شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"كفى قتلاً"... وقفات احتجاجية للمطالبة بالعدالة لضحايا مجازر الكيماوي في سوريا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والمهاجرون العرب

السبت 26 أغسطس 202312:54 م

دعا ناجون/ات وأهالي ضحايا ومناصرون/ات، في ساحة الجمهورية أمام مبنى "البوندستاغ" في العاصمة الألمانية برلين، لتحقيق العدالة للضحايا وأهاليهم/ن، في الذكرى العاشرة للهجوم الكيماوي على الغوطة في 21 أغسطس/ آب 2013، الذي اعتبره الناشطون/ات أسوأ مذبحة بالأسلحة الكيماوية في القرن الحادي والعشرين، حيث اجتمعوا/ن لتكريم ضحايا الهجمات الكيميائة في سوريا بالتزامن مع وقفات في نفس اليوم في كل من العواصم باريس، لندن، واشنطن، دوسلدورف، ستوكهولم، يتبوري، هورتفورد، نيويورك، ومدن أخرى داخل سوريا.
دعت لهذا التجمع عدة منظمات ناشطة سورية ومتضامنة، وتحدث فيها من الناجين/ات والشهود، كما عزف موسيقيون/ات من فرقة دراويش، موسيقى وطنية وثورية وابتكر فنانون/ات سوريون/ات أعمالاً فنية جديدة لتكريم الضحايا. كما قامت الفنانة السورية أروى عزوز بإنشاء عمل فني جديد تكريماً للضحايا.

وقفة احتجاجية في الذكرى العاشرة لمجازر الكيماوي في سوريا، برلين

قالت علا سليمان من فريق حملة لأجل سوريا: "نجتمع في الذكرى العاشرة لاستخدام النظام السوري السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية والغربية التي راح ضحيتها 1114 شخص في نفس اليوم من بينهم على الأقل 99 طفلاً، نحن هنا لنتذكر الضحايا ونقول للناجين نحن معكم/ن، ونطالب بالعدالة لهم/ن، وأننا نطالب بالعدالة للأهالي ولأبنائهم/ وبناتهم ولأحبائهم".

"نحن هنا اليوم لنذكر الحكومات أنه لا يجب أن يكون هناك حصانة لاستخدام الأسلحة الكيماوية، وإن السماح لهذه الجريمة بالمرور دون عقاب ستعطي الإذن لكثيرين ليرتكبوا الجريمة مرة أخرى". علا سليمان، حملة لأجل سوريا
وأضافت سليمان في حديث لرصيف22: "نحن اليوم أمام البوندستاغ لنذكر الحكومات أنه لا يجب أن يكون هناك حصانة لاستخدام الأسلحة الكيماوية، وإن السماح لهذه الجريمة بالمرور دون عقاب ستعطي الإذن لكثيرين ليرتكبوا الجريمة مرة أخرى، نحن نطالب بفعل دولي وأن تتحرك الحكومات، لذلك نتظاهر في أماكن قريبة من أماكن صنع القرار لنذكرهم بنتائج استخدام السلاح الكيماوي على الشعوب".
وبالنسبة للخطوات القانونية بهذا الشأن قالت سليمان: "هناك مناصرة بشكل دائم حتى لا تمر هذه الجريمة بحصانة وأن يكون هناك عقاب لهذه الجريمة، ولكن ليس هناك للأسف محكمة مختصة بهذه الجريمة في سوريا حتى الآن، قد يؤدي عملنا لأن تكون في يوم من الأيام، ونصل لمرحلة يكون هناك محاكمة لاستخدام السلاح الكيماوي في سوريا لإحضار المجرمين ومحاسبتهم".

وألقت خلال الوقفة الناشطة بيان ريحان كلمة، وهي أيضاً إحدى الناجيات من هذا الهجوم الكيماوي، أشارت خلالها إلى استخدام غاز الأعصاب السارين الذي أطلقه النظام السوري على ريف دمشق المحاصر آنذاك، ولقي الكثيرون، بمن فيهم الأطفال، حتفهم اختناقاً أثناء نومهم، مما جعله الهجوم الأكثر دموية بالأسلحة الكيميائية في القرن الحادي والعشرين، ومع ذلك فقد مرت السنوات العشر الماضية بالإفلات التام من العقاب على جرائم الحرب.

وأضافت: "كان هناك أكثر من 222 هجوماً بالأسلحة الكيماوية المحظورة دولياً في سوريا بين 2012 – 2022، هدفت جميعها لترويع السكان وقمع تطلعات الشعب السوري إلى الحرية".

"كان هناك أكثر من 222 هجوماً بالأسلحة الكيماوية المحظورة دولياً في سوريا بين 2012 – 2022، هدفت جميعها لترويع السكان وقمع تطلعات الشعب السوري إلى الحرية". الناشطة السورية، بيان ريحان

وقالت ريحان لرصيف22: "أغلب أصدقائي الذين كانوا في منطقة زملكا، وعربين، وكفر بطنا استشهدوا/ن بالأسلحة الكيميائية، وأصدقاء آخرين استشهدوا خلال إسعاف الآخرين، كما استشهد قسم كبير من أهلي في هجمات للنظام السوري استخدم فيها السلاح المحرم دولياً، كالعنقودي، غاز السارين، قذائف الهاون وغيرها من الأسلحة المحرمة دولياً".

علا سليمان، حملة لأجل سوريا، برلين 

وأضافت: "نحن هنا اليوم لنرسل رسالة للشعوب، فالحكام هم الذين أعطوا الضوء الأخضر للرئيس السوري بشار الأسد بأن يقتلنا وهم الذين سمحوا له باستخدام الأسلحة بمستويات معينة بحيث لا تلفت انتباه العالم، فالرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل عدة أشهر من مجزرة الغوطة قال للأسد، الكيماوي خط أحمر، وكأنه يقول له، اقتل شعبك بأسلحة أخرى ولكن ليس بالسلاح الكيماوي، أو خفف الجرعة، كي لا ننتبه". حسب تعبيرها.
ورأت ريحان أن الوقفة في برلين أمام البوندستاغ هي: "في قلب العاصمة الألمانية للفت انتباه القاطنين/ات في المدينة والسياح المارين، لنقول أننا بعد عشر سنوات من الهجوم بالكيمياوي في الوقت الذي تطبع فيها الحكومات مع النظام السوري، نحن الناجين لا زلنا موجودين، لنوصل أصوات رفاقنا وأهلنا الذين استشهدوا في 2013، فهناك أكثر من  12 ألف مصاب، منهم من توفي في وقت لاحق أو أصيبوا بأمراض مزمنة بسبب الكيماوي".
وتحدثت ريحان خلال الكلمة التي ألقتها أمام الجميع عن قصة صديقها عبدالرحمن، الذي استشهد في مثل هذا اليوم قبل 10 سنوات عندما كان يسعف أطفالاً أصيبوا بالكيماوي، وهم عاشوا وهو توفي.

الفنانة السورية أروى عزوز، برلين

وأضافت: "نحن عاقدون العزم على حماية الحقيقة، ومثقلون بالحزن لعشر سنوات، نحن الناجون من الهجمات الكيماوية، مع المجتمعات السورية في المنفى، وبحاجة ماسة إلى العدالة والمساءلة. لا يمكننا النوم بهدوء حتى نطمئن إلى أن تجاربنا لن تتكرر، الأمر الذي سيحدث فقط عندما ينتهي الإفلات من العقاب على هذه الجرائم".
ووفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد وقع 222 هجوماً كيميائياً في سوريا منذ عام 2011 على الرغم من قرار الأمم المتحدة بالقضاء على الأسلحة الكيميائية في سوريا في عام 2013 والتحقيقات العديدة. وبينما نسبت الهيئات والتقارير الدولية المسؤولية إلى نظام الأسد عن العديد من هذه الهجمات، لم يتم تقديم أي شخص إلى العدالة. ويواصل النظام ارتكاب جرائم حرب مع الإفلات من العقاب.
وفي تعليق لها قالت الناشطة السورية مريم الحلاق، التي خسرت ابنها تحت التعذيب في سجون النظام السوري: "نحن هنا اليوم لنقول للنظام السوري كفى قتلاً، اثنا عشر عاماً، وأنت تقتل الشعب، وشباب هذا الشعب، بكل الطرق وليس بالكيماوي فقط، ولكن في المعتقلات وفي القصف، كفى قتلاً".

الناشطة السورية بيان ريحان، برلين

وطالبت الحكومة الألمانية بالكف عن إجبار السوريين بالعودة إلى بلدهم: "نحن مع العودة الطبيعية للشعب السوري إلا أن سوريا اليوم ليست آمنة، التفكير في عودة السوريين في هذه المرحلة صعب جداً، فلا يزال هناك اعتقالات وقتل لصاحب أي رأي آخر أو معارض".

قالت الناشطة السورية مريم الحلاق، التي خسرت ابنها تحت التعذيب في سجون النظام السوري: "نحن هنا اليوم لنقول للنظام السوري كفى قتلاً، اثنا عشر عاماً، وأنت تقتل الشعب، بكل الطرق وليس بالكيماوي فقط، كفى قتلاً".
وتقدمت بالشكر أيضاً لألمانيا: "نشكر ألمانيا لاحتوائها أكبر عدد من اللاجئين/ات السوريين/ات بالإضافة لدول الجوار، وتقديم الاهتمام والرعاية، ونطالب بالمزيد من الرعاية للسوريين/ات، لمساعدتهم/ن على الاندماج أكثر، المزيد من فرص العمل والتعليم، فنحن هنا طلباً للأمان ليس إلا".


الناشطة السورية مريم الحلاق، برلين

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard