شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
هل يمكن التعافي حقاً من علاقة مع شخصية نرجسية؟

هل يمكن التعافي حقاً من علاقة مع شخصية نرجسية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحريات الشخصية

الثلاثاء 17 أكتوبر 202309:50 ص

"أنا ناجية. تطلّب مني الأمر أكثر من 15 عاماً لأعترف لنفسي بذلك، ولأتمكن من قولها بصوتٍ أستطيع أن أسمعه جيداً. لكنه تطلّب أيضاً شجاعةً وتدريباً طويلاً لتدوينه. فالكتابة اعتراف، وأنا أنكرت الأمر كثيراً. أدرت له ظهري ومشيت واعتقدت أن هذه العلاقة لن تؤثر على صحتي النفسية بعد أن خرجت منها"؛ هذا ما تقوله الشابة اللبنانية ياسمين (اسم مستعار)، قبل أن تتوقف عن الكلام لتستعيد أنفاسها.

وتضيف لرصيف22: "كانت يده تمسك رأسي من شعري، ويستعدّ لضربه بحائطٍ كان إلى جانبنا حين ظهرت يد بدت خفيةً في تلك اللحظة. كانت أقوى من يده، وأجبرته على إفلات رأسي قبل ثوانٍ فقط من وصوله إلى الحائط، لأكتشف لاحقاً أنها كانت يد أمي التي نظرت حولها في المكان ولم تجدني، فراودها بعض القلق وخرجت تبحث عنّي لتجدني في اللحظة المناسبة".

وتتابع: "هكذا نجوت من موتٍ كان قريباً في تلك الليلة. فامتلكت في تلك اللحظات قوةً لأدير ظهري وأمشي وأتحرر من سجنٍ دخلت إليه بإرادتي، واستمررت فيه سبع سنواتٍ رغماً عني. وخرجت منه بعد أن تعرّضت لمختلف أنواع العنف".

إنها دائرة سامّة تورّطت فيها هذه الشابة في أثناء سن المراهقة، وما زالت حتى الآن لا تعرف كيف خرجت منها: "لكنني لم ألتفت، واصلت السير فقط"، على حدّ قولها، مضيفةً: "عشت في علاقة مع شخصٍ نرجسي استمرت 7 سنوات، كنت أحاول خلالها يومياً إيجاد طرق للبقاء على قيد الحياة والنجاة، وكلما حاولت الهرب كان الطوق يضيق حول رقبتي ويخنقني أكثر".

ما هي العلاقات السامّة؟

حكاية ياسمين التي بدأت بسردها من نهايتها وقصّ كيفية نجاتها، قبل أن تخبر عن بدايتها وتفاصيلها، هي حكاية معظم الفتيات والنساء اللواتي يقعن ضحيةً لعلاقة سامّة مع شريك نرجسي. وهي علاقة تحمل في طياتها أشكالاً مختلفةً من العنف، ليس سهلاً عليهنّ اكتشافها مبكراً، إذ تسجنهنّ في دائرةٍ مغلقة من العنف، يصعب عليهنّ غالباً كسرها والتحرّر منها، كما تخسر كثيرات حيواتهنّ يومياً بسببها.

استُخدم مصطلح العلاقات السامّة للمرة الأولى عام 1995، من قبل الكاتبة ليليان غلاس، حين ذكرته في كتابها Toxic people، "الأشخاص السامّون".

"كانت يده تمسك رأسي من شعري، ويستعدّ لضربه بحائطٍ كان إلى جانبنا حين ظهرت يد بدت خفيةً في تلك اللحظة. كانت أقوى من يده، وأجبرته على إفلات رأسي قبل ثوانٍ فقط من وصوله إلى الحائط، لأكتشف لاحقاً أنها كانت يد أمي"

واستخدمت هذا المصطلح لتوضِح وتشرح العلاقات المبنيّة على الصراع والمنافسة التي يسعى من خلالها الشخص إلى السيطرة على الشريك/ ة.

وفي بلداننا الناطقة بالعربية، يكون الرجال غالباً ومن دون تعميم طبعاً، هم الشركاء السامّون في العلاقة غير الصحية التي تحمل نمطاً متشابهاً.

فهم يتّسمون بالصفات نفسها تقريباً، ويمارسون العنف على شريكاتهم تحت شعار "الحب"، "الغيرة"، "الخوف عليهنّ" و"حمايتهن".

وقد صدر عدد كبير جداً من المنشورات والمقالات والدراسات والأبحاث حول هذا الموضوع، توضح تأثير هذا النوع من العلاقات على الشريكات/ الشركاء خصوصاً من الناحية النفسية، وتقدّم نصائح للتعامل معها.

لكن هل نتعافى من هذه العلاقات السامة فعلاً؟

من هو الشخص النرجسي؟

تعرّف الاختصاصية النفسية والاجتماعية اللبنانية، لانا قصقص، في مقابلة مع رصيف22، الإنسان النرجسي وسماته: "إنه شخص يعاني غالباً من اضطراب الشخصية النرجسية، ويمتلك صفات مثل الإفراط في حب الذات وتضخيمها والغرور. يهتم بنفسه ومتمحور حولها فقط ويعتقد أنه فريد من نوعه ومميز".

وتضيف: "يواجه مشكلةً في التفهّم والتعاطف مع الآخرين، وكل شيء يتمحور حول احتياجاته فقط من دون النظر إلى احتياجات شريكته".

وهذا ما حصل مع الشابة السورية هنادي. فحين طرحنا عليها سؤال: لماذا تعدّين شريكك السابق شخصاً نرجسياً؟ كان أول أمر ذكرته أن "كل شيء كان يدور حوله. لا يرى أي شخص آخر. ألمه هو الأهم وله الأولوية، حتى أنه كان يقول لي يكفيني ما أعانيه، لست مضطراً إلى سماع أي شيء آخر. وهو يرى دائماً أن الجميع يحيكون المؤامرات ضده وضد شخصيته الفذّة".

 "هكذا نجوت من موتٍ كان قريباً في تلك الليلة. فامتلكت في تلك اللحظات قوةً لأدير ظهري وأمشي وأتحرر من سجنٍ دخلت إليه بإرادتي، واستمررت فيه سبع سنواتٍ رغماً عني. وخرجت منه بعد أن تعرّضت لمختلف أنواع العنف"

وتؤكد لانا أن النرجسي هو "شخص ساحر، يعرف كيف يستخدم جاذبيته للحصول على إعجاب الآخرين/ الأخريات وتقديرهم/ نّ والاعتراف بوجوده، بطرقٍ غير صحية قد تؤدي إلى إيذاء الطرف الآخر بشكلٍ متكرر".

فلا يُظهر هذا الشخص حقيقته الضارّة والمؤذية إلا بعد أن يتأكد أنه تمكّن من السيطرة على الآخر وعلى شخصيته وتفاصيل حياته ويومياته، كما أنه يعرف جيداً تقنيات التلاعب بالمشاعر والابتزاز العاطفي، وكيفية تزييف تفاصيل الشخصية اللطيفة الحساسة، ويستمتع بذلك.

وإذا عدنا إلى مقابلتنا مع هنادي، نجد تشابهاً في نمط السلوك الذي أوضحته لانا، إذ تشير هنادي إلى أنه "كان يتلاعب بها من خلال العواطف واللعب على الكلام. وكان يستخدم دائماً ذريعة والدته التي توفيت قبل عامين وهو بعيد عنها في أوروبا، كشمّاعةٍ يعلّق عليها جميع مشكلاتهما".

استمرت هنادي في هذه الدوامة 4 سنوات، ثم اختارت أن ترحل، بعد أن اكتشفت أنها كانت تغضّ النظر عن صفات شريكها النرجسي وكيف يتلاعب بها: "لم يعترف يوماً بأي خطأ ارتكبه. تعرفين أصحاب الشخصية النرجسية لا يخطئون، وهو دائماً الوحيد القادر على فهم كل شيء. وحين يحاورني، يفعل ذلك لإقناعي فقط وليس للنقاش والتواصل بيننا"، على حدّ قولها.

وتوضح أنه "كان هو من يقرر دائماً متى ينتهي الحديث بيننا حين يفقد اهتمامه به، أو يصبح ثقيلاً بالنسبة إليه. أما أنا فلم أحصل يوماً على فرصة مساوية له في الكلام أو النقاش".

قصة الشابة المصرية سارة (اسم مستعار)، تحمل نمطاً متطابقاً، إذ بدأت حديثها بالقول إنها لم تشعر يوماً بأن صوتها مسموع أو بأن لها مساحةً في هذه العلاقة.

وتوضح لرصيف22، أنه كان يجعلها تشكّ في نفسها وفي قراراتها وآرائها بذريعة أنه أكبر منها سنّاً، فكان يستغل هذه النقطة ليؤكد دائماً على فكرة أنها صغيرة وخبرتها قليلة، لذلك هو يعرف أكثر منها.

وتضيف: "كان يقنعني بأنه أخبرني عن أمور، لم يخبرني عنها حقيقةً. ويردّد دائماً جملة: قلت لك لكنك نسيتِ. وكان يستغل فكرة أنني مضغوطة كثيراً في عملي ليقنعني بأن سبب نسياني هو تركيزي في عملي، وأنه لا يكذب".

العلاقة مع شخصية نرجسية: عنف قائم على النوع الاجتماعي

تؤكد الاختصاصية النفسية لانا قصقص، أن علاقة الفتيات والنساء بأشخاص مصابين باضطراب الشخصية النرجسية تُعدّ عنفاً قائماً على النوع الاجتماعي، لأن تصرفاتهم وسلوكياتهم تنطلق من مبدأ القوة والسيطرة على الشريكة واستغلال ضعفها.

وتوضح أن هذا الشريك يمارس مختلف أنواع العنف النفسي والمعنوي والجنسي والجسدي بهدف فرض سيطرته، لكنها تؤكد أنه ليس بالضرورة أن يكون النرجسي عنيفاً جسدياً.

من جهتها، لم تعانِ ياسمين من العنف الجنسي والجسدي فقط، بل كانت تعيش يومياً وسط تعنيف لفظي ومعنوي ونفسي.

"التقليل من شأني دائماً كان أكثر وترٍ يلعب عليه. عند كل مشكلة يردد جملة: انظري إلى نفسك في المرآة، من سيقبل بكِ غيري؟"، هكذا تبدأ ياسمين باستعادة حكاية مرّ عليها زمن طويل، لكنها لم تنسَ منها شيئاً.

وتضيف لرصيف22، أنه كان يمارس الابتزاز العاطفي في كل مرةٍ كانت تحاول فيها الخروج من هذه العلاقة: "كان يتحول من الوحش الذي يضربني يومياً من دون رحمة إلى طفلٍ صغير يبكي ويرجوني أن أبقى معه لأنه لا يستطيع أن يعيش من دوني. هكذا كنت دائماً أشفق عليه وأشعر بالذنب تجاهه فأبقى في العلاقة، حتى أكلت سبع سنوات من حياتي".

يُعدّ الابتزاز العاطفي سلاحاً فعّالاً يلجأ إليه هذا الشريك للحصول على ما يريد. هذا ما تؤكده لانا، إذ تقول: "إنه جزء لا يتجزأ من سلوك المصاب باضطراب الشخصية النرجسية، يحاول عبره السيطرة على الشريكة واستغلال مشاعرها خصوصاً مشاعر الذنب، لإجبارها على الرضوخ لأمور يريدها حتى لو كانت لا تريدها عن طريق فرض العقوبة النفسية والعاطفية في حال لم تنفذ ما يريده، وحين تطيعه يقدّم لها المكافأة النفسية، فتدخل النساء والفتيات في هذه الدائرة بسهولة".

تتحدث سارة أيضاً عن الابتزاز العاطفي كسلاح استخدمه شريكها السابق معها لسنوات، وتقول إنها عانت من "خياناته وابتزازه العاطفي. فكلما كنت أطالب بحقي كان يبدأ بالبكاء ويصبح ضعيفاً جداً ويتحدث عن نفسه وعن احتياجاته، فأضطر إلى تهدئته وإشعاره بأنه إنسان جيد وأن المشكلة مني أنا وسأحاول أن أحلّها، وكان ينجح في كل مرة بإقناعي فعلاً بأنني المخطئة دائماً".

لماذا يصعب على الفتيات والنساء الخروج من هذه العلاقة؟

توضح لانا قصقص أنه "تصعب ملاحظة سمات الشخصية النرجسية في بداية العلاقة والنجاة منها، لأنه من خلال سلوكياته لجذب الشريكة، يجعلها تابعةً للمكافأة النفسية التي يقدّمها لها خلال الفترة الأولى من العلاقة التي نسمّيها شهر العسل".

وتضيف أنه "بالتدريج، يتّبع سلوكيات سلبيةً يمكن للشريكة ملاحظتها، لكنها تكون قد علقت في دوامة طلب الإعجاب من هذا الشخص أو الـ validationوالرضا، فتقع تالياً في فخ الارتباط عاطفياً به، ويتطلب الأمر في كثير من الأحيان سنوات عدة لكسر دائرة العنف".

قصص وتفاصيل حكايات بطلاتنا الثلاث اللواتي تحدثن عن تجربتهنّ الصعبة كثيرة، لا يمكن حصرها في عدد قليل من السطور.

من هذه التفاصيل مثلاً ما ترويه لنا سارة: "لم أنسَ حتى اليوم كيف أقنعني بعد وفاة والدتي بأسبوع فقط بأن حزني عليها ووضعي صورتها كخلفية لهاتفي وما أنا فيه، أمور ستدمر حياتنا وتؤثر على علاقتنا، وأنني يجب أن أهتم بعلاقتنا وبعملي، وأقنعني حينها فعلاً بإزالة الصورة".

كيف نساعد صديقةً متورطةً في علاقة سامّة مع شخصية نرجسية؟ وكيف نتعافى منها؟

"إذا أردنا مساعدة صديقة من الواضح أنها متورطة في علاقة سامة مع شخص نرجسي، من المهم جداً أن نقدّم الدعم عبر الاستماع الفعال والدعم العاطفي والاقتراح عليها أن تتحدث مع مستشار/ ة أو مع اختصاصي/ ة نفسية ومع محامٍ/ ية متخصص/ ة في قضايا العلاقات، لنقدّم لهذه الصديقة فرصةً لتقييم وضعها واستكشاف جميع الخيارات القانونية والنفسية المتاحة أمامها"؛ هكذا تبدأ لانا إجابتها.

وتضيف أنه "لا ينبغي أن نضغط عليها للانفصال عن هذا الشخص، بل يجب أن نمشي مع المسار الذي تتبعه هي. وأن نقدّم لها المساندة حين تحتاج إليها، ونخبرها بأننا سنساندها حين تكون مستعدةً للخروج من هذه العلاقة".

أما عن تعافي الناجية النفسي بعد الخروج من هذه العلاقة، فتؤكد لانا أنه "ممكن، عبر بذل مجهود لاستعادة ثقتها بنفسها، والعمل على إعادة بناء شخصيتها، وما يمكن أن تفعله من خلال نظام الدعم المحيط بها، سواء من العائلة أو الأصدقاء أو الصديقات".

كما تتحدث عن ضرورة "اللجوء إلى اختصاصي/ ة نفسي/ ة والخضوع لجلسات علاج لاستعادة توازنها في حياتها على جميع الأصعدة، لأنها كانت في أثناء العلاقة منسحبةً غالباً من جوانب كثيرة من حياتها بالضرورة، وليس لديها أصدقاء وصديقات أو حياة خاصة أو رفاهية، وعلاقتها مع المحيطين بها ليست كما كانت، لأن النرجسي يسحب شريكته من علاقاتها، ويجرّدها من محيطها. لذلك يمكّنها العلاج النفسي من استعادة توازنها النفسي والاجتماعي".

هل نتعافى كلياً من آثار هذه العلاقة؟

"لا أعرف ما إذا كنت سأتعافى كلياً من هذه العلاقة بعد. ربما يكون السبب أن قراري بالانفصال لم يمرّ عليه وقت طويل بعد، لكن ما أنا متأكدة منه أنني صرت أشعر يومياً بحريتي أكثر، وبأهمية ألمي وضعفي حتى"؛ تقول هنادي.

وتختم: "خسرت الكثير من روحي، وأعتقد أنني أحتاج إلى بعض الوقت لأتذكر مجدداً من أنا، وأعطي قيمةً لنفسي".

وتؤكد سارة أن "هناك أموراً كثيرةً لا تزال حتى اليوم توقظ في داخلي بعضاً من آثار هذه العلاقة، خصوصاً حين أشعر بأن أحداً يحاول التلاعب بعقلي. لكن بعد سنتين من محاولة الشفاء ورحلة التعافي المستمرة منها، أشعر بأن بإمكاننا التعافي منها، وحتى إدراك لماذا دخلنا في هذا النوع من العلاقات".

"لا أعرف ما إذا كنت سأتعافى كلياً من هذه العلاقة بعد. ربما يكون السبب أن قراري بالانفصال لم يمرّ عليه وقت طويل بعد، لكن ما أنا متأكدة منه أنني صرت أشعر يومياً بحريتي أكثر، وبأهمية ألمي وضعفي"

من جهتها، تقول ياسمين: "كانت فعلاً رحلةً شاقةً، كأنني مشيت كل تلك السنين على الصخور، وحان الوقت لأعترف لنفسي على الأقل، بأنني لا أزال أحمل بعض آثارها وجروحها وذكرياتها الموجعة".

وتختم: "لم أتعافَ كلياً بالطبع، على الرغم من خضوعي لجلسات علاجٍ نفسي، لأن بعض الذكريات الأليمة حفرت مكاناً لها في ذاكرتي، لكنني أحاول بشكلٍ مستمر التخلّص منها. من جهةٍ أخرى، تمكنت من القضاء على الكثير من الألم الذي شعرت به حين كنت عالقةً في دوامته، واستطعت لملمة أجزاء روحي التي قضى عليها يوماً ما، وشعرت بالانتصار والحياة والحرية منذ اليوم الأول الذي تحررت فيه من العلاقة". 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard
Popup Image