اقتربنا من اليوم العشرين للعدوان الإسرائيلي على غزة، ولا تزال الغارات مستمرةً بشكل مكثف مع ما تسفر عنه من ضحايا بالعشرات، وأحياناً بالمئات يومياً، فيما لا يزال الحديث عن الاجتياح البرّي وتوقيته الذي يؤجل كُل يوم، طاغياً ما جعل كُثراً يتساءلون عمّا يحصل فعلياً داخل حكومة الحرب؛ فم الذي يدور في إسرائيل بين الحكومة والجيش؟ وما الذي يحدث خلف الكواليس من خلافات قد تؤثر على مسار الحرب؟ وهل يتأثر مستقبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعملية الاجتياح البري من عدمها؟ وهل الخلاف الدائر حالياً حول العملية البرية محصور بين الحكومة والجيش، أم انتقل إلى الجميع، سواء المجتمع أو الإعلام والدوائر كافة؟
ماذا يريد نتنياهو؟
حتى هذه اللحظة، لم تستطع القوات الجوية الإسرائيلية حسم المعركة، بحسب العديد من المحللين. ولم تنجح قوات الاحتلال في استعادة الأسرى والمختطفين يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لذا هناك بعض الأصوات التي تنادي ببدء المرحلة الثانية من الحرب الحالية، لكن نتنياهو يعطّل هذا الإجراء. وطرحت هيئة البث الإسرائيلي "كان" تساؤلاً حول موقف رئيس الوزراء، في تقرير بعنوان: "لماذا يعطل نتنياهو الاجتياح البري؟"، جاء فيه أن "الجيش جاهز للعملية البرية لكن نتنياهو يؤخرها لأسباب سياسية، معظمها يتعلق بالرغبة في إجراء صفقة تتعلق بالأسرى والمفقودين، وقد يكون هناك سبب عملياتي عسكري".
مع اقتراب الحرب الإسرائيلية على غزة من يومها العشرين، لماذا تأخّر الغزو البري الذي توعد به القادة الإسرائيليين؟ وهل يتأثر مستقبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعملية الاجتياح البري من عدمها؟ وهل الخلاف الدائر حالياً حول العملية البرية محصور بين الحكومة والجيش، أم انتقل إلى الجميع، سواء المجتمع أو الإعلام والدوائر كافة؟
وفي محاولة للتأثير على الرأي العام، انتشرت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال مقطع فيديو قصير يدعو إلى تأخير العملية البرية. وبحسب ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن مقربين من نتنياهو، منهم عضو الكنيست عن حزب الليكود الحاكم الذي يتزعمه نتنياهو أيضاً، النائب عميت هاليفي، هم الذين يقفون وراء الحملة. وبحسب ما جاء في المقطع المصوّر، فإن تحت غزة شبه مدينة أخرى، كناية عن أنفاق، وبيّن الفيديو أن سلاح الجو يقوم بهدم هذه الأنفاق قبل عملية الدخول البرّي. ومن ضمن الجُمل التي تضمنها المقطع المصور: "الأخلاق تحتّم علينا الحفاظ على حياة جنودنا"، وحمل الفيديو عنوان: "دمّروا قطاع غزة السفلي قبل الدخول البرّي".
وقال هاليفي: "ليس مستشفى، إنه مقرّ قيادة حماس. ليس منشأةً إنسانيةً، إنه مستودع صواريخ. هذه ليست مدرسةً، هذا كمين مضاد للدبابات. حياة جنودنا تأتي في المقام الأول"، فيما اتهم أحد وزراء الحكومة الحالية -لم تكشف الصحيفة عن اسمه- نتنياهو بأنه "جبان".
وحاول نتنياهو ومناصروه نشر الحملة وتعميم فكرة ضرورة تأخير العملية البرية قدر المستطاع، وتبنّى الحملة بعض أنصار نتنياهو مثل المحاضر العسكري، ران بارتز، الذي تولّى منصب ضابط عمليات في مكتب نتنياهو، والدكتور عساف ملاخ، بحسب ما نشرت "يسرائيل هيوم". وروج لتلك الآراء كثيرون، مثل الإعلامي والإذاعي، إيريز تدمُر، الذي كتب على حسابه في موقع "إكس": "إن مقاتلينا مستعدون للمخاطرة بحياتهم من أجل الوطن، ولكن من واجبنا تقليل المخاطر إلى الحد الأدنى الضروري، قبل الدخول البري. يجب تدمير الأنفاق في أسفل قطاع غزة من الجو".
لهذا يرفضون الاجتياح البري
لا صوت يعلو فوق الخلاف بين مؤيدي الاجتياح البرّي ومعارضيه، لذا دفع نتنياهو أنصاره العسكريين لتعزيز وجهة النظر القائلة بأن الأفضل هو عدم الاجتياح البري، على الأقل في الوقت الحالي. ونشر موقع "القناة السابعة" الإسرائيلية، تفاصيل حديث اللواء المتقاعد، يتسحاق باريك، أمس الثلاثاء، مع التلفزيون الرسمي الإسرائيلي، حيث أكد بأنه حذّر رئيس الوزراء من فكرة الاجتياح البرّي، ونصحه بالانتظار، لأن حماس أدركت أن إسرائيل سوف تهاجم برياً، وأعدّت أسلحتها، وخططها كافة من أجل هزيمة الجيش الإسرائيلي، الذي سيسقط منه الكثير من الضحايا.
وقال باريك: "حتى بعد دخول القوات، فإن المهمة الأساسية وهي تدمير حماس والجهاد داخل الأنفاق، ستستغرق وقتاً طويلاً جداً، قد يصل إلى أشهر، وخلال هذه الفترة سيكون هناك احتكاك شديد مع العدو، وستقف قوات كبيرة من الجيش داخل صحراء غزة وتتعرض لإطلاق نار كثيف، وستكون هناك مشكلات خطيرة في الإمدادات والمياه والغذاء والوقود وإجلاء الجرحى وإصلاح الأعطال وتأمين القوات والخدمات اللوجستية. وحتى بعد فترة طويلة، لن يتمكن الجيش من تدمير الإرهابيين، بل سيغادر مع العديد من الضحايا ولن يكمل المهمة بأكملها، وسيُنظر إلى هذا على أنه انتصار كبير لحماس".
يرى الكاتب الإسرائيلي الشهير، يوسي ميلمان، في صحيفة "هآرتس"، أن العملية البرية ستكبد إسرائيل خسائر كبيرةً، بسبب جهوزية حماس، وأن النتيجة ستكون كرّاً وفرّاً، وفي النهاية ستزداد حصيلة القتلى الإسرائيليين بشكل كبير، وحذر من الانجرار إلى تصعيد أكبر خاصةً في الاجتياح البري، حيث قد تجد إسرائيل نفسها أمام حرب مفتوحة مع احتمال دخول حزب الله فيها، ووقتها سيحدث تدمير كبير في الممتلكات والأرواح الإسرائيلية
ويرى الكاتب الإسرائيلي الشهير، يوسي ميلمان، في صحيفة "هآرتس"، أن العملية البرية ستكبد إسرائيل خسائر كبيرةً، بسبب جهوزية حماس، وأن النتيجة ستكون كرّاً وفرّاً، وفي النهاية ستزداد حصيلة القتلى الإسرائيليين بشكل كبير، وحذر من الانجرار إلى تصعيد أكبر خاصةً في الاجتياح البري، حيث قد تجد إسرائيل نفسها أمام حرب مفتوحة مع احتمال دخول حزب الله فيها، ووقتها سيحدث تدمير كبير في الممتلكات والأرواح الإسرائيلية، فضلاً عن الأضرار الاقتصادية الكبيرة التي تتعرض لها إسرائيل بسبب تكلفة الحرب الحالية، التي ستطول لو حدث الاجتياح البري.
تُعدّ أزمة إعادة الأسرى الإسرائيليين، المحور السياسي الذي يسعى إليه نتنياهو، من خلال عقد صفقات مع حماس، وهو ما أكده، محاضر اللغة العبرية، محمد علي، في حديثه إلى رصيف22، إذ أشار إلى أن "نتنياهو يتبنى وجهة النظر الأمريكية، بعدم التعجل في الغزو البري، ومحاولة التفاوض مع حماس، لعقد صفقات تبادل الأسرى، خاصةً بعد فشل العمليات الجوية في تحقيق أهدافها".
ويضيف: "الاجتياح البري قد يكون رصاصة الرحمة للمخطوفين، فوقتها قد تندفع حماس لقتل الكثيرين منهم، وعرض ذلك في مقاطع، وحينها سوف تتعرض الحكومة ونتنياهو لهزة أعنف من الضغوط التي تواجهها في الوقت الحالي، خاصةً الضغط الجماهيري، مع خروج بعض المظاهرات التي تطالب باستعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس. لذا يحاول نتنياهو التلكؤ من أجل التوصل إلى حل سياسي، لأنه يدرك خطورة الدخول برّاً، إذ قد يكون النهاية المأساوية لأسطورته".
وفي ما يتعلق بتبنّي الولايات المتحدة الأمريكية لرواية تأخير الاجتياح البري، فقد أشارت "نيويورك تايمز" الأمريكية، إلى أن مسؤولين أمريكيين ينصحون إسرائيل بتأجيل العملية البرية في غزة، للسماح بإجراء مفاوضات على الرهائن، كما أن واشنطن ترغب في مزيد من الاستعداد خشية حدوث هجمات محتملة على أهدافها في المنطقة، إذا قررت إسرائيل الاجتياح البري، وبحسب مصادر للصحيفة الإسرائيلية فإن دولاً غربيةً تضغط على إسرائيل لتأجيل العملية البرية أملاً في عقد صفقة إعادة الأسرى.
وعلى الرغم من الموقف الأمريكي الواضح بضرورة تأجيل الاجتياح البري، وهو موقف نتنياهو نفسه، لكن إدارة بايدن تخشى من التهور، لذا وبحسب موقع i24news الإسرائيلي، فقد أرسلت واشنطن كبار قادتها العسكريين ذوي الخبرة في عمليات القتال البرية، لتقديم المشورة لإسرائيل قبل بدء العملية البرية، ومنهم نائب قائد المارينز، جيمس جلين، الذي يمتلك خبرات كبيرةً في محاربة داعش.
ماذا يريد الجيش؟
لم يتوقف الحديث داخل الجيش الإسرائيلي من خلال قادته، عن الجهوزية العالية لتنفيذ عملية الاقتحام البري. وفي بداية الأسبوع الجاري، حاول رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، بث روح القوة والطمأنينة بين الجنود حين التقاهم، وقال لهم: "سندخل إلى قطاع غزة، سنخوض مهمةً عملياتيةً بهدف القضاء على العناصر التابعة لحماس، وستنذكر في أذهاننا كذلك صور ومشاهد الذين سقطوا في يوم السبت قبل أسبوعين. غزة معقّدة، غزة مكتظة، العدو يحضّر الكثير من الأشياء فيها لكننا نحضّر له أيضاً. وترافقنا في المناورة البرية كافة قدرات جيش الدفاع. كونوا جريئين بهذا التفكير. كونوا عازمين للغاية، وانقلوا الشعور بالثقة البالغة لجنودكم، هذه الروح ستحقق النصر".
واستمر الجيش الإسرائيلي في تعبئة الرأي العام، ومحاولة الضغط على الحكومة بقيادة نتنياهو للموافقة على العملية البرية، وقال رئيس الأركان، أمس الثلاثاء 24 تشرين الأول/ أكتوبر، في كلمة من محيط غزة: "نحن مستعدون بشكل جيد للغاية ومستعدون للدخول بقوات مدربة وقوية. يعرفون كيف يتصرفون بقوة، ويعرفون كيف يداهمون وكيف يضربون العدو. لكي نكون واضحين، الجيش مستعد للمناورة. سنتخذ قراراً مع المستوى السياسي حول جوهر المرحلة المقبلة وتوقيتها"، بحسب ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وعلى الرغم من التصريح السابق، إلا أن الولايات المتحدة، الحليف الأكبر لإسرائيل، عبّرت عن مخاوفها من عدم جهوزية واستعداد الجيش الإسرائيلي للغزو البرّي، ومن أن لا تكون هناك أهداف محددة للجيش يمكن تحقيقها. وفي هذا الصدد جرى اتصال هاتفي بين وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، ونظيره الأمريكي، لويد أوستن، أكد خلاله ضرورة فحص خطة الاقتحام قبل البدء في تنفيذها، وذكره فيها بأن القتال في مناطق مكتظة بالسكان يكون صعباً للغاية، والتقدير الأمريكي هو أن إسرائيل غير قادرة على تحقيق أهدافها العسكرية حتى الآن من خلال القضاء على حماس، بحسب ما نقلته صحيفة "هآرتس" عن مصادر أمريكية.
