأنني سوف أمارس مع أطفالي ما مارسته أمي معي في طفولتي، ولكنني حين قمت بتربية قطتي أدركت أن لديّ مخزوناً كبيراً من الحب والحنان، وأن جملة فاقد الشيء يعطيه بشدة، حقيقية، ومن هنا اتخذت قراراً بالزواج والإنجاب".

تربية الحيوانات الأليفة تقلل من الاكتئاب

يؤكد العديد من علماء النفس أن تربية حيوان أليف تُعدّ تعويضاً عن مشاعر الأمومة لدى بعض النساء.

في حديثها إلى رصيف22، تقول هالة حماد، وهي أخصائية نفسية، إن تربية الحيوانات الأليفة بشكل عام تساعد على تقليل نسبة الاكتئاب والحزن لدى النساء وتساعدهنّ على التفريغ الانفعالي لمشاعر الأمومة خاصةً النساء اللواتي ليس لديهنّ أطفال، كما أنها تساعد على تقليل شعورهنّ بالوحدة.

وتضيف هالة أن إيجابية تربية الحيوانات الأليفة لا تقتصر على النساء فحسب، بل تطال الجميع، وهو ما ذكرته منظمة الصحة النفسية، كاشفةً أن الاهتمام بحيوان أليف يساعد على تخفيف القلق ويعزز الثقة بالنفس، لكون الحيوان الأليف يقدّم لصاحبه الحب غير المشروط كما أن تربية حيوان أليف تعزز الشعور بالهدوء والطمأنينة.

في السياق نفسه، توصلت دراسة تم إجراؤها في بنغلاديش وتناولت العلاقة بين تربية حيوان أليف وانخفاض نسبة الإصابة بالاكتئاب، إلى أن أصحاب الحيوانات الأليفة أقل عرضةً للاكتئاب بنسبة 41%.

"عندها أهداني صديقي المقرب قطةً صغيرةً عمرها شهر واحد فقط، أطلقت عليها اسم 'ساندي' وهو اسم الطفلة التي كنت أتمنى أن أنجبها لكن القدر لم يشأ"

تعليقاً على هذه النقطة، تؤكد ياسمين عزت، وهي أخصائية نفسية، لرصيف22، أن تربية الحيوانات الأليفة تلبّي الاحتياجات النفسية للمرأة خاصةً الرغبة في رعاية طفل، كما أن لها دوراً في توجيه طاقة الحب نحو ذلك الحيوان وهي في صلب مشاعر الأمومة.

وتضيف ياسمين أن تفاعل الحيوان الأليف -خاصةً القطط- مع من يربّيه من خلال التلامس يقلل الشعور بالحزن والوحدة، وهو ما يعزز الأدرينالين في الجسم ويبث السعادة لدى الإنسان ما ينعكس على صحة المرأة بشكل عام.

وتشير عزت إلى أن قيام بعض النساء بممارسة دور الأمومة مع الحيوانات الأليفة يقلل من الشعور بالكبت ويجعلهنّ قادرات على تفريغ مشاعهرنّ بشكل صحي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image