شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
الجري والمشي واليوغا… هل تكون حلولاً مثالية لمشكلات اللبنانيين الجنسية؟

الجري والمشي واليوغا… هل تكون حلولاً مثالية لمشكلات اللبنانيين الجنسية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 30 مايو 202305:58 م


"50% من النساء و31% من الرجال في لبنان يشتكون من اضطرابات في الصحة الجنسية، لكنهم لا يتحدثون في الأمر لأسباب ثقافية وقيم اجتماعية"، هذا ما صرّح به الدكتور فيصل القاق، مدير برنامج الصحة الجنسية المتكامل للنساء (WISH) التابع للمركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت في تصريحات صحافية عام 2019.

أوضح د. القاق آنذاك أن أبرز الاضطرابات التي تعاني منها النساء تتعلق بآلام الجماع وانخفاض الرغبة فيما يعاني الرجال بسبب مشكلات الانتصاب والقذف.

ومع استفحال الأزمة الاقتصادية في لبنان خلال الأشهر الماضية، وانخفاض الإنفاق على الصحة الجنسية، وهو ما لا يُستبعد معه ارتفاع هذه التقديرات، زادت الحاجة إلى طرق علاجية غير طبيّة لتحسين الأداء الجنسي لدى الرجال والنساء بعيداً عن الأدوية المكلفة والتي قد يكون بعضها غير متوفر أيضاً.

وتُشير نتائج عدة دراسات إلى طريقتين لتحسين الوظيفة الجنسية للرجال والنساء بدرجات متفاوتة، وهما: الجهد البدني (بما في ذلك المشي والجري) واليوغا.

النشاط البدني والصحة الجنسية للرجال

خلصت دراسة أُعلنت نتائجها للمرة الأولى منتصف الشهر الجاري عبر مجلة "Trends in Urology & Men’s Health" الأكاديمية المعنية بالصحة الجنسية والتناسلية للرجال، إلى أن يكون النشاط البدني (بما في ذلك ممارسة الرياضة بانتظام لا سيّما الجري والمشي، والأعمال المهنية والمنزلية التي تتطلب جهداً بدنياً وما شابه) مفيداً للصحة الجنسية للذكور، مع بعض الأدلة على أن هذا النشاط البدني قد يكون فعالاً مثل العلاج الدوائي في تحسين جوانب معينة من الضعف الجنسي لدى الذكور، بما في ذلك ضعف الانتصاب وسرعة القذف وانعدام/ انخفاض الرغبة الجنسية.

وبرغم أن الدراسة أكدت على الحاجة إلى مزيد من الأدلة على فعالية النشاط البدني في علاج "الضعف الجنسي" فإن ما وجدته بشأن الارتباط بين النشاط البدني وتحسن الوظيفة الجنسية للذكور قد يمنح الأطباء الثقة للتوصية به لمرضاهم، في انتظار أدلة أكثر قوة للتجارب السريرية.

استفحال الأزمة الاقتصادية في لبنان، وانخفاض الإنفاق على الصحة الجنسية، يزيدان الحاجة إلى طرق علاجية غير طبيّة لتحسين الأداء الجنسي لدى الرجال والنساء بعيداً عن الأدوية المكلفة وغير المتوفرة أحياناً. هل تكون اليوغا والجري والمشي البدائل المناسبة؟

هذا علماً أن العوامل المتعلقة بنمط الحياة غير الصحي مثل عدم انتظام النوم والتدخين والإفراط في استهلاك الكحول وقلة النشاط البدني، والسمنة، طالما اعتُبرت عنصراً ضاراً بالصحة الجنسية. وتمتاز هذه الطريقة غير الدوائية بتفادي الآثار الجانبية لبعض علاجات "الضعف الجنسي" مثل الصداع وعدم انتظام دقات القلب والغثيان.

ولفتت  الدراسة إلى أن النشاط البدني يدعم الوظيفة الجنسية للرجل بشكل أساسي من خلال خفض تأثير عوامل الخطر المرتبطة بالضعف الجنسي لدى الذكور لدوره في: تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني، والحد من الالتهابات المزمنة، والسمنة، وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، وخفض القلق والاكتئاب.

وأوصت الدراسة بالمواظبة على 150 دقيقة على الأقل من النشاط المعتدل في الأسبوع، أو 75 دقيقة من النشاط القوي في الأسبوع، أو مزيج من الاثنين معاً كل أسبوع للحصول على الفوائد الصحية سيّما في ما يخص الأداء الجنسي.

دراسة تحليلية أخرى نشرت نتائجها "Trends in Urology & Men’s Health"، مطلع أيار/ مايو 2023، وأجراها باحثون من جامعة أنجليا روسكين البريطانية العريقة، وجدت صلةً بين ممارسة اليوغا بانتظام وتحسن القذف لدى الرجال.

ولا يعد القذف السريع مشكلةً في ذاته إلا أنه عادةً ما يترتب عليه شعور بالإحباط وضعف تقدير الذات وعدم رضا الشريك/ة عن العلاقة، ما يدفع الرجال الذين يعانون منه إلى البحث عن علاجات أو طرق لتأخير القذف لتحسين العلاقة مع الشريك/ة وتحسين تقدير الذات.

كان هدف المراجعة العلمية الوصول إلى تقنيات مختلفة تساعد الرجال على الاستمرار لفترة أطول أثناء ممارسة الجنس دون استخدام أدوية ضعف الانتصاب مثل الفياجرا.

قام الباحثون في هذه المراجعة العلمية بتحليل 54 دراسة شملت 3485 رجلاً. إحدى هذه الدراسات أجريت على رجال تراوح أعمارهم بين 18 و45 عاماً، طُلب من 35 منهم الركض 30 دقيقة على الأقل يومياً لمدة خمسة أيام في الأسبوع وقيل للباقي أن يمارسون المشي ما لا يزيد عن 30 دقائق في اليوم لمدة خمسة أيام في الأسبوع.

في نهاية التجربة، تحسن أداء مجموعة الرجال الذين مارسوا الجري والمشي من متوسط 39 ثانية للعلاقة الجنسية إلى أكثر من 30 دقيقة، مقارنة بالرجال الذين لم يقوموا بأي نشاط بدني والذين لم يتحسن أداؤهم عن أكثر من 50 ثانية.

وجاءت نتائج المجموعة النشطة مماثلة لنتائج 35 رجلاً تم إعطاؤهم عقاراً لعلاج سرعة القذف، لكن الدواء رافقته آثار جانبية بينها الغثيان والدوار.

اليوغا وتحسين القذف 

ففي دراسة أخرى جرت مراجعتها، أدت مواظبة 26 رجلاً على ممارسة اليوغا لمدة 12 أسبوعاً إلى مضاعفة الوقت الذي أمضوه في العلاقة الجنسية لأكثر من ثلاثة أضعاف - من متوسط يقل عن 26 ثانية إلى ما يناهز دقيقة ونصف.

لكن العدد المحدود للعينة في هذه الدراسات يستدعي المزيد من التجارب السريرية والدراسات للتحقق من فائدة النشاط البدني واليوغا على الصحة الجنسية للرجال.

وجد الباحثون أن التحسن شمل جميع جوانب الرضا الجنسي عند الرجال، وهي "الرغبة، والرضا عن الجماع، والأداء، والثقة، والانسجام مع الشريك، والانتصاب، والتحكم في القذف، والنشوة".

النشاط البدني (وتحديداً الجري والمشي) مفيد للصحة الجنسية للذكور، مع بعض الأدلة على أن هذا النشاط البدني قد يكون فعالاً مثل العلاج الدوائي في تحسين جوانب معينة من الضعف الجنسي لديهم، بما في ذلك ضعف الانتصاب وسرعة القذف وانعدام/ انخفاض الرغبة الجنسية

اليوغا والصحة الجنسية للنساء

من الثابت أن اليوغا تخفف من القلق والاكتئاب، وتخفض ضغط الدم، وتحسّن آلام المفاصل ووظائفها، وتخفف العديد من الآلام العقلية والجسدية الأخرى. وهي أيضاً تعزّز الأداء الجنسي للمرأة من خلال عدة جوانب متصل بالوظيفة الجنسية، بما في ذلك الرغبة والإثارة والنشوة والرضا العام.

هذا ما خلصت إليه دراسة أُعلنت نتائجها عام 2010، وكانت قد شملت 40 امرأة تتمتع بصحة جيدة، تراوح أعمارهن بين 22 و55 عاماً، وكن مسجلات في برنامج اليوغا في الهند، وجميعهن كن نشطات جنسياً.

خضعت النساء لبروتوكول من 22 وضعاً لليوغا أو وضعيات الجسد التي يُعتقد أن لها تأثيرات إيجابية على عضلات البطن والحوض والهضم والمفاصل والمزاج. ملأت المشاركات استبياناً معيارياً للوظيفة الجنسية في بداية ونهاية البرنامج الذي استمر 12 أسبوعاً، بواقع ساعة من اليوغا يومياً، تليها تمارين تنفس واسترخاء.

في نهاية البرنامج، لاحظ الباحثون تحسّناً في درجات الوظيفة الجنسية للمرأة في المجالات الستة التي تم تقييمها (الرغبة، والإثارة، والتزليق المهبلي، والنشوة، والألم، والرضا العام)، لا سيما لدى النساء فوق الـ45 عاماً إذ أشرن إلى أكبر قدر من التحسن من حيث الإثارة والتزليق المهبلي وألم الجماع.

وقال نحو 75% من النساء المشاركات إنهن أصبحن راضيات أكثر عن حياتهن الجنسية بعد بروتوكول اليوغا. لكن صغر حجم عينة الدراسة وعدم وجود مجموعة ضابطة، دفع الباحثون الذين أجروا الدراسة، وهم من جامعتي نيودلهي ومومباي، إلى الدعوة لمزيد من الأبحاث على فوائد اليوغا للصحة الجنسية للنساء.

مع ذلك، تحدّث خبراء في سنوات لاحقة عن قناعتهم بحدوث هذه الآثار الإيجابية لليوغا على الصحة الجنسية لكل من الرجال والنساء على السواء.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image