عندما أتحدث عن السحر في هذا المقال فلا أقصد به السحر المنسوب إلى اتصال صاحبه بقوى فائقة للطبيعة، والذي تعزى إليه ممارسات شيطانية فسّر من خلالها أسلافنا وقوع الشر والأذى، بل أقصد تحديداً ألعاب السحر التي تعتمد على الحيلة والوهم وخفة اليد، كما يقدمها كبار ممارسيه من مقدمي العروض السحرية المبهرة، كهاري هوديني وديفيد كوبرفيلد وغيرهما، وما بينهما وما تلاهما من أجيال في فن لمع منذ نهايات القرن التاسع عشر، ولم يبن ممارسوه شهرتهم على ادعاء امتلاك أي قوة، غير التخطيط والتدريب على خداع بصري متقن، يمزج فنون الأداء باستخدام العلم والتكنولوجيا، بل وكانوا حريصين على محاربة المشعوذين وفضح من يدعونامتلاكهم لقدرات سحرية خارقة.
وسؤالي هو لماذا لم يبرز ساحر عربي شهير، تمتلك عروضه القدرة على الإبهار على مستويات عالمية أو حتى محلية، هل بسبب التحريم الديني وذم السحر في التراث الإسلامي فقط؟ كما أن هذا المقال لا يجادل بوجود السحر الخارق للطبيعة من عدمه، بل يركز بالأساس على ما يسميه الأكاديمي النيوزيلندي سيمون ديورينج في كتابه "Modern Enchantments: The Cultural Power of Secular Magic" بالسحر العلماني.
للإجابة على هذا السؤال علينا أن نعود إلى تاريخ العروض السحرية، كما أرخه عدد من كبار السحرة العالميين أنفسهم، كروبرت وهاري هوديني، وكريستوفر ميبلبورن ودافيد كوبرفيلد، إذ يبدأ أغلبهم من التوقف عند نقطتين هما السحر الشرقي كما وثقه ابن بطوطة في كتابه "تُحفة النظّار"، في الجزء المتعلق برحلته إلى الهند والصين، ثم حملات مطاردة الساحرات في أوروبا في القرن الخامس عشر.
ظلت الكرة تصعد في الجو حتى وصلت إلى السحاب واختفت. دُهش ابن بطوطة من اختفاء الكرة والحبل المستقيم المعلق في الجو. لكن ما تلا ذلك كان أغرب من الخيال
ابن بطوطة في بلاد السحر
وصل الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة إلى الصين، وتحديداً مدينة غوانغشتو، بعد رحلة استغرقت أربع سنوات في الهند. وكانت الصين في ذلك الزمان تحت حكم المغول بعد أن فتحها قُبلاي خان حفيد جنكيز خان. وهناك دُعي ابن بطوطة إلى وليمة في قصر الحاكم، وجلس إلى مائدة تضم عدداً من الشخصيات العربية والمسلمة في المدينة. وأثناء الوليمة طلب الحاكم من مشعوذ صيني أن يُظهر له بعضاً من عجائبه لإسعاد ضيوفه. فأخذ المشعوذ كرة خشبية كبيرة، فيها فتحة صغيرة تخرج منها مجموعة من الخيوط والسيور الجلدية المجدولة على هيئة حبل، وألقى الكرة في الجو، وأمسك طرف الحبل في يده. فظلت الكرة تصعد في الجو حتى وصلت إلى السحاب واختفت. دُهش ابن بطوطة من اختفاء الكرة والحبل المستقيم المعلق في الجو. لكن ما تلا ذلك كان أغرب من الخيال.
نادى المشعوذ على مساعده، غلام صغير، وأمره أن يتسلق الحبل ويرجع له بالكرة. ففعل ذلك، لكنه اختفى هو أيضاً عن الأبصار. انتظر المشعوذ أن يعود، لكن الزمان مضى والغلام لم يرد. فظل ينادي عليه ولا جواب. غضب المشعوذ من الطفل وأخذ سكيناً وتسلق الحبل لأعلى وغاب هو كذلك عن الأنظار. فجأة سقطت من السماء أجزاء جسم الغلام واحداً تلو الآخر: ذراعاه، ثم رجلاه، ثم جسده، وأخيراً رأسه. بعدها نزل المشعوذ على الحبل وثيابه مُلطَّخة بالدم، واتجه نحو الحاكم وقبَّلَ التراب بين يديه. ثم اتجه نحو أجزاء الغلام المُقطَّعة على الأرض وجمعها معاً وضربها برجله فقام الغلام سالماً مُعافى وسط دهشة ابن بطوطة الذي كاد أن يُغْشَى عليه. بعد أن استفاق، أدرك أنه هو الوحيد تقريباً الذي شعر بالخوف والذهول، وأن كل من حوله جالسون هادئون. قاض مسلم كان جالساً بجانبه، طمأنه وقال له: "ما حدث ليس شيئاً خارقاً للطبيعة، والغلام لم يُقطع ولم تُمَسَّ منه شعرة، وكل ما حدث خدعة من خدع المشعوذين المشهورين في الصين". هذه الخدعة ستكون واحدة من أشهر حيل السحرة في الشرق، المعروفة باسم خدعة الحبل الهندي.
نظرة الناس إلى السحرة على أنهم أشخاص يمتلكون قدرات خارقة مرتبطة بالشيطان، ويستعينون بالأرواح الشريرة، ظلت قائمة في أوروبا لفترات طويلة حتى عصر النهضة، وأدت إلى ما يسمى بحملات صيد الساحرات Witch Hunt التي ازدهرت في العصور الوسطى
لكن ابن بطوطة في كتابه "تحفة النُظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" كان أول من يصفها. ورغم أن شهادات متكررة لمؤرخين وشهود وصفوا نفس ما رآه ابن بطوطة، إلا أن لا تأكيد على أنها لم تكن نتاج أوهام بصرية وأن النسخة المليئة بالدم والتقطيع حدثت فعلاً. إلا أن نسخاً أبسط منها تتضمن الحبل المستقيم في الجو والتسلق عليه ما زالت تُنفَّذ بشكل واسع عند السحرة الهنود.
السحر العلماني
يبدأ كريستوفر ميلبورن كتابه بتلك الحادثة ليفرق بين السحر الطبيعي والعلماني، وأن حتى أشد ما قد يراه المرء غموضاً وإدهاشاً يكون وراءه حيلة ما مدبرة بعناية.
إن نظرة الناس إلى السحرة على أنهم أشخاص يمتلكون قدرات خارقة مرتبطة بالشيطان، ويستعينون بالأرواح الشريرة، ويقدرون على إلحاق الضرر بالبشر والحيوانات والمحاصيل، ظلت قائمة في أوروبا لفترات طويلة حتى عصر النهضة، وأدت إلى ما يسمى بحملات صيد الساحرات Witch Hunt التي ازدهرت في أوروبا في العصور الوسطى، وبلغت ذروتها في القرن السادس عشر على يد محاكم التفتيش، وصدرت في إنجلترا واسكتلندا قوانين ضد السحر سنة 1563 ومنهما إلى الولايات المتحدة التي اشتهرت بمحاكمة الساحرات في مدينة "سيلم" أو "سالم" كما نُقلت للعربية.
وفي كثير من الأحيان كانت تلك المحاكمات صورية، وكانت الاعترافات مستخلصة تحت التعذيب وبناءً على أدلة ضعيفة وشهادات غير موثوق بها، كوجود شامة غريبة في أجسام المتهمات والمتهمين أو نمو غير طبيعي أو سلوكهن/م المختلف، أو حتى للتخلص من المنافسين السياسيين. وأحياناً كانت الإعدامات وحرق المتهمين أحياء تتم دون محاكمة. حملات رهيبة راح ضحيتها من أربعين إلى ستين ألف شخص، أغلبهم من نساء. وكانت هذه الحملات ناتجة عن التوترات الدينية والسياسية والاقتصادية، وكان لها تأييد من الشعب والمثقفين والساسة.
إلا أن هناك من قرر أن يذهب عكس التيار، وهو الكاتب الإنجليزي رجنالد سكوت الذي نشر في القرن السادس عشر كتابه “اكتشاف السحر”، والذي انتقد فيه محاكمة الساحرات، وكان هدفه منه أن يظهر أن هناك أسباباً عقلانيةً وراء ما يبدو للناس كمعجزات سحرية، وأنكر فكرة أن هناك أشخاصاً يملكون قدرات خارقة. ووصف حملات صيد الساحرات بأنها حملات بربرية هدفها اضطهاد الضعفاء والفقراء والمعوقين وكبار السن والنساء.
في القرن السادس عشر نشر الكاتب الإنجليزي رجنالد سكوت كتابه “اكتشاف السحر”، والذي انتقد فيه محاكمة الساحرات، وكان هدفه منه أن يظهر أن هناك أسباباً عقلانيةً وراء ما يبدو للناس كمعجزات سحرية، ما أثار غضب ملك بريطانيا المتحمس لصيد الساحرات
قدم سكوت في كتابه شرحاً مفصلاً كشف فيه أسرار ألعاب خفة اليد والخداع البصري والتعاون مع شركاء سريين في صفوف الجماهير. كما شرح أسرار حيل خارقة تصدم الجمهور، مثل خدعة رأس يوحنا، التي يظهر فيها الساحر كأنه يقطع رأس شخص، ويضعه في طبق، وشرح سرها أنها تعتمد على طاولة فيها فتحتان، فتحة تظهر رأس الشخص المفترض أن رقبته ستقطع، والفتحة الأخرى فيها شخص مختبئ يلبس على رقبته عجينة ممزوجة برأس ثور ومخفية بمنديل، لتظهر بعد ذلك كأنها الرأس المقطوعة في طبق، ثم يغطي الرأس المقطوعة بمنديل، ويرفعها فتظهر كأنها رجعت إلى مكانها.
هذه الخدعة التي نشاهدها حتى اليوم عندما يقطع الساحر مساعدته إلى نصفين ويرجعها. كان الكتاب مؤثراً لدرجة أن الملك جيمس السادس سنة 1597، وهو كان مؤمناً بالسحر ومطارداً للساحرات، كتب كتاباً يرد فيه على مزاعم سكوت، ويستهزئ به لأنه يدافع عن الساحرات. ولكن مع مرور الوقت، سادت أفكار سكوت، وانخفض الإيمان بالسحر المرتبط بوجود قوى خارقة، وانتهت حملات صيد الساحرات الوحشية. ولكن تأثيره الأكبر كان على فناني العروض السحرية أنفسهم، وكان الكتاب مصدراً لإنتاج كتب لتعليم فنون الأداء السحري في القرن السابع عشر، وظل مصدراً هاماً لجميع السحرة في العصر الحديث، الذين بعضهم لا يزالون يستخدمون مبادئ السحر وخفة اليد التي حددها سكوت، وكان مصدر إلهام للكثير من المؤلفات المسرحية، مثل مسرح شكسبير.
روبرت هودين… الساحر الثائر
في مدينة بلوا الفرنسية، ولد سنة 1805 روبرت هودين لأب كان صانعاً للساعات. ورغم أن الأب أراد أن يكون ابنه محامياً، إلا أن روبرت كان مولعاً بالقراءة في الكيمياء والفيزياء والكهرباء، والأهم أنه كان مفتوناً بالطريقة الميكانيكية التي تتحرك بها الساعات والألعاب والأجهزة. فقرر أن يتبع مهنة أبيه كصانع للساعات. وعندما كان عمره عشرين سنة، تسبب "الديلفري" في تغيير مسيرة حياته ومعها مسيرة العروض السحرية، فبدلاً من أن يصله كتاب عن صناعة الساعات، وصله كتاب اسمه “التسلية العلمية”، وهو موسوعة في مجلدين عن الألعاب والخدع العلمية. تلك الموسوعة كشفت له كثيراً من أسرار الألعاب السحرية، وأغرته بعالم السحر.
في البداية، تعلم ألعاب خفة اليد، مثل ألعاب الورق وإخفاء العملات المعدنية. ثم استغلَّ عبقريته في صناعة الساعات، وفهمه للعلوم والآلات في أن يخترع آلات مذهلة بمقاييس عصره، يجمع فيها بين العلم والسحر. مثل الساعة الغامضة، ساعة عقاربها تتحرك على زجاج شفاف، دون أن يظهر أنها متصلة بأية تروس تشغلها. الحيلة هنا هي أنها تعمل بواسطة حديد ومغناطيس على حافة الساعة ينقلان الحركة للعقارب بنفس سرعة حركة الساعة العادية، فتظهر كأنها تدقُّ بشكل صحيح. أو تمثال لامرأة تُعَلِّم طائراً أن يغني على أصوات صندوق موسيقى، كأنهم يتحركون فعلاً.
اشتهر هاري هوديني بخدع الهروب من الأغلال والسلاسل والزنازين والتوابيت. كان يتحدى الشرطة والسجون والموت في كل مرة. كان يلهم الجماهير بفكرة الحرية والقوة في عصر التصنيع والقمع وكان عقله هو مفتاح هروبه من أي قيد
في ذلك الوقت، كانت الطبقة البرجوازية والغنية في فرنسا، تودُّ أن تُظهِر ثرواتها من خلال شراء اختراعات رائعة لتفتخر بها أمام أقاربها وضيوفها - وبدأ افرادها يتسابقون على شراء اختراعات هودين. ومع الوقت، قرر روبرت هودين أن يقدم عروضاً سحرية على المسرح باستخدام العلم والتكنولوجيا. وكان هدفه منذ البداية أن يميز نفسه عن كل الصفات السلبية التي ارتبطت بالسحرة المتجولين.
أول أمر فعله هو أنه قدم عروضه وهو يرتدي بدلة سهرة أنيقة على مسرح مؤسس على طراز أثاث الملوك والعائلات البرجوازية. وكان يتكلم بلغة النبلاء، والأهم أنه لم يدعِ في أي لحظة أنه يمتلك قوى خارقة، بل كان يقدم عروضاً قائمة على الخداع البصري.
من أول العروض السحرية التي قدمها روبرت هودين كان عرض شجرة البرتقال المدهشة. كان يطلب من امرأة من بين المتفرجين منديلاً وخاتماً، ويربط الخاتم في وسط المنديل، ثم يجعل المنديل الذي فيه الخاتم يختفي. ثم يطلب من الجمهور أن ينظروا إلى شجرة صغيرة موضوعة على طاولة. وفي يده مسدس صوت، فعندما يطلق طلقة، تبدأ الشجرة تثمِّر برتقالاً، فيوزع جزءاً منه على الجمهور ليتأكدوا أنه برتقال حقيقي. لكن في أعلى الشجرة لا تزال هناك برتقالة تزهر وتنشق وحدها إلى نصفين، دون أن يلمسها، وتخرج من قلبها فراشات تحمل المنديل الذي أخذه من الامرأة وفيه الخاتم. الحيلة تجمع بين خفة اليد التي أخفي بها المنديل، ووضعه في برتقالة مخفية داخل الشجرة، وبين أن الشجرة نفسها عبارة عن آلة معقدة تعمل وفق قواعد الميكانيكا والهندسة. كانت هذه الحيلة بسيطة بالنسبة لنا الآن، لكنها كانت نقلة كبيرة في عالم العروض السحرية "الماجيك شو"، وأحدثت تطوراً في الألعاب السحرية من البساطة إلى التعقيد، وألهمت فناني العروض السحرية حتى يومنا هذا. وكانت كلها تعتمد على مزج العلم بالخداع البصري.
السحر: حرب العقل ضد الخرافة
كانت النقلة الأولى إذن هي حرب العقلانية ضد الخرافة، أما النقلة الثانية فهي مزج العلم بالفنون، والنقلتان محكومتان بالخيال البشري الحر، الساحر هنا هو مزيج من مخترع ومبتكر وفنان، مرت عروض السحر خارج الشرق الأوسط بجدال لم تحسمه بعد الأمة العربية، الإيمان بالعلم و حرية الخيال، الخيال الذي سمح لساحر مثل المجري هاري هوديني واسمه الأصلي إريك فايس، لكنه تبنى اسم بطله روبرت هوديني، أن ينقل حركة السحر من الدهشة إلى وعدها الأول: تحقيق المستحيل.
اشتهر هوديني بخدع الهروب من الأغلال والسلاسل والصناديق والأحواض والزنازين والتوابيت. كان يتحدى الشرطة والسجون والموت في كل مرة. كان يلهم الجماهير بفكرة الحرية والقوة في عصر التصنيع والقمع، بحسب الكاتب ديفيد دينبي في مقاله بنيويوركر "هاري هوديني وفن الهروب، لماذا لا تزال خدع وانتصارات الساحر تذهلنا؟" كان عقله هو مفتاح هروبه من أي قيد، بحسب هوديني نفسه.
لذا كان من الطبيعي أن تكون القفزة التالية هي توسيع إطار المستحيل إلى ما لا حدود له، إلى الطيران أمام الجمهور، إخفاء تمثال الحرية، كما فعل الساحر الأمريكي ديفيد كوبرفيلد عام 1983 في بث حي أمام ملايين المشاهدين. استخدم تقنيات في الإضاءة والمنظور وحركة المنصة لتحقيق هذا الإنجاز. قال إن هدفه كان تذكير الناس بقيمة الحرية وهشاشتها. كان يرى السحر كفن وقصة عليه أن يحكيها وأن تلهم الناس. كان يحب أن يجعل الناس يحلمون ويؤمنون بالإمكانيات غير المحدودة، بحسب كلام ديفيد كوبرفيلد.
عندما أعود الآن إلى سؤالي الذي افتتحت به المقال: لماذا لم يظهر بين العرب ساحر عبقري؟ أعتقد أني توصلت للإجابة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...