شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
الجيش الإسرائيلي في مأزق... المرحلة الثالثة بين الواقعية والخيال

الجيش الإسرائيلي في مأزق... المرحلة الثالثة بين الواقعية والخيال

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والتطرف

الاثنين 22 يناير 202404:22 م

مرّ أكثر من مئة يوم ونيف على بدء الحرب على قطاع غزة، والتي أعلنت إسرائيل أن لها أهدافاً واضحةً ومحددةً، أهمها تفكيك قدرات حماس العسكرية وإنهاء حكمها لقطاع غزة، وإعادة الرهائن الإسرائيليين الذين تم اخطافهم في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. مرّت الحرب بمراحل عديدة، آخرها الثالثة، بيد أن الأهداف المعلنة لم تتحقق، ويجد الجيش والحكومة الإسرائيليين نفسيهما في مرمى الانتقاد.

اليوم، تجد إسرائيل نفسها في مأزق، حيث تبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهها، فما هو الواقع الذي يمر به الجيش الآن وسوف يمرّ به بعد المرحلة الثالثة؟ وهل اختلفت السردية العسكرية المخطط لها سلفاً للمرحلة الراهنة مع ما يواجهه الجيش على أرض المعارك؟ وما هي واقعية هذه المرحلة؟ وماذا بعدها؟ وما هي أهدافها الموضوعة مسبقاً وما الفرق بينها وبين ما آلت إليه في الواقع؟

المرحلة الثالثة... كيف بدأت وما هي أهدافها؟

اعترف الإعلام الإسرائيلي، بأن ما آلت إليه المرحلة الثالثة من الحرب، يختلف عن التفاصيل التي أعلنها وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في الثامن من كانون الثاني/ يناير الجاري، وكانت أهداف المرحلة المعلنة هي أن الجيش الإسرائيلي سينتقل من "مرحلة المناورة المكثفة"، إلى "أنواع مختلفة من العمليات الخاصة" في الحرب على غزة، بحسب ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية حينها.

ووضع الجيش الإسرائيلي هدفاً واضحاً للمرحلة الثالثة من الحرب، هو شن عمليات محدودة شمال قطاع غزة، والهدف المعلن بحسب المصادر الإسرائيلية هو تفكيك قدرات حماس العسكرية، وشلّ قدراتها العملياتية، وأكد غالانت في حديث صحافي أن تلك المرحلة ستأخذ وقتاً أطول، خاصةً أن الهدف الرئيسي هو تحرير الرهائن.

أجمع الكثير من المحللين على أن المرحلة الحالية من الحرب تشكل عنق الزجاجة للقيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية. فما هو الواقع الذي يمر به الجيش الآن وسوف يمرّ به بعد المرحلة الثالثة؟ وهل اختلفت السردية العسكرية المخطط لها سلفاً للمرحلة الراهنة مع ما يواجهه الجيش على أرض المعارك؟

واستغل وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، تصريحات غالانت، حينها ليهاجم المجلس الوزاري المصغر وحكومة الحرب الحالية، وكتب على حسابه الرسمي على موقع التغريدات "إكس": "التقارير التي أفادت بأن المجلس الوزاري المصغر قرر الانتقال إلى نشاط محدود في غزة، هي في الحقيقة إعلانات عن نهاية حرب القهر والانتقال إلى حرب الاستنزاف، المجلس الوزاري المصغر ليس لديه تفويض للإعلان عن ذلك، فهذه ليست الطريقة التي سننتصر بها".

