حين قال لي سائق الأوبر في تلك الليلة النيويوركية إنه واثق كل الثقة من حكمه لمصر في المستقبل القريب، لأن ذلك سيكون أهون عند الله تعالى من لقائه بسيدنا عيسى بن مريم، انتظرت أن يتبع ما قاله بـ"شخرة" خفيفة أو عريضة، ويركن على جنب ليقع على قفاه من الضحك على الاشتغالة التي أضاع وقتي فيها قاصداً تسليتي، لكنه لم يفعل، بل واصل حديثه بجدية كادت تدفعني لأشخر له أو حتى أسمعه "من المنقّي خيار"، لكنني لم أفعل، لعلّي أجيء بآخر الحكاية.
‑ معلهش أنا بس عايز أفهم، انت تقصد إنك هتقابل سيدنا عيسى بن مريم في الحقيقة؟
‑ لا طبعاً، هاقابله في الرؤيا، بس الرؤيا حق زي الواقع للي مؤمن بيها، خليني أفكرك بقصة طالوت، إنه لما اعترضوا عليه إنه يكون ملك، اتقال لهم إن الله زاده بسطة في العلم والجسم، فبرضه ما رضيوش.
‑ أنا عارف القصة كويس، أنا بس باحاول أفهم علاقتها بزمننا وبالأستاذ كمال وبيك؟
‑ ما هو أنا بحاول أشرح لك الفكرة، موضوع الرؤيا ده لا يمكن حد يقدر يحسبه بالعقل، إنت عارف إن الأستاذ كمال أول رؤيا حصلت له كان عنده تقريبا 12 سنة، واتقال له في الرؤيا: "تحت بيتك اللي هيدمر إسرائيل"، وما حدش صدقه ساعتها، وهو نفسه ما كانش فاهم معنى الرؤيا.
‑ طيب، معلهش أنا هافهم منك النقطة دي بعدين، أنا بس مهتم أعرف إنت المفروض هتقابل سيدنا عيسى إمتى؟ هل قال لك الأستاذ كمال على الموعد؟
‑ لا، لا ما فيش حد بيعرف مواعيد.
‑ هو انت حصلت لك قبل كده في حياتك الشخصية رؤيا واتحققت، زي ما بيحصل لناس كتير، يعني شفت مثلا إنك هترزق بولد، أو هيجي لك شغل، فبقيت بتصدق في موضوع الرؤيا؟
‑ لا، الحاجات اللي بتتكلم عنها دي حاجات شخصية، إحنا بنتكلم عن حاجات عامة.
انتظرت سائق الأوبر في تلك الليلة النيويوركية أن يتبع ما قاله بـ"شخرة" خفيفة أو عريضة، ويركن على جنب ليقع على قفاه من الضحك على الاشتغالة التي أضاع وقتي فيها قاصداً تسليتي، لكنه لم يفعل
‑ انت بتشوف رؤى عامة بس؟
‑ لا، بس الرؤى القوية جداً هي اللي بتكون عامة.
‑ هو حضرتك درست إيه؟ اتخرجت من كلية إيه؟
‑ أنا بكالوريوس تجارة، بس الرؤيا دي مالهاش علاقة لا بالدراسة ولا بغيره، دي بتبقى منح من الله، يعني مثلاً الأستاذ كمال خلاف الرؤيا اللي جت له وهو صغير، عدت سنين لغاية ما عرف إن تابوت السكينة تحت بيته، أنت عارف يعني إيه تابوت السكينة؟ ده من أهم علامات نهاية الزمان.
