في لقاء جمع بين عماد الدين (34 عاماً)، وصديقه السوداني في مدينة أسوان، تطرقا خلال حديثهما إلى الأطعمة المحفزة جنسياً، واختُتم اللقاء بنصيحة الصديق بضرورة تجربة الشطة الأسواني، لما لها من قوة جنونية في إثارة الرغبة الجنسية.
وبعد تناولها، وجد عماد عضوه الذكري منتصباً، ووصل الأمر به إلى حد إدخال الشطة الأسواني في الكثير من الأكلات التي يتناولها في مختلف الوجبات، دون معرفة ما إذا كانت هذه التجارب لها تبعات مستقبلية سيئة على صحته أم لا.
وفي حقيقة الأمر أن تجربة الشطة لم تكن أولى الطرائق التي لجأ إليها لتحسين أدائه الجنسي، فقبل ذلك، ذهب إلى محل عطارة مجاور لبيته، وطلب من البائع أن يصنع له خلطةً سحريةً تجعله "كالأسد في السرير"، ويضيف خلال حديثه إلى رصيف22: "رحت للعطار، عملي خليط عسل النحل مع غذاء الملكات وحط عليهم بودرة شبه الفياغرا".
حسب رواية عماد الدين، فإن خلطة العطار نشّطت خصيتيه وزادت الحيوانات المنوية ونجحت في استمرار اللقاء الجنسي لأكثر من نصف ساعة، وشعر بأنه لم يعد يعاني من سرعة القذف.
فما هي الطرائق التي يلجأ إليها الرجال لتحسين أدائهم الجنسي؟ وهل يوجد للأطعمة والمشروبات تأثير سحري في علاج المشكلات الجنسية؟
الماكا جعلتني حصاناً
تعرض جهاز سعيد (35 عاماً)، المناعي للإصابة بمرض مناعي من أنواع الروماتيد، تسبب في إحداث آلام في المفاصل وأثّر على الكتلة العضلية وانخفض وزنه بمعدل 10 كيلوغرامات. عندها أحس بالخطر وأصبحت عملية متابعة صحته أمراً لا يستهان به.
في البداية كان يرغب في بناء عضلات، بالإضافة إلى تراجع أدائه الجنسي مقارنةً بالسابق، لذلك نصحه مدربه في صالة الألعاب الرياضية بتناول "الماكا"، وهو عشب نباتي يُزرع في أمريكا.
وبعد مرور 4 أسابيع، شعر سعيد بتحسن وزادت عضلات جسده بحجم 6 كيلوغرامات، وعاد الانتصاب بكامل قوته كما كان في السابق.
يضيف خلال حديثه إلى رصيف22: "رجع الانتصاب زي ما كنت في فترة المراهقة ومشكلة تأخر القذف اتحلت".
ما هي الطرائق التي يلجأ إليها الرجال لتحسين أدائهم الجنسي؟ وهل يوجد للأطعمة والمشروبات تأثير سحري في علاج المشكلات الجنسية؟
يداوم سعيد على ممارسة الرياضة بشكل دوري. يمارس اليوغا كما يحرص على تناول الوجبات المفيدة صحياً، لذلك من المحتمل أن تحسن أدائه الجنسي ليس بفعل الماكا، وإنما بفعل الرياضة.
وهذا ما حدث مع أسامة (30 عاماً)، الذي تعلّق شغفاً بالرياضة خاصةً لعبتَي الملاكمة ورفع الأثقال، اللتين يمارسهما طوال الأسبوع، وبفضل رغبته في تحسين أدائه الرياضي، قرر اتّباع برنامج النظام النباتي في تناول الطعام، ولمدة عام. شعر بتحسن كبير عند ممارسة الرياضة. يضيف في حديثه إلى رصيف22: "بس الصدفة السعيدة بقى هو أن لقيت صحتي الجنسية اتحسنت في خلال أسبوع بطريقة ملموسة".
لاحظت شريكته تحسن أدائه الجنسي، خاصةً في قوة الانتصاب وزيادة طول مدة العلاقة وعدم الشعور بالتعب وقت الممارسة الجنسية، ويضيف: "قالت لي إن هي حاسة بشعور أحلى، وإن عضوي بيوصل لأبعد وكانت بتوصل للنشوة أسرع".
فلكلور شعبي
"يعتقد البعض أن جوزة الطيب في التوابل، محفز جنسي، لأنها تعمل على تجميع الدم في الأجهزة التناسلية بالرغم من تأثيرها السلبي على القلب. أما البعض الآخر فيعدّ أن الكوارع والحمام المحشي والمأكولات البحرية خاصةً الجمبري، جميعها منشطات جنسية ووسائل محسنة للأداء الجنسي، لكن هذا فولكور مصري"؛ هذا ما يقوله الدكتور نبيل أندروس، استشاري أمراض الباطنة لرصيف22.
