شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
طلال سلمان… غاب صوت وبقي

طلال سلمان… غاب صوت وبقي "من لا صوت لهم"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن وحرية التعبير

السبت 26 أغسطس 202304:34 م

في وجود "الخيالة" و"على وقع الموسيقى الحزينة" استُقبِل جثمان الصحافي والناشر اللبناني طلال سلمان في عدة بلدات لبنانية - بداية من الكرك، ومروراً بالفرزل وأبلح وقصرنبا وتمنين وبدنايل وبيت شاما والعقيدية وكفردبش، قبل أن يورى الثرى بمسقط رأسه في شمسطار (شرق لبنان) بينما كان عدد من المشيّعات ينثرن الورود وحبات الأرز على طول الطريق الذي امتلأ بصور الفقيد.

وداع يليق بـ"فارس اللغة العربية" و"عراب الصحافة اللبنانية والعروبيّة" كما كان يُلقب؛ الصحافي والمفكّر الذي ترجّل بعد معاناة مع المرض عن عمر ناهز الـ85 عاماً، قضى نحو 65 منها مشتغلاً ومنشغلاً بهموم لبنان والعالم العربي.

نشر الحساب الخاص بسلمان عبر منصة "إكس- تويتر سابقاً"، خبر رحيله مساء الجمعة 25 آب/ أغسطس، مع فيديو قصير له بعنوان: "طلال سلمان… صوت من لا صوت لهم"، مرفقاً ببعض المقاطع من افتتاحية طلال في السفير يوم 26 آذار/ مارس عام 1984 لدعم جنوب لبنان والتذكير بحجم التضحيات التي يقدمها. 

ومن هذه المقاطع المختارة، والتي تتناسب مع معنى "الرحيل" و"الصمود": "إلى اللقاء… ما أسرع السنين، ما أبطأ الأيام، ما أطول النهارات، ما أقصر الليالي. ما أقسى العيش، ما أمتع الحياة، ما أعظم الحرية، ما أحط القمع والعسف والاستكانة والاستسلام. ما أمر الاحتلال، ما أشرف المقاومة. ما أتفه الـ‘نعم‘ ما أكرم الـ‘لا‘ مجلجلة وجليلة في وجه الظالم والمهيمن والطاغية والمحتكر والمغتصب والمستغل والطائفي والدخيل".

وكذلك: "ما أروع أن تكون أنت الكل، وجهك هو الوجه، صوتك هو الصوت والصدى، خطك هو الخط والرسالة، ورايتك هي الراية من استظل بها وُلد فخلد ومن أضاعها ضاع في سديم حدوده النسيان والعار ولعنة الأجيال. ما أجلّ أن تكون السيف وزند الصلابة، واليد غير راعشة وغير راجفة، وغير مرتبكة، والعين ثاقبة البصر والطعنة المقدسة لا تخطئ هدفها ولا ترتد عنه وفيه رمق فهو العدو العدو. طلال سلمان.. إلى اللقاء يا كلنا".

"أنا ابن هذا الوطن العربي الذي فُرض عليه البؤس وفُرض عليه التردّي وفُرضت عليه الهزيمة"، يقول طلال سلمان الذي غيبه الموت عن عمر 85 عاماً، بعد رحلة طويلة في عالم الصحافة وجريدة "السفير"، تاركاً "الوطن العربي"، كما كان، وأصواتاً كثيرة "لا صوت لها" 

رحلة مهنية شاقة

بدأ طلال، الذي ولد في "شمسطار" في البقاع عام 1938، رحلته الشاقة في عالم الصحافة، في نهاية خمسينيات القرن الماضي، بالعمل مُصحّحاً في جريدة "النضال"، ثم مراسلاً صحافياً في جريدة "الشرق"، ومحرراً ثم سكرتيراً للتحرير في مجلة "الحوادث، قبل أن يصبح مديراً للتحرير في مجلة "الأحد".

وفي عام 1962، انتقل إلى الكويت لإصدار مجلة تحمل اسم "دنيا العروبة" عن "دار الرأي العام". لكنه عاد بعد ستة أشهر فقط إلى بيروت ليشغل منصب مدير تحرير مجلة "الصياد" ومحرراً في مجلة "الحرية" وذلك قبل أن يتفرّغ لإصدار مشروعه الأشهر والأهم: صحيفة السفير في 26 آذار/ مارس 1974.

انطلقت "السفير" صحيفة يومية سياسية مستقلة شعارها: "جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان"، علاوة على شعار "صوت الذين لا صوت لهم" الذي التصق بها وبطلال. ظلت "السفير" لعقود مرجعاً صحافياً مقدّراً في الشؤون اللبنانية والعربية واكتسبت كتاباتها ثقلاً وقدرةً على التأثير في الرأي العام.

 في موازاة ذلك، أصبح طلال سلمان عضواً في مجلس نقابة الصحافة اللبنانية منذ 1976 حتى 2015. وتمكّن من إجراء حوارات مع غالبية الرؤساء والقادة والمسؤولين العرب. كما كوّن علاقات وطيدة مع عدد كبير من المثقفين والفنانين العرب.

وأصبح لافتتاحيات طلال الأسبوعية في "السفير" - تحت عنوان "على الطريق" -  صيتاً ذائعاً إذ يترقّب القراء التحليل السياسي العميق الذي يُسرد بلغة سلسلة ويمزج بين ألاعيب السياسة وتطور التاريخ والحوادث المشابهة ولا يخلو من الجرأة والقوة في التعبير. كان يطل على جمهوره أيضاً من خلال شخصية "نسمة" التي ابتدعها في "هوامش" يوم الجمعة، في الملحق الثقافي لـ"السفير". 

وبسبب مواقفه، تعرّض سلمان إلى ضغوط متزايدة وتعرّض لمحاولات اغتيال كان أبرزها نجاته في 14 تموز/ يوليو 1984 من القتل أمام منزله في بيروت فجراً. علماً أن هذه المحاولة تركت آثاراً على وجهه وصدره. سبقت هذه المحاولة لاغتيال طلال محاولات لتفجير منزله، ومحاولة لتفجير مطابع "السفير" في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 1980.

كل هذه المحاولات والضغوط لم تثنه عن متابعة مشروعه الصحافي الأهم، "السفير"، فواصل الدفاع عما رآه صواباً وناصر نفس القضايا طيلة حياته، وبخاصة القضية الفلسطينية والقومية العربية والعداء الصريح لإسرائيل والنقد الشديد لكل من يطبّع معها من الدول العربية. 

في مقابلة إعلامية سابقة، قال سلمان: "أنا ابن هذا الوطن العربي الذي فُرض عليه البؤس وفُرض عليه التردّي وفُرضت عليه الهزيمة". وعن فلسطين قال: "بالنسبة إلّي، فلسطين ليست قطعة أرض، وشعب مضطهد ومقهور. هي القضية المركزية للأمة. ما زال شعبها يقاوم، بالحجارة وسكاكين المطبخ. هذا شعب حي وعظيم. هذا شعب لا يمكن أن يستكين". 

مع ذلك، وتحديداً في الرابع من كانون الثاني/ يناير 2017، أوقف طلال سلمان صدور "السفير" في ظل التحديات المتكالبة وأبرزها التحديات الاقتصادية. لكنه اختار أن يكون القرار "بملء إرادته" و"بشموخ"، فعنون افتتاحية العدد الأخير بـ"السفير تغيب ولا تنطفئ" واستعار جملةً من افتتاحية العدد العشرين للصحيفة جاء فيه: "يحق لنا أن نلتقط أنفاسنا لنقول ببساطة وباختصار وبصدق: شكراً".

"بالنسبة إلّي، فلسطين ليست قطعة أرض، وشعب مضطهد ومقهور. هي القضية المركزية للأمة".

ومنذ توقف السفير حتى عام 2022، اكتفى سلمان بأن يطل على جمهوره من خلال موقع إلكتروني يحمل اسمه واسم افتتاحيته الشهيرة - طلال سلمان/ على الطريق. علماً أن الموقع ظلّ مساحة لكتاب وكاتبات "السفير" وجمهورها في لبنان والمنطقة العربية.

مؤلَّفات وتكريمات

خلال مسيرته المهنية، نال سلمان عدة تكريمات لعل أبرزها حصوله على جائزة الدبلوماسي والمستشرق الروسي فيكتور بوسوفاليوك الدولية المخصصة لأفضل نقل صحافي روسي وأجنبي للأحداث في الشرق الأوسط عام 2000. وعام 2004، ولمناسبة الذكرى الثلاثين لإصدار "السفير"، نال تكريمات عديدة من المؤسسات الثقافية في لبنان. واختير لاحقاً "شخصية العام الإعلامية" من قبل "منتدى دبي الإعلامي" عام 2009.

كما منحته كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية درجة الدكتوراه الفخرية تقديراً لقيمته ودوره في الصحافة والإعلام والأدب الصحافي عام 2010.

ولا يقتصر تراث طلال سلمان على مقالاته في "السفير" و"على الطريق"، أو مقابلاته الإعلامية. وإنما له عدد كبير من المؤلَّفات من أبرزها: هوامش في الثقافة والأدب (2001)، وسقوط النظام العربي من فلسطين إلى العراق (2004)، وهوامش في الثقافة والأدب والحب (2009)، ولبنان العرب والعروبة (2009)، وكتابة على جدار الصحافة (2012)، ومع الشروق (2012)، وهوامش في الثقافة والأدب والحب (2014)، ومع الشروق (2014).

"خانه العمر ولم يخنه القلم"

حجم الخسارة برحيل طلال سلمان عكستها مظاهرة الحزن والرثاء الإلكترونية التي قادتها عشرات الشخصيات العامة والمؤسسات السياسية والثقافية من مختلف التوجهات الحزبية والطائفية والسياسية والأيديولوجية في جميع أنحاء لبنان. حالة تُقارب الإجماع على وطنيته ونبل شخصيته وصلابة مواقفه وشجاعتها.

غرّد وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري بصورة حديثة تجمعه بطلال معلقاً عليها: "في لقائنا الأخير كان الحديث من القلب وعن ذكريات الصحافة. الكبير #طلال_سلمان العابر بقلمه للمناطق ستبقى ذكراه خالدة وتاريخه العريق صفحة لن تطوى في تاريخ الصحافة اللبنانية".

واعتبر "اتحاد الكتاب اللبنانيين"، في بيان، أنه برحيل طلال "يخسر لبنان ودنيا العرب إعلامياً لامعاً وكاتباً كبيراً… دافع بثبات عن مبادئه، وشرع صفحات جريدة السفير للأقلام المتطلعة الى الحرية والتحرر. قاوم بقلمه كل دعوات الخنوع والاستسلام، وشهر سيف المقاومة للاحتلال الصهيوني".

ونعى مجلس نقابة الصحافة اللبنانية طلال الذي "خانه العمر ولم يخنه القلم والسير نحو الحق والحقيقة" حيث قضى "60 عاماً ونيف، حراً مدافعاً عن الحرية والتحرير" قبل أن "يرحل من دون استئذان قبل أن ينهي السير ‘على الطريق‘ نحو قضايا الوطن والأمة والأرض والإنسان".

غاب طلال سلمان، الناصري والعروبي، والصحافي اللبناني الذي كانت فلسطين قضيّته الأولى، فقاوم على طريقته، وفكّر على طريقته، فخاصم وصالح وحارب، ولكنه بالرغم من كل اختلافات، بقي قريباً من الجميع، أو بقي الجميع قريبين منه

أما نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي، فرثا "صاحب القلم الماضي والحضور الطاغي في دنيا الصحافة والإعلام الذي شق طريقه إلى التألق بالحبر الذي اختلط بالعرق والدم، وبعصامية تتجاوز المغامرة التي خاض غمارها بإمكانات متواضعة، ولكن بإيمان كبير وتصميم عنيد على أن يفرد لنفسه مكانة متقدمة، لا في الصحافة اللبنانية، بل في صحافة العرب".

وذكّر القصيفي بأنه "من مدرسته (أي طلال) تخرّج عشرات الزميلات والزملاء الذين شدته إليهم علاقات وثيقة تتجاوز ثنائية العلاقة بين رب العامل والعامل، فحدب عليهم وحرص على توفير كل أسباب الحياة اللائقة بهم. وعندما حملته الظروف على إغلاق ‘السفير‘، لم يقدم إلا بعد أن سدد للعاملين في مؤسسته تعويضاتهم حتى آخر بارة".

وأشار إلى أن قرار وقف عمل "السفير" كان قراراً شجاعاً آخر من طلال الذي "كان صادقاً مع نفسه ورافضاً السير في كل ما يناقض التزاماته"، مشيداً بأنه على نجاحه وتفرّده "ظل (طلال) على تواضعه كالسنبلة المليئة، مشرّعاً باب مكتبه ومنزله أمام الأصدقاء والزميلات والزملاء، وهو الذي كان لديه متسع من الوقت للتجوال في ملكوت الكلمة الحلوة، والوتر الحاني. ذوّاقة شعر وموسيقى كان، ومحب للحياة. أحبه أصدقاؤه والعاملون معه واحترمه الملوك والأمراء والرؤساء، ولو باعدت بينه وبينهم الآراء".

ورثاه الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني، خالد حدادة: "طلال سلمان في الوجدان والذاكرة. هو جزء من تاريخ العرب، يغادر اليوم. هو كل تاريخ الشعب الفلسطيني، يغادر اليوم، تاركاً لشباب فلسطين كتابة المستقبل. هو شريك غسان كنفاني والحكيم جورج حبش ووديع حداد، شريك أبو عمار، أمي ومحتضن ريشة ناجي العلي وحنظلته، يغادر اليوم. هو من فتح صفحات السفير في الأيام السوداء والليالي الظلماء، للمقاومة الوطنية اللبنانية ولكل مقاومة".

وأردف: "(هو) الشريك غير المعلن لكمال جنبلاط لجورج حاوي ولمحسن إبراهيم. هو الذي فتح صدره وصدر خليلته السفير، للمفكرين التقدميين اللبنانيين والعرب، محتضناً المطرود منهم، من بلاده وفي بلاده".

جانب آخر لصاحب "السفير"

برغم كل ما سبق، هناك جانب آخر يُنتقد في شخصية صاحب "السفير" الذي طالما امتدح زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، وقال إنه أحد أفضل الزعماء العرب في الزمن الحديث، علاوة على ارتباطه بعلاقة صداقة مع حكام لهم تاريخ في قمع شعوبهم في مقدمتهم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الممول الأول للصحيفة التي كان يصدرها سلمان. 

"بدأت السفير بداعم ليبي لم يكن له رؤية لبنانية. لم يكن أقطاب السفير المنتمين أو الخارجيين من منظمة العمل الشيوعي ملتحقين به. لم يكن الأمر نفسه فى مدى الزمن الذي تلا ذلك إذ أن الداعمين كان لهم كلمتهم في هذا الشأن، ولهم مطالبهم فيه".

وعقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005، أخذت السفير طرفاً مناصراً للنظام السوري الذي كان لا يزال جيشه في لبنان، ومع الوقت صارت جزءاً من صورة الانقسام اللبناني الذي كان يُعرف بـ8 و14 آذار، وحمل كُثر عليه وعلى "السفير" موقفها حين اجتاح عناصر حزب الله بيروت ومناطق في الجبل في 7 أيار/ مايو 2008. 

هذا الجانب ألمح إليه الصحافي والشاعر والروائي اللبناني عباس بيضون في رثائه لطلال عبر حسابه في فيسبوك إذ كتب: "بقيت في ‘السفير‘ في جيرة طلال وتحت بصره أعواماً طويلة،عقوداً من شبابي وكهولتي .وخرجت منها حين خرجت من نفسها. أظن أن ‘السفير‘ الجريدة التي صاحبت وخاضت مرحلة كاملة من التاريخ اللبناني توقفت في وقتها، وكان توقفها علامة لانتهاء عهد". 

واستفاض شارحاً: "لست في وارد أن أجادل في ذلك. لكنها الجريدة التي حملت منذ مطلعها بوادر دخول يسار ودخول طائفة تحت هذا العنوان إلى الثقافة اللبنانية. كان للسفير ما كان لكل الصحافة اللبنانية داعم خارجي. مسألة كهذه تدمغ كل الصحافة اللبنانية لكنها لا تختصر دورها ولا تكفي لتقديمها".

وتابع: "بدأت السفير بداعم ليبي لم يكن له رؤية لبنانية. لم يكن أقطاب السفير المنتمين أو الخارجيين من منظمة العمل الشيوعي ملتحقين به. لم يكن الأمر نفسه فى مدى الزمن الذي تلا ذلك إذ أن الداعمين كان لهم كلمتهم في هذا الشأن، ولهم مطالبهم فيه. هكذا تحول ذلك إلى شأن ثقافي بحت بل إلى شأن أدبي. كان يمكن أن نجد تنظيرات ماركسية ونقداً أدبياً وشعراً حديثاً. أما الكلام في السياسة فقد كان يتم قذف المختلف منه إلى الصفحات الداخلية. كان السماح به مع ذلك ظاهرة بحد ذاتها فالصحف المدعومة لم تكن في الغالب تسمح بهذا الاختلاف أو تطيقه".

وزاد بيضون بأنه سُمح له "بشكل استثنائي" بالعمل في الجريدة برغم الاختلاف مع سياستها، موضحاً أن طلال لم يفعل ذلك مع الجميع. زاد: "كان لي شخصياً نصيب من ذلك. إذ لم يخف عن سلمان أنني كنت مخالفاً لسياسة الجريدة. في كل شيء. سمح لي أن أجاهر بذلك وأن أكتب فيه مقالات في صفحتي الثقافيه تم هذا على مدى سنوات طوال. مقالاتي في هذه الصفحة لقيت قراء ولا بد أن اختلافها كان ظاهراً. لا أذكر أنه فاتحني بذلك أو أنكره عليّ. كان في ذلك فريداً ولا أظن أنه كان من السهل أن تحوي جريدة لبنانية معارضاً لها في داخلها".

وشدد على أن "طلال لم يكن هكذا مع الجميع. أسمع الآن أشخاصاً يشكون من أنه لم يتسامح معهم في ذلك وصرف بعضهم لأجله. هكذا يمكنني القول إن صمته عني وتسامحه معي كان هدية خاصة لي".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard