الجنس الفموي... هل يزيد جرعة المتعة أم يسبب أضراراً للطرفين؟

لم يمارس حسام (33 عاماً)، الجنس كعلاقة كاملة من قبل، ولكنه مثل كل الشباب عانق فتاةً يوماً، وخطف قبلةً منها. غير أن جارته هذه المرة قررت أن تعطيه الفرصة لتجربة الجنس بلا خوف وبلا قيود.

كان الجنس الفموي أول الأشياء التي حاولت الجارة إمتاع حسام بها، ليخرج من حالة القلق والتوتر التي لمسته فيها: "كانت ريحتها حلوة أوي ولمستها خفيفه مكنتش مصدّق نفسي من السعادة دي، كانت أول مرة أعمل فيها جنس وعمري ما نسيتها".

فوائد الجنس الفموي

يُعدّ الجنس الفموي وسيلةً للتقرب من الشريك الآخر في أثناء العلاقة الحميمة، ومعرفة رغباته وتلبيتها، ويجب أن يكون هناك تقبّل لهذا النوع من الممارسات من جانب الشريكين، وأن يكونا كلاهما مستمتعين بالعلاقة، ولكن هل يتسبب الجنس الفموي في مشكلات صحية؟

"ليست هناك أي أضرار صحية عند ممارسة الجنس الفموي بين الزوجين، إلا في حال عدم تقبّل أي طرف منهما لهذه الممارسة، وتالياً يكون التأثير السلبي في هذه الحالة تأثيراً نفسياً فقط، لكن ليس له أي ضرر عضوي"؛ بهذه الكلمات افتتح الدكتور حامد عبد الله حامد، طبيب جلدية وتناسلية، حديثه إلى رصيف22، مؤكداً أن الجنس الفموي لا يحمل أي مخاطر أو مشكلات صحية طالما كانت العلاقة الجنسية لا تخرج عن إطار الزوجين.

وأكد حامد أن الجنس الفموي أو ممارسة الجنس بشكل عام قد تتسبب في نقل عدوى بكتيرية في حالة ممارسته بين شخصين أحدهما مصاب: "هنا تنتقل العدوى إلى الشخص السليم، كما يمكن أن تنتقل العدوى في حال ممارسة الجنس الفموي بين شركاء عدة، وهذا ما يمكن أن يصبح سبباً للإصابة".

"ليست هناك أي أضرار صحية عند ممارسة الجنس الفموي بين الزوجين، إلا في حال عدم تقبّل أي طرف منهما لهذه الممارسة، وتالياً يكون التأثير السلبي في هذه الحالة تأثيراً نفسياً فقط، لكن ليس له أي ضرر عضوي"

وتابع: "يُعدّ السيلان، الزهري، الهربس، التهاب الكبدB، فيروس نقص المناعة البشرية والثآليل التناسلية، أبرز الأمراض التي يمكن أن يصاب بها أحد أطراف العلاقة الجنسية، إن كان الطرف الأول مصاباً بها".

لا للخجل

"أول ما اتجوزت، قلت لمراتي إني بحب الجنس الفموي، وإنها لازم تجرب كل حاجة في الممارسات الجنسية ومتتكسفش تطلب مني أي حاجة"؛ هذا ما قاله عمر (32 عاماً)، الذي يمارس الجنس الفموي لمدة نصف ساعة مع زوجته، بعد أن تحدث معها في المسألة وأزال حاجز الخجل بينهما.

يرى عمر أن الجنس الفموي مثل المنكّهات وتوابل الطعام، وفق ما قال لرصيف22: "بستمتع وأنا بمارس الجنس الفموي، بحس إني بلحس آيس كريم، زي ما بتذوّق الأكل؛ فيه فرق بين إني آكل عشان أتذوق وأستمتع وإني آكل عشان أسدّ جوعي".

يحاول عمر دائماً أن يمارس العلاقة ببطء وهدوء، ويستعين أيضاً ببعض الألعاب الجنسية التي تضفي نوعاً من قتل الرتابة والملل في أثناء الممارسة الجنسية، غير أن عملية الختان التي أٌجريت له وهو صغير منعته من الاستمتاع الكامل بممارسة الجنس الفموي، والجنس بشكل عام: "بعد الممارسة، بحسّ إن عضوي مجروح أو ملتهب وأحياناً الشعور ده بيفقدني اللذة والاستمتاع"، على حدّ قوله.

ختان الذكور وتأثيره على الجنسي الفموي

في طفولته، أصيب أحمد (40 عاماً) بمرض الصفراء، وهو مرض يصاب به الأطفال حديثو الولادة، ما جعل أهله يخافون عليه، لذلك تركوه من دون ختان حتى عمر 13 عاماً. حاولوا وقتها إجراء عملية ختان له، لكنه رفض وشدد على رفضه بسبب شعوره بالحرج: "كان من أفضل الأشياء اللي حصلت لي عدم الختان. وجدت متعةً كبيرةً بفضل الحركة السهلة للقضيب والإحساس اللي موجود فيها".

بعد زواج أحمد وتجربته للجنس الفموي، شعر بالفائدة المتمثلة في الشعور الزائد وعدم تعرّض رأس العضو التناسلي للاحتكاك مع الملابس التي تجعله أكثر يباساً وجفافاً.

"المكون التشريحي للعضو الذكري عند الرجل مكتمل، ولا يحتاج إلى إزالة شيء منه، فالطب لم يرَ نقصاً يمكن تصليحه بالختان. البعض ادّعوا بأن هناك إفرازات شحميةً تسبب السرطان موجودة في غلاف العضو، "الحشفة"، وهذا ادعاء باطل، فهذه المنطقة من أكثر المناطق حساسيةً، والتغذية العصبية لها عالية جداً"؛ بهذه الكلمات علّق الدكتور بهي الدين مرسي، وهو استشاري جراحة، لرصيف22، حول علاقة الختان بالجنس.

"بداية عملية الانتصاب تحتاج إلى تحضير ذهني واستثارة في النهايات العصبية في العضو الذكري، وهنا يأتي دور الجنس الفموي الذي يساعد بدوره على الانتصاب"

أكد مرسي أنه عند إزالة هذا الغلاف يتم تعريض رأس العضو للاحتكاك بالملابس وغير ذلك، مما يؤثر على كفاءة الحساسية وكفاءة الأداء الحميمي، كاشفاً أن الجنس الفموي يحتاج إلى وجود مستقبلات حسية بشكل عالٍ، وعند إجراء عملية الختان للذكور تتم إزالة الطبقة الحامية، والأطراف العصبية في هذه الحالة تصبح أقل كفاءةً.

ورأى الدكتور بهي الدين، أن الجنس الفموي للرجل يصبح أقل إثارةً مع الوقت لأن الحلمات الحسية على محيط قاعدة الحشفة تتلف تدريجياً، "لأنه بالأساس يعتمد على التحسس العالي، أي اللمس بالمستقبلات الرفيعة وحين تجرى عملية الختان يتم القضاء هذه المستقبلات الجنسية".

كما أوضح مرسي أن الختان قد يسبب حدوث فتور جنسي عند الذكور، مما يترتب عليه احتياج مجهود أكبر وتحضير مسبق حتى يكون الانتصاب كاملاً: "بداية عملية الانتصاب تحتاج إلى تحضير ذهني واستثارة في النهايات العصبية في العضو الذكري، وهنا يأتي دور الجنس الفموي الذي يساعد بدوره على الانتصاب، لأن النسيج الحسي يستدعي الدورة الدموية للدخول إلى النسيج الاسفنجي للقضيب وعند استدعاء الدم هناك عضلة في الجسم تقوم بغلق مجرى الدم ومنعه من الدخول ثانيةً، حتى يصبح الانتصاب كاملاً".

وأضاف: "ما نتستخلصه من هذا الموضوع أن الجنس الفموي يعوّض الذكر ما فقده من إحساس بسبب عملية الختان وبنسبة معقولة وليس بنسبة 100%".

وذكر مرسي مجموعةً من الفوائد للجنس الفموي، منها أهميته في تطويل أمد التحضير الذي يساعد على امتداد العلاقة الحميمة، كما يساعد الجنس الفموي في عمل نوع من التهيئة في فترة زمنية طويلة لتكون الحميمية أكبر، بالإضافة إلى دور الجنس الفموي في تنشيط هرمونات السعادة التي تنشط وقت التحضير قبل العلاقة الجنسية المباشرة، وكذلك فإن عملية القصف بعد الجنس الفموي مباشرةً منشط حيوي لنضارة بشرة النساء بسبب الإثراء النفسي لدى المرأة.

الخبرة الجنسية والجنس الفموي

في تجربتين مختلفتين للجنس الفموي جرتا مع عادل (24 عاماً)، أحس بأن الخبرة كانت هي العامل الأساسي في نجاح التجربة الأولى التي حدثت بينه وبين امرأة تكبره في السنّ وعمرها 40 عاماً، إذ شعر بعدها بالسعادة خاصةً أنها عرفت الطريق إلى إثارته وإشباع رغبته من دون خجل أو عدم معرفة.

وعن التجربة الثانية، قال لرصيف22: "لما جرّبت الجنس الفموي مع بنت معندهاش خبرة كفاية كانت العملية مملة جداً وحسّيت إنها مش مبسوطة ولا أنا كنت مبسوط".

الفتاة حسب وصفه ليست لديها تجارب جنسية سابقة، لكن الشعور بالرغبة في ممارسة الجنس الفموي جمعهما، وقد نجح عادل في أن يجعلها تصل إلى شعور الأورغازم برغم أنها كانت عذراء.

 العديد من النساء يتخوفن من إظهار رغبتهنّ في ممارسة الجنس الفموي بسبب نظرة المجتمع التي يسودها التمييز بين الجنسين وعدم شعور المرأة بأنها قادرة على التعبير عن أحاسيسها ومتطلباتها الجنسية

بدورها، تحدثت نهى (37 عاماً) عن الجنس الفموي لرصيف22: "تكمن فيه السعادة حين نكون أنا وهو مستمتعَين وهو مستمتع برائحة جسمي التي كلها عطر، بدايةً من المداعبة اليدوية وحتى الوصول إلى النشوة الجنسية؛ إنه شعور ما بعده شعور"، كاشفةً أنها تحب أن تكون فترة ممارسة الجنس الفموي قبل القذف ونزول السائل المنوي: "هذه الممارسة مقدّمة قوية للعلاقة وأفضّل عدم استخدام الكوندوم لتحقيق أقصى درجة من الاستمتاع".

خلال فترة المراهقة، كانت نهى حريصةً على اكتساب المعلومات الطبية الخاصة بالصحة الجنسية، وكانت تطالع المواقع الجنسية للتعرف على الأوضاع الجنسية المختلفة وطرق ممارسة الجنس، واكتشاف عوامل تساعد في تحقيق الاستمتاع، وفي الوقت نفسه التخلص من الشكل التقليدي للعلاقة الجنسية: "كل ده ساعدني أنمّي خبراتي وخبرات جوزي في أول سبع سنين جواز، وعرفنا في الفترة دي إزاي نستمتع بالجنس الفموي".

ما هي الاحتياطات المطلوبة للجنس الفموي؟

خلال حديثه إلى رصيف22، قال إسلام عادل، وهو طبيب صيدلاني، إن هناك مجموعةً من الاحتياطات المهمة التي تضمن ممارسةً ممتعةً للطرفين، ومنها أن يتم تنظيف منطقة العانة عند الرجل والمرأة بشكل جيّد قبل ممارسة الجنس حتى يكون الجلد بعدها مؤهلاً للعلاقة، بالإضافة إلى تقليم الأظافر، وإزالة الحواف، خاصةً إذا استعمل الرجل أحد أصابعه في منطقة المهبل، كما نصح الطبيب الصيدلي، بمسك الطهارة، وهو نوع من العطور لا يتفاعل مع أنسجة المهبل أو البظر من منطقة العانة ويعطي رائحةً جيدةً عند استعماله من قبل الرجل والمرأة.

ورأى عادل أن أدوات الجنس الفموي كافة المتوافرة في الصيدليات تراعي السيدات ومتطلباتهنّ.

وأشار إلى أن العديد من النساء يتخوفن من إظهار رغبتهنّ في ممارسة الجنس الفموي بسبب نظرة المجتمع التي يسودها التمييز بين الجنسين وعدم شعور المرأة بأنها قادرة على التعبير عن أحاسيسها ومتطلباتها الجنسية بحرية كالرجل.