يُعرف صيام الماء بأنه حمية يتم الامتناع فيها عن الطعام والاكتفاء بشرب الماء فقط، على مدار 24 إلى 72 ساعةً، ويمكن أن تصل إلى عشرة أيام ولكن لا يُفضّل ذلك، وهي إستراتيجية يتبعها الراغبون/ ات في فقدان الوزن بسرعة.
في حمية الماء يتم شرب مقدار ليترين إلى 3 ليترات على مدار اليوم، مع الراحة التامة والتوقف عن ممارسة الرياضة، مع العلم بأن صيام الماء ممنوع على المرضى وكبار السن لخطورته.
"جسدي تعوّد على الأنظمة الغذائية المختلفة"
لطالما بحثت إيمان نبيل عن جدوى أنظمة الريجيم المختلفة فقضت فترةً طويلةً من حياتها تتبع نظام الكيتودايت ونجحت فيه حتى قرأت عن نظام صيام الماء وقررت أن تجربه.
يبلغ وزن إيمان الزائد 25 كيلو، بدأت قبل نظام صيام الماء بالصيام المتقطع بشكل تدريجي وتدرجت من 6 ساعات حتى 12 ساعةً. بعدها قررت أن تتبع نظام صيام الماء، وفق ما تقول لرصيف22: "بدأت النظام لمدة 48 ساعةً، ولم أجُع أبداً. فقط داهمني شعور الهبوط والدوخة لكن طاقتي بقيت مرتفعةً. كنت أصوم طوال اليوم عن كل شيء فقط أشرب الماء وأخذ الملتيفيتامين الخاص بي. أكملت لخمسة أيام ثم أحد عشر يوماً وقطعت نفسي عن أي رياضة كنت أمارسها حتى لا أفقد طاقتي، وكانت لدي طاقة لتكملة صيام الماء لكن أمي عارضتني وقتها فقطعته، وعدت إلى تناول الطعام واتّباع نظام الكيتودايت بشكل تدريجي وبأكلات بسيطة".
في حمية الماء يتم شرب مقدار ليترين إلى 3 ليترات على مدار اليوم، مع الراحة التامة والتوقف عن ممارسة الرياضة، مع العلم بأن صيام الماء ممنوع على المرضى وكبار السن لخطورته
لم تعاني إيمان من الأعراض السيئة لنظام صيام الماء الذي يحكي عنه مختصو التغذية، ولكنها أرجعت ذلك لاتباعها نظام الكيتودايت، بمعنى أن جسدها تعود على الأنظمة الغذائية المختلفة، ولم تنصح باتباع صيام الماء دون العودة إلى مختص ورؤية ما هو الأنسب لتنزيل الوزن.
نتائج إيجابية خادعة
انتشر نظام صيام الماء في الآونة الاخيرة بين الراغبين/ ات في تخفيض أوزانهم/ نّ، وفي وقت سابق أعلن رجل الأعمال الأميركي راسل أوكونغ، في تغريدة على تويتر، أنه فقد نحو 45 كيلوغراماً خلال نظام صيام الماء.
وسارت على دربه المدربة الأسترالية كريستين كراوتش، إذ أفادت بأن صيام الماء قد أفقدها 20 رطلاً من وزنها، في مدة 25 يوماً فقط.
وقالت كراوتش في مقال كتبته لمجلة نيوزويك: "شعرت بخفة في جسدي، وكان الهضم سلساً، وبشرتي تحسنت للغاية، وازدادت طاقتي".
تعليقاً على هذه النقطة، قالت أستاذة التغذية في جامعة إلينوي كريستا فارادي في شيكاغو: "أنا شخصياً لا أوصي بهذا النظام الغذائي، أعلم أنه أصبح شائعاً لسبب ما، ولكن حتى لو استمر الناس في فقدان الوزن، فإن جميع الفوائد الصحية ستختفي لاحقاً".
وكانت الباحثة قد شكلت فريقاً من الباحثين لقياس مدى فعالية صيام الماء، وقد حللوا بيانات 8 دراسات عن صيام الماء، للنظر في مدى نجاح إنقاص الوزن بهذه الطريقة.
وما خلصت إليه الدراسة، أن فوائد صيام الماء لن تكون طويلة الأمد حتى لو أخذت النتائج المرجوة من فقدان وزن ولكن هذا غير دائم، ويمكن أن يعود الوزن بسرعة وفي غضون أشهر، كما أن المتّبعين لنظام صيام الماء يفقدون من الكتلة العضلية أكثر من كتلة الدهون، وهذا يعرّض الأشخاص لسهولة استعادة الوزن المفقود خلال فترة قريبة.
وفي إحدى الدراسات، استعاد الأشخاص كل الوزن الذي فقدوه خلال صيام الماء لمدة خمسة أيام في غضون ثلاثة أشهر.
فقدان وزن غير مستدام
كشفت مديرة طب السمنة في مركز بوسطن الطبي، إيفانيا ريزو، أن من يتبعون صيام الماء يتعرضون لنقص في الفيتامينات والمعادن، مشددةً على أن التحسن خلال فترة اتّباعه ونزول الوزن غير مستدامين على الإطلاق.
في حديثها إلى رصيف22، لم تشجع أخصائية التغذية فاطمة مفرح، على اتّباع نظام ريجيم "صيام الماء"، وبدأت بتعريفه بأنه الانقطاع التام عن تناول الطعام وشرب الماء فقط على مدار اليوم، ويُسمى أيضاً "zero calorie diet".
هل لصيام الماء فوائد؟ أجابت مفرح: "نعم، له تأثير إيجابي على نزول الوزن بشكل ملحوظ، وتعزيز عملية إفراز الكيتونات، ومعادلة النشاط الهرموني، والتقليل من الالتهابات وعمليات الأكسدة في الجسم، وحرق الدهون، لكن كل هذه الفوائد تكون بشكل مؤقت وليست دائمةً. دعونا نقول إنها خادعة لأن سلبياته أكبر بكثير".
وشددت مفرح على سلبيات نظام صيام الماء التي تتمحور حول أنه يؤدي إلى دخول الجسم في حالة مجاعة مما يؤدي إلى هبوط السكر، واستهلاك الكالسيوم في العظام، ونقص الأملاح الأساسية في الجسم مثل الصوديوم والبوتاسيوم، المغنيسيوم، وارتفاع ملحوظ في حمض اليوريك أسيد، واعتلال في وظائف الكلى وهذه الأعراض تمثل خطراً على الصحة".
وأوضحت أن الشخص الذي يودّ تجربة نظام صيام الماء يجب أن يكون تحت إشراف طبيب/ ة متخصص/ ة لتقييم حالة الجسم والقيام بالفحوصات المخبرية، وألا يزيد عن 10 أيام، مشيرةً إلى أنها تنصح الفرد بشرب 2-3 ليترات من السوائل يومياً، خاصةً على شكل مياه معدنية إذ يغطي هذا جزئياً احتياجات الجسم للحفاظ على توازن بعض المعادن.
الصيام المتقطع أفضل من صيام الماء
أكدت فاطمة مفرح على أن من دخل في هذا النظام عليه عدم القيام بمجهود رياضي عالٍ، والرجوع للأكل بشكل تدريجي بعد انتهاء فترة الصيام، موضحةً أن صيام الماء لا يناسب كبار السن والأشخاص الذين يتناولون أدويةً بشكل منتظم ولا يناسب من يعاني من مشكلات في الكلى أو هبوط في الضغط أو السكر.
وعن الدارسات التي أُجريت حول نظام صيام الماء، قالت مفرح: "تُعدّ الدراسات على هذا النوع من الرجيم محدودةً، ومن الدراسات التي بحثت في هذا المجال واحدة أجريت على 12 رجلاً متوسطي العمر ولم تكن لديهم أي أمراض مزمنة، ولهم تجارب سابقة مع الصيام. وتم عمل فحوصات طبية لهم قبل البدء بالدراسة، خلال الدراسة تمت ملاحظة انخفاض كمية البول وظهور جفاف خفيف في الجسم، ونقص في الأملاح مثل الصوديوم، البوتاسيوم، الكالسيوم والمغنيسيوم في الدم والبول. كانت نتيجة الدراسة انخفاضاً في معدلات التوتر بالجسم وانخفاض الوزن ولكن كانت الآثار السلبية أكثر من الإيجابية وكانت توصية الدراسة بالبحث أكثر في مجال الصيام للاستفادة من فوائده وتجنب أضراره والقيام بنوع صيام أقل صرامةً مثل الصيام المتقطع".
"صيام الماء له تأثير إيجابي على نزول الوزن بشكل ملحوظ، وتعزيز عملية إفراز الكيتونات، ومعادلة النشاط الهرموني، والتقليل من الالتهابات وعمليات الأكسدة في الجسم، وحرق الدهون، لكن كل هذه الفوائد تكون بشكل مؤقت وليست دائمةً. دعونا نقول إنها خادعة لأن سلبياته أكبر بكثير"
وأضافت فاطمة: "تم إثبات فعالية نزول الوزن خلال فترة رجيم صيام الماء ونزول الكتلة الدهنية ولكن لوحظ أيضاً نزول في الكتلة العضلية والسوائل في الجسم، ولكن لم تتم دراسة المدة الآمنة لاتّباع هذه الحمية وأثرها على الجسم عند الرجوع إلى النظام الغذائي عن طريق الأكل".
ولم تحبّذ فاطمة مفرح أن يلجأ الأفراد الراغبون في خسارة وزنهم إلى نظام صيام الماء لخطورته على الصحة، وفضلت اللجوء إلى نظام الصيام المتقطع أو محدد الساعات: "للصيام المتقطع فوائد كبيرة على الجسم وهناك دراسات واعدة عن فوائده واستخدامه كعلاج للجسم، ولكن أوصي دائماً بالرجوع إلى المختصين قبل اتباع أي نوع من أنظمة الريجيم أو الصيام، لأنها قد لا تناسب جميع الأعمار والحالات الصحية المختلفة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
عبد الغني المتوكل -
منذ 20 ساعةوالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ 21 ساعةرائع
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت