شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"أريد استراحةً من العلاقة".... هل الابتعاد مؤقتاً عن الشريك يُنقذ الحب؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحريات الشخصية

الجمعة 14 يوليو 202311:30 ص

قد يكون الثنائي في حالة حب، والطرفان يريدان إنجاح العلاقة العاطفية، ولكن لسبب ما، لا تعمل الأمور لصالحهما، فتتضاعف المشكلات مع مرور الوقت. لذا، من المهم على الشريكين التوقف وإعادة تقييم كلّ ما يحدث لإيجاد الحلّ المناسب للمحافظة على العلاقة.

في هذه الحالة، وبالنسبة لبعض الأشخاص، قد يكون أخذ قسط من الراحة من العلاقة العاطفية هو أفضل طريقة من أجل معرفة مصير هذا الارتباط، وذلك بدلاً من إنهاء العلاقة بسرعة وبشكل نهائي.

ولكن يبقى السؤال الأهم: هل فعلاً أخذ استراحةٍ يُنقذ العلاقة أم يدمّرها أكثر؟

البريك لا يعني Break up

"إن مصطلح 'البريك' بالإنكليزية فيه التباس شديد، إذ إن بعض الأشخاص يعتقدون بأنّه بداية الانفصال، وهذا ليس صحيحاً"؛ هذا ما أشارت إليه جنى بورسلان، وهي محاضرة في علم النفس التربوي ومدربة حياة وصانعة محتوى.

وقالت لرصيف22: "هناك نوعان من الاستراحة: عندما ينفصل الشريكان عن بعضهما البعض، ويتّخذان قرار الدخول في علاقات أخرى في أثناء فترة الانفصال، وهذا النوع شائع أكثر في الغرب. أمّا في منطقة الشرق، فغالباً ما يأخذ الثنائي استراحةً من العلاقة من أجل التفكير والجلوس مع النفس".

بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يكون أخذ قسط من الراحة من العلاقة العاطفية هو أفضل طريقة من أجل معرفة مصير هذا الارتباط، وذلك بدلاً من إنهاء العلاقة بسرعة وبشكل نهائي

من ناحية أخرى، فإن الانفصال عن الطرف الآخر بمثابة خطوة تمهيدية لقلب الصفحة، وبداية فصل جديد في الحياة، بحيث يبحث كلّ من الطرفين عن شريك آخر من دون الرجوع إلى الطرف الآخر، ومناقشة الأمر معه.

كم مرة يأخذ الناس فترات راحة في العلاقات العاطفية؟ يصعب الحصول على الأرقام الدقيقة، ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن ما يقرب من نصف البالغين/ات سوف ينفصلون/ن ثم يتصالحون/ن لاحقاً مع شريك/ة مرة واحدة على الأقل في حياتهم/نّ.

هذا وتشير التقديرات إلى أن حوالي 6% إلى 18% من المتزوجين/ات قد انفصلوا/ن في مرحلة ما من الزواج. 

أسباب الاستراحة في العلاقات العاطفية

كشفت جنى بورسلان عن أسباب الانفصال وفنّدتها على الشكل التالي:

• عصبية أحد الطرفين أو كليهما طوال الوقت.

• عدم احترام الطرفين لبعضهما البعض.

• اختلاف الأحلام والتطلعات.

• المشكلات المادية.

• الأنانية في العلاقة.

هذه الأسباب كلها، كفيلة باتخاذ الثنائي قرار الاستراحة من العلاقة، والتي يجب ألا تطول، وذلك بهدف الاستماع إلى نفسيهما وتجنّب الدخول في صدمة وتوتر دائم.

هذا وتعتبر فترة من أسبوع إلى شهر وقتاً كافياً لتحديد ما إذا كان يجب عليهما البقاء معاً أم لا.

بالنسبة لميراي (اسم مستعار)، المتخرّجة حديثاً في مجال الهندسة المعمارية، فقد اتخذت قرار الاستراحة من علاقتها بشريكها، نتيجة عصبيّته في الفترة الأخيرة، وافتعاله المشكلات، وفق ما كشفت لرصيف22: "بلا مبالغة، يوم إيه يوم لا في خناقة، وهالشي عنجد خلّاني حسّ إنو خلص بدي ارتاح لفترة من هالعلاقة، ومش نترك، لأنو بحبه وعبالي حافظ على العلاقة، ولأنو كنت بعرف إنو في مشاكل عم يمرّ فيها، إنو يمكن مش عم يعرف يسيطر على تصرّفاته".

وبالفعل، أخذ الثنائي استراحةً لمدّة أسبوع فقط، وفي هذه الفترة خصّصت ميراي بعض الوقت لنفسها واستجمعت أفكارها لمعرفة ما الذي تريده بالفعل من هذه العلاقة: "إن الـbreak كان من أفضل القرارات التي اتّخذتها مع شريكي، لأنّنا عدنا من جديد مع تطلعات أخرى لإنجاح العلاقة... وصرنا ماشيين ع نفس الموجة، هالاستراحة لأسبوع مش بس خلتني أنا أعرف شو بدّي، خلت شريكي يفكّر بتصرفاته يلي ممكن كانت تكون سبب انفصالنا نهائياً".

هل الابتعاد عن الشريك/ ة لفترة أمر مهم وضروري؟

أوضحت جنى بورسلان، أنّه لا يمكن الجزم في ما إذا كانت الاستراحة في العلاقات العاطفية مهمة أم لا، إذ إن هذا الأمر يعود إلى الثنائي نفسه.

بعض الأشخاص يأخذون هذه الاستراحة من دون أن يفهموا ما الهدف منها، وما الذي يريدونه، وهنا قد يحصل الانفصال. أما الاستراحة فتكون مهمةً بالنسبة للأشخاص الذين يريدون فقط الاستماع إلى جسمهم وأفكارهم، ليشحنوا طاقتهم من جديد.

"يوم إيه يوم لا في خناقة، وهالشي عنجد خلّاني حسّ إنو خلص بدي ارتاح لفترة من هالعلاقة، ومش نترك، لأنو بحبه وعبالي حافظ على العلاقة"

كذلك أكدت جنى أن "الشرط الأساسي في الـbreak هو الرد على مكالمة الطرف الآخر، وليس الاختفاء كلياً، وهذا إلى جانب الحق في ملاحقة تطورات هذه الاستراحة ومعرفة ما الذي سيحدث في الخطوة التالية، وإلا سيؤدي ذلك إلى الانفصال في حال عدم التحدّث في الموضوع".

هذا تماماً ما حصل مع وسام، البالغ من العمر 27 عاماً، إذ طلبت منه شريكته السابقة استراحةً لفترة، لكنها لم تعد تجيب على رسائله، وقد بدأت بتجاهله كلياً: "هيدا كان أبشع شي بعيشه، إنو شخص كنت إحكي معه كل يوم فجأةً بقرّر يرتاح مني ومن العلاقة، وفجأةً بيرجع بقرر لحالو يفلّ من دون ما يخبرني، يعني أنا كنت صرت single بلا ما أعرف وكلّ هيدا صار خلال شهر تقريباً، وأنا ما كنت فهمان شي".

أمّا كريستيل، وهي معلمة أطفال، فقد اتخذت بدورها قرار الابتعاد لفترة عن زوجها، وذلك بسبب ضغوط الحياة: "ما حدّدنا وقت معيّن بس اتفقنا إنو ما نطوّل وكل واحد يقول شو حاسس وشو بدو من هالعلاقة، وأنا قعدت عند أهلي مع إنن كانوا ضد واعتبروا الموضوع طق حنك، وهو ضلّ بالبيت".

أكملت قصتها قائلةً: "ضلّينا أسبوعين بس كنا نحكي من وقت للتاني، وبعدين قبل ما نقرّر نرجع حكينا كل شي فكرنا فيه بهالفترة، وهلق عم نجرّب سوا تا نكمّل بالعلاقة على أمل يمشي الحال".

من جهتها، ترى جنى بورسلان أنّه يتعيّن على الشريكين أن يضعا الشروط التي يريدانها، والمدة التي يجب أن تنتهي فيها الاستراحة، وتقييم هذه الفترة: "هذه الطريقة تساعد الطرفين في التعامل مع فكرة الاستراحة بشكل صحي".

التعبير عن المشاعر والاحتياجات خلال فترة ما بعد الاستراحة... خطوة لا بدّ منها

وفقًا لإحدى الدراسات، أفاد ما يقرب من نصف المشاركين/ات بأنهم/نّ اتخذوا/ن قرار الانفصال ثم التصالح مع شريكهم/نّ فيما بعد، وهذه المرة بتجارب ومهارات جديدة تفيد العلاقة وتعزز الروابط العاطفية.

