شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
تجميل الأعضاء التناسلية الأنثوية... بين الهوس بالجسم

تجميل الأعضاء التناسلية الأنثوية... بين الهوس بالجسم "المثالي" والاحتياجات العلاجية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والنساء

الاثنين 12 يونيو 202311:15 ص


"بعد مرور 3 سنوات على طلاقي، تعرفت على رجل بنيّة الزواج، وأردت أن أبدأ حياة جديدة تشمل كل شيء جديد. ورغبت بأن أعزّز شعوره بالاستمتاع والرضا أثناء العلاقة الجنسية"، هذا ما قالته كاتيا عن سبب خضوع لعملية تجميل الأعضاء التناسلية.

في حديثها إلى رصيف22، قالت الأم البالغة من العمر 40 عاماً: "بعد ولادتين طبيعيتين من زوجي الأول، شعرت بتغيّر في شكل منطقتي الحساسة، فقرّرت إجراء عملية لإزالة الزوائد وتجميل المنطقة، وتضييق القناة المهبلية التي توسعت كثيراً بسبب الولادة الطبيعية".

وأضافت: "بعد العملية، شعرت بآلام حادة لمدة أسبوع، ولكن بعدها كنت راضية عن النتيجة، حيث تغير شكل المنطقة الحساسة كثيراً، وفي أول مرة مارست العلاقة الجنسية مع زوجي بعد العملية، شعرت كما لو كانت المرة الأولى التي أمارس فيها الجنس".

أنواع العمليات

هوس الجسم "المثالي"، هو المحرّك الأساسي وراء زيادة معدلات عمليات التجميل الذي تحوّل من ضرورة ملحّة لتعديل شكل معيّن إلى "ترند" تلجأ إليها كل من استطاعت إليها سبيلاً، لمجرّد الحصول على أنف أصغر، أو ثدي أكبر، أو جسم منحوت كالنجمات، وهو نفس المحرّك الذي خلق عمليات "تجميل الأعضاء التناسلية للأنثى"، وهي أكثر أنواع عمليات التجميل انتشاراً في الوقت الحالي بين النساء على مستوى العالم.

في هذا السياق، أوضحت الطبيبة النسائية وطبيبة الصحة الجنسية، الدكتورة ليال أبي زيد، أن العمليات التجميلية النسائية للأعضاء التناسلية، تنقسم إلى قسمين: "إما تجميلية لتحسين شكل المنطقة الحميمة التي قد تتأثر بالعمر أو بعملية ما، أو تكون شكلاً خلقياً يسبب انزعاجاً للمرأة، أو تكون عمليات ترميمية، مثل تصحيح تشوهات مثل الختان، بعض الالتصاقات، أو ضيق أو وسع في المهبل".

"بعد العملية، شعرت بآلام حادة لمدة أسبوع، ولكن بعدها كنت راضية عن النتيجة، حيث تغير شكل المنطقة الحساسة كثيراً، وفي أول مرة مارست العلاقة الجنسية مع زوجي بعد العملية، شعرت كما لو كانت المرة الأولى التي أمارس فيها الجنس"

وكشفت أبي زيد أن الهدف من هذه العمليات التجميلية هو تعزيز الثقة بالنفس ومن أجل الحصول على علاقة جنسية أفضل.

عمليات تجميل الأعضاء التناسلية الأنثوية متنوّعة وتتم بعدة طرق، سواء من خلال إجراء جراحي، أو باستخدام حقن الفيلر والبوتوكس، وقد يُستخدم أيضاً الليزر في بعض الحالات.

وتابعت أبي زيد أن "تجميل الأعضاء التناسلية أصبح مجالاً اختصاصياً بحد ذاته، نظراً لتعقيداته ومجاله الواسع، ولكل حالة علاجها الخاص: "لا يمكن إجراء هذا النوع من العمليات إلا عند أطباء وطبيبات متخصّصين/ات وذوي الاختصاص"، على حدّ قولها.

كلفة عالية وإقبال كثيف

تعتبر شتى أنواع العمليات التجميلية مكلفة، وتختلف تكلفة تجميل الأعضاء التناسلية الأنثوية حسب نوع العملية، إذ تبدأ من 200$ وقد تصل لحدود ال 5000$ وفق كل مستشفى.

وبحسب ليال أبي زيد، فإن الإقبال على هذه العمليات كثيف في لبنان ويتزايد تدريجياً، خاصة مع التقنيات الجديدة، إذ بلغت نسبة الإقبال حوالي 15% والأعمار تتراوح بين 20 إلى 70 سنة (وعادة اللجوء إلى مثل هذه العمليات في عمر متقدّم، يكون الهدف منه تخفيف الجفاف الذي قد يسبب ألم).

تأثرت لمى، البالغة من العمر 25 عاماً، بشكل كبير بصور "الكمال" التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإباحية.

وعن تجربتها، قالت لرصيف22: "لم يكن لدي الوعي الكافي لفهم أن ما نراه خلف الشاشة ليس واقعاً، وقرّرت قبل حفل زفافي إجراء عمليات تجميل لأشبه بما أراه في الأفلام".

تختلف تكلفة تجميل الأعضاء التناسلية الأنثوية حسب نوع العملية، إذ تبدأ من 200$ وقد تصل لحدود ال 5000$ وفق كل مستشفى

واستكملت حديثها قائلة: "خضعت لحوالي 10 عمليات تجميل، بما في ذلك حقن الفيلر والبوتوكس، في محاولة لاستعادة مظهرٍ أقرب لما كنت أشاهده، ولكنني لم أحصل على النتائج التي كنت أتمناها".

تُظهر حكاية لمى تأثير التطور الرقمي بشكل متناقض، حيث يمكن أن يكون وسيلة للمعرفة والتواصل، وفي نفس الوقت يمكن أن يؤثر سلباً على صورة الذات ويؤدي إلى مشاعر سلبية والتسبب في اتخاذ قرارات مؤلمة.

في هذا الصدد، أوضحت ليال أبي زيد أن "الصحة الجنسية مهمة جداً، وقد شهدت الثقافة الجنسية والمفاهيم المتعلقة بالمنطقة التناسلية تغيراً إيجابياً نتيجة للتقدم والوعي المحقق، كما أتاح هذا التطور للنساء التعبير عن انزعاجهنّ من هذه المنطقة والرغبة في التحسين، ما يدفعهن اليوم لإجراء عمليات تجميل لتعزيز الرضا النفسي لديهنّ، والبعض يسعى وراء الشكل المثالي الذي يماثل صور الأفلام الإباحية"، كاشفة أن "ما يزيد الأمر تعقيداً هو سهولة مشاهدة هذه الأفلام وقلة الوعي بخطورتها، ما يخلق صراعاً داخل الفتيات، فيبدأن بالسعي للحصول على هذه الاشكال ظنّاً منهنّ أنها المعايير الجمالية الحقيقية لهذه المنطقة".

ورداً على مدى اعتبار هذه العمليات ذات طابع ذكوري يهدف فقط إلى إرضاء الرجل، أوضحت أبي زيد أنه يجب أن نأخذ في الاعتبار أن للسيدة أيضاً حقوقها: "بفضل الحرية والتحرّر اللذين نسعى إليهما نحن النساء في مجتمعاتنا، وكما أن الصحة الجنسية تعد مهمة للرجل، فهي أيضاً مهمة للمرأة، وبالتالي فإنها تحظى بالحقوق الكاملة لأن تكون راضية عن نفسها وسعيدة في العلاقة الجنسية وتستمتع بها".

وتابعت حديثها قائلة: "من الضروري تحديد هدف النساء، ومعرفة نسبة الاستفادة وتحقيق المراد من العملية من قبل الطبيب/ة، والأهم من ذلك ألا يكون هناك إدمان على هذا النوع من العمليات".

ليست تجميلية فقط بل علاجية أيضاً

تعرضت سناء (50 عاماً) لإصابة سرطان الثدي ومرت بتجربة نفسية وجسدية مضنية. عندما تعافت من المرض، استمرت في مواجهة بعض العوارض، بما في ذلك الجفاف في منطقة حساسة من جسدها.

وفي حديثها مع رصيف22، صرّحت بقولها: "كنت أعاني من جفاف حاد في منطقتي الحساسة ما يقتل رغبتي الجنسية، وبعد عدة محاولات لمعرفة السبب وإيجاد الحلول المناسبة، قرّرت أخيراً إجراء بعض الحقن والعلاجات التجميلية لعلاج الجفاف، وليس فقط للتجميل".

في الواقع، إن العلاقة الجنسية هي علاقة قائمة على ثلاث مراحل: الرغبة، الممارسة وبلوغ النشوة.

وفي هذا الصدد، قالت ليال أبي زيد: "هناك عدة عوامل تساعد في تحقيق علاقة جنسية سليمة ومرضية، والشكل لا يؤثر على العلاقة إلا في بعض الحالات النادرة، إنما يؤثر على الجانب النفسي، ما يؤدي إلى تزعزع ثقة المرأة بنفسها ويجعل العلاقة غير ممتعة".

ولفتت أبي زيد إلى أن "التركيز على المراحل في العلاقة الجنسية مهمة جداً لمعرفة المشكلة الأساسية التي ترغب المرأة بالتخلص منها، حتى يتم إرشادها إذا كان علاجها يتمثل في العمليات التجميلية أم في طرق أخرى نفسية أو سلوكية".

 "هناك عدة عوامل تساعد في تحقيق علاقة جنسية سليمة ومرضية، والشكل لا يؤثر على العلاقة إلا في بعض الحالات النادرة، إنما يؤثر على الجانب النفسي، ما يؤدي إلى تزعزع ثقة المرأة بنفسها ويجعل العلاقة غير ممتعة"

تشير دراسة أجرتها "المكتبة الوطنية للطب" إلى أن بعض العمليات التجميلية للأعضاء التناسلية يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في تخفيف العوارض المزعجة التي يمكن أن تواجهها المرأة، مثل الجفاف والحكّة الناجمة عن انقطاع الطمث أو العلاج الهرموني للسيدات المصابات بسرطان الثدي.

واحدة من المشاكل التي تعاني منها هؤلاء النساء هي الشعور بالجفاف في المنطقة الحساسة والآلام أثناء العلاقة، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى النشوة.

هذا وختمت أبي زيد حديثها بالقول: "هناك طرق في طب التجميل يمكن أن تساعد في التخفيف من هذه الأعراض، مثل العلاج بالليزر، الفيلر، PRP أو Radiofrequency"، كاشفة أنه "من خلال استخدام هذه الأساليب، يمكن للمرأة استعادة نشاطها الجنسي وتجنب الأعراض الجانبية لانقطاع الطمث".  


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

رصيف22 من أكبر المؤسسات الإعلامية في المنطقة. كتبنا في العقد الماضي، وعلى نطاق واسع، عن قضايا المرأة من مختلف الزوايا، وعن حقوق لم تنلها، وعن قيود فُرضت عليها، وعن مشاعر يُمنَع البوح بها في مجتمعاتنا، وعن عنف نفسي وجسدي تتعرض له، لمجرد قولها "لا" أحياناً. عنفٌ يطالها في الشارع كما داخل المنزل، حيث الأمان المُفترض... ونؤمن بأن بلادنا لا يمكن أن تكون حرّةً إذا كانت النساء فيها مقموعات سياسياً واجتماعياً. ولهذا، فنحن مستمرون في نقل المسكوت عنه، والتذكير يومياً بما هو مكشوف ومتجاهَل، على أملٍ بواقع أكثر عدالةً ورضا! لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا رحلتنا في إحداث الفرق. اكتبوا قصصكم، وأخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا!.

Website by WhiteBeard
Popup Image