آخر شيء توقعته فاطمة الطويل (40 سنةً، من تعز)، في منتصف تلك الليلة، أن تضبط ابنها صلاح (12 سنةً)، متلبّساً وهو يشاهد فيديو إباحياً. احتاجت إلى بعض الوقت، بفعل الصدمة، لكي تفهم أن الشخص الذي يكشف ضوء الهاتف الجوّال عن ملامحه المذهولة ووجهه المتصبب عرقاً، ليس دخيلاً على منزلها، وإنما هو طفلها وقد كَبر فجأةً في غفلة منها.
تضع يدها على جبينها، وهي تستعيد تلك اللحظات التي مرت بها قبل بضعة أشهر: "لدي طفلان آخران أصغر منه. ينامون جميعاً في الغرفة ذاتها. ذهبت بعد منتصف الليل لتفقدهم، وساعتها فهمت ما يحدث لصلاح"؛ تشير بذلك إلى تغيّرات مزاجية كانت قد طرأت عليه قبلها، وإلى رغبته الدائمة في الانعزال، وأيضاً نسيان حقيبته بنحو متكرر في المدرسة، وشحوب وجهه والإعياء الذي كان يبدو عليه.
غير أن ردة فعله تجاه أمه لدى مواجهتها إياه في اليوم التالي، كانت أسوأ علامات ذلك التغيير وفقاً لما قالته لرصيف22: "أخافني تصرّفه كثيراً. لقد أمسك بسكين المطبخ وهدد بقتل نفسه أمامنا جميعاً. كان يبدو أنه سيفعلها. لم يكن خائفاً على الإطلاق". وهي لا تفهم إن كان ذلك مردّه الخجل منها ومن والده، أم هو احتجاج منه على سحب هاتفه الجوال، ومنعه من استخدامه كعقوبة على فِعلته، أو أن ما كان يشاهده قد أثّر على نفسيته وجعله يتصرف بذلك النحو؟
قد يبدو الأمر، أي رد الفعل، مجرد حالة لطفل جرّه الإنترنت إلى منطقة مظلمة، وستستعيد عائلته بوصلة توجيهه بسهولة، لكن الشهادات العديدة التي استمع إليها معدّ التقرير من أولياء أمور يمنيين قلقين على أبنائهم، بسبب إدمانهم مشاهدة الفيديوهات والصور الإباحية عبر مصادر مختلفة، أكثرها شيوعاً الهواتف الجوالة الذكية، وتأثيرها المباشر عليهم نفسياً وجسدياً، توحي بأنها ظاهرة عامة تجري في اليمن، في غياب الرصد، بسبب طبيعة المجتمع المحافظ، وعدم أهلية وكفاءة مؤسسات الدولة المعنية وفقاً لبعض المتخصصين.
تُعدّ سرعة الإنترنت في اليمن، الأدنى في العالم وفقاً لشبكة "أكامي" الأمريكية، والتي تصل إلى 1.3 ميغابايت في الثانية، لكن ومع ذلك، هنالك مشاريع محلية تعمل على إيصال الخدمة إلى نحو 80% من المناطق داخل البلاد، مثل "يمن نت"، حسب ما يقول رئيس النقابة الوطنية للشبكات المهندس أحمد العليمي، لرصيف22.
لذلك فإن الأفلام الإباحية ومقاطعها وصورها لا تصل إلى الأطفال عن طريق الإنترنت والهواتف الجوالة فقط، بل أيضاً عن طريق نسخها على أقراص مدمجة أو "ميموري فلاش"، يشتريها الأطفال والمراهقون، لا سيما في المناطق الريفية، من شبكات تجارية متخصصة ويشاهدونها عبر أجهزة الكمبيوتر أو مشغلات الأقراص، وهذا ما أكده لمعد التقرير عدد من أولياء الأمور.
تداعيات نفسية
ينبّه أستاذ علم النفس في جامعة صنعاء عبد الرحيم الشاوري، إلى أن أسباباً عديدةً تدفع الأطفال والمراهقين لمشاهدة المحتوى الإباحي، أهمها: "عدم تفرّغ الوالدَين وغيابهما عن أبنائهما، والفراغ لدى الأبناء وعدم انخراطهم في أنشطة رياضية أو علمية أو مزاولة هوايات تستوعبهم، وترك الأطفال أمام الأجهزة دون رقابة، وأخيراً التأثير السلبي للأصدقاء".
علمت حنان بأن ابنها طه، كان يشاهد المواد الإباحية المصوّرة ما بين ساعة إلى ساعتين خلال النهار، لأن والده كان يسحب منه الجوال لدى عودته إلى المنزل مساءً
وفي ما يخص الأضرار النفسية والجسدية لمشاهدة الطفل والمراهق للمواد الإباحية، يقول لرصيف22: "ذلك يضرّ بنمو الفص الأيمن من الدماغ وتطوره، وهو الجزء المسؤول عن الإبداع والخيال والوعي والبصيرة. كما يؤدي إلى انخفاض النشاط في الفص الأيسر للدماغ، وهو المسؤول عن المنطق والفكر والتحليل واللغة والعلوم والرياضيات، بالإضافة إلى ارتباطه بانخفاض التواصل مع قشرة الدماغ الأمامية".
ويضيف: "المحتوى الإباحي يؤثر على الصحة العقلية للطفل، ويضعف قدرته على الارتباط بمحيطه، ويؤدي به إلى الانطواء والعزلة الاجتماعية، وظهور أعراض الاكتئاب عند المراهقين، وقد تتأثر الحياة الجنسية في الكبر بما شاهده الأطفال في صغرهم من محتوى غير مناسب لأعمارهم، ولا يستطيعون إدراكه". ويحذّر الشاوري، من أن "المواد الإباحية المصورة التي يشاهدها الأطفال قد تكون بوابةً لاضطراب العلاقات الحميمية في الكبر".
في حين يقول الطبيب المتخصص في علم النفس صخر الشدادي، إن الأطفال الذين ينغمسون في مشاهدة الصور ومقاطع الفيديو الإباحية معرضون لأمراض خطيرة أبرزها "الاكتئاب، والاضطراب النفسي وانعدام وضعف الشخصية وانحرافات سلوكية والوسواس القهري"، وعبّر عن تخوفه من تداعيات وصفها بالخطيرة والمدمّرة للظاهرة على الجيل الناشئ.
ويعزو الطبيب بدوره، سبب انتشار ما يصفها بظاهرة مشاهدة الأطفال للأفلام الإباحية، في مجتمع محافظ مثل اليمن، إلى "انعدام الرقابة الأسرية وترك الطفل في حالة تيه وتخبط، والسماح ببقاء الهواتف الذكية في أيدي الأطفال لساعات طويلة دون تثقيف".
أما أستاذ علم النفس في جامعة الحديدة، فهمي حسان فاضل، فيقول إن "التربية السليمة ترتكز على وجود قناعة لدى الأبناء بأن الرقابة الحقيقة تكمن في الرقابة الذاتية، وينبغي على الوالدين منح الأبناء الثقة غير المطلقة وإعطاؤهم مساحةً لتصفح الإنترنت وعدم منعهم تماماً".
وينصح فهمي الآباء بالتحدث إلى أبنائهم، وتوضيح مخاطر المواقع الإباحية، وتحمّل أسئلتهم في هذه المساحة الشائكة، وتقريب المشهد إليهم بحسب مستوى العمر، وتشغيل بعض برامج المراقبة والمتابعة، كي ينتبه ولي الأمر إلى سلوكيات أبنائه مبكراً.
تعتقد سلمى الحاج (32 سنةً، من صنعاء)، وهي أمٌّ لأربعة أطفال، بأن ابنها سامي (11 سنةً)، يعاني من بعض الأعراض التي ذكرها الطبيب النفسي، لا سيما المتعلقة بالانحراف السلوكي، نتيجة مشاهدته "مقاطع خلاعية"، كما تقول بشيء من الخجل وبصوت خفيض.
وتضيف: "رفاقه في المدرسة الابتدائية علّموه تدخين السجائر، وكان يذهب معهم إلى مناطق بعيدة عن المنزل ليدخنوا".
لكن ذلك لم يكن أسوأ شيء يفعله حسب رأيها: "الأسوأ هو ما رأيته يفعله بعينيّ هاتين، مع اثنين من أصدقائه، لقد كانوا يستمنون أو يحاولون فعل ذلك وهم يشاهدون على الهاتف صوراً أو فيلماً جنسياً، لا أعرف بالضبط، فقد ضربت الصدمة رأسي وأشعلت فيّ الغضب". تلك الحادثة جعلتها تدرك لماذا كان يتوارى عن المنزل، ولا يعود أحياناً إلا في ساعة متأخرة من الليل، وكان يفتعل المشكلات مع الأطفال الآخرين في المنطقة، وإحداها اعتداؤه بالضرب على طفلة في الشارع كانت في الخامسة من عمرها، وقد أصابها بجروح "دون أن يرفّ له جفن، وكأنه معتاد على فعل ذلك"؛ تقول الأم رابطةً تصرفاته بمشاهدته المواد الإباحية المصوّرة عبر الإنترنت.
ومثلها، رصدت حنان (اسم مستعار لسيدة من صنعاء)، تبدّلاً في سلوك ابنها طه (12 سنةً)، ومحاولته الدائمة البقاء بمفرده بمعزل عن أشقائه الآخرين. تقول: "لأكثر من شهر ونصف الشهر، وهو يحمل معه هاتفه الجوال إلى الحمام ويبقى هناك طويلاً، وأيضاً إلى خلف المنزل وفي الحديقة حيث يتوارى بمفرده"، ولطالما سألت نفسها: لماذا يفعل ذلك؟ حتى اكتشفت الأمر أخيراً. ذات مرة تبعته إلى الفناء الخلفي للمنزل، وتسللت بهدوء دون جلبة، وانتزعت الهاتف من يديه لتجد فيه ما أفقدها وعيها على الفور: "الدنيا أظلمت، ولم أفق إلا وأنا في البيت، وأحاول ألا أصدق ما رأته عيناي، فكيف لطفلي الصغير أن يمارس تلك الأفعال الشيطانية؟".
علمت حنان بأن ابنها طه، كان يشاهد المواد الإباحية المصوّرة ما بين ساعة إلى ساعتين خلال النهار، لأن والده كان يسحب منه الجوال لدى عودته إلى المنزل مساءً، وهذه المدة هي ما توقعت أمهات أخريات قابلهنّ معدّ التقرير، أن يقضيها أبناؤهن في التصفح الإباحي كما يفعل طه. وقدّرن ذلك من خلال الأوقات التي ينعزل فيها أطفالهن بأنفسهن في إحدى زوايا المنزل، أو في أي مكان يتوافر فيه الإنترنت في محيطه، وطالبن الجهات الرسمية بفعل شيء لحجب المواقع الإباحية، لكون محاولاتهن في وضع الرقابة على الهواتف وتقييدها يتم تجاوزها في الغالب.
الباحث الأكاديمي صالح حُميد، قال لرصيف22، إن المشكلات المترتبة على اعتياد مشاهدة الأفلام الإباحية من قبل الأطفال عميقة وكثيرة، تبدأ بخلق توقعات وهمية عن العلاقات الحميمية، ما يؤثر على استقرار الأطفال من الناحية النفسية والعقلية. وأشار إلى توصل دراسات متعددة إلى نتائج مفادها أن "آليات تأثير الأفلام الإباحية على الأطفال من ناحية الدماغ تتشابه مع آليات المواد المخدرة، وتالياً فإن النتيجة في الحالتين -المخدرات والأفلام الإباحية- تكون واحدةً، وهي الإدمان الذي له تأثيراته السلبية على وظائف الدماغ".
وكما هو الحال مع إدمان أشياء أخرى، يرى الباحث صالح، أن الأطفال المدمنين على المشاهد الإباحية بحاجة إلى رغبة وإرادة حقيقيتين للإقلاع عنها، وقال إن أولياء الأمور وإدارات المدارس ينبغي أن يتعاونوا لمساعدة الأطفال وتوعيتهم، "وفي المقام الأول تجنيبهم الوقوع فرائس في شباك الإباحية".
الحوار بدلاً من العقاب
يحمّل أستاذ علم الاجتماع في جامعة الضالع، أمين دحلان، الحرب والصراعات الداخلية مسؤولية نشوء ظواهر يقول إنها دخيلة على المجتمع اليمني، كمشاهدة الأطفال للمواد الإباحية المصوّرة.
ويوضح: "الحرب أورثت اليمنيين الفقر، فانشغل أولياء الأمور بقوت يومهم، وعجزوا عن تلبية الاحتياجات النفسية للأطفال واحتوائهم، فلجأ الأخيرون إلى العالم الافتراضي، كما أنها قللت من فرص الأطفال والشباب في الانخراط في أنشطة وفعاليات عامة يقضون فيها أوقات فراغهم".
الحرب أورثت اليمنيين الفقر، فانشغل أولياء الأمور في قوت يومهم، وعجزوا عن تلبية الاحتياجات النفسية للأطفال واحتوائهم، فلجأ الأخيرون إلى العالم الافتراضي ومشاهدة الأفلام الإباحية طول النهار
ويعتقد دحلان أن وصول الأجهزة الحديثة إلى أيادي الأطفال والمراهقين بنحو عشوائي ومتزايد، أدى إلى تفاقم المشكلة، ويشدد على أن "منع الإنترنت وإبعاده عن متناول الأطفال ليسا حلاً على الإطلاق، بل التثقيف المناسب في عملية استخدامه بنحو مجدٍ، وأيضاً المراقبة من قبل الوالدين تلعب دوراً محورياً في تجنيب الأطفال مشاهدة المواد الإباحية".
يؤكد الباحث التربوي والمهتم بقضايا التحفيز الذاتي، محمد الفقيه، على ضرورة إقرار أولياء الأمور بأنهم لا يملكون سيطرةً حقيقيةً على استخدام أبنائهم للإنترنت، ويبيّن: "قبل سنوات كانت الأمور أسهل، إذ كان الأمر مقتصراً على جهاز الحاسوب العادي الذي تتشاركه الأسرة، وغالباً ما كان أولياء الأمور يحرصون على وجوده في مكان مشترك كغرفة الجلوس مثلاً، وتالياً يشعر الأبناء بالمراقبة الدائمة أو لربما الخجل من الوصول إلى المواقع ذات المحتويات الإباحية. أما الآن، فإن الهواتف الذكية خلقت تحدياً جديداً أمام أولياء الأمور لأنها أصبحت في متناول الجميع".
لذلك فهو يرى أن الحل لا يكمن فقط في وضع القوانين الصارمة وإلزام الأطفال باتّباعها، بل بقدرة أولياء الأمور على المحافظة على الحوار والتواصل اليومي الدائم مع الأبناء، بشأن حياتهم وأنشطتهم اليومية، سواء داخل البيت أو خارجه.
ويعتقد الفقيه بأن تغييب مثل هذه القضايا في اليمن عن الرأي العام، وتجاهل الخوض فيها بداعي أن المجتمع محافظ، يؤديان إلى استفحالها ويهددان حياة الأطفال، ويضيف لرصيف22: "تعودت الأمهات على التكتم والصمت إزاء سلبيات أبنائهن، لكيلا يُنتَقدن من قبل المجتمع المحيط، ويُتَّهمن بالمسؤولية".
ودعا إلى معالجة مشكلة الأطفال والمواد الإباحية المصورة، "بصورة جذرية وعاجلة كونها ظاهرةً سوف تحوّل الأطفال إلى أرواح مفرغة من أي إنسانية حقيقية تعمل من أجل بناء المستقبل"، وعدّ السكوت عن الظاهرة جريمةً بحق ملايين الأطفال الذين "تُهدر حياتهم بطريقة استنزافية كبيرة وخطيرة".
يقول أبو معتز، وهو مواطنٌ من محافظة تعز (مديرية المعافر)، لرصيف22، إن ابنه معتز (14 سنةً)، بدأ بمشاهدة الأفلام الإباحية قبل سنة ونصف السنة، وإنه حاول ثنيه عن ذلك بضربه وتعنيفه: "لكن ذلك لم يأتِ بنتيجة مرجوة"، يضيف الأب محبطاً.
ويتابع: "مرت أشهر، اعتقدت خلالها بأنه تعافى من الأفلام الخلاعية، لكن ذات يوم، نشب خلاف بينه وبين أصدقائه، ففضح كل واحد منهم الآخر عند أهله بأنه يشاهد تلك الأفلام"، عندها أدرك أبو معتز وهو موظف حكومي، بأن العلاج ينبغي أن يكون على يد متخصص.
ولهذا عرضه على طبيب نفسي، واكتشف أن ابنه على وشك الدخول في عقدة نفسية، أي في بداية مرض نفسي، وحمّل نفسه مسؤولية ذلك: "بسبب إهمالي وتركي إياه يتصرف بمفرده في شؤونه حسب ما أخبرني الطبيب". استمرت رحلة العلاج نحو سنة، اجتهد فيها الأب لتوفير بيئة مناسبة لابنه وتعليمه الرسم، وقضاء الوقت معه، ومحاورته والتواصل اليومي معه كصديق.
ويذكر أن جهده أثمر عن نتائج إيجابية، وأنه يستطيع التأكيد بأن معتز تعافى من إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية، وصار يقضي وقت فراغه في أنشطة مفيدة له "نفسياً وجسدياً"، وأنه بدأ يستخدم الإنترنت لتعلّم أشياء جديدة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...