جيداً فعل الزعماء العرب والمسلمين في قمة الرياض حين تطرقوا إلى الموضوع الإعلامي فيما يخص العدوان الإسرائيلي على غزة وباقي الأراضي المحتلة. وقد جاء في البند العاشر من إعلان قرار القمة ضرورة قيام الأمانة العامة لدى الجامعة العربية ومثيلتها الإسلامية بإنشاء وحدتي رصد إعلاميتين توثقان كل جرائم سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى منصات إعلامية رقمية تنشرها وتعري ممارساتها اللاشرعية واللاإنسانية.
هل نحتاج إلى منصات بديلة؟
لكن المطلوب ليس منصات إضافية فحسب، ولكن الضغط على المنصات الاجتماعية الرقمية الحالية، والتي لها جمهور واسع بحيث تحترم مشتركيها، وتلتزم الحياد والعدالة في طرح الأمور ووجهات النظر، وتبتعد عن التحيز لصالح سرديات المحتل وتفضيل طرف على آخر في هذا الصراع.
جاء في البند 10من إعلان قرار القمة ضرورة قيام الأمانة العامة لدى الجامعة العربية ومثيلتها الإسلامية بإنشاء وحدتي رصد إعلاميتين توثقان كل جرائم سلطات الاحتلال، بالإضافة إلى منصات إعلامية رقمية تنشرها وتعري ممارساتها
العالم الإسلامي والعربي من أكبر المستخدمين لمنصات التواصل الاجتماعي، مما يعني أن الزعماء العرب والمسلمين لديهم بالضرورة كرت رابح في التدخل السريع لإجبار منصات مثل "ميتا" المالكة لفيسبوك وانستغرام وثريدز بضرورة احترام المؤثرين الفلسطينيين والعرب وغيرهم، وعدم الانصياع لأوامر المحتل ومؤيديه في إغلاق أو إضعاف الصفحات والمشاركات التي يديرها من يؤيدون القضية الفلسطينية من كل العالم.
مؤخراً، أمست السياسة المتحيزة لإسرائيل كدولة محتلة واضحة وضوح الشمس، ولذلك فإن دراسة تأثير إذا كان هناك ضرورة للمقاطعة التدريجية والمدروسة صارت مهمة، على اعتبارها وسيلة لكي يتم احترام المشاركين العرب والمسلمين والشباب والشابات التقدميين من أنحاء العالم المناصرين للقضية والسردية الفلسطينية.
أوراق ضغط على أصحاب المنصات العالمية
إن فكرة إقامة منصة تواصل اجتماعي جديدة تضاف للمنصات الحالية قد يكون خياراً متأخراً وغير فعال، وقد يستغرق وصول أي منصة جديدة أشهراً وحتى سنوات لكي يكون لها أية فرصة لمنافسة المنصات العالمية الحالية، ولكن الضغط على المنصات العالمية قد يتم تنفيذه من خلال مكالمة ولقاء مباشر من ممثلين عن الأمانة العامة للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
العالم الإسلامي والعربي من أكبر المستخدمين لمنصات التواصل، وهو كرت رابح لإجبار منصات مثل "ميتا" على ضرورة احترام المؤثرين المناصرين للقضية الفلسطينية.
بالإضافة إلى الخطوة السابقة، هناك ورقة ضغط أخرى لدى كبار رجال الأعمال العرب والمسلمين، ممن يحوزون استثمارات كبيرة في عدد من وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، والتي يمكن أن يتم التأثير عليها، وحتى لو اقتضت الضرورة سحب هذه الاستثمارات ورؤوس الأموال ونقلها إلى وسائل إعلام تحترم الرواية العربية ولا تتحيز لهذا الطرف أو ذاك.
كلنا على دراية أن التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي هو أمر جديد قديم، فالعديد من الدول العربية والإسلامية تقوم بالتواصل مع مدراء هذه المنصات لأسباب خاصة بها وبسياساتها الداخلية. وهذا قد يكون عاملاً مساعداً، حيث أن هناك قنوات اتصال مفتوحة وجاهزة بالفعل.
هي "شركات خاصة" في النهاية
لكن على الجهات التي ستتعامل مع المسؤولين في منصات التواصل الاجتماعي إبراز أهمية الموضوع ونقل الغضب لدى مستخدمي هذه المنصات من قبل المجتمعات العربية والإسلامية، والتي تشعر بهذا التحيز من خلال قيام أصحاب هذه الشركات الخاصة بإغلاق مواقع إخبارية وحسابات مؤثرين بناء على شكاوى أو توجيهات من أطراف مؤيدة لإسرائيل أو من إسرائيل نفسها.
للأسف فإن القائمين على هذه المواقع والمنصات وباعتبارها "شركات خاصة" ينصاعون لمطلب اللوبي الصهيوني في داخل إسرائيل وفي خارجها، في الوقت الذي عليهم أن ينصاعوا لآراء المستخدمين في 56 دولة عربية وإسلامية وقرابة ملياري إنسان.
هناك ورقة ضغط لدى كبار رجال الأعمال العرب والمسلمين، ممن يحوزون استثمارات كبيرة في وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، والتي يمكن أن يتم التأثير عليها، لتحترم الرواية العربية ولا تتحيز لهذا الطرف أو ذاك.
لقد أقر وزراء الإعلام العرب خطة كان الأردن قد قدمها حول العديد من الأمور المتعلقة بالأفكار السابقة، منها الاستفادة بدون مقابل من تلك المنصات الرقمية بالموارد الفكرية والإخبارية من عالمنا العربي، ودون إعادة الاستثمار في الإعلام العربي الذي فقد نسبة كبيرة من دخل الإعلانات المحلية لصالح الإعلانات الرقمية، وأن يتم الاستفادة من المواد التي ينتجها دون اهتمام أصحاب المنصات العالمية في المستهلك العربي والمسلم.
من الضرورة إذن أن تتم متابعة الخطة العربية الرقمية التي تكلف الأردن بالاهتمام بها، ولكن من الضرورة أن يحدث هذا الآن، مع التوصل إلى تفاهم يغير من الخوارزميات المطبقة حالياً والتي تعطي امتيازاً وتفوقاً خاصاً لأصحاب السرديات الصهيونية, في مقابل التقليل من متابعات ومشاركات الرواية الفلسطينية والروايات المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني والتي تكشف عن جرائم الاحتلال.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع