شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"مغلق" حتى تعود أم كلثوم… الظواهر المدهشة في حفل "الست" بالسودان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

في الأيام الأخيرة من عام 1968، كانت سيدة الغناء العربي أم كلثوم، على متن الطائرة المتجهة إلى السودان، لإحياء حفلين في أكبر مسارح الخرطوم، وكان الحفلان اللذان وُصفا بالأسطوريَين، ضمن الحفلات الخارجية التي بدأتها كوكب الشرق، عقب هزيمة 5 حزيران/يونيو 1967، لدعم المجهود الحربي، وخدمة القضية العربية ضد الاحتلال الصهيوني.

رحلة أم كلثوم إلى السودان

تفاصيل زيارة أم كلثوم الأولى، إلى هذا البلد العربي الشقيق، الذي احتل مكانة خاصة في قلب "الست"، احتلت جزءاً رئيسياً من كتاب "لغز أم كلثوم"، للكاتب والناقد المصري رجاء النقاش، الذي كان أحد أفراد البعثة الصحافية التي رافقت كوكب الشرق في رحلتها. ولم يترك النقاش، المعروف بدقته، ومهارته الصحافية، أيَّ تفصيلة من تفاصيل هذه الزيارة التاريخية، منذ أن ظهرت أم كلثوم على باب الطائرة في مطار الخرطوم في الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الأربعاء 25 كانون الأول/ديسمبر، حتى صعدت الطائرة بعد ذلك بتسعة أيام، وبالتحديد في الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الخميس 2 كانون الثاني/يناير 1969.

كانت "هذه ليلتي" هي الأغنية الأيقونة بين ما قدمته أم كلثوم في السودان، حتى أصبحت جزءاً من الوجدان الفني للشعب السوداني. واتفق عدد كبير من المثقفين الذين حضروا الحفلتين أن أم كلثوم غنت "هذه ليلتي" في الخرطوم كما لم تغنها من قبل

وكذلك لم يُفوِّت الشعب السوداني دقيقة واحدة دون الاستمتاع بدرة الفن المصري والعربي، حيث استقبلها، كما يروي رجاء النقاش، بالحب والقبلات والدموع، وكانت الجماهير السودانية متدافعة محمومة تجاه هذه السيدة صاحبة الصوت الأسطوري والدور الوطني الخالد الذي يُمثل ذروة التحامها بقضايا ومصير وطنها؛ فمن المعروف أن أم كلثوم قد دخلت في حالة شديدة من الاكتئاب بعد نكسة حزيران/يونيو 1967، حتى أنها أقامت لمدة تزيد عن الأسبوعين في "بدروم" بيتها، رافضةً التواصل مع أحد، لكنها بعزيمتها وقوتها الروحية الهائلة، استطاعت الخروج من هذا المأزق النفسي، ورأت أنها لا بد وأن تقوم بدورٍ تجاه وطنها المحتل، والقضية العربية عموماً، وكان هذا الدور هو دعم المجهود الحربي عبر العوائد المادية التي تأتيها من الحفلات التي تحييها خارج البلاد المصرية.

حفلة أم كلثوم في السودان

عبد الماجد أبو حسبو وزير الإعلام السوداني آنذاك، هو كلمة السرّ لهذه الزيارة التاريخية للست، وربما علينا أن نذهب إلى ماضيه، الذي كانت أم كلثوم جزءاً منه، قبل أن نتسلل إلى المسرح القومي، ونستمع للست وهي تعانق الذروة في حفلها الأسطوري.

عاش عبد الماجد صباه وشبابه في مصر، حتى تخرج من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وفي تلك الفترة كانت أم كلثوم هي رمزه الفني المقدس، وكان دائماً ما يُراوده حلم خاص بفنانته المفضلة، وهو أن يأتي يوم تغني فيه أم كلثوم في وطنه السودان. لكن كيف بدأت علاقة هذا العاشق بفن الست؟

في كتاب "لغز أم كلثوم" يحكي عبد الماجد لرجاء النقاش أنه كان طالباً في إحدى المدارس الثانوية بحلوان، وذات يوم اندلعت مظاهرة تُندّد بالاستعمار الإنكليزي في القاهرة، فذهب مع أصدقائه للمشاركة فيها، وبعد تفريق المتظاهرين، ذهب ومعه اثنان من السودانيين، هو واحد منهم، واثنان من الطلبة المصريين، إلى مقهى بحي السيدة زينب، وكان ثمة غناء منبعث من الراديو، الجميع مصغٍ إليه، فيما قام أحد أصدقائه برمي زهرة الطاولة (لعبة مصرية شهيرة)، وقبل أن يبدأوا اللعب، قام أحد الزبائن بقذف الطاولة في الشارع، ووجّه آخر مجموعة من الشتائم إلى الشاب الصغير عبد الماجد، قائلاً له: إزاي تتكلموا وتلعبوا والست بتغني؟!

رحلة أم كلثوم إلى السودان

ظل عبد الماجد مشغولاً بأمر هذه السيدة التي تمتلك قلوب الناس إلى هذه الدرجة، حدّ أنهم لا يسمحون لأحد بأن يتنفس وهي تغني. وفي الصباح استيقظ على صوتها منبعثاً من الراديو وهي تغني إحدى قصائدها، يتذكر منها بيتاً واحداً: "وكلانا ساهر يرقب الصبحا/وكلانا طائر يحمل الجرحا". بعد هذا الحادث، وبعد أن استمع أكثر من مرة إلى أم كلثوم –يحكي عبد الماجد- "أصبحتُ متعلقاً بأم كلثوم إلى أبعد الحدود، وأصبحتُ حريصاً على أن أسمعها باستمرار و أن أتابع أغانيها متابعة دقيقة. وكان من عاداتي أن أذهب مع بعض زملائي إلى بيتها ونقف أمام هذا البيت لعلنا نراها وهي في طريقها إلى الخارج، ولعلنا لا نراها إطلاقاً، ولكن كان يكفينا أن نتخيل أنها بداخل هذا البيت".

وبرغم هذا الحب الجارف للست، لم يستطع عبد الماجد أن يحضر لها حفلة من حفلات القاهرة، حيث وقف الفقر حائلاً بينه وبين تحقيق رغبته. وفي المرحلة الجامعية كان الشاب العشريني قد تزوج من سيدة مصرية، وكانت بالمصادفة أكثر تعلقاً منه بأم كلثوم فكانا "نصرف كلَّ ما نملك في شراء أسطوانات أم كلثوم ربما قبل شراء ملابسنا واحتياجاتنا الرئيسية، وكنتُ أحلم طوال الوقت بأن أرى أم كلثوم في السودان، وكنت أقول لنفسي-في ذلك الوقت- إنه لشخص عظيم ومحظوظ حقاً ذلك الذي يستطيع أن يُقنع أم كلثوم بالحضور إلى السودان. وقد ادّخر القدر هذه اللحظة لأحققها بنفسي وأنا وزير للإعلام في السودان".

عندما جاء عبد الماجد أبو حسبو وزيراً للإعلام، كان أول ما فكر به هو أن يُنظم حفلاً لأم كلثوم في السودان، لكن القلق كان ينتابه من وقت إلى آخر، لأن السودانيين –بحسب تعبيره- لم يتعودوا على الاستماع للأغنية الطويلة، فهم مشهورون بحبهم للأغاني المصرية الخفيفة السريعة، بالإضافة إلى ما يُشاع عنهم من أنهم شعب ملول ومتزمت. هذه المخاوف التي انتابت وزير الإعلام كانت قد تبددت تماماً بعد الحفلة الأولى لكوكب الشرق بالمسرح القومي بأم درمان.

رحلة أم كلثوم إلى السودان

ما حدث –وفقاً لما رواه الكاتب- كان أسطورياً ومذهلاً؛ انطلق الحفل مساء يوم 30 كانون الاول/ديسمبر، امتلأ المسرح بالآلاف من الجماهير، حتى أنهم أضافوا في الطرقات أكثر من ألفي مقعد، وكان هناك حضور عربي ودولي كبير من جانب المثقفين والسياسيين. لكن المثير في زيارة أم كلثوم جاء في تلك الظواهر الغريبة التي شهدها الحفل؛ فقد عبّر المستمعين عن أحاسيسهم بطريقة غريبة ومبتكرة، حيث قاموا بالصلاة داخل المسرح أثناء غناء الست، وكان ذلك –بحسب ما قاله عبد الماجد لرجاء النقاش- تحت تأثير العاطفة الحارة التي امتلأت بها نفوسهم، وشكراً لله أن أتاح لهم أن يستمعوا إلى هذا الصوت الإلهي.

وأضاف أبو حسبو أن الشيوخ الذين يتسمون بالرزانة والتعقل، كانوا قد خرجوا تماماً عن طبيعتهم وأخذوا يصرخون ويهتفون ويهللون من شدة التأثر، وهناك من كانوا يبكون بدموع صامتة، وآخرون يرقصون وبجانبهم من دخلوا في حالة من التأمل الوجداني والصوفي، وأشار إلى أنه لاحظ أن استجابة الشعب السوداني لأم كلثوم تشبه إلى حد بعيد استجابة الشعب المصري لها؛ فالمقاطع التي كان يهتز لها الجمهور في مصر ويصفق، هي نفس المقاطع التي كان الشعب السوداني يصفق ويهتز لها.

ورصد عبد الماجد، مشاهد الحب الجارف من جانب السودانيين لأم كلثوم، حيث قال لرجاء النقاش في حواره معه، أن الجماهير كانت تتدافع بشكل محموم تجاه كوكب الشرق كلما ظهرت في مكان عام أو عند انتقالها من مكان إلى آخر، حتى أنه قال لها مداعباً: "لو أن قبلات المعجبين بتخلص الإنسان، كانت قبلات الشعب خلصتك في الخرطوم".

رحلة أم كلثوم إلى السودان

وأضاف وزير الإعلام أن أم كلثوم كانت تبكي كثيراً في الخرطوم، وكانت دموعها تعبيراً عن تأثر عميق باستقبال السودانيين لها. ومن أغرب ما شاهده عبد الماجد: "عقب الوصلة الأولى التي غنت فيها أم كلثوم 'الأطلال'، رأيتها وهي في طريقها إلى الصالون الملحق بالمسرح، وقد جرى وراءها شاب سوداني وانحنى على قدميها يُقبلها، ورأيت شاباً سودانياً آخر تخطى كل الصفوف من الجالسين في المسرح، ومر من قلب 'اللوج'، الذي كان يجلس فيه أعضاء مجلس السيادة، وقفز إلى المسرح وقبّل يدها وعندما قبض عليه البوليس قال لهم: 'افعلوا بي ما تشاؤون بعد أن قبلت يد كوكب الشرق. وظل هذا الشاب يُقبل يده بعد ذلك، لأنها اليد التي صافحت أم كلثوم، وهجم عليه عدد من زملائه الشبان يُقبلون يده، تلك اليد التي صافحت يد أم كلثوم".

ثمة الكثير من الطرائف التي خرجت تلقائياً من السودانيين في ذلك الوقت، من فرط الحماس والفرح؛ ففي أثناء ذهابه مع أم كلثوم إلى إحدى الحفلات، توجه أحد المواطنين إلى عبد الماجد أبو حسبو مهدداً: "إن ما كنتوش هتعملوا حفلة ثالثة هنسقط الحكومة"، فيما طالب شخص آخر -بعد انتهاء الحفلة الأولى- بإغلاق المسرح القومي إلى العام القادم حتى تعود أم كلثوم إلى السودان "فلا يجوز أن يقف على هذا المسرح أحد بعد أم كلثوم".

كانت "هذه ليلتي" هي الأغنية الأيقونة من بين ما قدمته أم كلثوم في السودان، حتى أصبحت جزءاً من الوجدان الفني للشعب السوداني. واتفق عدد كبير من المثقفين الذين حضروا الحفلتين أن أم كلثوم غنت "هذه ليلتي" في الخرطوم كما لم تغنها من قبل، وقد دار حوار بين وزير الإعلام وأم كلثوم حولها، وتحديداً حول البيت الذي تقول فيه: "سهر الشوق في العيون الجميلة/حلمٌ آثرَ الهوى أن يطيله".

أم كلثوم كانت تبكي كثيراً في الخرطوم، وكانت دموعها تعبيراً عن تأثر عميق باستقبال السودانيين لها. 

وأفضى أبو حسبو للست أنه كان في حالة من النشوة الصوفية وهو يستمع إلى هذا البيت حدّ أنه بكى، فقالت كوكب الشرق إنها فعلاً تعتبر أداءها لهذا البيت نوعاً من الترتيل، ولذا عندما صرخ أحد المشاهدين –بحسب ما روى النقاش- وأم كلثوم تؤدي هذا البيت، أشارت إليه أم كلثوم بيدها وقالت له: هس، لأن هذا الجوّ النفسي القريب من التصوف، لا يصح فيه حتى الهمس.

هذه الأجواء المثيرة، والعواطف المشتعلة، والتأثير العميق لأم كلثوم على الجمهور، كانت بمثابة لغز بالنسبة لرجاء النقاش، هو الذي ظل منذ بداية علاقته بها في عام 1966 يسعى إلى اكتشاف سرَّها وسحرَها الذي يجذب جميع الفئات العمرية حولها.

وقد انتهز النقاش فرصةَ حضور عدد كبير من المثقفين في حفلتي أم كلثوم ليطرح عليهم سؤاله حول سرّ الحب الجارف لأم كلثوم. ومن بين من وجه لهم هذا السؤال، الشاعر السوداني محمد المهدي المجذوب الذي كتب قصيدةً ترحيباً بأم كلثوم في الخرطوم، وكذلك الكاتب اللبناني أمين الأعور الذي رأى أن أم كلثوم تمثل قمة الغناء العربي، وهي نجمته، التي حين ظهرت انطفأ الجميع من حولها.

أما المستشرق الإنكليزي دينيس جونسون ديفيز، الذي كان في زيارة للسودان وحضر حفلتي أم كلثوم، فقال لرجاء النقاش إنه استمع إلى أم كلثوم مراراً في القاهرة منذ عشرين عاماً، ويحتفظ لها بعدة أسطوانات في مكتبته بلندن، وأنه يحس بجمال وروعة صوتها لكنه يجد نفسه، عندما يحضر حفلاتها أمام سؤال: "لماذا يأخذ الإعجاب بأم كلثوم هذه الصورة العنيفة المنفعلة غير العادية؟ لماذا على وجه الخصوص يصيب الشبانَ كلُّ هذا الاضطراب العصبي والنفسي عندما يستمعون إلى أم كلثوم؟ إن هذه الطريقة في الإعجاب غير مألوفة بالنسبة لنا نحن الغربيين. في رأيي إن هذه الطريقة المتوترة العصبية، فيها نوع من التعبير عن الكبت الجنسي الذي تعاني منه بعض المجتمعات العربية".

أم كلثوم والشاعر السوداني الهادي آدم

لم يعلق رجاء النقاش، على ما قاله دينيس جونسون ديفيز، مع أنه من السهل تفكيك مقولة هذا المترجم والكاتب الإنكليزي الذي عاش بين العرب عمراً مديداً، حدّ أنه مات في القاهرة عام 2017 عن عمر 95 عاماً، ولم يتخلص من مرض "العيون الاستشراقية"! يستنكر جونسون على بعض الشباب تعبيرهم عن إعجابهم، بصرخة أو آهة أو حتى القفز الى المسرح، وهي حالات نادرة في حفلات أم كلثوم التي يتحسر شباب الجيل الحالي على مدى انضباط جمهورها، حيث كان غاية في الالتزام، بدءاً من حرصه على الحضور بالملابس الرسمية، ونهاية بعبارات الاستحسان التي أصبحت جُملاً مأثورة غاية في الرقي، وأشهرها: "عظمة على عظمة يا ست".

غادرت سيدة الغناء العربي بعد تسعة أيام أضاءت فيها ليالي السودان، وأيقظت الإحساس العربي لدى الشعب السوداني الذي عاش في عزلة عن العرب لسنوات طويلة بفعل الاستعمار

يفسر جونسون انفعال بعض الشباب حين يستمعون الى صوت أم كلثوم بأحط ما يستخدمه مستشرق لوصف فعل "سلبي" عند العرب: "الكبت الجنسي"، ناسياً أو متناسياً كيف يُغمى على الشباب في حفلات الروك الغربية، كيف تصيبهم حالات الهيستيريا حدّ أنهم يجرحون أنفسهم ويجرحون أو يقتلون غيرهم، وكيف يُعدّ تناول المخدرات والخمور طقساً رئيسياً في كل حفل، ناهيك عن حالات التحرش أو حتى الاغتصاب، مع أنهم في مجتمعات "حرة" أو مفتوحة، فعن أي كبت وأي جنس يتحدث جونسون الذي بدا "غشيماً" جداً في تفسير سِحر كوكب العرب والشرق كله على مستمعيها؟!

غادرت سيدة الغناء العربي، أم كلثوم، بعد تسعة أيام أضاءت فيها ليالي السودان، وأيقظت الإحساس العربي لدى الشعب السوداني الذي عاش في عزلة عن العرب لسنوات طويلة بفعل الاستعمار، وبذلك كانت لهذه الزيارة التاريخية تأثيرات على المستوى الثقافي والسياسي. وحققت الحفلتين إيراداتٍ وصلت إلى 240 ألف جنيه، وهو ما لم تحققه أي حفلة في السودان آنذاك وربما بعدها لعدة سنوات.

وكانت هذه الزيارة هي الأولى والأخيرة لأم كلثوم في السودان التي لم تعد إليها مرة أخرى، لأن جعفر النميري استولى على السلطة وأدخل الوزير المثقف الفنان عبد الماجد أبو حسبو إلى السجن، وخرج منه محطماً، ومات بعد سنوات قليلة. ولم يكن السودان في عهد النميري مهتماً بالفن والثقافة. بل كان مليئاً –كما الوضع الآن- بالصراعات العنيفة التي بدأت عصراً دموياً لم تعرفه السودان من قبل.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

تنوّع منطقتنا مُدهش

لا ريب في أنّ التعددية الدينية والإثنية والجغرافية في منطقتنا العربية، والغرائب التي تكتنفها، قد أضفت عليها رومانسيةً مغريةً، مع ما يصاحبها من موجات "الاستشراق" والافتتان الغربي.

للأسف، قد سلبنا التطرف الديني والشقاق الأهلي رويداً رويداً، هذه الميزة، وأمسى تعدّدنا نقمةً. لكنّنا في رصيف22، نأمل أن نكون منبراً لكلّ المختلفين/ ات والخارجين/ ات عن القواعد السائدة.

Website by WhiteBeard