تُسجَّل في لبنان، لأوّل مرة، منصّة إلكترونيّة تُعنى بتقديم العديد من الفحوصات المخبريّة والاستشارات الطبية المتعلّقة بالصحّة الجنسيّة والإنجابيّة، بعد أن شهدنا في السنوات الماضيّة العديد من المبادرات والمتاجر الإلكترونيّة الفرديّة التي تقدّم منتجات حصريّةً بالصحّة الجنسيّة والإنجابيّة للنساء، من فوط صحيّة وكؤوس حيض وسدادات قطنيّة صديقة للبيئة، وصولاً إلى ألعاب جنسيّة موجّهة بشكل أساسي إلى متعة النساء. وبالرغم من أن أسعارها مرتفعة، إلا أنها تسدّ النقص والحاجة في هذا المجال الذي يُعدّ من التابوهات لدى فئة كبيرة من المجتمع اللبناني.
في ظلّ القطاع الطبّي في لبنان، المحكوم أحياناً بالعقلية الذكورية والتمييز، تعجز الدولة إلى الآن عن توحيد الأسعار أو تسهيل الوصول إلى خدمات الرعاية الصحيّة، فتُطرح مسألة مجانيّة الحصول على مستلزمات وخدمات الصحّة الجنسيّة والإنجابيّة، كأنها حلم بعيد المنال.
في المقابل، لا يردع هذا الواقع العديد من المجموعات والمبادرات النسويّة عن التمسّك بفكرة حقوقيّة هذه المطالب وضرورة إدخال خطاب التضامن وبناء التشاركيّة، لتسهيل الحصول على مستلزمات الصحّة الجنسيّة والإنجابيّة تحقيقاً للعدالة في هذا المضمار، وهذا ما يمكن رؤيته يتجلى في مبادرة Omgyno تحت عنوان "خدمات الصحّة الجنسيّة والإنجابيّة في متناول الجميع".
فضاء جديد للاحتفاء بأجسادنا
تُعدّ Omgyno منظّمةً عالميةً تؤمن بأهمية الوكالة على الأجساد وبأنظمة رعائيّة بديلة مناهضة للأبوية الطبّية.
"طلبت الفحوصات لأنّها تتمتّع بخصوصيّة إجرائها في المنزل، وفي الوقت الذي يناسبني، كما أنّنا ربما نضطر عند الأطباء/ الطبيبات إلى إدخال 'مسحة قطنية' Coton tige في المهبل، بينما لدى Omgyno لا نضطر إلا إلى إدخال جزء صغير وهو أسهل بكثير وأقل إزعاجاً من أشكال الاختبارات الأخرى"
تؤمّن Omgyno، خدمات مصمّمةً لتمكين الأشخاص من الوصول إلى خدمات الصحّة الجنسيّة، من خلال توفير الخبراء والخدمات وتقديم المعلومات والمعرفة المتعلّقة بنظام الصحة الجنسية والإنجابيّة، فتقدّم للأفراد الأدوات اللازمة للتحكّم بأجسادهم/ نّ، من خلال تطوير مجموعة فحوصات منزلية بالشراكة مع مختبرات، للكشف عن الالتهابات المنقولة جنسيّاً، بحيث يصبح بإمكان كل شخص إجراء الفحص دون حجز مواعيد أو بتكاليف عالية، كما يقدّم فريق الطبيبات المتخصصات الاستشارات المطلوبة بمهنيّة وانفتاح، هذا بالإضافة إلى توفير مجموعة من المنتجات الحيضيّة الصديقة للبيئة، أما بالنسبة إلى خدمات الفحوصات المنزلية والاستشارات، فهي تتوافر حالياً في اليونان ولبنان والبرتغال.
خدمة سريعة ومريحة
شاركت العديد من النساء تجاربهنّ مع Omgyno، وقد أبدين ارتياحهنّ لها، فتصف لميا (26 عاماً)، تجربتها لرصيف22، قائلةً: "لقد كانت تجربةً جيّدةً على الصعيد الشخصي، بدءاً من الخطوة الأولى بطلب الفحوصات أونلاين، حتى الخطوة الأخيرة بتسليمها إلى المختبر وإرسال النتيجة، فالمنصّة الإلكترونيّة واضحة وسهلة الاستخدام لكثرة التعاليم المرفقة مع كل خطوة، كما أن خدمة الدليفري سريعة وتحترم الخصوصيّة".
ورداً على سؤال: لماذا فضّلت اللجوء إلى الخدمة الإلكترونيّة، في حين تتوافر العديد من المراكز وعيادات الأطباء/ الطبيبات، التي تُعنى برعاية الصحّة الجنسيّة والإنجابيّة؟ تجيب لميا: "طلبت الفحوصات لأنّها تتمتّع بخصوصيّة إجرائها في المنزل، وفي الوقت الذي يناسبني، كما أنّنا ربما نضطر عند الأطباء/ الطبيبات إلى إدخال 'مسحة قطنية' Coton tige في المهبل، بينما لدى Omgyno لا نضطر إلا إلى إدخال جزء صغير وهو أسهل بكثير وأقل إزعاجاً من أشكال الاختبارات الأخرى".
وتتحدث عن مدى تأثير هذا النمط من المبادرات والمتاجر الإلكترونيّة على العدالة في مواضيع الصّحة الجنسية والإنجابية: "بفضل هذه المبادرات، يصبح تحقيق جزء من العدالة الجنسيّة والإنجابية مشروعاً، وذلك لأنّها تصبح متاحةً أمام الجميع، ولأنّها في بعض الأحيان متوفرة بشكلها المجاني أو بأسعار مقبولة نسبةً إلى المختبرات بشكل عام، وتجنبنا الوصم والأحكام المسبقة التي يطلقها بعض مقدّمي/ ات الرعاية".
بدورها، تتحدث سهى (31 عاماً)، عن تجربتها لرصيف22: "إن تجربتي لم تكن بالاختبارات المنزلية بل بالاستشارات، وقد صادفت أنهنّ يضعن كوداً لاستشارة مجانيّة، فاتصلت، وتراوحت المكالمة بين 15 و20 دقيقةً، وكانت الطبيبة مريحةً جداً، وأعطتني الوقت الكافي لصياغة أسئلتي... لم أكن في وارد الذهاب إلى أطباء أو أي مركز".
وتضيف: "من فوائد هذه المبادرة أنك لن تكوني بحاجة إلى حجز موعد وتنظيم وقت للذهاب وتكاليف النقل، والضمان... وبالرغم من عدم توافر فحوصات هرمونيّة بعد، إلا أنّها تغطي الاستشارات والاختبارات المنزليّة الأخرى. إنها خدمة سريعة وفعّالة".
مزايا الفحص المنزلي والاستشارات
تتراوح مزايا الفحص المنزلي حسب Omgyno، بين الحفاظ على خصوصية الأفراد، إذا لم يرغبوا في الإفصاح عن معلوماتهم الشخصيّة، أو إذا ما كانوا قلقين من الذهاب إلى الطبيب/ ة، كما تلغي الفحوصات المنزلية الحاجة إلى النقل، فيصل الفحص إلى المنزل.
وبالنسبة إلى الوقت، إذا ما كانت المستفيد/ ة على عجلة من أمره/ ا، فستصله/ ا النتيجة في وقت قصير من دون حجز موعد، والأهم أنّه ما من أحد سيطلق الأحكام في حال أراد الشخص المعني التحدث عن تاريخه الجنسي وغيره من الأمور الحساسة، كذلك لن تشعر المستفيدة بأي ألم أو انزعاج فالمسحة ناعمة على خلاف أي تجربة أخرى، كما أن تكلفة أي فحص أقل من تكلفة موعد مع طبيب/ ة خارجية.
أما بالنسبة إلى الفحوصات المنزلية المتوافرة عند Omgyno، فهي:
- فحص المسحة المهبلية لالتهابات المهبل.
- تحليل البول + فحص المسحة المهبلية.
- فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
- المجموعة الكاملة: العدوى المنقولة جنسياً.
في ما يخصّ خدمة الرعاية الصحيّة من بعد، فهي متوافرة لمناقشة نتائج الفحوصات المنزلية من Omgyno، والحصول على وصفة طبية دوائية أو لمناقشة الصحة الجنسية والدورة الشهرية، والاطّلاع على وسائل منع الحمل من خلال الأسئلة السريعة أو للحصول على استشارة كاملة.
كيفية طلب الفحص
يتطلب الأمر منكم/ نّ القيام بخطوات عدة لإجراء الفحوصات المنزلية عند الحاجة أو للإطمئنان، وأولها طلب طقم الفحص عبر الموقع الإلكتروني، فيتم إرسالها بشكل مجاني وسريع في عبوة سوداء لا تدلّ على المحتوى، من ثمّ عند استلام علبة الفحص يمكن تسجيل الفحص عبر حسابكم/ نّ، من خلال أرقام تعريفية بدلاً من الأسماء، ويمكنكم/ نّ أخذ العيّنة عبر المسحة وفقاً للتعليمات في الوقت المناسب لكم/ نّ.
"من فوائد هذه المبادرة أنك لن تكوني بحاجة إلى حجز موعد وتنظيم وقت للذهاب وتكاليف النقل، والضمان... وبالرغم من عدم توافر فحوصات هرمونيّة بعد، إلا أنّها تغطي الاستشارات والاختبارات المنزليّة الأخرى. إنها خدمة سريعة وفعّالة"
وبعدها يمكن وضعها في كيس أسود صديق للبيئة، وتسليمها إلى خدمة التوصيل وإرسال العيّنة إلى المختبر، من ثمّ يمكن الدخول إلى الحساب واختيار كلمة استلام، وستتسلّمه مختبرات omgyno الشريكة والحاصلة على شهادة ISO لتحليل العيّنة من قبل المختصين/ ات، وترسل النتيجة في غضون أيام بشكل تفصيلي مع خيارات العلاج، على شكل pdf، لمشاركتها مع الأطباء/ الطبيبات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 4 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...