ويرى الكاتب الإسرائيلي، أفرايم غانور، في مقالته المنشورة في صحيفة "معاريف"، أمس الثلاثاء، بعنوان: "نتنياهو يتجاهل أخطاء الماضي ولم يستخلص العبر من التاريخ"، أن عملية الاقتحام البري لغزة باتت ضرورةً قصوى، لأن إستراتيجية "خير وسيلة للدفاع الهجوم" ستكون الأفضل للوضع القائم، وحث غانور رئيس الحكومة على استخلاص العبر من الماضي، فإسرائيل اعتقدت في حرب 1973 مع مصر، أن خط بارليف سيكون حاجزاً مانعاً، لكن الفكرة كانت فاشلةً، ونجح المصريون في اقتحامه، مثلما حدث في السياج الأمني الذي تم اقتحامه في "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
أزمة الثقة بين الطرفين وخلفياتها
تمر إسرائيل في حالة من التخبط بين المستوى السياسي المتمثل في نتنياهو، والعسكري المتمثل في جنرالات الجيش، وعلى رأسهم وزير الدفاع، حول القرار الحاسم بخصوص الاجتياح البري لقطاع غزة، وكل فريق يحزب أنصاره لتأييد القرار، وتبنّيه، لكن الحقيقة الثابتة هي الخلاف الحاد بينهما، ما أحدث ضجةً كبيرةً في إسرائيل، على كافة المستويات، وبات الأمر ضبابياً، وهو ما دفع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأكثر انتشاراً لتخصيص تقرير موسع بعنوان: "أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش"، للكاتبين الإسرائيليين ناحوم برنياع ورونان بيرغمان، وأحدث التقرير ضجةً أيضاً في الرأي العام الإسرائيلي خلال الساعات الماضية.
يقول الكاتبان الإسرائيليان: "تواجه الحكومة صعوبةً في التوصل إلى قرارات متفق عليها بشأن القضايا الرئيسية مثل الدخول البري إلى غزة ومعضلة المختطفين، نتنياهو غاضب من كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي، الذين يتحملون المسؤولية عن تصوره لكل ما حدث، ويتفاعل بفارغ الصبر مع الآراء والتقديرات التي يعبّر عنها الجنرالات، وليس في عجلة من أمره لتبنّي خططهم، وهو وغالانت أيضاً يجدان صعوبةً في العمل معاً".
"تواجه الحكومة صعوبةً في التوصل إلى قرارات متفق عليها بشأن القضايا الرئيسية مثل الدخول البري إلى غزة ومعضلة المختطفين، نتنياهو غاضب من كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي، الذين يتحملون المسؤولية عن تصوره لكل ما حدث، ويتفاعل بفارغ الصبر مع الآراء والتقديرات التي يعبّر عنها الجنرالات، وليس في عجلة من أمره لتبنّي خططهم، وهو وغالانت أيضاً يجدان صعوبةً في العمل معاً"
وفي ما يتعلق بأزمة الثقة بين الجيش ونتنياهو، استشهد التقرير باجتماع نتنياهو بالجنرال المتقاعد، يتسحاق بريك، مرتين خلال أسبوع، ما يشير إلى عدم ثقته بقرارات جنرالات الحرب الحاليين في الجيش، وتعمّق التقرير في خلفيات العلاقة المتوترة بين غالانت ونتنياهو، حيث أن هناك رواسب نشأت في شهر آذار/ مارس الماضي، حينما قرر نتنياهو إقالة غالانت، لكنه تراجع بعد ذلك، وكذلك منع نتنياهو العديد من القرارات والطموحات التي تحمل طابع الغزو لوزير الدفاع، مثل رغبته في شن ضربة استباقية على حزب الله في الشمال، كما أن المقربين من نتنياهو يحاولون مهاجمة الجيش طوال الوقت على وسائل التواصل، وكلها أمور زادت من الرواسب والخلافات بين قادة الجيش ونتنياهو. وذكر التقرير أن الحلقة الأضعف الآن في إسرائيل هي الحكومة التي تدير الدولة، فحتى الآن لم تحقق الحرب أهدافها لا سياسياً ولا عسكرياً.
مستقبل نتنياهو
يحاول نتنياهو النجاح في ملف الأسرى والمختطفين، وهو في نظر الكثيرين قد يعيد ثقة بعض الإسرائيليين به، وفي أحدث استطلاع أجراه "معهد سياسة الشعب اليهودي"، ونشر نتائجه موقع "هاميداد" المتخصص في الاستطلاعات، فإن ثقة الإسرائيليين برئيس الحكومة تراجعت بنسبة 75% بسبب الحرب الحالية، ويقود هذا المشهد إلى السؤال عن مستقبل نتنياهو بعد انتهاء الحرب الحالية.
"نتنياهو فشل في الحرب الحالية، ويتحمل الكارثة التي تمر بها تل أبيب، وتجب إزاحته فوراً من أي مركز صنع قرار".
يرى البروفيسور الإسرائيلي، أفيعاد كلاينبرج، رئيس مركز "روبين" الأكاديمي، أن "نتنياهو فشل في الحرب الحالية، ويتحمل الكارثة التي تمر بها تل أبيب، وتجب إزاحته فوراً من أي مركز صنع قرار، وناقش كلاينبرج، مفاهيم عدة انهارت بسبب نتنياهو وحكومته، منها مفهوم الأمن السيبراني الإسرائيلي، وعلاقة إسرائيل بفلسطين وطريقة النقاش والتفاوض وغيرها من القضايا"، بحسب ما نشرته صحيفة "هآرتس".
الدعوات لمحاكمة نتنياهو لا تتوقف، والمطالبات باستقالته تتزايد، وفي هذا الصدد، كتب، نحميا شتراسلر، في صحيفة "هآرتس" أمس الثلاثاء، مقالةً بعنوان: "نتنياهو مذنب يجب أن يستقيل"، وصف فيها نتنياهو بالجبان والفاشل الذي يجب أن يترك الحكومة فوراً، حتى وإن لم تنتهِ الحرب الحالية، وفكرة تغيير نتنياهو طالبت بها عضو الكنيست، ميراف ميخائيلي، كذلك، التي طالبت باستبداله فوراً.
ويبقى السؤال، ما هو مستقبل نتنياهو؟ تقول الدكتورة، اعتماد جمال، المدرّسة المساعدة في قسم اللغة العبرية وآدابها، في جامعة القاهرة لرصيف22: "هذه المرة لدي شكوك تصل إلى حد اليقين، بأنه لن يمرّ، حيث يشعر الإسرائيليون بالخزي والعار، والهزيمة بسبب ما حققته المقاومة الفلسطينية، ولا تزال تحققه، برغم البطش الإسرائيلي، ويرى الإسرائيليون أن نتنياهو مسؤول عن الحالة الحالية من دون شك، خاصةً أنه تعمد أن ينخر في قادة الجيش".
وتضيف: "الأمل الوحيد لنتنياهو هو إطالة أمد الحرب الحالية، وعدم الاقتحام البري، أملاً في عقد صفقات تحرير الأسرى، حتى تكون شفيعةً له أمام شعبه الذي ينتظره أمام بيته، خاصةً في ظل عداء نتنياهو للقضاء الإسرائيلي بعد خطة ليفين التي تبنّاها بقوة منذ الولاية الحالية، والتي تقوّض القانون الإسرائيلي والمحكمة العليا".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 4 أيامtester.whitebeard@gmail.com