المرحلة الثالثة الآن

بعد مرور نحو أسبوعين من المرحلة الثالثة للحرب الإسرائيلية على غزة، لم يستطع الجيش الإسرائيلي إحراز تقدّم جديد يبرهن على نجاحه في تحقيق أهدافه، بل قرر الإثنين 15 كانون الثاني/ يناير الجاري، سحب الفرقة 36 من القطاع، والتي تضم "لواء جولاني واللواء 188 واللواء السابع من سلاح المدرعات ولواء الإطفاء التابع لسلاح المدفعية وفرقة الإطفاء التابعة لسلاح المدفعية، ولواء عتزوني"، ولا تزال هناك ثلاث فرق قتالية في القطاع، إلى جانب القوات الخاصة، التي تواصل القتال في جميع أنحاء غزة.

ويرى مسؤول أمني إسرائيلي كبير، أن "التقدم في المرحلة الثالثة للحرب، دون أن نفهم إلى أين وصلنا، سيجعلنا عالقين في المرحلة ذاتها، وربما يعيدنا إلى المرحلة الثانية"، بحسب ما نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم". بينما علّق وزير الدفاع الإسرائيلي على المرحلة الثالثة وقرار سحب الفرقة 36 بقوله: "أعداؤنا وأصدقاؤنا يراقبون ما يحدث داخل قطاع غزة ويختبروننا، فمستقبل شعب إسرائيل يعتمد على نتائج الحرب، العدو القاسي الذي أمامنا لا يفهم إلا القوة، وحده الضغط العسكري سيؤدي إلى تحقيق أهداف الحرب التي تم تحديدها قبل ثلاثة أشهر، وهي صالحة تماماً حتى اليوم".

وعلى الرغم من تقليص الجيش الإسرائيلي عملياته وقواته داخل قطاع غزة في المرحلة الثالثة للحرب، إلا أن الجيش بقيادة غالانت، يرى أن استمرار الحرب هو السبيل لإعادة الرهائن الإسرائيليين، وقال: "إذا توقف إطلاق النار فإن مصير المختطفين سيكون محسوماً لسنوات عديدة في أسر حماس، ومن دون الضغط العسكري لن يتحدث أحد معنا، ولا يمكن التوصل إلى اتفاقات إلا من موقع القوة، ولا يمكن تحرير المختطفين إلا من موقع القوة".

وعلّق الكاتب الإسرائيلي، يوآف زيتون، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" على انسحاب القوات الإسرائيلية البرية من غزة وتقليص عددها، بقوله: "هذا هو التخفيض الأهم لقوات الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب، وكانت الفرقة 36 النظامية هي الثانية التي تدخل القطاع بعد الفرقة 162، وهو ما يرمز أكثر من أي شيء آخر إلى الانتقال إلى المرحلة التالية في القتال".

وبعد يوم واحد من انسحاب الفرقة 36 الإسرائيلية من غزة، قرر الجيش الإسرائيلي سحب مقاتلي وحدة دوفدفان، ونقلهم إلى الضفة الغربية، لتنفيذ مهام عملياتية، بحسب ما نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم".

وتحدث المعلق العسكري، أور هيلر، للإذاعة الإسرائيلية "إف إم 103"، عن المرحلة الثالثة للحرب ووصفها بأنها معقدة للغاية، وأنها "ستستغرق شهوراً طويلةً من القتال، والجيش سيعمل ببطء وبطريقة صعبة في تلك المرحلة، حيث أن الجيش الذي يظن أنه طهّر بعض المناطق في القطاع وقضى على قدرات المقاومة، يتفاجأ بعدها بعودة المقاتلين الذين يطلقون القذائف على القوات من جديد، وهكذا".

ويُعدّ مشهد انسحاب الفرقة 36 الإسرائيلية من قطاع غزة، نقطةً مفصليةً في المرحلة الثالثة من الحرب. تطرق موقع "سيحاه مقوميت"، إلى انعكاسات هذا المشهد في مقالة بعنوان: "نتنياهو والجيش يقبلان حرباً لا نهاية لها والشعب أقل قبولاً لها"، وورد في المقال: "من الصعب تصوير صور دبابات الفرقة 36، وهي تغادر قطاع غزة على أنها 'صورة النصر' التي كان الجيش والحكومة والجمهور في إسرائيل ينتظرونه"، وهو ما يؤكد بحسب المقال عدم تحقيق أهداف الحرب، خاصةً أن تصريحات قادة الجيش والحكومة تؤكد على استمرار الحرب لفترة طويلة قد تستغرق العام الحالي بكامله. وخلص المقال إلى أن عائلات المختطفين والأسرى تدرك أن الحرب لن تعيد ذويها، وكذلك يرفض سكان المستوطنات الشمالية ومحيط غلاف غزة العودة إلى منازلهم دون حل طويل الأمد، وإلى أن التفاوض السياسي مع حماس هو الخيار المفضل لديهم، أملاً في عودة أبنائهم.

إسرائيل، قيادةً وشعباً وإعلاماً، تعيش حالةً من التخبط وغياب الرؤية، خاصةً في ظل ضبابية الصورة الحالية، وقتامة المشهد، وهو ما يمكن وصفه بأنه مرحلة لشق الصف، في القطاعات كافة.

بين الواقع والمأمول

يحاول الجيش الإسرائيلي طوال الوقت ترديد نغمة المنتصر الذي يحقق تقدماً ملموساً على الأرض، كما اتضح من تصريحات قادته، وأنه لا سبيل للتراجع، وفيما يبدو أن ثمة مخاوف لدى القيادة السياسية والعسكرية، من فكرة إنهاء الحرب ومواجهة حتمية الفشل، والبحث عن إجابات لعديد التساؤلات المطروحة في الشارع الإسرائيلي، فإن المرحلة الثالثة التي كانت تهدف إلى توجيه ضربات نوعية لحماس وتفكيك قدراتها العسكرية والعملياتية، وكذلك شل الحركة من الناحية السياسية وإجبارها على التفاوض وإعادة الأسرى كمخرج للقيادة الإسرائيلية، بات محكوماً عليها بالفشل.

ونشر موقع "ميدا" الإسرائيلي المتخصص في الدراسات والتحليلات السياسية، مقالاً للكاتب عكيفا بيجمان، في 16 كانون الثاني/ يناير الجاري بعنوان: "خدعة المرحلة الثالثة من الحرب"، يطرح خلاله تساؤلاً ينسف السردية الإسرائيلية العسكرية والسياسية التي تردد نغمة الانتصار الباهت، بقوله: "يبدو على الأرض أن الجيش الإسرائيلي يوقف المناورة وينسحب مرةً أخرى إلى موقع دفاعي ثابت. لماذا لا يتم إخبار الجمهور بذلك؟".

ويضيف بيجمان: "نتحدث في الأيام القليلة الماضية عن تحول القتال في قطاع غزة من 'المرحلة ب' التي شملت بشكل رئيسي السيطرة على خان يونس، إلى 'المرحلة الثالثة' وهي في الأساس انتقال من الاحتلال والتدمير واسع النطاق إلى الغارات المستهدفة، بواسطة وحدات خاصة، وهو ما يُعرف في لغة الجيش الإسرائيلي بمرحلة تقليص الأشجار". وفسّر، منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، هذا المصطلح، بأن الجيش الإسرائيلي انتقل في المرحلة الحالية إلى مرحلة أقل حدةً في عملياته العسكرية في غزة.

ويكشف مقال موقع "ميدا"، عن الفجوة بين التصريحات الرنانة لقادة إسرائيل وبين الواقع، فيشير إلى أن "الجيش سيحافظ على وجوده في جزء صغير نسبياً من المحور الساحلي في الشمال، باستخدام قوة بحجم فريق لواء قتالي؛ وستستمر قوة أخرى في جنوب غزة، بعدد مخفّض من القوات مقارنةً بالوضع الحالي، وفي بقية أنحاء القطاع، سيعيد الجيش الإسرائيلي انتشاره على خط الحدود، مع إبعاد سكان غزة عن السياج لمسافة مئات عدة من الأمتار إلى كيلومتر واحد".

ويختصر الكاتب المخاوف الإسرائيلية بالقول: "الخوف في هذه المرحلة سببه حالة الجمود التي تعيشها القوات الإسرائيلية بسبب توقف زخم الجيش، لذا فإن المبادرة ستنتقل إلى حماس، التي ستبدأ بإعادة تأهيل قواتها في شمال قطاع غزة والعمل بشكل منهجي ضد جنود الجيش الإسرائيلي المتحصنين في المواقع الاستيطانية والمواقع الثابتة. وبسبب تضاؤل ​​القوات وعودة السكان واستعادة البنية التحتية لحماس، يمكن تقدير أن الغارات التي يعتزم الجيش الإسرائيلي تنفيذها كاستمرار لـ'المناورة' البرية ستتحول ببطء إلى غارات جوية جراحية بالصيغة التي نعرفها".

من الكارثة إلى الرؤية

أجمع الكثير من المحللين على أن المرحلة الحالية من الحرب تشكل عنق الزجاجة للقيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، ويُعدّ عدم إجماع القيادات على قرار موحد أهم المعضلات الحالية، وبرغم ذلك حاول بعض العسكريين تقديم "روشتة" للجيش والحكومة للخروج من المرحلة الحالية المتأزمة، والتحول من مرحلة الكارثة إلى إحراز الانتصار الحقيقي، وهو ما قدّمه رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، عاموس يدلين، من خلال خطة مفصلة لما يجب أن تكون عليه الأمور في الفترة المقبلة.

وهذا ما نشرته القناة 12 الإسرائيلية بعنوان: "من الكارثة إلى الرؤية: هذه هي الطريقة التي سندير بها المرحلة القادمة من الحرب في غزة بشكل صحيح"، ولفت يدلين إلى أن ما سيقوله هو خلاصة ما توصلت إليه منظمة "مايند إسرائيل" التي تقدم التوصيات لصنّاع القرار في ما يتعلق بقضايا الأمن الوطني، إذ توصلت إلى أربعة بدائل ممكنة، ورجحت أحدها دون الثلاثة الأخرى؛ في البداية تحدث يدلين عن أن إعادة الجيش لبعض الوحدات القتالية يأتي في إطار المرحلة الثالثة من الحرب ضمن مرحلة إعادة التأهيل للقوات، وكشف أن المرحلة الحالية تخدم المصلحة الإسرائيلية، لأنها ستزيد من الضغط على حماس، لكنها قد تخلق بعض الأزمات في الداخل الإسرائيلي، لذا على القيادة حسم شكل المرحلة وأهدافها.

في إسرائيل... "مطالب وقف الحرب تثير جدلاً بين جنود الجيش عموماً، وجنود الاحتياط خصوصاً، الذين فقدوا أصدقاءهم في الحرب، وأنهم لا يفهمون لماذا تتم إعادتهم من غزة الآن، ولماذا يجب وقف القتال قبل انتهائه، ولسان حالهم يقول: لماذا قُتل الكثير من الجنود؟ لقد تركنا العديد من الأصدقاء وراءنا"

وكشف يدلين أن الفترة المقبلة يجب أن تكون مثل حرب الاستنزاف لاستنفاد قدرات حماس، كما أن تقليص القوات سيمنح الجيش وقتاً للاستعداد للتعامل مع تحديات الشمال وحزب الله، وانتقل يدلين للحديث عن الحلول والبدائل الأربعة التي "ستحول الوضع لصالح إسرائيل"، والبدائل هي:

  1. نموذج خان يونس

يهدف إلى التحول من مرحلة القتال الواسع في الشمال إلى تكثيف القتال داخل خان يونس لمزيد من الضغط على حماس.

  1. البديل الأمريكي

تتولى الإدارة الأمريكية هذا البديل، وهدفه شنّ حملة محددة الأهداف ومنخفضة الشدة قدر الإمكان، خاصةً ضد قيادة حماس، وتُنفذ جواً، أو من خلال عمليات ميدانية للقوات الخاصة، وهو ما سيقلل حجم الدمار الإنساني في القطاع ويزيد التركيز على قيادات حماس فقط.

  1. الحصار في الشمال والقتال في الجنوب

رجح يدلين وفريقه هذا البديل للجيش والحكومة، ويهدف إلى الحفاظ على ما حققته إسرائيل ويمنع حماس من التمركز من جديد، وتكون ورقة ضغط عليهم للخروج من الأنفاق، ويكون نهاية الحصار الاستسلام لحماس أو الموت، وكذلك استمرار القتال في الجنوب.

  1. ترميم الشمال والقتال في الجنوب

إعادة السكان بالتدريج إلى مناطق الشمال، لدفع المنطقة نحو الاستقرار، وبدء جهود الترميم ورسم واقع مستقبلي أفضل، إلى جانب استمرار قتال الجيش في الجنوب ضد حركة حماس لتفكيك بنيتها العسكرية.

الحرب والجيش وشقّ الصف

لا شك أن إسرائيل، قيادةً وشعباً وإعلاماً، تعيش حالةً من التخبط وغياب الرؤية، خاصةً في ظل ضبابية الصورة الحالية، وقتامة المشهد، وهو ما يمكن وصفه بأنه مرحلة لشق الصف، في القطاعات كافة، وهو ما عبّر عنه بوضوح الكاتب الإسرائيلي، أرييه زيزمان، في مقالة بعنوان: "دوافع سياسية مخفية وراء حملة وقف الحرب"، لفت فيها إلى حالة التخبط التي تعيشها إسرائيل بشكل عام والجيش بشكل خاص، خاصةً في ظل الأصوات المنادية بوقف الحرب الحالية والانتقال إلى مرحلة التفاوض مع حماس لاستعادة الأسرى والمختطفين.

واستنكر الكاتب في مقالته المنشورة في موقع "همحداش"، يوم 19 كانون الثاني/ يناير الجاري، الأصوات التي تطالب الجيش بوقف الحرب، وأشار إلى أن "مطالب وقف الحرب تثير جدلاً بين جنود الجيش عموماً، وجنود الاحتياط خصوصاً، الذين فقدوا أصدقاءهم في الحرب، وأنهم لا يفهمون لماذا تتم إعادتهم من غزة الآن، ولماذا يجب وقف القتال قبل انتهائه، ولسان حالهم يقول: لماذا قُتل الكثير من الجنود؟ لقد تركنا العديد من الأصدقاء وراءنا".

وحول حالة شق الصف والتخبط الذي يعيشه الجيش في المرحلة الثالثة من الحرب على غزة، والخلاف مع القيادة السياسية، استفاض الكاتب الإسرائيلي، أمير رابابورت، في موقع "مكور ريشون"، في مقالته المنشورة في 20 كانون الثاني/ يناير الجاري، وأشار إلى أن وزير الدفاع ألقى بالكرة في ملعب رئيس الوزراء، والمستوى السياسي في ما يتعلق بقرار إنهاء الحرب، وأن ذلك يجب أن يرتكز على عمل وقرار سياسيين، لأن الحكومة هي التي تقود الجيش، ورأى الكاتب الإسرائيلي أن هذا يعبّر عن مرحلة عدم الانسجام بين الجيش والمستوى السياسي في المرحلة الثالثة للحرب، خاصةً أن غالانت قال ذلك في التلفاز وليس في اجتماع مغلق، ووصف رابابورت ذلك بالعمل السيئ من قبل غالانت، الذي غادر اجتماعاً لمجلس الحرب الإسرائيلية ليلة السبت الماضي، ووصف المشهد بأنه "علاقة سامة" بين الجيش والحكومة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image