شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
مراد مصطفى، مخرج فيلم

مراد مصطفى، مخرج فيلم "عيسى" لرصيف22… الحكي البصري كان شفيعاً للفوز بجائزة مهرجان "كان"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

لم تعد جوائز مهرجان كان السينمائي الدولي بعيدة المنال عن السينما العربية بعد أن فاز مخرجون عرب ومصريون بجوائز من المهرجان العريق، سواءً في مسابقات الأفلام الروائية الطويلة، أو القصيرة والوثائقية. وفي الدورة الـ76 للمهرجان والتي اختتمت فعالياتها يوم 27 أيار/مايو الماضي، حصلت أفلام من المغرب، وتونس، والسودان، ومصر، على جوائز بالمهرجان، من بينها فيلم "عيسى" للمخرج مراد مصطفى الذي استطاع أن يفوز بجائزتين من جوائز المهرجان.

الجائزة الأولى هي جائزة "رايل" الذهبية في مسابقة أسبوع النقاد لأفضل فيلم قصير، وذلك بعد تصويت لجنة تحكيم مكونة من 100 عضو وناقد سينمائي، كما فاز الفيلم بجائزة الجمهور، بعد عرضه على جمهور "فالبون"، وسط عدد كبير من الحضور الجماهيري الذي قام بالتصويت للفيلم.

يتناول فيلم "عيسى" أو "أعدك بالفردوس" قصة مهاجر إفريقي في مصر، يبلغ من العمر 17 عاماً، ويتعرض للعديد من المشاكل والأزمات، وتتعقد الأحداث بعد تعرضه ومجموعة من أصدقائه لحادث صادم، ويحاول طوال الأحداث إنقاذهم، لإحساسه بالمسؤولية تجاههم، فيدخل في صراع مرير مع الزمن من أجل تحقيق ذلك.

برامج عالمية مرموقة

يشارك في بطولة الفيلم ويني مارسيلينو، وكنزي محمد، والسيناريو لسوسن يوسف، وإنتاج مصري فرنسي مشترك بين شركة بونانزا فيلمز للمنتجة سوسن يوسف، والمنتجة الفرنسية مارغو لورييه، وشركة ريد ستار وسي سينما، وشيفت ستديوز، وفيلم كيلينك، وحصل على دعم من مؤسسة الدوحة للأفلام. وقد استغرق التصوير 3 أشهر، بينما امتدت مراحل الإنتاج لأكثر من 3 سنوات بحسب مخرج الفيلم.

يتناول فيلم "عيسى" أو "أعدك بالفردوس" قصة مهاجر إفريقي في مصر، يبلغ من العمر 17 عاماً، ويتعرض للعديد من المشاكل والأزمات، وتتعقد الأحداث بعد تعرضه ومجموعة من أصدقائه لحادث صادم

مراد مصطفى مخرج مصري شاب، عمل في عدة أفلام مستقلة، وتعاون كمخرج منفذ في فيلم "سعاد" والذي تم اختياره رسمياً من قبل في مهرجان كان السينمائي. ومراد خريج برامج عالمية مرموقة مثل "مواهب برلين"، و"أكاديمية لوكارنو"، و"مصنع سينما العالم"، حيث كتب وأخرج ثلاثة أفلام قصيرة اختيرت جميعها في مهرجاكليرمون فيران السينمائي الدولي، والذي يعدّ أهم مهرجان متخصص في الأفلام القصيرة في العالم، وتم اختياره في ثلاث سنوات متتالية، وعُرضت أفلامه التي فازت بالعديد من الجوائز في عدد كبير من المهرجانات الدولية. ويعمل مراد حالياً على تطوير فيلمه الروائي الطويل "عائشة لا تستطيع الطيران بعد الآن".

فَرِح بالجائزتين

التقى رصيف22 بالمخرج مراد مصطفى الذي أعرب عن سعادته بالجائزتين وسألناه في البداية:

- هل كنت تتوقع الفوز بجائزة الرايل الذهبية وجائزة الجمهور في مهرجان كان السينمائي؟

سعيد جداً بالجائزتين، خاصة أن المنافسة في أسبوع النقاد كانت قوية جداً، ومستوي الأفلام رائع، لذلك كان من الصعب التوقع بالفوز بالجائزة، نظراً لتميزها الشديد، فهي تمنح من جمعية بها 100 ناقد سينمائي، ولذلك كانت الفرحة بالحصول عليها كبير جداً. أما جائزة الجمهور فقد أسعدتني كثيراً، وفرحت بتصويت الجمهور، لأن جوائز الجمهور دائماً لها إحساس مختلف، لأن التصويت عليها يكون بمئات من الحضور.

الاستغناء عن الحوار الشفهي

- منْح فيلم "عيسى" جائزة الرايل الذهبية. هل إنسانية الموضوع المطروح هي ما فرضت نفسها على المحكمين، أم أن ثمة أبعاداً فنية حملها الفيلم وكانت الدافع للفوز بالجائزة؟

جاء في حيثيات الفوز بالجائزة أو بيان اللجنة أن الجائزة مُنحت للفيلم نظراً لطريقة الحكي السلس والبسيط والتصوير السينمائي الذي يرصد حالة الشخصية الرئيسة وأزمته بدون حوار شفهي، والاعتماد الكلي على الحكي البصري. فقد تتبعت الكاميرا تحركات الشخصيات، وركزت على تعبير الوجه من أجل رصد الحالات الشعورية للشخصيات، فالسينما في الأساس هي فن الصورة. ولذلك فأنا أعتمد بشكل أساسي على خلق كوادر معبرة وزوايا تصوير تسمح بإيصال رؤية فنية معينة.

- هل يعتمد مشروعك الفني على الموضوعات الإنسانية بشكل أساسي؟

بالتاكيد، فأنا أرى أن الفن هو رسالة إنسانية في الأساس، من خلال التعبير عن قضايا الإنسان وهمومه في الواقع الذي يعيشه، ودائماً يكون هدفي الأول هو التركيز على الشخصيات من الناحية الإنسانية وعلى مشاعر وأحاسيس هذه الشخصيات ورصد تحولاتها وانفعالاتها تجاه ما يقابلها. وتؤدي هذه الرؤية من هذه الناحية إلى خلق نوع من التفاعل مع الشخصية، وهو ما يجعلني أضع الأحداث في الخلفية بشكل غير مباشر، وهو ما أطمح إليه في الأعمال التي أقدمها.

مشغول بقضايا المجتمع وهموم الإنسان

- ما هي الأمور التي تشغلك كمخرج على الصعيد الإنساني، والتي يمكن أن تعبّر عنها في أعمال فنية مقبلة؟

دائماً ما يشغلني المجتمع المصري بكل ما به من سلبيات وإيجابيات، وتستوقفني بشكل خاص الضغوطات والأزمات التي يمرّ بها الناس، ولذلك أحاول دائماً أن أتساءل عن هذا الواقع من خلال الشخصيات التي أقوم باختيارها من عوالم مختلفة، هذه الشخصيات وتركيباتها المتباينة هو ما يشغلني، سواءً في أفلامي السابقة أم القادمة.

- متى نرى أول فيلم روائي طويل من إخراجك؟

أعمل الآن على تطوير مشروع فيلمي الروائي الطويل الأول، ويحمل عنوان "عائشة لا تستطيع الطيران بعد الآن"، وهو لا يزال في مرحلة التطوير، وقد تم اختياره في برنامج "سينفديسون" التابع لمهرجان كان لتطوير المشاريع السينمائية، وقد حصل أيضاً على العديد من الدعم من مهرجان الجونة السينمائي، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، ومهرجان مونبيلييه السينمائي بفرنسا.

مشروع عاطف الطيب هو الأقرب

- لكلّ مخرج مشروعه الفني أو عالمه الخاص بلا شك، لكن مَن مِن المخرجين الكبار أمثال رضوان الكاشف، وعاطف الطيب، وداود عبد السيد، ومحمد خان، مثلاً، تجد مشروعه الفني أقرب إليك؟

أحب هذا الجيل كله، فأعظم الأفلام المصرية تم إنتاجها في تلك الحقبه السينمائية التي تزينت بأعمال هؤلاء الكبار، ولكن صاحب المشروع الأقرب إليّ هو المخرج الكبير عاطف الطيب، لأنه دائماً ما يركز على إيجاد تفسير لتغيرات المجتمع المصري والضغوط التي تفرض على شخصياته، بالإضافة إلى ثورية المواضيع التي يطرحها في أفلامه.

- كيف ترى واقع الأفلام القصيرة في الوطن العربي في ظل عدم الإقبال الجماهيري عليها؟

أرى أن الحال الآن أصبح أفضل كثيراً عما كان عليه في الماضي؛ فهناك منافذ كثيرة لعرض الأفلام القصيرة لكي تصل إلي الجمهور، وهناك أيضاً منصّات وقنوات تلفزيونية تقوم بشراء الأفلام القصيرة لعرضها، مثلها في ذلك مثل الأفلام الروائية الطويلة، وهذا سوف يسهل الإقبال على إخراج الأفلام القصيرة، مما يؤدي إلى غزارة الإنتاج ويخلق صناعة جادة للأفلام القصيرة تقوم على دراسة السوق وآليات التوزيع.

"دائماً ما يشغلني المجتمع المصري بكلّ ما به من سلبيات وإيجابيات، وتستوقفني بشكل خاص الضغوطات والأزمات التى يمرّ بها الناس، ولذلك أحاول دائماً أن أتساءل عن هذا الواقع"

أعطيك مثالاً لفيلم عيسي، فهو أول تجربة لشركة "فيلم كلينك" محمد حفظي في خوض إنتاج وتوزيع الأفلام القصيرة، وهذا في رأيي سوف يفتح آفاقاً جديدة في سوق الأفلام القصيرة.

على درب جوائز "كان"

يذكر أنه على امتداد تاريخ المهرجان قد فاز كل من المخرج الجزائري محمد الأخضر حامينة بجائزة السعفة الذهبية عن فيلمه "وقائع سنين الجمر"، كما فاز بالجائزة ذاتها المخرج المصري يوسف شاهين عن مجمل أعماله. وفاز المخرج عمر الزهيري قبل عامين بالسعفة الذهبية عن فيلمه الروائي الطويل "ريش"، وحصل المخرج سامح علاء على السعفة الذهبية في مسابقة الفيلم القصير عن فيلم "ستة عشر"، كما حققت بعض الأفلام من تونس، والمغرب، ولبنان، ومصر العديد من الجوائز في الدورات السابقة.

وفي الدورة الـ76 من مهرجان كان السينمائي، فازت أفلام "عصابات" و"كذب أبيض" (المغرب)، و"بنات ألفة" (تونس)، و"وداعا جوليا" (السودان) بجوائز من مسابقات مختلفة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard
    Popup Image