ويؤكد أندروس أنه لا يوجد دليل واحد علمي يقول إن المأكولات لها تأثير مباشر على الأداء الجنسي، وإنما هذه الأوصاف التي تُطلق على الأطعمة غالية الثمن على أنها محفزة ومثيرة للجنس، ليست سوى فلكلور شعبي وتراث ثقافي متداول ولا صحة لها علمياً.
وفي السياق نفسه، يعلق نبيل على استخدام الشطة الأسواني في الإثارة الجنسية قائلاً: "الشطة دي ممكن تكون خطيرة في الجرعات العالية، وتسبب احتقان في الأغشية المخاطية المبطنة للفم والمعدة والأمعاء وأحياناً تسبب نزف بواسير فهي ليست آمنةً في الجرعات المتوسطة والكبيرة".
احذر المنشطات الجنسية المتداولة عبر الإنترنت
تنتشر الأدوية والمنتجات مجهولة المصدر عبر مواقع إلكترونية غير معروفة، بحجة أنها تساعد على تطويل القضيب وتضخيمه وتحسين أدائه أو زيادة الانتصاب وتقليل القذف.
تعليقاً على هذه النقطة، يقول الطبيب الصيدلي أيمن علي، في حديثه إلى رصيف22، إن بعض الرجال يلجؤون إلى استخدام الكريمات لزيادة طول القضيب، بينما الأدوية المساعدة على الانتصاب كالفياغرا، تعمل على زيادة ضخ دم القضيب ومن ثم زيادة الانتصاب: "الأدوية المتداولة عبر الإنترنت منتجات غير آمنة، والمكان الوحيد الآمن للأدوية والمستحضرات الطبية هو الصيدلية".
"يعتقد البعض أن جوزة الطيب في التوابل، محفز جنسي، لأنها تعمل على تجميع الدم في الأجهزة التناسلية بالرغم من تأثيرها السلبي على القلب. أما البعض الآخر فيعدّ أن الكوارع والحمام المحشي والمأكولات البحرية خاصةً الجمبري، جميعها منشطات جنسية ووسائل محسنة للأداء الجنسي"
بحسب أيمن، بعض الشركات تستخدم مادةً فعالةً معروفةً باسم Sildenafil، حيث يتم طحنها وتعبئتها في كبسولات وكذلك تباع في شكل بودرة، ثم تُطرح في الأسواق بأسماء تجارية مختلفة: "هذه المنتجات قد تعرّض من يتناولها للموت المفاجئ في حال كان الشخص يعاني من أمراض في القلب أو ارتفاع ضغط الدم، ولأن جرعاتها غير محسوبة فمن يتناولها قد يفقد حياته عند أخذ جرعة زائدة".
كريمات تكبير القضيب... حقيقة أم كذب؟
"لا يوجد لدي اعتراض على المنتجات التي تُصنع وتكون بمثابة مكملات غذائية فقط، لكن استخدام هذه الأعشاب المطحونة في الترويج لعلاج أمراض جنسية هو تزييف للحقائق العلمية. لم أسمع من قبل عن كريمات موضعية أو أدوية يمكن أن تساعد في تكبير العضو الذكري أو تطويله، إنها معلومة مجهولة علمياً وليس لها دليل"، هذا ما يقوله الدكتور شادي خيري حكيم، طبيب أمراض القلب، خلال حديثه إلى رصيف22، لافتاً إلى النباتات العلاجية غير الخاضعة للدراسة البحثية والتطبيقية، والتي لا ينصح بها طبّياً: "يجب أن تخضع الأعشاب المطحونة للدراسة وأن تكون لها جرعات محددة وأن تتم صناعتها بشكل علمي. حتى النباتات الطبية يتم قطفها بطريقة علمية خاصة وليس عشوائياً".
ويوضح حكيم أن تناول الأدوية من دون علم بمصدرها بحجة أنها تحسن الأداء الجنسي أو تزود الرغبة الجنسية خاصةً الأدوية التي تباع عبر الإنترنت، فيمكن أن يسبب خللاً في أجهزة الجسم، ويمكن أن يسبب أمراضاً أيضاً كاستخدام منشطات لهرمون الذكورة الذي قد يعرض البنكرياس للخطر أو يسبب العقم: "ربما يتم بيع أدوية لا توجد لها آثار جانبية وفي الوقت نفسه ليست لها أي فوائد تُذكر".
لماذا يشك الرجل في طول عضوه الذكري؟
الخوف عند الرجال من طول العضو الذكري يتم تعزيزه بشكل أساسي بسبب صناعة الأفلام الإباحية، لأنها تميل إلى كل ما هو استثنائي، وتتعمد تقديم ممثلين يتمتعون بأعضاء ذكرية طويلة وضخمة بشكل استثنائي، وينتشر هذا الاعتقاد بشكل كبير بين المراهقين الذين يعتقدون أن طول القضيب يجب أن يكون 25 سم، وأقل من ذلك يكون دليلاً على وجود مشكلة وحلها هو من خلال تطويل القضيب.
بالنسبة للدكتور فتحي سرور، الباحث المساعد في قسم التخدير في كلية الطب في جامعة ييل الأمريكية، فإن "الشركات المصنعة لمنتجات تضخيم القضيب تحاول الترويج لفكرة زيادة المتعة الجنسية مع زيادة الطول بحيث تجذب المستهلكين وأصحاب المشكلات الجنسية من مرضى ضعف الانتصاب ومرضى سرعة القذف".
ويلفت سرور، إلى دور انتشار السمنة، خصوصاً عند الرجال إذ إن الدهون قد تخفي العضو وتوحي بأنه أقصر من طوله الطبيعي، كاشفاً أن الطول الطبيعي في أثناء الانتصاب يتراوح من 12.5 إلى 15 سم.
بحسب الدكتورة سمر محمد ابراهيم، وهي طبيبة أمراض جلدية وتناسلية وأمراض ذكورة وعقم، فإن طول القضيب بالأساس يعتمد على العامل الوراثي والهرمونات والختان، ويتسبب الأخير في نمو العضو بشكل طبيعي خاصةً أن القلفة التي يتم بترها تُعدّ ثلث طول القضيب، وتماثل ثلث طول الجلد السليم المغطي للقضيب: "ختان الذكور يجعل الحشفة جافةً، ويقلل من حجمها أيضاً. القلفة تزيد محيط القضيب لأنها وقت الجماع ترجع إلى الخلف وتزيد من قطر القضيب خاصةً الجزء الملامس لمهبل الأنثى فيزداد الاحتكاك بينهما وتزداد نشوة المرأة الجنسية".
كمحاولة لعلاج الضعف الجنسي وعلاج تشوهات ختان الذكور، ظهر ما يُعرف بجراحة الدُعامات.
في هذا الصدد، تقول سمر لرصيف22، إن 20% من الشباب المختونين جنسياً يحدث لهم عجز جنسي كامل قبل سن الأربعين عاماً، ويترددون على العيادة مرضى بالعجز الجنسي في سنّ مبكرة.
تنتشر حالات العجز الجنسي وضعف الانتصاب بين شباب في مطلع العشرينات، خاصةً أن الحالات تتكرر بينها مشكلة ارتخاء القضيب عند مرحلة الإيلاج ولا تتم العملية الجنسية كاملةً، وبناءً عليه ظهر ما يُعرف بالدعامة وهي عبارة عن زراعة خرطوم داخل القضيب نفسه. تقول طبيبة أمراض الذكورة، إن النوع الثاني من الدعامة عبارة عن وصلات معدنية يتم زرعها داخل القضيب، يستطيع الفرد ضمها وفتحها لكنها في أغلب الأحيان تجعل القضيب منتصباً، وفي حالة ارتداء ملابس خفيفة يظهر الانتصاب بوضوح كأن الشخص مستثار جنسياً: "يتم الترويج لهذه الدعامات بشكل كبير برغم أنها مرتفعة السعر وتكلفة إجراء عمليات تركيب الدعامات مرتفع، إلا أنه يتم التسويق لها والمروجون لها من مشجّعي ختان الذكور".
"إن الشركات المصنعة لمنتجات تضخيم القضيب تحاول الترويج لفكرة زيادة المتعة الجنسية مع زيادة الطول بحيث تجذب المستهلكين وأصحاب المشكلات الجنسية من مرضى ضعف الانتصاب ومرضى سرعة القذف"
وتشير إلى جراحة تجميل القضيب التي تُجرى من أجل إطالة القضيب أو تكبيره، وعلاج سرعة القذف حيث يتم عمل حقن باستخدام الفيلر تحت الجلد، وتحديداً حول رأس القضيب من أجل تقليل الحساسية: "يستمر مفعول الحقن لمدة عام ويساعد على تحسن الأداء الجنسي ويزيد من حجم القضيب ويزيد من طول القضيب ويحتاج المريض إلى تكرار العملية سنوياً لضمان استمرار الأداء بشكل جيد".
هذا وتلفت سمر إلى زراعة الدهون، كواحدة من الطرق التي يلجأ إليها الرجال لتكبير العضو الذكري وتحسين أدائه، حيث يتم سحب دهون من بطن المريض على سبيل المثال، ويتم حقنها في القضيب، كما يتم تطويل القضيب بطريقة شفط دهون العانة، ويتم سحب الدهون بالليزر: "هناك محاولات طبية من أجل زراعة خلايا جذعية للقضيب مثل إنبات القلفة من جديد للمختونين، وفي الغالب ستكون جراحةً معتمدةً بحلول 2025، حتى يعود الشعور الطبيعي للأفراد المختونين".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...