قد يجلب أخذ قسط من الراحة فوائد في بعض الحالات، لكن بعض الباحثين يحذرون من أن هذا النوع من أنماط العلاقة قد يكون له تأثير سلبي على اتجاه ونتائج العلاقات العاطفية في المستقبل، بمعنى آخر، إذا أصبح المرء عرضة للانفصال ثم المصالحة، فقد يجعله ذلك أكثر عرضة للتنقل بين العلاقات اللاحقة بأسلوب مماثل.

أوضحت جنى بورسلان أن التواصل مهم جداً في العلاقة، وكشفت عن 6 خطوات على الثنائي أن يقوم بها بعد الاستراحة للتعبير عن المشاعر والاحتياجات بشكل صحي، وقد قسّمتها إلى:

• الإطار: على سبيل المثال، أن يقول أحد الطرفين "أنا بحاجة إلى التحدّث معك لمدّة دقيقتين، وأتمنّى أن تسمعني حتى النهاية".

• الحقائق: مثلاً قول "أنا اختبرت خلال فترة الاستراحة هذا وهذا"، أي تسمية كلّ ما عاشه كلّ طرف خلال هذه المدة.

• المشاعر: التعبير عن المشاعر الحقيقية وكل ما يختلج في داخل الفرد.

• التوقع: المصارحة والتحدث بوضوح عن الفترة المقبلة وشكل العلاقة في المستقبل.

إن الاستراحة قد تُنقذ العلاقة أو قد تنهيها، وهذا يعود للثنائي وطريقة تعامله مع الموضوع؛ إن كان يعلم سبب اتّخاذ هذه الخطوة ويضع كلّ الأهداف بشكل واضح، فهذا سيساعده حتماً في العودة إلى العلاقة وشحن طاقته من جديد، أمّا في حال تم اتخاذ الـbreak من دون تحديد الأمور بطريقة مفهومة للشريكين، فهذا حتماً سينهي الرابط بين الثنائي

• الرفض: التحدّث عن كل ما يزعج المرء من تصرفات.

• الطلب: أن يكون المرء واضحاً في ما يريده من العلاقة ومن الطرف الآخر.

من ناحية أخرى، رأت جنى أن عدم التحدّث عن أهداف الاستراحة قد يؤدي إلى انفصال الثنائي، كما نوهّت بضرورة استشارة معالج/ ة نفسي/ ة لمساعدة الطرفين في إيجاد الحلّ قبل تفاقم المشكلة أكثر.

إذن، هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع المرء إلى التفكير في أخذ قسط من الراحة في علاقته. يمكن أن تكون الإستراحة وسيلة لإعادة ضبط العلاقة واكتساب الوضوح بشأن الاحتياجات الخاصة وحتى المساعدة في تعزيز علاقة صحية مع الشريك/ة. أما النجاح فيكمن في التعامل مع الbreak بعناية، والتأكد من فهم أسباب الإبتعاد مؤقتاً عن الشريك/ة وخلق توقعات لما سيحدث خلال هذه الفترة.

خلاصة القول: إن الاستراحة قد تُنقذ العلاقة أو قد تنهيها، وهذا يعود للثنائي وطريقة تعامله مع الموضوع؛ إن كان يعلم سبب اتّخاذ هذه الخطوة ويضع كلّ الأهداف بشكل واضح، فهذا سيساعده حتماً في العودة إلى العلاقة وشحن طاقته من جديد، أمّا في حال تم اتخاذ الـbreak من دون تحديد الأمور بطريقة مفهومة للشريكين، فهذا حتماً سينهي الرابط بين الثنائي. 

في حين أن أخذ قسط من الراحة من العلاقة العاطفية يأتي مع التحديات والمخاطر، فإن هذا لا يعني أنه لا يمكن أن يكون إستراتيجية مفيدة عند استخدامها بشكل مناسب مع التخطيط. على الرغم من أن فترات الراحة يمكن أن تكون في بعض الأحيان خطوة محفوفة بالمخاطر، إلا أنها قد تكون أحياناً الخطوة الصحيحة للعلاقة.

المفتاح هو التأكد من أن الثنائي يأخذ استراحة للأسباب الصحيحة، ووضع قواعد أساسية واضحة واستخدام الوقت بحكمة للحصول على الرؤية الواضحة. 

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard