كانت الساعة تشير نحو السادسة والنصف من صباح يوم الأربعاء ذاك، حين وصلت رسالة واتساب إلى هاتف زوج نايلة (42 عاماً) التي كانت قد استيقظت مستعينة بمنبه جوالها، استعداداً للذهاب إلى عملها، أمسكت جوال زوجها وترددت كثيراً قبل أن تفتح التطبيق المحمي بكلمة سر، كانت تعرفها بحكم معرفتها بزوجها ولا تستخدمها.
تقول نايلة التي تعمل صحافية إنها أدركت منذ مدة طويلة أن زوجها يخونها، لكنها لم تكن مستعدة لاكتشاف الأمر وحسمه، بسبب عدم قدرتها على تحمل ضغوطات جديدة في حياتها التي كرستها للعمل، كي تلبي احتياجات الأسرة بالتشارك مع زوجها.
بعد تردد استمر قرابة الربع ساعة، حسمت المرأة الأربعينية قرارها، وفتحت الرسالة، لتجدها قادمة من رقم محفوظ باسم رجل لكن أسلوب الحديث يدل على أنها سيدة، وهنا قررت حذف الواتساب وإعادة تحميله لتقوم باستعادة الرسائل المحذوفة.
تلقت نايلة وقتها أكبر صدمة في حياتها، كما تقول لرصيف22، "كان الأمر أشبه بأن تقوم وسادتك بغرز سكينها في وجهك، بينما تستعد للراحة فوقها".
غادرت نايلة المنزل دون أن توقظ زوجها، وتوجهت إلى مكتب محام لتطلب الطلاق على الفور، فهي كانت قد أخبرت زوجها، أنه في حال أخطأ بمثل هذا الأمر، لن تسامحه مهما كانت تحبه.
"للأسف لم أنجح بطلب الطلاق، لقد لحق بي وأقنعني بتوسلاته وإعلان ندمه، وتأكيده أنه سيتغير"، تقول نايلة، دون أن تخفي إحساس التشتت بين طلب الطلاق وبين البقاء معه.
تركني بردانة وراح "يدفيها"
يحز في نفس نايلة، رسائل الحب والغرام التي تبادلها زوجها مع تلك السيدة، التي تبيّن فيما بعد أنها متزوجة ولديها أطفال، إلا أنها تعيش في مجتمع محافظ، مع زوج متسلط، دفعها بطريقة أو بأخرى لخيانته إلكترونياً.بعد تردد حسمت نايلة قرارها، وفتحت الرسالة، لتجدها من رقم محفوظ باسم رجل لكن أسلوبها يدل على أنها سيدة، وهنا قررت حذف الواتساب وإعادة تحميله لتقوم باستعادة الرسائل المحذوفة
تقول نايلة إنها انفجرت باكية حين قرأت رسالة زوجها للمرأة الأخرى: "تعالي دفيكي، ونيمك على صدري"، وتذكرت كيف أنها كانت تحلم بأن تضع رأسها ولو قليلاً على صدره بعد يوم عمل شاق، إلا أنها كانت تصطدم دائماً بعبارة: "تعبان وبدي نام".
لكن أكثر ما يحز في نفس السيدة الأربعينية، أن السيدة الأخرى المتزوجة من رجل متسلط كما تقول تواصلت معها، تطلب إليها ألا تفضحها، لأن هذا سيكلفها حياتها، لتضطر لمحاولة مساعدتها على تغيير زوجها، تضيف: "لا أعرف لم أستطع التخلص من نسويتي المفرطة، تحولت إلى ناصحة لها، حتى أني أخبرتها أن تحدثني كلما احتاجت لنصيحة أو مساعدة".
"الجرح لا يزال طرياً، أعتقد أني مكسورة بحجم القوة التي أمتلكها في داخلي، زوجي تغير كثيراً للأفضل، لكن ومنذ عرفت لا أتوقف عن البكاء سراً، وإخبار الحياة أني لا أستحق، لم أكن أستحق"، تقول نايلة.
خيانة متبادلة
قصة لينا (38 عاماً)، مختلفة كلياً، ويبدو أنها محكومة برغبات المجتمع، أكثر من رغبات رجل وامرأة، باتت الحياة بينهما مستحيلة، دون امتلاك الجرأة على الانفصال.تقول لينا وهي محامية، لرصيف22، إنها أدركت منذ فترة أن زوجها يخونها مع زميلته في العمل، ورغم تأكدها من الأمر بالدليل القاطع لم تواجهه، ولم تلمه على هجر فراش الزوجية معها، تصرفت بطريقة مختلفة تماماً، وبدأت تخونه هي الأخرى، مع حبيبها القديم.
"المشكلة، أنه يعرف بأني أخونه، وأنا أعرف بأنه يخونني، وكلانا يعرف بأن الآخر نعرف"، تقول لينا، وتضيف: "لدينا طفلان، ونحن أساساً أبناء عمومة، من المستحيل أن تقبل العائلة بالطلاق".
لينا: "يعرف بأني أخونه، وأنا أعرف بأنه يخونني، لكن لدينا طفلان، ونحن أساساً أبناء عمومة، من المستحيل أن تقبل العائلة بالطلاق".
إضافة إلى العائلتين، فإن الانفصال مستحيل بسبب عدم القدرة المادية على تأمين منزلين منفصلين، كما أن الزوج لا يستطيع تحمل نفقات أبنائه إضافة إلى نفقات عائلة جديدة بحال وقع الطلاق وأراد أن يتزوج مرة أخرى.
تستمر حياة لينا هكذا، إلا أنها غير راضية، الأمر الذي أدخلها في اكتئاب حاد، تضيف: "أكره نفسي، وكلما كرهتها أكثر أرتمي بأحضان صاحبي، هل أنا مجرد شرموطة أم أن المجتمع ابن كلب؟، لا أعلم".
طلاق بعد حب 10 سنوات
يصف يسار (46 عاماً) مهندس اتصالات، نفسه بالزوج الودود، ربما لا يفقه كثيراً في الرومانسية، لكنه كان جاهزاً ليكون سنداً لزوجته في كل لحظات ضعفها وقوتها أيضاً، ساعدها منذ كانت طالبة جامعية حين بدأت قصة حبهما، وشجعها على التخرج رغم كل ظروفها السيئة حينها، ليتزوجا بعد قصة حب كانت مضرب مثل في مجتمعهما الصغير.مضت 5 سنوات، أنجبا خلالها طفلين، وهو انصرف عن عائلته لينشغل بهموم متطلبات الحياة والعمل، لتجد الزوجة نفسها وحيدة كما أخبرته، وتقوم بخيانته عبر الـ"فيسبوك" مع شاب يعيش بالخارج.
لم يحتمل قلب يسار ما قرأه صدفة بعد منتصف تلك الليلة، بينما زوجته في الحمام تغتسل من بقايا ليلة جنسية جمعتهما سوياً، يضيف: "لقد أرسل لها رسالة قال فيها: ما خلصتي سكس مع هالأهبل زوجك؟".
كانت صدمة كبيرة بالنسبة للزوج، وواجهها بالرسالة فوراً، ولم ينطق بعدها بأي حرف رغم توسلاتها واعتذارها، وفي صباح اليوم التالي الذي لم ينم فيه أبداً، أخبرها برغبته بالطلاق، وتم الأمر دون أن يسمح لأحد بمعرفة ما جرى بينهما.
طوى يسار الصفحة تماماً، وهو الآن عازب منذ عدة سنوات، ولا يرغب بإعادة التجربة أو الزواج مجدداً، إذ يركز على عمله ومستقبل ولديه، كما يقول.
الخيانة مقابل المال
"جسدي مجرد سلعة، أبيعه لأطعم عائلتي"، تبرر عبير (36 عاماً) خيانتها لزوجها، وتقول إنه يدرك بأنها تخونه، لكنه لا يسألها، تضيف لرصيف22: "أنا موظفة براتب لا يتجاوز الـ500 ألف ليرة شهرياً، لكنى ألبي احتياجات المنزل البالغة أكثر من مليوني ليرة، ولا يسألني كيف ومن أين".بينما زوجة يسار في الحمام تغتسل من بقايا ليلة جنسية جمعتهما سوياً، وصلتها رسالة من عشيقها تقول: ما خلصتِ سكس مع هالأهبل زوجك؟".
تحتقر عبير نفسها كما تقول، لكنها تحتقر زوجها بدرجة مشابهة، وترى أنه من أوصلها لهذه الحال، "لذا فهو يستحق"، على حد تعبيرها.
بدأت قصة عبير حين تعرضت للتحرش من أحد العملاء الذين يترددون على مكتب التوكيلات البحرية حيث تعمل، لتصده فترة طويلة من الزمن، قبل أن يفاجئها بهدية ثمينة عبارة عن سلسال من الذهب.
قبلت الهدية وفكرت بطريقة مختلفة، باتت تتجاوب معه إلى أن دعاها إلى فندق فخم في المدينة حيث تعيش (فضلت عدم ذكر اسم المدينة)، وحين قبلت أرسل إليها علبة أنيقة، حين فتحتها اكتشفت بداخلها لانجري ثميناً باللون الأسود، ومبلغاً مالياً كبيراً ورسالة جاء فيها: "كوني جميلة جداً، أنتظرك".
سرعان ما تتالت المرات والفنادق واللقاءات الحميمية، وفي كل مرة كانت تحظى عبير بالكثير من النقود، تضيف: "أقرف من نفسي ومن زوجي، أحياناً أخجل النظر في عيون أطفالي، ولا أجد طريقة للانسحاب".
أحب زوجتي لكن
أحب زوجتي جداً ومن المستحيل أن أتخلى عنها أو أسمح لعلاقاتي بالاقتراب من منزلي، يبرر عزيز (47 عاماً) خياناته المتكررة لزوجته، بأنها تلبية لإحساس داخلي لديه بإمتاع نفسه مع كل امرأة جميلة يصادفها وتتجاوب معه. ويرى أن تلك العلاقات العابرة لا يجب أن تؤثر على زواجه، فهور رجل "ويحق له".ويضيف: "هي تعلم أنني أخونها، لكنها لا تكترث فأنا ألبي لها كل احتياجاتها، حتى العاطفية، فأنا أحبها، لكني نسونجي ولا أستطيع التخلي عن هذه العادة".
خانني مع أختي
عادت ليزا (34 عاماً) إلى منزلها مبكراً تلك الليلة، بعد أن أخذت إجازة من عملها، لتمضي المزيد من الوقت مع شقيقتها، التي جاءت تزورها لعدة أيام، وحين وصلت المنزل وفتحت الباب، بدأت تسمع التأوهات الحارقة القادمة من غرفتها وزوجها.تقول ليزا: "اقتربت وأنا أريد تكذيب ما أسمعه، كانا عاريين بلا ملابس، في قمة متعتهما الجنسية، كانت شقيقتي بين أحضان زوجي، هل يوجد أقسى من هذا الأمر؟".
أول ما يجب أن نقرره بعد التعرض للخيانة هو إن كنا قادرين على الغفران والاستمرار أم أننا بصدد الانفصالعانت ليزا من انهيار عصبي أسعفت بعده إلى المستشفى، وبقيت فيه عدة أيام لا تنطق ولا حتى بكلمة، وحين استفاقت من صدمتها، أخبرت عائلتها بما جرى، حصلت على الطلاق، وهي اليوم تربي طفلها الوحيد في منزل أهلها.
وتضيف: "لم أنسَ، رغم مرور عدة سنوات، ما يزال الجرح طرياً جداً، لقد كانت شقيقتي، مازلت أريد أن أصدق أنه كان كابوساً فقط".
كيف نتجاوز الخيانة؟
هل يمكن تبرير الخيانة بأي طريقة كانت؟ السؤال الذي أجاب عليه من سألناهم هو النفي، لكن علم النفس يجيب على هذا السؤال بالإيجاب، ومن مجمل الدراسات والنصائح النفسية اختار رصيف22 التالي1. السؤال الذي يجب أن نجيب عليه هو سؤال هل نريد الاستمرار في العلاقة أم لا؟ ففي حال رغبنا في الاستمرار يجب أن نكون على ثقة من قدرتنا من الغفران وإعادة بناء الثقة وهذا الأمر سيأخذ وقتاً، أما في حال رغبنا بالانفصال يجب أن تأخذ هذه الخطوة وقتها في التحضير للانفصال الاقتصادي والاجتماعي والقانوني.
2. الرغبة التي يجب التخلي عنها هي الانتقام، ويصفها علماء النفس برد الفعل الطبيعي، إلا أنها تمد في فترة التعلق بالشخص الخائن، في المقابل يحبذ علماء النفس استخدام الخيال في العلاج، من خلال تخيل أنفسنا وقد تجاوزنا هذا الألم ونعيش حياة أفضل بعيداً عنه، الانتقام يرجعنا للماضي والخيال يدفع بنا إلى المستقبل.
كذلك ينصح علماء النفس بتغيير العادات اليومية والصغيرة، كتغيير النادي الرياضي، والمقهى المفضل، والخروج من دائرة الراحة إلى الاكتشافات، وتحديداً تلك العادات المرتبطة بالشخص الآخر، بما في ذلك الأصدقاء المشتركون ممن سيكررون الأسئلة ويعطلون عملية التجاوز بالتذكر، وتصغير الدائرة الاجتماعية واقتصارها على الداعمين والمحبين.
هل من الضروري الإجابة على سؤال "لماذا"؟
لا يوجد سبب واحد للخيانة، ولكل حالة أسبابها الخاصة، كما تقول أستاذة علم النفس في جامعة تشرين باللاذقية، ريما السعدي، وتضيف لرصيف22، أن من أبرز أسباب الخيانة، أن يكون الشخص نرجسياً أنانياً لا يفكر سوى بنفسه.
تلفت الأستاذة الجامعية ريما السعدي، أن بين أسباب الخيانة، الهروب من واقع معين، أو أن تكون طريقة إثبات للذات لدى بعض الأشخاص، أو عدم قناعة الخائن/ة بالعلاقة ذاتها وغياب الشعور بالالتزام والمسؤولية اتجاهها.
عدم الاهتمام قد يكون أحد الأسباب، خصوصاً لدى الذكر الشرقي الذي تعوّد على الاهتمام تبعاً للتربية التي تلقاها، وتضيف أن الملل والروتين في العلاقة، ربما يكونان سبباً أحياناً. وتؤكد الأستاذة الجامعية، أنه مهما كان سبب الخيانة، فإن لا شيء يبررها على الإطلاق سواء كان الخائن ذكراً أم أنثى.
تقول: "بمجرد اكتشاف الخيانة، سيعيش الشخص صدمة نفسية كبيرة ترتبط شدتها بمدى قوة شخصيته، من وقع ضحية لهذا الفعل سيسأل نفسه "لماذا أنا؟"، وفي بعض الحالات ربما نبحث عن تبرير الخيانة بطريقة ما".
وتؤكد أن أولى خطوات الخروج من الصدمة، اتخاذ قرار حول مصير العلاقة، سواء بالاستمرار أو الانفصال، وذلك عن طريق التحاور مع الطرف الخائن، ومحاولة تفنيد أسباب الخيانة، فإن شعرت الضحية أنها قادرة على تجاوز تلك الأسباب فمن الممكن إكمال العلاقة، لكن وفي حال لم تكن الأسباب مقنعة لها فالأفضل اتخاذ قرار بالانفصال، وسيكون الخيار الأفضل بالتأكيد.
تنصح أستاذة علم النفس الضحية، بأن تفكر بمدى أهمية هذا الشخص في حياتها، وهل يمكن الاستمرار بدونه، هل مثلاً يمكن أخذ فرصة للابتعاد قليلاً والتفكير، وإعادة تقييم العلاقة. لدى بعض الحالات، من المهم جداً أن تتجاوز الضحية الشعور بالدونية، والخروج من حالة فقدان الثقة بالنفس التي ستشعر بها غالباً، وعلى من عاش التجربة الاقتناع بأنه ليس سبب الخيانة، والمشكلة بالطرف الخائن وليس بالضحية. كما يجب التوقف عن لوم الذات، وعدم البحث عن تبريرات للشخص الخائن، تقول.
الاكتئاب تحصيل حاصل
شعور الضحية بالاكتئاب بعد اكتشاف الخيانة أمر لا مفر منه، وفق أستاذة علم النفس، تقول: "الشخص الذي تعرض لتلك التجربة، سواء كان ذكراً أم أنثى، سيشعر أن العلاقة التي من المفترض أن توفر الأمان له، قد باتت مهزوزة، وسيفقد القدرة على التواصل مع الآخرين، وربما الدخول في نوبات بكاء، كل هذه الأمور طبيعية، ونحتاج بعض الوقت لتجاوزها".
توصي السعدي الأشخاص الذين عاشوا هذه التجربة المؤلمة، بالبحث عن شيء جديد فيه بحياتهم، قد يكون عملاً، أو حتى ممارسة رياضة جديدة، أو أي شيء آخر كانوا يريدون فعله في مرحلة ما ولم يستطيعوا فعله سابقاً، المهم كسر روتين الحياة قليلاً والانشغال بأمر جديد. كما تؤكد أن أحد أبرز طرق تجاوز آثار الخيانة، اللجوء إلى أخصائي نفسي، أو شخص موثوق للتحدث معه، بهدف تفريغ الانفعالات السلبية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع