هناك علاقة يمكن وصفها بالعلاقة القدرية جمعت بين أم كلثوم ورياض السنباطي، منذ طفولتهما. وإن كان ثمة مسافة تفصل بين الاثنين، لكن حتى تلك المسافة جغرافياً، لم تكن كبيرة جداً بين فاطمة التي سيصبح اسمها أم كلثوم، ورياض الذي أيضاً سيتجه إلى الغناء برفقة والده وينال محبة الناس. وبرغم فارق العمر بينهما، حيث كانت فاطمة تكبر رياض ببضع سنوات، إلا أن كلاً منهما كان يشق طريقه بطريقته ويتبع قدره، ليجمعهما القدر بعد ذلك ويقدما أعمالاً غيرت تاريخ الغناء والموسيقى العربية.
أم كلثوم هي ووالدها تغني في الموالد والأفراح في الأرياف والقرى والبعيدة، ورياض الذي اكتشف والده المغني صوته الجميل صدفةً، حينما كان يهرب من الدراسة، ويجلس لدى نجار بجانب مدرسته صادف أن امتلك عوداً، يعزف عليه بين الحين والآخر، الأمر الذي استحوذ على مشاعر رياض ودفعه إلى حب الموسيقى فكان والده خير أستاذ، ليبدأ هو وأم كلثوم رحلة الغناء، إلى أن التقيا ذات مرة، كل برفقة والده، فجراً بإحدى محطات القطار.
انتقل رياض السنباطي مع عائلته إلى المنصورة، التي سيذيع صيته فيها وينال لقب "بلبل المنصورة"، حتى أن سيد درويش سمعه وأعجب به وأراد اصطحابه للإسكندرية، إلا أن والده رفض ذلك لاعتماده عليه في حفلاته، في حين أم كلثوم وبعد أن أصبحت سيرتها على كل لسان، تركت الغناء الديني والموالد والأرياف، وذهبت إلى القاهرة بناء على نصيحة المغني الكبير أبو العلا محمد، الذي قال لوالدها: ينتظر ابنتك مستقبل باهر، من المؤسف أن تكون هذه الموهبة الكبيرة حبيسة قرية صغيرة، يجب أن تجيء بها إلى القاهرة وسوف أتولى تعليمها بنفسي.
وبعد انتظار لمدة عام على أحر من الجمر تخللها مراسلات بينها وبين تلميذ أبو العلا محمد، زكريا أحمد، الذي كان متحمساً جداً لموهبتها، انتقلت إلى القاهرة لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها الشخصية والفنية، ومن يدري ربما لو لم تظهر أم كلثوم، لأصبح رياض السنباطي من كبار المطربين، وربما لو لم يظهر السنباطي، لما نالت أم كلثوم تلك المكانة التي نالتها، لكن قدراً سيجمع بينهما لتصبح أم كلثوم في ما بعد كوكب الشرق، ويصبح رياض السنباطي الموسيقار الذي سيكون له الفضل الأكبر على صاحبة لقب سيدة الغناء العربي ومن أهم المجددين في الموسيقى العربية، ويجتمعا على الفن والإبداع طوال 40 عاماً.
الانطلاقة القاهرية والحقبة السنباطية
في العام 1927 لحق السنباطي بأم كلثوم إلى العاصمة المصرية، حيث عمل مدرساً في معهد الموسيقى العربية الذي دخله طالباً، فتم تعيينه أستاذاً لموهبته الكبيرة لا سيما بعد أن علمه والده الموسيقى والعزف على آلة العود الذي أصبح من أمهر عازفيه، وبدأت بعد ذلك تطلب منه الإذاعة المصرية أن يغني وصلة أسبوعية لمدة ربع ساعة، لكنه شيئاً فشيئاً اختار التلحين، الذي أنساه الغناء، على حد قوله.
في ما بعد تعاقدت معه شركة أوديون لتقديم الألحان، فما كان من أم كلثوم بعد أن سمعته مصادفة على الإذاعة، إلا أن اتصلت به ودعته للزيارة، لتبدأ بعدها المرحلة الكلثومية في حياة رياض السنباطي والرحلة السنباطية في حياة أم كلثوم، بعد أن تعاونت مع ملحنين كثر، ولعل من أشهر أغاني البدايات أغنية "على بلد المحبوب وديني"، التي لم تكن في الأساس لأم كلثوم لكنها أعادت غناءها وتسجيلها عام 1935. من عام 1924 بدأت أم كلثوم رحلتها القاهرية حيث بدأت تسجل أغنياتها، بدءاً من أغنية "الحب تفضحه عيونه" التي لحنها أبو العلا محمد، إلا أن السنباطي لم يدخل التاريخ الكلثومي إلا سنة 1935، بعد حوالى عقد من الزمن تعاونت خلاله مع عدة ملحنين، أمثال أبو العلا محمد، عبده الحامولي، القصبجي، زكريا أحمد وآخرين.
من أشهر أغاني الثلاثينيات التي قدمها السنباطي: "على بلد المحبوب وديني"، "افرح يا قلبي"، "يا ليلة العيد". أما في فترة الأربعينيات تناوب على تلحين أغاني أم كلثوم ثلاثة ملحنين، زكريا أحمد، محمد القصبجي، السنباطي، الذي قدم الكثير من الأغاني في تلك الحقبة، من أشهرها: "سلو كؤوس الطلا"، "غلبت أصالح"، "يا اللي كان يشجيك أنيني"، وبعض الأغنيات القصيرة.
لكن ومع بداية الخمسينيات، وباستثناءات قليلة جداً، استفرد رياض السنباطي وهيمن كملحن على صوت أم كلثوم بعبقرية فنية فريدة، لا سيما بعد خلافات بينها وبين زكريا أحمد وصلت إلى قاعات المحاكم، وبعد أن اقتنع القصبجي كملحن برائعته "رق الحبيب" كآخر عمل كبير يقدمه للست، واكتفى بحجز مقعد له، كعازف عود في فرقتها، سيطر السنباطي وطبع عقداً كاملاً بألحانه وقدم أشهر أعمال أم كلثوم الشهيرة مثل: "رباعيات الخيام"، "سهران لوحدي"، "جددت حبك"، "ذكريات"،" أروح لمين"، "دليلي احتار"، "شمس الأصيل"، "عودت عيني"، "قصة الأمس"، "ثورة الشك"، "هجرتك"، وبعض الأغاني الدينية، التي حرصت أم كلثوم على تقديمها بين الحين والأخر، بالإضافة لأغاني الثورة التي انطلقت عام 1953 بقيادة جمال عبد الناصر.
حياة خصوصية
يصف محمود درويش أم كلثوم في نصه "إدمان الوحيد" إذ يقول: في حنجرتها جوقة إنشاد وأوركسترا كاملة وسر من إسرار الله. ويقول:
منديلها، ضابط إيقاعها، بيرق لفيلق من عشاق يتنافسون على حب من لا يعرفون. أما قلبها، فلا شأن لنا به... من فرط ما هو قاس ومغلق كحبة جوز يابسة.
فأم كلثوم كانت على عكس المطربين الآخرين، رفضت أن تفتح بيتها للصحافيين، ورأت أنها كلما أقلت من الحديث معهم، زاد تركيزهم على موسيقاها، لكن إزاء صمتها انتشرت القصص والأقاويل، خاصة حول أصولها، فنسبوا لها ثلاثة تواريخ ميلاد، وأرجعوا لقب "ثومة" الاسم الذي كانت تنادى به من قبل المقربين، إلى آلهة هندية، لها رائحة التفاح والعسل والرمان، تشبه ضوء القمر ولها صوت ذهبي تشفى به كل الأوجاع.
يتحدث الفنان الراحل عمر الشريف عنها في كتاب تناول حياة كوكب الشرق، وهنا يحاول أن يوضح الفرق بين حياتها الخاصة، وأم كلثوم الأخرى، بصورتها التي حرصت على رسمها في أذهان الجميع. يقول: "كثيراً ما استضافتنا زوجتي فاتن حمامة وأنا بمنزلها الكائن بشارع أبو الفدا، وهناك أشد ما كان الاختلاف، فداخل جدرانها، لم تكن (الزعيمة) التي تلقانا وإنما المصرية (ابنة البلد) التلقائية، خفيفة الظل، التي تجمع الفطنة إلى الدعابة، لكأنها شخصان: الزعيمة والفلاحة في كيان واحد شديد الجاذبية".
الستينيات والتنافس على حنجرة أم كلثوم
خلافات عديدة حصلت بين أم كلثوم وملحنين، مثل محمد الموجي وزكريا أحمد وصلت للقضاء، لكن السنباطي، وبرغم أن الخلافات حدثت بينه وبينها، وبعضها وصل لحد القطيعة، لكن بالرغم من كل ذلك كانت تعامله معاملة خاصة، وتدرك أهميته، وفضل موسيقاه على تاريخها، لا سيما أن السنباطي، كان مبدعاً في تلحين القصائد الكلاسيكية والدينية فضلاً عن إبداعاته العاطفية، فقد أسس مدرسة لا مثيل لها، ويذهب بعض النقاد، إلى أن أم كلثوم قد تأثرت بفنه كأن موسيقاه ترسبت في قاع روحها، حتى عندما تعاونت مع ملحنين آخرين.
خلافات عديدة حصلت بين أم كلثوم وملحنين، مثل محمد الموجي وزكريا أحمد، وصلت للقضاء، لكن السنباطي، ورغم أن الخلافات التي حدثت بينه وبينها، وبعضها وصل لحد القطيعة، إلا أنها كانت تعامله معاملة خاصة
أما الخلافات فهي كالعادة أما لأسباب مادية أو فنية، فقد عرف عن كوكب الشرق تدخلها الشديد في كلمات وألحان أغنياتها وحرصها الكبير، على فنها، مما أدخلها بخلافات كثيرة مع شعراء وملحنين، مثل بدوي الجبل، زكريا أحمد، محمد الموجي، فريد الأطرش الذي رفض التنازل فنياً لها رغم صداقتهما، مما حرم الجمهور من أغنيات من تلحين الموسيقار. وفي واحدة من خلافات السنباطي مع كوكب الشرق، وصفها بأنها متقلبة المزاج، أحياناً تعطي من غير حدود، وأحياناً، تمسك يدها حد البخل، واصفاً بأن أغلب خلافاته معها مادية، وبعضها فنية.
بعد ثورة الضباط الأحرار، وبعد بدء ظهور فنانين جدد كعبد الحليم حافظ الشاب صاحب الموهبة الكبيرة إلى جانب كوكبة من المطربين الشباب، وبعد ظهور جيل جديد من الملحنين، مثل كمال الطويل ومحمد الموجي، وبالأخص بليغ حمدي الشاب الذي غير في أسلوب أم كلثوم، منذ أن غنت أول ألحانه (حب أيه) عام 1960 وتوالت بعدها الكثير من الأغنيات.
بدأ نوع من التنافس على صوت كوكب الشرق التي بدأت التفكير بمجاراة ذلك التغيير الحاصل ومواكبته، ومخاطبة الجيل الشاب المتعطش للتغيير، وذلك أيضاً ترك أثره على الموسيقار رياض السنباطي، صاحب التاريخ الطويل و الأرث الكبير، الذي بدأ يشعر أن حنجرة الست تخرج من يده، لاسيما بعد دخول محمد عبد الوهاب على خط التلحين وتقديمه الأغنية الشهيرة (أنت عمري) عام 1964 التعاون الذي تأخر كثيراً بينه وبين الست والذي كان أحد أسباب حدوثه هو ما يشبه الإلحاح من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث كانت قد لامت فيما مضى على موسيقار الأجيال عظيم تأثره بالموسيقى الغربية، إلى أن أتت تلك الأغنية التي أحدثت نقلة مدهشة في أغنياتها ولاقت نجاحاً كبيراً و توالت بعدها مجموعة من الألحان التي قُدمت لها غيرت نكهة الأغاني الكلثومية، بالإضافة لدخول ذلك الشاب صاحب الموسيقى السحرية، بليغ حمدي الذي تعرفت أم كلثوم إليه عن طريق محمد فوزي، وبدأ يكتب تاريخ جديد في العصر الكلثومي.
بسبب خشية أم كلثوم عدم قدرتها على أداء لحن "الأطلال" بطبقته العالية التي وضعها السنباطي، طلبت منه أن يغير في طبقة اللحن، رفض السنباطي التدخل في تفاصيل عمله، فغضب وحمل عوده وذهب لبيته لينعزل شهوراً إثر ذلك الخلاف
ورغم أن السنباطي كان مازال حاضراً وإن بصورة أقل، إلا أن أجواءً تنافسية سادت بينه وبين ملحنين تلك الفترة مثل محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي ومحمد الموجي، لاسيما بعد موجة الأغاني المعتمدة على الإيقاع واللحن الرتمي والراقص أحياناً، وكلماتها العامية السهلة التي تلائم الشباب وتلائم صوت أم كلثوم الذي بدأت تظهر عليه علامات الشيخوخة. في خضم كل ذلك، كان لابد من عودة قوية للسنباطي، تعيد كبير الموسيقيين الكلاسيكيين إلى الواجهة، وتستعيد من خلالها كوكب الشرق إرثها الكلثومي، فكان لابد من قصيدة الأطلال، التي قال عنها السنباطي، مخاطباً كوكب الشرق: ستكون حدثاً فنياً لا نظير له.
معجزة الأطلال
بعد حوالي ربع قرن على رحيل الشاعر المصري إبراهيم ناجي، أحد الأعضاء البارزين لما عرف باسم جماعة أبولو (إله الشعر عند الإغريق). الجماعة التي أخذت على عاتقها حماية الشعر العربي من الأغراض التقليدية والتكلف والدعوة إلى الذاتية والبعد العاطفي الوجداني. وقعت أم كلثوم على قصيدة الأطلال، قصيدة الحب الطويلة التي تتألف من 134 بيتاً، كان قد كتبها الشاعر الطبيب، بعد حب عاصف أدمى قلبه. اختارت السيدة أم كلثوم برفقة الموسيقار السنباطي 32 بيتاً منها ليقوم بتلحين أغنية وصفت بأنها أجمل أغنية في تاريخ الغناء العربي.
بعد جلسات طويلة بين الست ورياض السنباطي، للتحضير لأغنية الأطلال، حيث كانا على أتم انسجام وتفاهم، حول اللحن واختيار أبيات القصيدة، وتم تحديد موعد لانطلاقة الأغنية،
إلا أن خلافاً فنياً، تحول إلى شخصي، قد حصل بينهما يتعلق بقفلة الأغنية في مقطعها الأخير، الذي يقول:
يا حبيبي كل شيءٍ بقضاء
ما بأيدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدرانا ذات يومٍ
بعدما عز اللقاء...
فبسبب خشية أم كلثوم عدم قدرتها على أداء اللحن بطبقته العالية التي كان قد وضعها السنباطي، طلبت من الأخير أن يغير في طبقة اللحن، أو يعيد تغيير لحن المقطع الأخير، قائلة: (الطبقة عالية يا رياض، عايزاك تعدلها) مما أثار استياء وغضب السنباطي الشهير بكبريائه لا سيما بعد تاريخ طويل من الألحان العظيمة التي قدمها، فرفض التعديل والتدخل في تفاصيل عمله، وتشبثت هي برأيها فغضب الموسيقار وحمل عوده وذهب لبيته البعيد، لينعزل وهو سيد العزلة، إثر ذلك الخلاف شهوراً وشهورا.
لقد وضع السنباطي في ذلك اللحن خلاصة عبقريته وسكب روحه على الأوتار، مدفوعا بقوة كلمات القصيدة وجمالها، وبرغبة منه في تأكيد حضوره وقوة ألحانه، بعد مجموعة من الأغنيات السهلة التي قدمتها أم كلثوم، فتأخرت الأغنية ثلاثة سنين، حيث أصرعلى موقفه، رافضاً كل محاولات الصلح، معللاً ذلك بخبرته ومعرفته العميقة بصوت أم كلثوم، ووضع سيدة الغناء العربي أمام خيارين، إما أن تقبل الأغنية كما هي، أو أنه سيعتذر عن تلحين القصيدة، فما كان بعد كل تلك السنوات من السيدة أم كلثوم، سوى القبول والموافقة على غناء القصيدة، وتم تقديم الحفل أول مرة في سينما قصر النيل عام 1966، ليلقى ترحيباً غير مسبوق وإشادة كبيرة من النقاد والفنانين، بذلك العمل العبقري، الذي هز العالم العربي من المحيط إلى الخليج، حتى أن بعد انتهاء حفلتها الأولى، في الثالثة صباحاً، طلبت من سائقها الذهاب لبيت السنباطي مخالفة كل قواعدها الصارمة، في الوقت الذي كان في السنباطي قد انتهى من سماع أغنيتها على الراديو، فتفاجئ بحضورها في ذلك الوقت المتأخر. جاءت لتشكره، بحضورها الشخصي كنوع من الاعتذار لتقول له: شكراً لقد كنت على حق.
بالحديث عن الأطلال، لابد أن نتذكر حفل السيدة الشهير في باريس في مسرح الأولمبيا، المسرح الذي غنى فيه كل من (ماريا كالاس) و (أديث بياف) فيما مضى. جاء الحفل بعد 6 أشهر من نكسة حزيران والتي كانت كمحاولة لبث الأمل، وضمن خطة كبيرة قامت بها الست لدعم جيش بلادها. كان قد حضر الحفل عدد غير عادي من السفراء والشخصيات البارزة ومنهم الملك الحسين، ملك الأردن الذي سيحضر متخفياً، والرسام الفرنسي(كارزو)، بالإضافة إلى (ماري لافوريه) وهي مطربة فرنسية شهيرة من أصول مغربية، والفنانة فاتن حمامة التي كانت تقيم أنذاك بصحبة زوجها عمر الشريف، بالإضافة إلى جموع من الجاليات العربية التي تدافعت من كل أنحاء أوروبا.
في الحفل احتشد الجمهور داخل المسرح بدأ المذيع الشهير جلال معوض في تقديمها على مسرح الأولمبيا لكن الحماس سيطر على صوته وكلماته من الأجواء الملتهبة فقال:
" اليوم أم كلثوم تغنى في باريس وقريبا تغنى في القدس المحتلة".
فاشتعل المسرح بالهتاف وسط تصفيق جماهيري حاد وهنا انزعج مدير الحفل (برونو كاكوتركس) فذهب برفقة المترجم الى غرفة ام كلثوم ليعبر لها عن انزعاجه مما قاله معوض أثناء تقديمه قائلا لها: لسنا في مناسبة سياسية ليتحدث عن القدس.
وقبل ان يبدأ المترجم في الترجمة فهمت أم كلثوم ما يريده الرجل وردت عليه محتدة:
"لا يا أستاذ احنا في مناسبة وطنية وأنا هنا باغني عشان بلدي ودخل الحفلة ده رايح للجيش المصري وعموما عشان أرفع عنك الحرج انا متنازلة عن اتفاقنا ولو هنزعجك أنا مش هاغنى النهارده خالص"، ثم استدارت مخاطبة العازفين:
"لموا يا اولاد الآلات... مش هاغني النها ردة".
فما كان من مدير الحفل إلا أن انهال بعبارات الاعتذار، ثم خرجت كوكب الشرق واتجهت نحو الجمهور وأكملت غنائها، وفي صبيحة النهار التالي كتبت عنها كبريات الصحف الفرنسية لوموند ولوفيجارو وبارى سوار وعلقت وكالات الأنباء العالمية ومحطات الإذاعة والتليفزيون على الحدث الذي وصف أنذاك بالمعجزة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون