شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"بغدودة" ورفاقه... الهروب من الإهمال والفقر يسبب أعراضاً جانبية لـ"الطنطنة" الوطنية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحقوق الأساسية

الخميس 25 مايو 202304:06 م

أتت واقعة قيام لاعب المنتخب الوطني للمصارعة أحمد فؤاد بغدودة باستخلاص جواز سفره المحتجز لدى بعثة الاتحاد في تونس ومغادرة معسكر البعثة إلى فرنسا، لتعيد فتح ملف النزيف المتواصل الذي تعانيه مصر منذ سنوات لعدد من أبرز رياضييها، خاصة على صعيد الألعاب الفردية، ليس لإصابتهم إصابات طويلة تعيق استمرار مسيرتهم الرياضية، إنما لتفضيلهم الدفاع عن ألوان منتخبات أخرى، تسخر لهم الإمكانيات لدعم وتطوير قدرات ممارسي تلك الرياضات، في وقائع تكررت رغم سعي المنظومتين الإعلامية والرياضية في مصر والقائمين عليهما إلى محاولات وصم هؤلاء اللاعبين بالـ"الهروب" والخيانة".

يأتي انضمام بغدودة إلى تلك القائمة بعد فوزه بفضية بطولة إفريقيا للمصارعة الرومانية في وزن 63 كيلوغراماً، وعلى إثر الإعلان الذي قامت به مواقع صحافية رياضية، اتهم اتحاد المصارعة المصري اللاعب بـ"الهروب" إلى فرنسا، عقب البطولة المقامة بمدينة الحمامات التونسية، وأنه يعتزم تمثيل المنتخب الفرنسي في هذه اللعبة. 

وبعد 48 ساعة ساخنة، تعرض فيها اللاعب الشاب للهجوم من اتحاد اللعبة، ومسؤولي وزارة الرياضة، بدعوى أن الدولة توفر له دعماً رياضياً ومادياً لا يحظى به الكثيرون من ممارسي الألعاب الفردية، وردود الأفعال الشعبية الواسعة المؤيدة للاعب وموقفه، وجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتخصيص منحة للتدريب والرعاية للاعب المصارعة المصري الشاب أحمد فؤاد بغدودة.

وقائع الإفلات من قبضة الاتحادات الرياضية الوطنية تكررت؛ رغم سعي المنظومتين الإعلامية والرياضية في مصر والقائمين عليهما إلى محاولات وصم هؤلاء اللاعبين بالـ"الهروب" والخيانة"


قائمة طويلة من "الهروب"

خلال السنوات الماضية سجل لاعبو منتخب مصر للمصارعة حضوراً لافتاً في قائمة اللاعبين الذين قطعوا علاقتهم بالاتحاد المصري للمصارعة، بسبب فقر الإمكانيات وقلة المردود المادي، أشهرهم نموذج لاعب المصارعة طارق عبدالسلام الذي انضم لمنتخب بلغاريا، وتُوّج بعدها بذهبية وزن 75 كغم، في بطولة أوروبا لعام 2017.

انضم عبدالسلام إلى المنتخب البلغاري بعد امتناع مصر عن علاجه عقب إصابة قوية تعرض لها أثناء مشاركته في إحدى البطولات الإفريقية، لينتهي به الأمر بائعاً للشاورما في شوارع بلغاريا، قبل أن يستأنف نشاطه من جديد بقميص أوروبي.

العام الماضي كان شاهداً على واقعة أخرى بتغيب محمد عصام لاعب منتخب مصر للمصارعة الرومانية تحت 17 سنة، بعد انتهاء بطولة العالم للمصارعة للناشئين في إيطاليا، ورغم أن الأمر فسر أولا بأنه مجرد هجرة غير شرعية للشاب، أكد مدربه أنه لم يكن يتلقى أكثر من 300 جنيه فقط من المشروع القومي لرعاية المواهب. 

القاسم المشترك بين بغدودة وعبد السلام وعصام أنهم أبناء طبقات كادحة، اتخذوا من هذه الرياضة، وسيلة للإفلات من براثن الفقر، إلا أنهم لم يجدوا ضالتهم، حتى مع تحقيقهم البطولات وقسطاً من الشهرة، فيما تبقى الأزمة في ملعب الدولة والاتحادات الرياضية الرسمية التي لا تنقطع الاتهامات الموجهة إليها بالشللية والفساد.


القاسم المشترك بين بغدودة وعبد السلام وعصام أنهم أبناء طبقات كادحة، اتخذوا من الرياضة وسيلة للإفلات من براثن الفقر، إلا أنهم لم يجدوا ضالتهم، حتى مع تحقيقهم البطولات وقسطاً من الشهرة، فيما تبقى الأزمة في ملعب الدولة والاتحادات الرياضية الرسمية التي لا تنقطع الاتهامات الموجهة إليها بالشللية والفساد

بغدودة: علامات استفهام على الدعم ومستحقاته

يبرئ مسؤولو اتحاد المصارعة المصري ساحتهم من اتهامات القصور الإداري وتدني منظومة المكآفات، بل يرمى رئيس اتحاد اللعبة الكرة في ملعب "شبكة سماسرة تقف وراء خطف اللاعبين الأولمبيين وتجنيسهم".

يتعارض الخصم من المكافأة في حالة بغدودة مع التوجيهات التي عممتها الحكومة المصرية بإعفاء من لا يتجاوز أجره السنوي 36 ألف جنيه من دفع الضرائب، في ضوء تخفيف الأعباء الناتجة عن التداعيات الاقتصادية، ما يعني أن الخصم ليس قانونياً

إذ قال اللواء عصام نوار، رئيس اتحاد لعبة المصارعة، في تصريحات تلفزيونية، إن هناك شبكة دولية ومجموعة من السماسرة هم من دفعوا اللاعب للهروب لكي يتربحوا من أمثاله من اللاعبين، لافتاً إلى أن "أعضاء هذه الشبكات يتقاسمون مع اللاعبين مرتباتهم". وهو الاتهام عينه الذي تفضح الأرقام ممارسة الاتحادات المصرية له.


بحسب بيان للاتحاد ومصلحة الضرائب، فإن اللاعب أحمد فؤاد بغدودة يتقاضى مبلغ 3 آلاف جنيه شهرياً، وأن المستحق للاعب هو مبلغ 18 ألف جنيه عن ستة أشهر، إذ تم خصم 10% كضريبة كسب عمل، بالإضافة إلى 3% رسم تنمية طبقاً للوائح وقوانين الدولة.

يتعارض ذلك مع التوجيهات التي عممتها الحكوم المصرية بإعفاء من لا يتجاوز أجره السنوي 36 ألف جنيه من دفع الضرائب، في ضوء تخفيف الأعباء الناتجة عن التداعيات الاقتصادية، ما يعني أن الخصم من راتب بغدودة ليس قانونياً بموجب القرارات السارية.

اللافت أن الاتحاد المصري للمصارعة خصم نحو 14 ألف جنيه من مستحقات اللاعب، نظير انضمامه لـ"المشروع القومي للموهبة" منضماً من مركز شباب بيلا، ما يعني أن الاتحادات الرياضية تحصل رسوماً نظير رعاية الموهوبين، وهو ما يتنافي أساساً مع فكرة المشروع القومي.

تقول وزارة الرياضة إن مشروع البطل الأوليمبي يضم 1600 لاعب يحصلون على راتب شهري ييلغ 8 آلاف جنيه، بينما يقول والد أحمد بغدودة إن نجله لا يتقاضى أكثر من 2200 جنيه من المشروع القومي للرياضة (أقل من الحد الأدنى للأجور المقدر بـ3000 جنيه)

بالعودة إلى الوراء، سنجد أن مشروع الموهبة والبطل الأوليمبى هو أحد المشروعات القومية التي تتبناها وزارة الشباب والرياضة المصرية، في ألعاب الملاكمة، المصارعة، الجودو، التايكوندو، ألعاب القوى، تنس الطاولة، كرة السلة، كرة اليد، رفع الأثقال، بهدف اكتشاف ورعاية المواهب الرياضية بالشكل الأمثل، لإعداد أبطال أولمبيين يمثلون مصر فى المحافل الدولية.

تقول وزارة الرياضة على لسان متحدثها الرسمي محمد الشاذلي، إن مشروع البطل الأوليمبي يضم 1600 لاعب يحصلون على راتب شهري ييلغ 8 آلاف جنيه، بينما يقول والد أحمد بغدودة إن نجله لا يتقاضى أكثر من 2200 جنيه من المشروع القومي للرياضة (أقل من الحد الادنى للاجور المقدر بـ3000 جنيه)، بخلاف المكآفات التي يحصلون عليها نظير تحقيق المراكز المتقدمة في المنافسات.

ويقدر وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي حجم المكافأة التي يحصل عليها اللاعب الشاب من 10 لـ15 ألف جنيه عند حصوله على بطولة، زاعماً أن اللاعب يقيم بشكل منتظم داخل المركز الأوليمبي طوال العام من دون تكلفة، كما أن صناعة البطل الأوليمبي تكلف مليوني دولار.

الاعتزال في سن العشرين

تصريحات وزير الرياضة ينفيها واقع اللاعبين في الرياضات المذكورة ممن تحدث إليهم رصيف22، إذ تبيّن أن هناك من يضحى بمستقبله الرياضي في سبيل تأمين مصدر ثابت للدخل، نتيجة غياب أية خدمات ودعم حقيقي لمتطلبات حياة اللاعبين الرياضيين.


منهم مالك وليد، اللاعب السابق بمنتخب مصر للمصارعة، الذي اعتزل المشاركة في مسابقات الاتحاد المصري للمصارعة في عامه العشرين، بسبب عدم حصوله على مكآفات مالية تعينه على تحمل نفقات معيشته، فضلاً عن تحمله تكاليف تأهيله للبطولات على نفقته الخاصة.

التكاليف الكبيرة التي كان يتحملها مالك وليد في تأهيل نفسه للبطولات، بالتدريب والمكملات الغذائية، إلى جانب هزلية المكآفاة المادية حسمتا قرار الشاب بالتوقف عن النشاط والاتجاه إلى البيزنس لكسب قوت يومه، رغم وصوله لمرحلة عالية من "الفورمة" كانت تؤهله للوصول بعيداً في هذه الرياضة الأوليمبية

بدأ وليد ممارسة المصارعة بشكل أكثر احترافية حينما بلغ عامه الرابع عشر، شغفه باللعبة والصيت الذي حصل عليه بمجرد تتطويق عنقه بالميداليات الذهبية، حمساه لشق هذا الطريق المكلف بالنسبة لشاب ينتمي إلى الطبقة الوسطى، لكن إصراره نفذ بعد 6 سنوات فقط. 

يقول وليد لرصيف22: "أنا لعبت ناشئين واتصعدت كبار ولعبت بطولات كبيرة جداً، حصلت على 33 بطولة منهم 5 بطولات جمهورية مركز أول وبطولات على مستوى الشرق الأوسط، لكن كانت مكافأة الجائزة وأنا بطل مصر مركز أول، 50 جنيهاً مصرياً" أي نحو 1.78 دولار.

التكاليف الباهظة التي كان يتحملها وليد في تأهيل نفسه للبطولات، بالتدريب والمكملات الغذائية، إلى جانب هزلية المكآفاة المادية حسمتا قرار الشاب بالتوقف عن النشاط والاتجاه إلى البيزنس لكسب قوت يومه، رغم وصوله لمرحلة عالية من "الفورمة" كانت تؤهله للوصول بعيداً في هذه الرياضة الأوليمبية.

صورة دعائية مهداة من مالك وليد

يشرح مالك التفاصيل المرهقة مادياً لعملية الاستعداد والتدريب: "بطلت أنافس في بطولات خصوصاً أن أقل مبلغ كنت بصرفه تجهيز لبطولة كان بيتجاوز أضعاف دعم الاتحاد، مثلاً آخر بطولة كانت في 2016، كنت بحضر ب 30 ألف جنيه لـ 3 شهور (سعر الدولار وقتها كان 8.85 جنيهاً)، يعني الشهر مصاريف 10 آلاف جنيه، غير الفحوص الطبية اللي بعد كل بطول كانت تصل أحياناً إلى 20 ألف جنيه وعلى حسابي الخاص كلها". باتت التكلفة في مواجهة المكافآت مسألة غير مجدية، ما دفع مالك للابتعاد عن الرياضة التي أحبها بينما لايزال محافظاً على لياقته البدنية لمواظبته على جلسات صالات الرياضة البدنية.

يعزو المدرب أشرف حسين، معد بدني للألعاب القتالية، تكرار وقائع هروب لاعبي الألعاب الفردية في السنوات الأخيرة، إلى تدني الأجور والمكآفات المادية التي يحصلون عليها، وقلة الموارد المتاحة باتحادات الألعاب الفردية، التي تسبب في اعتزال البعض وهروب آخرين.

 حسين أشرف على تدريب أحمد فؤاد بغدودة لاعب منتخب مصر للمصارعة في مرحلة سابقة، موضحاً أنه لم يفاجأ بتركه المنتخب إلى فرنسا، كونه من أسرة فقيرة ووالده يعمل سائقاً على "توكتوك": "الأسرة طفحت الكيل لإعداده بطلاً رياضياً في لعبة كالمصارعة".

بحسب المدرب المختص الذي أشرف على تأهيل أحمد بغدودة في وقت سابق، فقد كابد والد بغدودة على مدار السنوات الماضية لتهيئة ابنه لممارسة لعبة المصارعة الروماني، حيث تحتاج هذه الألعاب إلى رعاية خاصة من ناحية توفير المكملات الغذائية لتقوية العضلات، فبحسب المدرب أشرف حسين قد يحتاج اللاعب مكملات غذائية "بروتين" لا تقل 10 آلاف جنيه وتتخطى الـ25 ألف جنيه للاعبي كمال الأجسام، من أجل الوصول إلى "فورمة بدنية".  

يواصل حسين في حديثه لرصيف22: "في مصر المواهب كثيرة، هناك مليون بغدودة ومليون محمد صلاح، لكن الألعاب الفردية لا تحقق الشهرة والأموال في مصر، لذا يسعى اللاعبون إلى توظيف موهبتهم خارج البلاد حتى لو كان ذلك يعني اللعب بعلم تاني".

لأشرف حسين قصة يرويها مع تدني المكآفات المادية في الألعاب الخاصة: "فريق القوى البدنية خاض بطولة عالمية في 2007 بالإسكندرية، وعدهم اتحاد المصارعة بمكآفات تزيد عن 150 ألف جنيه في حالة تحقيق واحد من المراكز الثلاثة الأولى، لكن الأمر انتهى أن كل لاعب حصل في النهاية على 150 جنيهاً رغم تحقيقه المركز الثاني حينها".

خلال الإعداد للبطولة، أنفق حسين قرابة الـ30 ألف جنيه من جيبه الشخصي في صورة تأهيل ومكملات غذائية من أجل أن يصير جاهزاً لهذه البطولة.

على الرغم من اتفاق معظم وسائل الإعلام المصرية على اتهام اللاعب الشاب أحمد بغدودة بالهروب من واجبه نحو مصر، ظهرت عشرات الآلاف من التعليقات التي كتبها مواطنون مصريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يهنئون فيها اللاعب ويهاجمون مذيعي برامج التوك شو

لعبة غير منتشرة شعبياً 

في المقابل، يرى محمد عبدالحميد، نائب رئيس اتحاد شمال إفريقيا للجوجيتسو، أن المنتخبات تقدم ما في وسعها لدعم الموهوبين والأبطال الأولمبيين: "المنتخب بيصرف على اللاعيبة من a-z  طوال فترة التدريب بدل بسيط أكل وشرب وتدريب قبل البطولة وبيوفر مدير فني ومدرب لياقة".

لا ينفي عبد الحميد، بطل العالم السابق في الكيك بوكسينغ، تواضع دخول اللاعبين المحترفي الألعاب القتالية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مصر على وقع ارتفاع معدلات التضخم والخفض المتكرر للجنيه المصري أمام العملة الأجنبية، مرجعاً ذلك لكون الألعاب الفردية في مصر غير واسعة الانتشار مقارنة بكرة القدم أو ألعاب الصالات كالسلة والطائرة واليد.  

وفقاً لنائب رئيس اتحاد شمال إفريقيا للجوجيتسو الذي يمتلك مدرسة لتدريب الألعاب القتالية، يبدأ معظم اللاعبين ممارسة هذه الرياضة في أندية ومراكز شباب لا يتجاوز اشتراكاتها الـ300 جنيه شهرياً، بينما يعتمد آخرون على الأكاديميات التي يتولى فيها مدربون نالوا قسطاً من الشهرة التي يبدأ فيها الاشتراك من 500 جنيه ويصل إلى 1500، ما يقلل من حظوظ انتشار هذه الألعاب والحصول على التقدير المادي والمعنوي كذلك، يضاف إلى ذلك - في رأيه- عدم اهتمام مجالس إدارات الأندية في مصر بإدراج هذه الألعاب ضمن أنشطتها: "أغلبهم لا يبالي بالألعاب القتالية، وبالتالي تبقي المسؤولية وحدها على وزارة الشباب والرياضة لرعاية المواهب وصقلها".

اعتزل لاعب المصارعة مالك وليد المنافسات قبل ثماني سنوات، دون أن يتعرض لإغراءات خارجية، لكنه لم يتردد في حديثه عن قبوله أياً من هذه العروض في سبيل الاستمرار في الملاعب وتأمين مستقبلاً جيداً حتى ولو بألوان منتخب آخر.

أعراض جانبية

على الرغم من اتفاق معظم وسائل الإعلام المصرية، خاصة المملوكة منها لأحد الأجهزة السيادية على نشر تقارير صحافية ومنشورات عبر منصاتها السرمية على السوشال ميديا وتخصيص فقرات في برامجها الليلية التي يقدمها أشهر وجوه برامج التوك شو، في محاولة اتهام اللاعب الشاب أحمد بغدودة بتواضع الحس الوطني والهروب من واجبه نحو مصر، ووجهت تلك الفقرات الإعلامية بسخرية واسعة إذ ظهرت في عشرات الآلاف من التعليقات التي كتبها مواطنون مصريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يهنئون فيها اللاعب ويهاجمون مذيعي برامج التوك شو الذين طالب أحدهم بتمسك رؤساء الاتحاد الرياضية باحتجاز جوارات سفر اللاعبين المتميزين لمنعهم من "الهروب" والالتحاق بمنتخبات أخرى. 

ردود الأفعال الشعبية تلك التي باتت ترفض وتسائل السرديات التي بدت من قبل راسخة حول معاني "الوطنية" وتطرح في مواجهتها مفاهيم المواطنية، تشير إلى تحول في المزاج العام ربما لم تعد وسائل الإعلام الرسمية قادرة على مواكبته. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ما زلنا في عين العاصفة، والمعركة في أوجها

كيف تقاس العدالة في المجتمعات؟ أبقدرة الأفراد على التعبير عن أنفسهم/ نّ، وعيش حياتهم/ نّ بحريّةٍ مطلقة، والتماس السلامة والأمن من طيف الأذى والعقاب المجحف؟

للأسف، أوضاع حقوق الإنسان اليوم لا تزال متردّيةً في منطقتنا، إذ تُكرّس على مزاج من يعتلي سدّة الحكم. إلّا أنّ الأمر متروك لنا لإحداث فارق، ومراكمة وعينا لحقوقنا.

Website by WhiteBeard