‑ لا معلهش مش واخد بالي؟
‑ ده التابوت المذكور في القرآن اللي ربنا بيتكلم عنه، "أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم"، ده التابوت اللي المفروض لما يظهر هيبقى آخر الزمان وظهوره معناه نهاية إسرائيل، التابوت ده زي ما شافه الأستاذ كمال في الرؤيا، وقال لنا إنه موجود جواه كتلة ذهب على شكل مستطيل ارتفاعه يصل إلى تلاتة أربعة سنتيمتر وطوله متر تقريباً، ومحطوط فوقيه ما بقي من عصا سيدنا موسى، موجودة على الألواح الدهب وفيه رسالة من المسيح مكتوبة لنصارى هذا الزمان، وفيه ذكر أن نبينا نبي آخر هذا الزمن، وفيه كمان الأهم من كل ده: الخطة الإلهية الكبرى والمعجزة لتدمير إسرائيل وأعوانها وعلى رأسها أمريكا، وفيه كمان اسم المهدي الحقيقي الذي سيدمّر أمريكا وإسرائيل، واسم رئيس مصر القادم اللي مصر مش هترتاح إلا لما يحكمها.
‑ اللي هو انت؟
‑ هو ما قال ليش إن اسمي مكتوب على التابوت صراحة، لكن قال لي إنه شاف رؤيا بتقول إن أنا الموعود بحكم مصر بإذن الله.
‑ طب وإزاي عرف الأستاذ كمال إن التابوت موجود بالتحديد تحت بيته؟ هل شاف رؤيا بالتابوت ورؤيا تانية بالمكان اللي موجود فيه التابوت؟ مش ممكن يكون التابوت موجود فعلاً بس في حتة تانية؟
‑ لأ، المرة دي مكان التابوت بقى مؤكد ومش مجرد رؤيا، لإن الحكومة صورت مكان التابوت تحت الأرض بأجهزة حديثة اللي هي بترصد المعادن بالأشعة وبيستخدموها في البحث عن الآثار والذهب، وعملت عنه تقرير من 166 ورقة، والموضوع كبير جداً.
قال: "ده التابوت المذكور في القرآن اللي ربنا بيتكلم عنه، وفيه الخطة الإلهية الكبرى والمعجزة لتدمير إسرائيل وأعوانها وعلى رأسها أمريكا، وفيه كمان اسم المهدي الحقيقي، واسم رئيس مصر القادم اللي مصر مش هترتاح إلا لما يحكمها"
‑ الحكومة بتاعة السيسي؟ هي لو عرفت إن في دهب هتسكت؟
‑ لأ، الحكومة أيام مبارك، هو قال الكلام ده 2006 ويمكن قبل كده، بس بدأ يقوله في الإعلام بشكل رسمي ابتداء من الوقت اللي بعد انتخابات الرياسة اللي كانت آخر انتخابات لمبارك، ولعلمك كمال خلاف قال وقتها إن مبارك مش هيكمل مدته وابنه جمال مش هيشم رئاسة مصر، وهيتحبسوا هم الاتنين ومراته سوزان مبارك كمان هتتحبس.
‑ هي سوزان مبارك ما اتحبستش، بس مش ده المهم، هو قال الكلام ده فين؟ في فيديوهات مثلاً؟
‑ لأ، قالها في الجرايد، النت ما كانش ساعتها منتشر وما كانش أظن في فيديوهات على اليوتيوب أول ما قال الكلام ده، قاله في جرنان اسمه الكرامة لأول مرة وكرّره بعد كده كتير، والكلام اللي قال له ثبت، لإنه صادق في كل شيء، ما هو ربنا مش هيبعت رؤى لحد أي كلام، ولعلمك ناس كتير كانوا متشككين في كلامه وبعد ما اتشال مبارك وعرفوا إن في ناس في الميدان هتفت "الشعب يريد إخراج التابوت"، بدأوا يصدقوا في الراجل ويتأكدوا من كلامه.
‑ هو أنا بالأمانة عمري ما سمعت حد بيهتف الهتاف ده، يمكن يكون حد هتف إنه عايز مبارك يخرج في تابوت، بس يعني ما علينا، كنت عايز أسألك الأستاذ كمال خلاف موقفه إيه من السيسي؟
‑ هو قال كذا مرة إنه هيعدم السيسي، وقال إن السيسي مش هيقدر يقرب لي، شوف السيسي اللي بيفتك بأي حد يقرب له، كمال خلاف في كذا فيديو ليه بيقول هاعدم السيسي، هو متغاظ من السيسي طبعاً لإنه مش عايز يطلع التابوت اللي تحت بيته في الزيتون عشان ينهي معاناة مصر ويخلص العالم من إسرائيل وأمريكا.
