باتريك خليل من أهم الأسماء اليوم في عالم نقد الموضة والأزياء، احترف بشغف مهنته كمخرج فني وصقل موهبته بدراسة موسعة لهذا الحقل الجمالي.
يعتبر رأيه من أهم الآراء التي يتنظرها عشاق الموضة لمعرفة هل نجحت نجمة ما في إطلالتها، وهل تحمل مجموعة أزياء مصمم ما أي جديد، والأهم من كل ما سبق هو مجموعة النصائح التي يقدمها في فيديوهاته على قناته على اليوتيوب للمرأة العربية والتي يمكن وصفها بالممكنة والواقعية والتي تمكنها من الظهور بمنتهى الأناقة بمنتهى السهولة.
ماذا قال عن آخر صيحات الموضة لهذا العام؟ ماذا ينصح المرأة أن ترتدي بحسب شكل جسدها؟ ما رأيه بالتجديد الذي اختارته نجوى كرم في إطلالاتها الأخيرة؟ وماذا عن أفضل واسوأ اطلالات النجمات في مهرجان كان الأخير، ومن هي النجمة الأكثر أناقة برأيه، وكثير من التفاصيل عن موضة 2023.
رصيف2 التقاه وتالياً نص الحوار
أخبرنا عن بداياتك، أحلامك، ماذا درست ومتى بدأت علاقتك بالموضة؟
بدأت بدراسة الهندسة المعمارية "architecture" قبل أن أنتقل إلى تخصص الإخراج والتمثيل والكتابة، وتتلمذت على يديّ المخرج والكاتب منير معاصري، الذي استفدت من خبرته كثيراً، ثم بدأت العمل في المسلسلات والأفلام.في عمر الـ 17 كنت أعمل في مواقع التصوير في الكليبات والمسلسلات والإعلانات كمخرج فني "art director". وكي ينتجح الشخص في هذا المكان عليه أن يكون على دراية بكل ما يحيط بهذه المهنة. فصقلت موهبتي بالمشاركة في ورش عمل خاصة بالمكياج والشعر والأزياء، ثم عملت مع العديد من المصممين وخبراء التجميل، لذا من يتابع حلقاتي عبر يوتيوب يلمس أنني أضيء على كل التفاصيل مثل أسماء وأنواع المنتجات والأقمشة، وأعتقد أن مصداقيتي هي ما يحبه الناس لدي، فتسمية نقاد الموضة لا تنطبق إلا على من يمتلك مخزوناً كبيراً من المعرفة في هذا المجال.
هو من أهم نقاد الموضة في لبنان، وهي مهنة غير شائعة صقَلها من عدة مهن أهمها عمله مع مصممي الأزياء، وفي الكليبات كمخرج فني
وكيف تشكلت خبرتك في هذا المجال؟
منذ 20 عاماً وأنا أعيش في تفاصيل هذا المجال الواسع، وهذه الرزمة الشمولية "ما في شي ما اشتغله". في مجال الكليبات أو لدى العمل مع مصممي الأزياء عادة ما أصب تركيزي على الخط الفني، فأعمل مع المختصين على التحضير لفيديوهات خاصة بأزيائهم، وتحديد الاتجاه الذي يجب أن يسلكوه، وهذا النوع من الخبرات لا يجتمع كثيراً.الإخراج الفني عمل عظيم يجمع كل ما يتعلق بجمالية الصورة وكل ما تتلقاه العين، علماً أن الناس لا تدرك كثيراً مدى مهماته وأهميته لكنه مسؤول عن 70% تقريباً من العمل وجمالياته.
هل هناك مشاكل يمكن أن تواجه ناقد أو خبير الموضة لا سيما في احترام المهنة، خصوصاً أن كثيراً من النجمات لا يستسغن النقد؟
لا مشاكل لدي في هذا الإطار لأنني لست لاذعاً أو متنمراً في انتقادي، كما أنني لا أسعى لـ"تبييض وج" كما يقال. لا أعمل كثيراً مع الفنانين، ولا مصلحة لي معهم. ما يهمني أن أكون صادقاً وأن تستفيد الناس مما أقوله، في بعض الأحيان ينزعج بعض معجبي النجوم والنجمات من كلامي لكن في أغلب تعليقاتهم لا يحملون القسوة لأني لا أوجه نقداً شخصياً. إسمي ناقد موضة وأقدم محتواي تحت عنوان "critique مع باتريك" في معلومات عامة ونقاط محددة وبالتالي لا شخصنة يمكن أن تجرح أحداً.ما هي أبرز خطوط الموضة وألوانها اليوم؟
لا شيء جديداً أو محدداً، فعلياً لدى وجودك في السوق ستجدين كل الأنواع، كل بلد يقدم لك الموضة خاصة به. لكن في العموم فإن الألوان القوية الصاخبة هي المسيطرة حالياً، ولا تقتصر على موسم الصيف فقط بل في الشتاء أيضاً، كاللون البرتقالي الصارخ، والأخضر القوي مثلاً. أما فيما يتعلق بالإطلالة فنتجه إلى الإطلالة العملية المريحة أو التي تسمى "سمارت كاجيوال" للرجال والنساء. كذلك تتجه الموضة إلى دمج "ستايلين" مع بعض على طريقة "MIX AND MATCH"، وهي الموضة بدأت مع مرحلة كورونا وتضاعفت خلال فترة وجودنا في المنزل، الأمر الذي لم نكن نعده كثيراً في السابق، وأخيراً موضة الـ"برنس" عائدة وبقوة.باتريك: "تتجه الموضة اليوم لدمج نمطين أو "ستايلين" سوياً، أما ألوان هذا العام للصيف وحتى الشتاء فهي الألوان الصارخة والقوية"
كيف يمكن للمرأة العادية أن تأخذ ما يناسبها وتبتعد عما لا يناسبها من الموضة؟
لا أعتقد أن المرأة وتحديداً العربية تحتاج إلى نصيحة لأنها شديدة الاطلاع على الموضة، تعرف ما يليق بها وتعرف أن تختار الأفضل لكل مناسبة. إنما أحياناً قد نقع في الخطأ، أو قد نتوه ونحن تحت تأثير "ترند" ما، فالحقيقة أن العربية لا تبخل على نفسها في اختيار كل ما هو جديد، لكن في أغلب الأحيان الموضة تكون تجارية ولا تتناسب مع كل امرأة، لذا على كل امرأة أن تختار الأقمشة بعناية، وأن تتنبه كثيراً إلى اللمسات الأخيرة الـ"FINISSAGE"، وأن تدرك جيداً ما هي وظيفتها وما هو موقعها في الحياة وتختار على هذا الأساس ما يناسبها.متى علينا أن ننظر إلى إطلالة فنانة أو نجمة على أنها ملهمة ومتى علينا التوقف عن تقليدها؟
لا يمكن أن تطبق ما تطبقه هيفاء وهبي أو الراحلة صباح أو مادونا في دمج موضة معينة كفستان مثير مع حذاء طويل "BOOTS" لسيدة عادية في يومياتها العادية، الموضة الاستعراضية أو الباهظة لا تتناسب مع السيدة العادية. يمكننا أن نستلهم من إطلالات الفنانات الكلاسيكية، أو من الممكن أن نتابع تطور الموضة من خلالهن، لكن ليس في كل شيء، مثلاً يفضل الابتعاد عن الفساتين المرصعة بالأحجار أو المثيرة لأنها قد تبدو مبتذلة في كثير من الأحيان."من أسرار الأناقة أن تختار المرأة بعناية القماش الذي يناسب شكل جسمها، وليس فقط الموديل، وأن تعطي أهمية للمسات الأخيرة
أبرز النصائح التي توجهها لصاحبة كل جسم وشكل؟
صاحبة الصدر الكبير مثلاً عليها أن تبتعد على الموديل المقفل عند العنق وأن تلجأ إلى ما يطلق عليه تسمية الـ"V neck"، فخط العنق هذا يؤثر كثيراً على إبراز شكل الجسم.المرأة الممتلئة في نصفها الأعلى والأنحل في نصفها الأسفل عليها اللجوء أيضاً إلى الـ"V neck" والـ"A Line" والابتعاد كلياً عن الملابس الضيقة. المرأة القصيرة عليها الابتعاد عن الأقمشة الكثيرة والفساتين الـ "تروا كار"، وتحت الركبة، أو التي تصل إلى طول الكاحل" وهذا ما بدا بعض المرات عند نانسي عجرم، وعند نوال الزغبي التي في إطلالة من إطلالاتها كانت غارقة في فستان ضخم لا يتناسب مع حجم جسمها. أما المرأة الطويلة فلا يمكنها اختيار فستان قصير إلى الحد الذي يظهر مدى القدمين خاطئاً نسبة لمدى الصدر والأكتاف.
ماذا عن أجمل وأسوأ إطلالات النجمات اللبنانيات والعربيات والعالميات في مهرجان كان؟
في هذا المهرجان تابعنا العديد من الإطلالات التي لا يمكن أن نقول عنها إلا "WOOO" كإطلالة كاثرين زيتا جونز التي وقّعها إيلي صعب، لقد كانت إطلالة جميلة ومرتبة، كذلك إطلالات العديد من النجمات اللواتي ارتدين من تصميم زهير مراد. بالنسبة لي لا أحبذ الفساتين التي تجنح نحو العري، والتي قد تظهر النجمات بشكل مبتذل. ما لاحظته أيضاً اختيار عدد من البلوغرز للـ" Body suit" وهو تصميم أعتبر أنه لا يقدم شيئاً للموضة ولا معنى له إلا لفت الانتباه. أما اسوأ الاختيارات التي تابعتها على السجادة الحمراء فكانت للنجمة الهندية "أشواريا راي"، بالإضافة إلى بعض الأشخاص الذين يتقصدون الظهور بإطلالات غريبة بهدف لفت الأنظار فقط.ولا يمكننا أن ننسى الحضور الملفت للنجمة مايا دياب التي كانت موفقة بإطلالتها وتحدث عنها النقاد العالميون. صحيح أنها إطلالة مثيرة لكنها كانت متفردة وتشبهها وقدمتها بطريقة جميلة. فلم تختر إطلالة كلاسيكية أو مملة بل جريئة تشبه عنوان مايا وهويتها الخاصة. لست ضد الإطلالة المثيرة لكن شرط أن تليق بالسيدة التي اختارتها.
كذلك لا ننسى فستان "ناتالي بورتمان" من تصميم ديور، الفستان كان عتيقاً وسبق أن تم ارتداؤه من قبل، لكن بورتمان قدمته بطريقة مختلفة.
باتريك: "نجوى كرم أيقونة وليست بحاجة إلى كل هذه الإطلالات والمبالغة، علامتها يجب أن تكون الأصالة والأناقة، واختياراتها الأخيرة لا تليق بمسيرتها"
وما رأيك بإطلالات نجوى كرم في ألبومها الأخير، أين نجحت وأين اخفقت؟
لست مع خيارات شمس الأغنية نجوى كرم الجديدة، التي أثارت الجدل بطريقة غير جيدة وكان هناك شبه إجماع على أن الاطلالات التي ظهرت فيها مؤخراً، إن في الكليبات أو المسرح أو في جلسات التصوير لم تضف إلى مسيرتها المهنية.بعض النجمات يلجأن إلى هذا الأسلوب الذي من الممكن أن يفيدهن لأنهن لا يقدمن الفن الأصيل، لكن قامة كنجوى كرم ليست بحاجة لأن تذهب إلى الغرابة أو المبالغة لأنها أيقونة. لا يمكننا أن ننكر أنها خلال السنوات العشر الماضية سواء في إطلالاتها على المسرح أو في "Arab got talent" كانت غاية في الأناقة والأصالة، لكن اختياراتها مؤخراً لا تليق لمسيريتها ولا بأغنياتها. وإن كنت سأقدم لها نصيحة فأطلب منها بمحبة أن تعود إلى الأصالة والنمط الذي يشبهها وليس إعادة تقديم الـ" Re-Branding".
بيونسي مثلاً لو اعتمدت هذا النوع من اللباس ينفعها في استعراضاتها لكونها فنانة استعراضية، لكن الأمر لا ينطبق على نجوى كرم التي أعتبرها مطربة أصيلة تليق بها الأصالة والأناقة. لسنا ضد التجدد شرط أن يكون ضمن المعقول.
من هي الفنانة الأكثر أناقة من بين نجمات الصف الأول اللبنانيات؟
أكثرهن أناقة منذ فترة وما زالت تحافظ على مستوى إطلالتها بطريقة غير مملة، وحتى في إطلالاتها الجريئة فهي تحافظ على الرقي الذي اكتسبته بالفطرة هي النجمة سيرين عبد النور. وكثيراً ما أسمع من عدد كبير من النساء والفتيات أنهن معجبات بإطلالاتها "لأنه ما عندها شي غلط بتعملو"من دون أن ننسى المجهود التي تبذله نجمات أخريات والتقدم إذ قمن به خلال السنوات الأخيرة مثل ماغي أبو غصن. كذلك لا بد من الحديث عن إطلالة النجمة نادين نجيم التي وقّعها جورج شقرا، الذي قدمها بطريقة جديدة وأعتبر أنه كان أنسب من إطلالتها بفستان زهير مراد.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 21 ساعةمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع