تصدر وسم "العادة السرية" قائمة الأعلى تداولاً عبر تويتر في السعودية خلال الساعات الأخيرة مدفوعاً بسجال بدأه طبيب متخصص عن "فوائدها الطبيّة" وضرورة الحديث عنها مع الشباب "دون خجل أو تحفظ"، وهو الأمر الذي "صدم" الكثيرين على ما يبدو ودفعهم للاستشهاد ببعض الفتاوى التحريمية المتعلقة بهذه الممارسة.
بدأ السجال الإلكتروني في 8 تموز/ يوليو 2023، حين غرّد د. بدر ناصر المسيعيد، استشاري جراحة المسالك البولية واضطرابات البول، رئيس قسم المسالك ورئيس قسم التخصصات الجراحية في مدينة الملك فهد الطبية سابقاً، قائلاً: "العادة السرية منتشرة والحديث عنها يجب أن يكون دون خجل أو تحفظ لتوجيه الشباب".
وأردف الطبيب السعودي: "نتفق دينياً وطبياً أن الإدمان عليها محرم وضار. لكن طبياً هناك جانب آخر وهو عملها للحاجة فقط مثلاً عند تأخر الاحتلام أو عدم حدوثه وحصول احتقانات وآلام وحتى تشويش على التفكير. فالأفضل هنا عملها مرة واحدة للتخلص من الاحتقان".
التغريدة التي حققت نحو أربعة ملايين مشاهدة في غضون ساعات، تسببت في نقاش واسع حول العادة السرية داخل المجتمع الخليجي المتحفظ بين منتقد لما اعتبر "ترغيباً" في عادة "محرمة" وبين داعم لإثارة "طرح أكثر من رائع يهم الكثيرين"، حتّى أن أحدهم علّق على ذلك بقوله: "الموضوع لمس وتر حساس عند الشعب وانفجرت تراكمات وترومات وتلقين وكل شي".
"منتشرة والحديث عنها يجب أن يكون دون خجل أو تحفظ"... طبيب سعودي يُثير سجالاً حاداً بحديثه عن "الفوائد الطبيّة" لـ #العادة_السرية. هذه أبرز الخرافات الشائعة حولها
"أكثر فعل جنسي آمن"
وأشاد فريق من المعلقين بـ"أن فيه أشخاص تحاول تجتهد بهالموضوع وتبحث عن صحتها وعافيتها"، واصفين ذلك بأنه "طرح أكثر من رائع يهم الكثيرين".
وحث هؤلاء المختلفين معهم على وضع الظروف الاجتماعية - على غرار تأخر سن الزواج وتجريم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج - بعين الاعتبار. تمنى أحدهم: "إحنا عايشين بمجتمع غريب، الواحد يطق 30 ما بوّس شفايف امرأة، الوحدة تطقطق 30 ما قد لمست يد رجل، فرجاء بطلوا تحسسونهم بعقدة الذنب لما يبغون يفرغون شوي بالمعقول يعني".
وأضاف آخر:"ما يبط جبدي إلا كائن ناكح الأخضر واليابس يجي يحرم ويمنع ويحذر. أنت مثل اللي يحرم الأكل على الجائع والشرب على العطشان والنوم على النعسان! والوسطية خير في كل الأمور".
أما أماني الجبرتي، فحذّرت من خطورة الأثر النفسي الناجم عن الشعور بالذنب جراء ممارسة العادة السرية حين قالت: "نفسياً، الأمر مؤذٍ في حجم الضغط النفسي والشعور المتورّم بالذنب. طبياً، لا ضرر وطالما وصلت للإدمان للدرجة اللي تمنع نشاطات حياتك اليومية أو ما وصلت للدرجة اللي ترفع درجة كراهيتك واشمئزازك لنفسك لدرجة التفكير بالانتحار. في الحالة الأخيرة فوراً تروح لمعالج نفسي أو طبيب".
أما بندر، فقد شدد على أن "العادة السرية تعتبر أكثر فعل جنسي آمن موجود على كوكب الأرض ما لم تقترن بمشاهدة أفلام إباحية أو تصل إلى مرحلة الإدمان المعيقة لحياة الفرد"، محذراً من أن "كثير مِن مَن يمارس هذا الفعل غارق في شعور الخزي وكره الذات بسبب وصمة العار على أي موضوع يخص الجنس. وهذا لا يخلق إلّا بشر باعتلالات نفسية".
ورفض البعض منهم "التحريم المطلق" للعادة السرية، قائلين إن تيار الصحوة الديني المتشدد الذي سيطر على المملكة لعقود هو الذي فرض هذا الرأي الواحد رغم اختلاف المشايخ حولها. ودعوا المنتقدين إلى التفريق بين العادة السرية والأفلام الإباحية.
"كثير مِن مَن يمارس هذا الفعل غارق في شعور الخزي وكره الذات بسبب وصمة العار على أي موضوع يخص الجنس. وهذا لا يخلق إلّا بشراً باعتلالات نفسية"... نقاش مهم حول "العادة السرية" في المجتمع السعودي
كتب حساب باسم د. ذيب: "الأصل في الفعل: حلال. الدليل الشرعي: لا يوجد نص. الرأي الأخلاقي: لا يوجد مانع. الرأي الفقهي: فيها خلاف. الرأي الطبي: لا يوجد مانع"، مردفاً "الصحوة ضخّمت موضوع العادة السرية لإغراق صغار السن في وهم (الشعور بالذنب) ثم طرح برامجهم كوسيلة لتطهير الخطيئة".
وأضاف حساب باسم "أبو البنات" أن تلك "الأكاذيب والأوهام كانت تخرج من ‘منابر #الصحوة‘ تبقى أكاذيب وأوهاماً وإن صدّقتها تلك الظروف الشاردة من التاريخ. مثال: قيادة المرأة تضر المبايض، وتحريم العادة السرّيّة بالمطلق".
وقال إنه "على قناعة بأن الهروب من ممارستها يُعد أحد أهم أسباب الكبت الجنسي المفضي إلى العديد من الانحرافات الأخلاقية كالتحرش بالمحارم والأطفال وصولاً إلى جريمة الاغتصاب".
مع ذلك، لام هؤلاء الطبيب على "إقحام الأمور الدينية" خلال استعراض المعلومة الطبية، معتبرين أنه بذلك منح البعض فرصة للتشكيك في المعلومة أو الارتكان للحكم الشرعي فيها.
"الشرع مقدّم على الطب"؟
على الجانب الآخر، انتقد معلقون الطبيب السعودي، مستندين إلى أن "العادة السرية حرام" بفتاوى عدد من المشايخ ومن بينهم ابن عثيمين.
من هؤلاء صالح الذي قال إن "الأصل للشاب الزواج وإذا تعذر الزواج الحل الصوم"، متابعاً أن "الشرع مقدّم على الطب، والمرض نوع من الامتحان لصبر العبد وتكفير للذنوب"، ضارباً مثالاً لذلك بأن "الطب يوصي بإجهاض الجنين المشوه والشرع يحرمه".
آخرون اعتبروا الموضوع "غير رئيسي". منهم حسام الملحم الذي غرّد: "مضحك أن يتم الحديث عن موضوع كهذا، والشباب لا يستطيع الزواج ترك الحمار ومسك البردعة لماذا لا يتم الحديث عن الفقر وتصعيب وتأخير الزواج والاقتصاد دون خجل".
وبرغم اعترافهم بأن حديث المسيعيد "صحيح" من الناحية العلمية، رأى البعض أنه لا ينبغي أن يخاطب به العامة لأنه قد يسبب "التباساً"، قائلين إن الأنسب تفادي هذا الحديث "الحساس". كتب بو سعيد: "كلامه صحيح لكن تسليط الضوء على المثال النادر الشاذ وعرضه على الجماهير مدعاة للتلبيس على الجماهير، فالأجدر تركه. هذا ما يجب أن يكون عليه كل مسؤول في كيفية خطاب الجماهير".
"إحنا عايشين بمجتمع غريب، الواحد يطق 30 ما بوّس شفايف امرأة، الوحدة تطقطق 30 ما قد لمست يد رجل، فرجاء بطلوا تحسسونهم بعقدة الذنب لما يبغون يفرغون شوي بالمعقول يعني" #العادة_السرية #السعودية
خرافات شائعة حول العادة السرية
تجدر الإشارة إلى أن المدافعين عن الحديث حول العادة السرية من منطلق علمي شاركوا مقاطع مصورة لعدد من الأطباء السعوديين والعرب يصححون فيها بعض أبرز الخرافات الشائعة في المنطقة العربية حول العادة السرية.
ومن أبرزها: المزاعم بأن العادة السرية "تسبب العمى" أو "تؤدي إلى إصابة أبناء المعتاد عليها لاحقاً بالحول (وأمراض العين)" أو "تؤثر على الذاكرة وتقلل القدرة على الحفظ" أو "تصيب الفرد بسرعة القذف بعد الزواج" أو "تسبب هدم العضلات والمفاصل ومشكلات الأعصاب" أو "تؤدي إلى ظهور حبوب في الوجه وشعر على اليد". وكذلك نفي الزعم أن العادة السرية قد تكون سبباً في "إدمانها".
ومن هؤلاء، الطبيب المصري أسامة غطاس، عضو الجمعية الدولية للصحة الجنسية، الذي يقول في مقطع مصور: "قد نفاجأ بأن العادة السرية ملهاش أضرار. يعني العادة السرية مش بتعمل سرعة قذف؟ لأ. العادة السرية مش بتعمل ضعف انتصاب؟ لأ. العادة السرية مش بتأثر على حجم العضو الذكري؟ لأ. العادة السرية بتندرج تحت بند إثارة جنسية انتهت بالراحة زيّها زي الجماع بالزبط".
وذلك قبل أن يستدرك بالقول إن "الإفراط في أي شيء مضر". كما نصح خلال القيام بالعادة السرية بأن "تعملها بدون عنف، تعملها بسرعة جداً انتصاب ثم قذف زي الجماع بالزبط.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
HA NA -
منذ 3 أياممع الأسف
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ أسبوعحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ أسبوععظيم