‑ طيب هو ليه الأستاذ كمال ما يطلعش التابوت بنفسه؟
‑ هو ما عندوش الإمكانيات لإنه يعمل ده، المفروض ده دور الحكومة، خلي بالك إنه الحكومة في مارس 2017 لما طلعت التمثال المكسور في المطرية جنب سوق الخميس، قالوا تحت المنطقة دي مدينة الشمس، طبعاً الحكومة ما قالتش إن دي المدينة اللي اتولد فيها سيدنا موسى، لإن كمال خلاف شاف برضه رؤية إن سيدنا موسى اتولد هنا وإنه عاش هنا. هو قال للحكومة تعالي خدي البيت أنا مش عايزه أصلاً. وراح مجلس الدولة ورفع قضية عشان يجبر الحكومة إنها تهد البيت وتستخرج التابوت وما حصلش حاجة.
‑ هو جيران الأستاذ كمال عارفين إنه عايز يهد البيت اللي ساكنين فيه؟
‑ آه، ومش موافقين ومش عايزين يهدوا.
‑ ما تقدرش تلومهم، لإن صعب حد يعزّل من بيته عشان رؤيا جت لمحامي أو لأي حد؟
‑ مع إن المفروض إننا كمسلمين نصدق في الرؤيا، يعني هو السيدة صفية أم المؤمنين مش كانت متجوزة واحد يهودي ابن عمها، وفي يوم صحيت وقالت لجوزها أنا شفت رؤيا إن القمر وقع في حجري، وما حدش كان ممكن يصدق إنها هتتجوز النبي عليه الصلاة والسلام، طبعاً القمر في الرؤيا رمز النبوة، القمر بينير ويهدي. وده خلاني شفت رؤيا جميلة للأستاذ كمال وليّ بعد ما قابلته أول مرة.
‑ ممكن تحكيها لي لو ينفع يعني؟
‑ آه طبعاً، أنا شفت إني كنت شغال بعمل حاجة كده ولابس فانيلّة بيضاء، ولقيت في دوشة ورايا، بصيت لقيت ناس بيجروا رايحين جايين وفي ضوء في الجو لونه برتقالي، لون السما يعني، والناس بيجروا مخضوضين، وأنا بصيت لهم ورجعت بصيت للسما تاني لقيت القمر كبير، فقلت جوه روحي القمر نزل لينا احنا، بعد كده ما بقتش عارف أفرد إيدي، القمر كان كبير جداً جداً، ولازق في الأرض وعامل ضوء كإننا في عز الضهر، وبعد كده شفت واحد واقف بعيد ولابس نضارة، مش قادر أحدّد هو مين لحد دلوقتي، لكنه كان لابس جلابية قديمة وهبت عليه عاصفة ترابية ولابس نضارة طبية ولبس كأنه بدوي، فباقوله هو فين كمال؟ أول ما قلت: فين كمال؟ قام جه كمال لابس البتاعة بتاعة فلسطين دي كإنها منديل على رأسه وشكله فيه صحة كده، وابتدينا أنا في النص وكمال على اليمين والشخص التالت على الشمال، واحنا ماشيين وداخلين جوه القمر، ومش مسموح غير لينا احنا التلاتة إننا ندخل جوه القمر وناس قليلين ورانا، ودي حقيقة فعلاً، فأنا لما صحيت افتكرت رؤيا السيدة صفية وقلت إيه ده القمر نبي ونزل من السما، يبقى ده المهدي، أنا فهمتها كده.
‑ هل ممكن يبقى التالت اللي كان معاكم سيدنا عيسى مثلاً؟
‑ لا لا لا، التالت ده بني آدم عادي، إحنا التلاتة بني آدمين عاديين.
‑ هل عرفت هو مين؟
‑ مش متأكد، واحد اسمه عمر فتحي بس مش متأكد.
‑ عمر فتحي المطرب الله يرحمه؟
‑ لا لا لا، عمر فتحي واحد من أصدقاء كمال لسه عايش، بس للأمانة مش متأكد تماماً من ملامحه، هي الرؤيا كانت واضحة بس بنسبة تسعين في المية فما قدرتش أتأكد مية المية.
‑ هو حضرتك أصلا متدين؟
‑ لا أنا عادي.
سائق الأوبر: "مع إن المفروض إننا كمسلمين نصدق في الرؤيا، يعني هو السيدة صفية أم المؤمنين مش كانت متجوزة واحد يهودي ابن عمها، وفي يوم صحيت وقالت لجوزها أنا شفت رؤيا إن القمر وقع في حجري، وما حدش كان ممكن يصدق إنها هتتجوز النبي عليه الصلاة والسلام"
‑ أقصد يعني قبل ما تشوف الرؤى كنت متدين جداً؟ متصوف مثلاً؟
‑ لا، كنت بصلي عادي وبصوم عادي، ما بروحش الجامع، يعني عادي جداً، وقبل ما أتجوز ما كنتش بصلي خالص أصلاً، لكن الموضوع أكبر مني برضه، واللي جايين مع كمال خلاف المسألة بالنسبة لهم أكبر من مجرد الفرائض العادية، لأ دول ناس كارهين الظلم ومش طايقينه وهو ده الأهم.
‑ يعني الأستاذ كمال خلاف أو المهدي، هيعمل حركة ضد الظلم؟
‑ هو الأستاذ كمال جاي لنشر العدل أصلاً، دي مهمته، واللي أنا شفته في الرؤيا دي علامة من علامات الساعة، والقمر ده هو سيدنا عيسى بن مريم، ولعلمك أنا كنت متضايق إني أنا في النص والمهدي الأستاذ كمال كان على يميني، مع إن المفروض يبقى هو اللي في النص، فاتضايقت كده، بعد كده فهمت إنه لو احنا التلاتة داخلين جامع مين يخش في الأول اللي على اليمين.
*****
كنا قد توقفنا منذ فترة أسفل بيتي، وكان رئيس مصر القادم، بعون الله، قد ألغى رحلة جاءته على التطبيق لكي يأخذ راحته في الحكي، وربما لأنني شعرت أن الحديث قد طال أكثر مما يجب ودخل في دائرة "الهتش" المبين، قرّرت أن أسأله معابثاً ولكن بملامح جادة: "هو أنت لما مشيتوا في الرؤيا جوه القمر فضلت لابس الفانلة ولا كنت لابس لبس تاني؟"، ولم تنجح ملامحي التي تصنعت الجدية في إخفاء هزلية السؤال، فالتفت نحوي بجسده كله بدلاً من النظر إلي في المرآة وهو يتحدّث، وقال لي بانفعال ممتزج بالرثاء لحالي: "على فكرة، أنا مؤمن إن اللي أنا شفته ده رؤيا من عند الله لأن فيها القمر، والأستاذ كمال خلاف مش كداب وأكد لي إنها رؤيا، ولعلمك الرؤيا دي ربنا مش هيبعتها لواحد كداب أبداً، يعني لو هو بيكذب في الرؤى اللي هو بيقولها، فربنا هيبعت لي أنا رؤيا زي دي ليه يظهر هو فيها، وأشوفه أنا بنفسي بعد كده، أكيد ده حصل لسبب إلهي يعلمه الله عز وجل".
كان رئيس مصر القادم، بعون الله، قد ألغى رحلة جاءته على التطبيق لكي يأخذ راحته في الحكي، وربما لأنني شعرت أن الحديث قد طال أكثر مما يجب ودخل في دائرة "الهتش" المبين، قرّرت أن أسأله معابثاً ولكن بملامح جادة: "هو أنت لما مشيتوا في الرؤيا جوه القمر فضلت لابس الفانلة ولا كنت لابس لبس تاني؟"
بعد لحظات من التفرّس في ملامح وجهي تحت الإضاءة القوية الموجودة أسفل بيتي، قال لي متشككاً: "إيه ده؟ هو أنا شفت حضرتك فين قبل كده؟"، وبعد أن قطع الشك باليقين أضاف بنبرة قلقة: "أنت بلال فضل؟ مش كده؟ أنا شفتك مرة في برنامج مع منى الشاذلي؟"، فأجبته بنعم وأنا قلق من أن يدفعه تعرّفه علي إلى الإصرار على محاولة تجنيدي في جيش المهدي، والاتصال بكمال خلاف ليسأله عما إذا كان قد رأى لي رؤيا وأنا أرتدي الفانلة واللباس تحت الشمس، لكن ما حدث كان العكس، فقد بدأ يقطم في الكلام، ويتحدث بشكل مقتضب عن علم الله الواسع الذي لا يفهمه إلا الراسخون في الإيمان.
لم يرضني زعله، فعدت لإجبار ملامحي على الجدية وأنا أؤكد له أنني لا أتشكك في شيء مما قاله، فقط أتمنى ألا يتأخر حكمه الموعود لمصر، ثم غلبت عليّ عبثيتي، فسألته عما إذا كان يعرف موعداً محدداً سيطيح فيه تابوت السكينة بالسيسي، ليتعامل مع سؤالي بوصفه نهاية للوقت الذي أضاعه معي، وقال إن كل شيء في علم الله وإن غدا لناظره قريب، واستأذنني في إنهاء المحادثة ليلحق برحلة جديدة جلبها له التطبيق، وحين طلبت منه رقم هاتفه لأتواصل معه حين يصل إلى الحكم، اعتذر بملامح متجهّمة عن عدم منحي الرقم، وقال إن الله قادر على أن يجمعنا حين يشاء.
لم أغضب من نزقي الذي دفعني إلى سؤال الفانلة الذي قطع استرساله في الحكي، ربما لأن النوم كان قد كبس عليّ، ولم أعد أتحمل "هرتلة" قد تستمر حتى مطلع الفجر، وربما لأنني حتى لحظة نزولي من سيارته، كنت أظن الموضوع برمّته محدوداً في إطار مجموعة من المهاويس الذين يصدقون بركات مهدي الزيتون كمال خلاف، لكنني حين بحثت في اليوم التالي على الإنترنت عن تفاصيل أكثر، اتضح لي أن كل ما قاله سائق الأوبر متداول بقوة على صفحات كثيرة في الإنترنت، وأن هناك عشرات الأخبار، نُشر بعضها في مواقع يفترض أنها ذات حيثية، تتحدّث عن وجود تقارير رسمية من وزارة الآثار تفيد بوجود التابوت تحت منزل كمال خلاف الذي قام بالفعل في عام 2012 برفع دعوى قضائية في مجلس الدولة لإلزام الحكومة بالحفر تحت منزله واستخراج التابوت، لكنني لم أجد أية أخبار في السنوات التي تلت ذلك عن نتيجة تلك الدعوى القضائية، وكل ما تواصل نشره كان مجرد حديث متناثر في صفحات ومساهمات المؤيدين به عن كرامات قادمة ورؤى قاطعة وخوف حكومي من إغضاب أمريكا وإسرائيل، لأن خروج تابوت السكينة من تحت منزل الأستاذ كمال خلاف سينهي النفوذ الصهيوني ويقلب موازين الكون.
حين بدأ نصب سيرك الانتخابات الرئاسية القادمة، تذكرت سائق الأوبر الموعود برئاسة مصر ورؤيا الفانيلة البيضاء والسماء البرتقالي التي رآها، فعدت للوم نزقي الذي حرمني من الحصول على رقم هاتفه، ودخلت على الإنترنت لأبحث عن آخر أخبار مهدي الزيتون وتابوته المنتظر ومرشحه الرئاسي الموعود، فوجدت أن الكثير من فيديوهات كمال خلاف التي كانت موجودة قبل سنوات قد تم حذفها من على اليوتيوب، وأن آخر ظهور علني له كان بالصوت فقط، وعبر رسائل مسجلة نشرها قبل عامين مدون اسمه "أيمن السلحدار"، بدا لي أنه مهتم أكثر من المسيخ الدجال بأخبار نهاية العالم وعلامات آخر الزمان.
في الرسائل الصوتية التي تدخل بالتعليق والتوضيح فيها مساعد لكمال اسمه محمد عاشور، جاءت تفاصيل مختلفة عن قصة تصديق وزارة الآثار على وجود التابوت تحت منزله، حيث قال كمال خلاف: "أنا رحت الآثار بعد الثورة في يوم 4 أكتوبر 2011 ودخلت للموظفة ماجدة، لا هي تعرفني ولا أعرفها، وقلت لها أنا مقدم شكوى من فترة وعايز أعرف مصيرها بخصوص التابوت الموجود في الآية 248 في سورة البقرة، واللي ربنا بيقول إن فيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة، قامت طلعت لي هذا الدوسيه وكان فيه خريطة متدبّسة وكان فيه كلام تمانية خبراء، ومكتوب كده بالضبط في كلامهم وجود التابوت المذكور في الآية تحت العقار 21 شارع مصر في الزيتون، ومضى على هذا البيان ثمانية خبراء من خبراء الآثار، وده اللي قالته ماجدة، سألتها: يعني كده هيهدّوا البيت هيطلعوه، قالت لا لإنه قريب من الأرض".
سألت صديقاً من المهووسين بالكائنات الفضائية والمسيخ الدجال وعلامات آخر الزمان، عاود تحذيري من الاستخفاف بهذا العلم الذي لا يمنح الله مفاتيحه إلا لأولي العزم، ولا يستبعد أن تكون الدولة قد تأكدت بالفعل من وجود التابوت وخطره على أمريكا وإسرائيل، أو وجود اسم لرئيس آخر على التابوت غير السيسي وأبنائه
حين سأله السلحدار عن طبيعة قدرة التابوت على تحدي الأسلحة الذرية والفتاكة التي تمتلكها أمريكا وإسرائيل، استقبل كمال خلاف السؤال بهدوء برغم نبرته الانتقادية الواضحة وقال: "التابوت بيطلع إشعاع نووي يصيب جلد من يقترب منه وهو عدو ليه، اللي خلق القنابل الذرية واليورانيوم وخلق كل شيء هو اللي بيقوم بهذا العمل، وأنا شفت هتستخدم في هذه الحرب القنبلة الذرية وهيموت ناس كتير، لكن سيصاب العدو بالهزيمة مهما ضرب ومهما عمل من أسلحة لأن كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى".
قال كمال خلاف رداً على سؤال تشكيكي آخر، إنه لم يقرأ نص الرسالة الموجودة في التابوت من المسيح إلى نصارى هذا الزمان، ولا يعرف بأي لغة تمت كتابتها، لكنه يعرف أنها موجودة لأنه رآها في الرؤيا، وقال أيضاً إن صديقاً له رأى رؤيا تفيد أن "يأجوج ومأجوج، ومعهم حد تالت لم يُذكر في القرآن، موجودين تحت البيت عندي، وجميعهم من الجن"، كما قال إنه يعرف أنه حين يظهر التابوت سيأتي الكثير من المسلمين المنحلين الملحدين الذين سيقفون أمام التابوت، "يريدون ويسكي ونساء وخمر وأموال"، وهؤلاء هم من رجال الأعمال وغيرهم من الملحدين سيحاربهم التابوت ولكن بشكل مختلف عن الحرب التي سيقوم بشنها على أمريكا وإسرائيل، نظرا لأنهم مختلفون في النهاية عن الكفار.
وحين سُئل عن الكائنات الفضائية وما إذا كانت موجودة الآن، قال كمال خلاف بنبرات واثقة: "كان في رؤيا غريبة جداً شفتها، إن في كائنات في علم الله كان نفسها ومنى عينيها إن ربنا يوجدها في الوجود، ولكن ربنا نهى إنه يوجدها بس في الوقت نفسه يعلم الغيب، ولما بيخلق نموذج لأي شيء عارف بيفكر إيه ويتمنى إيه لإنه علام الغيوب، لذلك شفت وجه من غير إيد ومن غير رجل وأي حاجة، مجرد دايرة ليها بق وعينين ومناخير، وقال إن دول كانوا يتمنوا ييجوا الحياة وربنا نهى عن ذلك"، ولكي يحسم أي تشكيك في كل ما قاله عن التابوت ويأجوج ومأجوج والكائنات الفضائية قال: "التابوت زي ما ربنا بيقول: فيه سكينة من ربكم، يعني كل ما عايزين تفهموه وتطمئنوا إليه موجود، بس ربنا ما بيجيبش كله مرة واحدة، واللي ما عندوش إيمان بربنا يترك الأمر".
بعد هذه الرسائل الصوتية انقطعت آثار كمال خلاف من على الصفحات العامة في الإنترنت، وحتى صفحة "تابوت السكينة ورئيس مصر القادم" على فيسبوك التي كانت تنشر رسائل دورية باسمها وتهاني بالمناسبات، نشرت آخر تدوينة موقعة باسمه بتاريخ 18 تموز/ يوليو 2021، تهنئ رواد الصفحة بعيد الأضحى، ثم كان آخر ما نشرته الصفحة تدوينة موقعة باسم أدمن الصفحة يرجو من الأعضاء ألا ينسوا دعاءهم لابنته وله بالشفاء، وكان آخر ما لفت انتباهي فيها تعليق كتبه متابع غاضب، قال فيه: "انتو بطلتوا فيديوهات، شكلكم كده عرفتوا إن كل ده أحلام وكوابيس وعقلتوا".
حين سألت صديقاً من المهووسين بالكائنات الفضائية والمسيخ الدجال وعلامات آخر الزمان، عاود تحذيري من الاستخفاف بهذا العلم الذي لا يمنح الله مفاتيحه إلا لأولي العزم، ثم قال إنه لا يستطيع تأكيد ما قاله كمال خلاف ولا نفيه، لكنه في الوقت نفسه لا يستبعد أن تكون الدولة قد تأكدت بالفعل من وجود التابوت وخطره على أمريكا وإسرائيل، أو وجود اسم لرئيس آخر على التابوت غير عبد الفتاح السيسي وأبنائه، ولذلك ربما تكون قد قامت بمصادرة التابوت وإخفاء كمال خلاف ومساعده قسرياً، وأنا سحبت له "شخرة" ثلاثية الأبعاد، عوّضت فيها ما كتمته حرجاً من سائق الأوبر، لكن ربك والحق، حين تأملت ما قاله، لم أستبعد أن تكون الأجهزة الأمنية قد قبضت بالفعل على مهدي الزيتون وأخفته في قبو قصر رئاسي حرصاً على الأمن القومي، وكيف يكون ذلك مستبعداً ورئيس البلاد ينتقل من حضرة شيخ إلى صحبة ولي، ويمتلك من الجرأة ما يجعله يخرج على الناس معلناً أنه طبيب الفلاسفة الذي خلقه الله ليصف للناس الداء والدواء، ويتصرّف بوصفه مندوب العناية الإلهية لإنقاذ المصريين من أنفسهم، ويؤمن هو ورجاله بأن هناك معجزة ستخرجه من كل المآزق التي يتعرض لها بفعل أهل الشر، فهيّ يعني المعجزات هتيجي على مهدي الزيتون وسائق الأوبر وتقف؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com