البحرين تُجَرّد من لقب "بطولة العالم للقدرة"… لعنة "المنشطات" تطارد "فرسان العرب"

جرّد الاتحاد الدولي للفروسية (FEI) منتخب الخيّالة البحريني من لقب بطولة العالم للقدرة (التحمّل) بعد أربعة أشهر من التتويج به إثر ثبوت تعاطي أحد خيول الفريق الذي يقوده نجل العاهل البحريني، الأمير ناصر بن حمد، منشطات محظورة.

لقب البطولة التي أُقيمت في قرية بوذيب العالمية للقدرة بالإمارات، في شباط/ فبراير 2023، كان الأول من نوعه الذي تفوز به البحرين حيث احتُفي به على نطاق واسع في البلاد، واستُقبِل الفريق استقبالاً غير مسبوق.

انتهاك "قواعد اللعب النظيف"

وفق الموقع الرسمي لـFEI، اعتُبِرت نتائج المنتخب البحريني "لاغية وباطلة" بعد ثبوت تعاطي الفرس "هيرا دورانس" الذي امتطاه في منافسات البطولة الفارس عبد الرحمن محمد الزايد من الفريق الخليجي.

وترتب على ثبوت تعاطي المادة المحظورة، استبعاد نتائج الفارس الزايد وحصانه، وفرضت غرامة مالية على المتسابق البحريني. وصدر قرار باستبعاده من البطولات لمدة 18 شهراً. علاوة على معاقبة مدرب الفرس البحريني محمد عباس خالد.

احتفظت بالميدالية الذهبية لفئة الفردي… الاتحاد الدولي للفروسية يجرّد البحرين من أول بطولة عالم للقدرة تفوز بها بسبب حقن أحد خيولها بـ"المنشطات". تاريخ مشاركات الفرسان العرب في بطولات محلية وعالمية مليء بحوادث مشابهة، إليكم/ن عدداً منها

كما جرى رفع فرنسا (الوصيفة السابقة) للمركز الأول والحصول على الميدالية الذهبية، والبرتغال (صاحبة المركز الثالث سابقاً) للمركز الثاني ومنحها الميدالية الفضية، وإيطاليا (التي كانت تحتل المركز الرابع) إلى المركز الثالث ومعه الميدالية البرونزية.

وبحسب المسؤول القانوني في الاتحاد الدولي، ميكائيل رينتش، لن تكون هناك مراسم لإعادة توزيع الميداليات حيث يُكتفى باعتبار القرارات الأخيرة "دليلاً على أن الأنظمة التي يطبقها الاتحاد شاملة وفعالة" بما "يضمن الالتزام بقواعد اللعب النظيف، وحماية تكافؤ الفرص، والحفاظ على رفاهية الفرسان والخيول على السواء".

ولفت المسؤول القانوني إلى أن FEI يستبق أي حالات سوء فهم أو خطأ غير متعمدة في البطولات التي يشرف على تنظيمها بإعداد ومشاركة "دليل مراقبة تعاطي المنشطات والأدوية المحظورة" مع الفرسان المشاركين والاتحادات الوطنية والطُهاة ومسؤولي تغذية الخيول وغيرهم، والتذكير بعقوبة تعاطي مثل هذه المواد أو منحها للخيول. مع تحميل الفرسان المسؤولية الكاملة عن أية مواد محظورة يثبت تعاطي خيولهم لها.

بهذا التطور، تبتعد فرنسا في الصدارة بخمسة ألقاب كأكثر الدول تتويجاً بالبطولة منذ إقامة النسخة الأولى عام 1986، تليها الإمارات وإسبانيا بثلاثة ألقاب لكل منهما.

توضيح بحريني

وفي أول رد فعل رسمي بحريني، قال الاتحاد البحريني للفروسية في بيان تداولته وكالة الأنباء البحرينية إن قرار سحب الميدالية الذهبية من المنتخب البحريني للفروسية في بطولة العالم للقدرة أعقب استبعاد نتيجة الفارس عبد الرحمن الزايد الذي حصل على المركز الثامن عشر بعد الفحوص المختبرية التي تؤكد تلوث جواده بمواد محظورة.

وأردف بأن "الفريق البحريني للقدرة احتفظ بالميدالية الذهبية والمركز الأول لفئة الفردي، وحاز جائزة أفضل صحة جواد في مسابقة الفردي".

في عام 2013، كانت اسطبلات غولدوفين المملوكة لحاكم دبي سبباً في "أكبر فضيحة في تاريخ سباق الخيول في بريطانيا"...

فضائح "المنشطات" تطارد الفرسان العرب

علاوة على الزايد، تزخر قائمة الاتحاد الدولي للفروسية المحدّثة لحوادث تعاطي الخيول للمنشطات بالعديد من أسماء الفرسان العرب كمسؤولين عن هذه الحوادث، بما في ذلك حالة أخرى خلال بطولة العالم الأخيرة في الإمارات التي تنافس فيها 122 فارساً وفارسة من 36 دولة.

ثبُت تعاطي الفرس "كالودي بارك بيتر بان" مادة "Dexamethasone" المنشطة وأدين مدربه الإماراتي سويدان القبيسي في ذلك. نفس المادة كان قد أُدين المدرب بسببها العماني أحمد علي الكلباني بمنحها لحصانه الذي شارك في البطولة التي استضافتها مسقط العمانية في آذار/ مارس 2023.

وفي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين الدولية للقدرة والتحمل آذار/ مارس 2023، التي تبارى فيها 200 فارس وفارسة من 40 دولة، ثبت تعاطي الفرس "سلمى كي أس" عقار "Phenylbutazone" المحظور وجرى تحميل المسؤولية للمدرب الأردني بندر المريحيل. في نفس البطولة، ثبت تعاطي الفرس "مون سبايس" والمشرف على تدريبها السعودي عبد الله عبد الرحمن العتيبي مادة "Triamcinolone Acetonide" المنشطة. وثبت تعاطي فرس آخر مشارك في البطولة - حُجِب اسمه - نفس المادة المحظورة، وتمت مساءلة مدربه السعودي تركي عن ذلك. 

تاريخياً، كان ثبوت إيجابية تحليل المنشطات لـ18 من أصل 45 حصاناً في اسطبلات مملوكة لعائلة آل مكتوم الحاكمة لدبي وراء "أكبر فضيحة في تاريخ سباق الخيول في بريطانيا" عام 2013.

آنذاك، حمّل مدير اسطبلات غولدوفين، سيمون كريسفورد، محمود الزرعوني، مدرب الخيول بالمزرعة، المسؤولية كاملة عن حقن الأحصنة بالمواد المحظورة إذ تذرّع بأنه لم يكن يعلم أن هذه المواد ممنوعه أثناء التدريبات أيضاً لا خلال البطولات فقط.

وقضت هيئة سباقات الخيل البريطانية بإيقاف الزرعوني ثماني سنوات، ومنع مشاركة الخيول التي ثبت تعاطيها المواد المنشطة في البطولات لمدة ستة أشهر. علماً أن الزرعوني سبق له الفوز  كمدرب في اسطبلات غودولفين بكأس العالم في دبي عام 2010، وأتبعه بالحصول على سباق سانت ليجر المهم في دونكاستر بإنجلترا.

وأضرت الأزمة بسمعة اسطبلات حاكم دبي التي أقرت خطة إعادة هيكلة لـ"ضمان سلامة المعايير المطبقة وتوافق العمل في الاسطبلات بما فيها صحة حماية الخيول وسلامتها، مع المعايير والقوانين المعمول بها".

مع ذلك، ظلّت علاقة الإمارات والاتحاد الدولي للفروسية متوترة لسنوات بعد هذا الحادث إذ أوقف نظيره الإماراتي لأجل غير مسمى في آذار/مارس 2015 بسبب مخالفته اللوائح وسوء معاملة الجياد في منافسات رياضة القدرة، وهذا ما كان يمنع مشاركة الاتحاد الإماراتي في أي اجتماع للاتحاد الدولي، أو تنظيمه أي أحداث دولية، ومشاركة فرسان الإمارات في البطولات الدولية.

لإصلاح سمعتها، أصدرت الإمارات قانوناً محلياً "يحظر استيراد وبيع وشراء واستخدام المنشطات غير القانونية في جميع رياضات سباقات الخيل والفروسية، واعتبار هذا الفعل جريمة جنائية في دولة الإمارات".

لاحقاً، أعاد EFI الاتحاد الإماراتي للفروسية إلى عضويته بعد توقيع اتفاقية قانونية بين الطرفين تعهدت خلالها الإمارات بضمان سلامة الخيول بشكل كامل وبتطبيق حازم للوائح الاتحاد الدولي في جميع بطولات القدرة التي تقام محلياً وعالمياً.

استبقت الإمارات هذه الاتفاقية بإصدار قانون محلي "يحظر استيراد وبيع وشراء واستخدام المنشطات غير القانونية في جميع رياضات سباقات الخيل والفروسية، واعتبار هذا الفعل جريمة جنائية في دولة الإمارات".

لكن EFI عاد وسحب الاتحاد تنظيم بطولة العالم لسباقات القدرة والتحمل 2016 من الإمارات، لعدم تمكنها من "ضمان حسن معاملة الخيول".

وفي السعودية أيضاً، أوقف نادي الفروسية جائزة بطل كأس السعودية للفروسية عام 2020، والبالغة قيمتها 20 مليون دولار، عقب اتهام مدرب الفرس الفائز باللقب جيسون سيرفس "في مؤامرة واسعة النطاق لإعطاء الخيول مواد محفزة للأداء وخداع المراهنين" في الولايات المتحدة الأمريكية.

اللافت أن الفرس الفائز بالبطولة السعودية، ويُدعى مكسيمم سيكيوريتي، كان قد احتل المركز الأول في سباق كنتاكي داربي عام 2019  قبل أن تُلغى نتائجه بسبب مخالفة القواعد.