شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"يخونني مع نفسه"... كيف تؤثر العادة السرية على حياة الثنائي؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

جسد

الخميس 23 يناير 202006:19 م

لنفترض أنكم منخرطون في علاقة طويلة الأمد، واكتشفتم أن شريككم يمارس العادة السرية بانتظام، كيف سيكون شعوركم وقتها؟ البعض لن يحبذ الفكرة على الإطلاق، وسيشعر بأن الطرف الثاني يحاول البحث عن "تعويض" ما لكونه غير راض عن التجربة الجنسية معه، في حين أن البعض الآخر لن يمانع ذلك على الإطلاق، بل على العكس ينظر إلى العادة السرية على أنها تكمّل النشاط الجنسي بينه وبين شريكه.

هل تعتبر العادة السرية بديلاً عن قلّة ممارسة الجنس، أو مؤشراً على وجود حياة جنسية نشيطة بين الشريكين؟

سلوك شائع

سواء كنّا نتحدث عن علاقة عاطفية أم لا، فإن العادة السرية تعتبر سلوكاً شائعاً بين الأشخاص بشكل لا يصدق.

على الرغم من حقيقة أن الشخص الأعزب يميل إلى العادة السرية أكثر من المتزوج، فقد وجد استطلاع أجرته تينغا في العام 2016، أن الأميركيين في العلاقات يستمنون بمعدل 10 مرات في الشهر، في حين أن الأعزب يقوم بذلك 16 مرة في المتوسط.

وفي هذا الصدد، أوضحت الأخصائية في العلاقات الجنسية فانيسا مارين، أن هناك عدداً لا يحصى من الأسباب التي تجعل المرء يقوم بالعادة السرية، مشيرة إلى أن تعلم كيفية الوصول إلى النشوة الجنسية هي أقوى تجربة يمكن اختبارها على الإطلاق.

وبدوره أكد الطبيب في علم النفس جون ماير، أنه من وجهة نظر فيزيولوجية ونفسية، فإنه يجب اعتبار ممارسة العادة السرية بصورة معتدلة، بمثابة تقوية للعلاقة الفعلية، مضيفاً: "لسوء الحظ، بدلاً من أن يتم اعتبارها كهدية، فإن العادة السرية سُرقت من قبل المؤسسات والأفراد الذين يشعرون بالحاجة للسيطرة على الآخرين"، هذا واعتبر ماير أن فكرة أننا نخون شريكنا باستخدام الهزاز هي مجرد خرافة.

استمناء أكثر... جنس أقل؟

يبدو أن العادة السرية يمكن أن تعلمنا الكثير عن رغباتنا الجنسية وجسمنا، ولكن في المقابل، عندما نكون منخرطين في علاقة عاطفية، هل يمكن للاستمناء أن يؤثر بشكل سلبي على حياتنا الجنسية مع الشريك/ة؟

بغية تحديد العلاقة بين عدد مرات ممارسة الجنس والعادة السرية، لمعرفة ما إذا كان بإمكان الاستمناء التعويض عن ممارسة الجنس الفعلي، يكمله أو لا يؤثر مطلقاً عليه، قام باحثون من جامعة تكساس وجامعة بريغهام، بإجراء مسح على أكثر من 7600 رجل و8000 امرأة، تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً، حول الاستمناء وحياتهم الجنسية.

قيام شخص ما بالاستمناء كثيراً لا يعني بالضرورة أنه لا يمارس الكثير من الجنس مع الطرف الآخر

وكجزء من الاستبيان، سُئل المشتركون عما إذا كانوا قد مارسوا العادة السرية أم لا خلال الأسبوعين الماضيين، كما تم سؤالهم عن عدد المرات التي مارسوا فيها الجنس خلال تلك الفترة، وعما إذا كانوا راضين عن مقدار الجنس الذي يمارسونه.

وقد تبيّن أن الأشخاص، سواء مارسوا العادة السرية أم لا، كانت لديهم معدلات مماثلة من الجنس بشكل عام.

بمعنى آخر، لم يكن هناك رابط كبير بين ما يفعله الناس مع شركائهم وبين ما يقومون به لوحدهم، وبالتالي إن قيام شخص ما بالاستمناء كثيراً لا يعني بالضرورة أنه لا يمارس الكثير من الجنس مع الطرف الآخر.

وذلك لأن العلاقة بين العادة السرية وتكرار ممارسة الجنس كانت "متنكرة"، ما يعني أنها تعتمد على شيء آخر: على جنس المشتركين، وكذلك على شعورهم بشأن مقدار الجنس الذي كانوا يمارسونه.

ومن بين النساء اللواتي كنّ راضيات بحياتهن الجنسية، فقد ارتبط الجنس المتكرر بمزيد من احتمالات العادة السرية، أي أنه عندما تحصل المرأة على تجربة جنسية مرضية، فإن العادة السرية تأخذ دوراً مكمّلاً: كلما زاد عدد مرات الجنس، كلما زادت رغبة النساء في لمس وتحسس أنفسهن.

ماذا عن النساء اللواتي لم يحصلن على نفس القدر من الجنس؟ لقد اتضح أن هذه الفئة من النساء مارست العادة السرية بوتيرة مماثلة للأخريات.

وبالتالي، في حين أن تكرار العملية الجنسية والاستمناء مرتبطان بالنساء "السعيدات"، فإنه لا علاقة لها بالنساء اللواتي كن غير راضيات في غرف النوم.

أما بالنسبة إلى الرجال، فقد وجد المسح أن الرجل يميل بشكل خاص إلى ممارسة العادة السرية أكثر عندما يشعر بعدم الرضا عن حياته الجنسية، فكانت العادة السرية بالنسبة إليه بديلاً عن الجنس.

وبالتالي من خلال هذه النتائج، يتضح أنه يجب تغيير الطريقة التي نفكر بها حول العلاقة بين الجنس والاستمناء، إذ إن "المسألة أكثر تعقيداً مما نعتقد"، وفق ما كشفه الأخصائي في العلاقات الجنسية أنطوني حكيم، لرصيف22، معتبراً أنه ليس من الدقيق أن نجزم بأن العادة السرية هي بديل عن الجنس أو مكمّلة له، لكونها تخدم كلا الدورين، وذلك بحسب كل شخص وحالته.

وأوضح حكيم أن بعض الأشخاص يفضلون العادة السرية على العلاقة الجنسية، لكونهم يشعرون بالحاجة إلى تمضية بعض الوقت مع أنفسهم واختبار لذتهم الشخصية: "وهو ما ينطبق بشكل خاص على أولئك الذين اعتادوا على فكرة الاستمناء لعدة سنوات، فإنهم، على الأرجح، لن يصلوا إلى نفس المتعة مع الشريك"، على حدّ قوله.

وأشار أنطوني إلى أنه في مجتمعاتنا العربية هناك مشكلة أساسية في التواصل والتحدث عن العلاقات الجنسية، شارحاً ذلك بالقول: "نحن تعوّدنا إنو ما نحكي وما نخبر شو بدنا وشو منحب، وفي أشخاص أصلاً ما بتعرف شو بدها من العلاقة الجنسية"، وأضاف أن العادة السرية قد تكون وسيلة مهمة لمساعدة لشخص على اكتشاف نفسه ومكامن اللذة في جسده.

من هنا شدد حكيم على أهمية التحدث بصراحة عن العادة السرية بشرط عدم وجود أحكام مسبقة بين الشريكين: "يجب أن نتقبل الآخر ونحترم وجهة نظره الخاصة حول موضوع العادة السرية".

هذا وأكد أنطوني حكيم أن التوعية الجنسية تلعب دوراً جوهرياً في نجاح العلاقة الجنسية بين الثنائي: "كل ما كان الأشخاص عندن معلومات جنسية أقل، كل ما كان موضوع الـmasturbation بالنسبة إليهم تابو وحرام وعيب".

مصارحة الشريك

بأسلوب ساخر، اعتبر الأخصائي في علم النفس دانييل شير، أن هناك نوعين من الناس: الأشخاص الذين يمارسون العادة السرية وأولئك الذين يزعمون أنهم لا يفعلون ذلك، بما معناه أنه من الطبيعي للأشخاص من جميع الأعمار والفئات أن يمارسوا الاستمناء، وتشير بعض الأبحاث المثيرة للجدل أنه حتى الأجنة في الرحم تمارس العادة السرية من حين لآخر.

من هنا أكد شير في مقاله الذي ورد على موقع dailylife أنه ليس هناك من طريقة معيّنة لمقاربة هذا الموضوع، إذ إن النظرة إلى الاستمناء تختلف من شخص إلى آخر، فالبعض يعتبر أن الانفتاح حول العادة السرية يساعد على الشعور بالمزيد من الثقة والاستكشاف الجنسي، في حين أن البعض الآخر يفضل التكتم عن الموضوع وإبقاء هذه الممارسة سرية.

"كل ما كان الأشخاص عندن معلومات جنسية أقل، كل ما كان موضوع الـmasturbation بالنسبة إليهم تابو وحرام وعيب"

ولكن اعتبر دانييل أنه من خلال الحفاظ على السكوت ونظرية الوصم حول هذا الفعل الطبيعي، فإننا نخلق شعوراً بالعار وبالذنب، في حين أنه ينبغي تقبل العادة السرية كفعل طبيعي بسبب فوائدها الجسدية والعقلية، بخاصة وأنها تعتبر فرصة لاستكشاف مكامن اللذة الموجودة في أجسادنا، الأمر الذي يجعل الحياة الجنسية أكثر إشباعاً.

وفي الختام كشف دانييل شير أن المحادثات الصريحة حول موضوع العادة السرية قد تساعد في تعزيز المساواة بين الجنسين، بحيث أنه غالباً ما يتم الاعتقاد بأن العادة السرية هي أكثر شيوعاً بين الرجال، وبالتالي فإنه ومن خلال التحدث بشكل أكثر صراحة عن العادة السرية، ستكون النساء أكثر استعداداً للتخلص من الشعور بالذنب والإحساس بالرضا عن أجسادهن.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image