شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
كل الذين أحبّوا خوفي لم يحبّوني حقاً

كل الذين أحبّوا خوفي لم يحبّوني حقاً

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مجاز نحن والنساء

السبت 27 مايو 202301:02 م


الأبدية


 كان بإمكاني أن أكون أكثر صدقاً

أن أرتجف خوفاً من قول الحقيقة

ولكنني حقاً كنت أرتجف من شدّة الكذب

أنا امرأة أرتجف في الحالتين

وهذا يساعد قلبي على الخروج من متاهة الألم.

 

لم أحترم يوماً صوتي الكاذب

ولكنني حافظت به مراراً على حياتي الخائفة

فشكراً أيها الكذب.


حبل الكذب ليس قصيراً إن كنت امرأة

موجودٌ دائماً في حقيبة يدك

تجيبين به على الأسئلة التي تهدّد حياتك.


لا يمكن لإنسان جيّد أن يتمسّك بالكذب

ولكنني امرأة

بإمكان أي رجل غاضب أن يُخرج مسدسه الآن

أن يضعه في رأسي الآن، إن قلت الحقيقة

في الحقيقة لا أحد يريد حقيقتي

ومن أجل ذلك يسمحون لحبل الكذب الخاص بي أن يكون طويلاً

قولي إنك راضية، سعيدة، مقتنعة ولست خائفة.

حبل الكذب ليس قصيراً إن كنت امرأة، موجودٌ دائماً في حقيبة يدك، تجيبين به على الأسئلة التي تهدّد حياتك... مجاز

كان بإمكاني ألّا أتصرّف كطفلة

ولكن الكثيرات يتصرّفن كالأطفال عندما يتعلق الأمر بالآخرين

طفلة تخاف العقاب إن قالت "لا"

تخاف ألّا يكون فستانها مناسباً للعيد

تفكر في سُمك قماشه، لونه، طوله

في كل مرة تضع العيدية في جيبها.


طفلة تخاف العتمة

تخاف البقاء في البيت وحدها، تخاف الخروج من البيت وحدها

طفلة تظن دائماً أنها الأصغر، الأقلّ، الأضعف

تخاف وهي تطلب الإذن لتفتح باب حياتها

تخاف العيون إن لم تسامح في حقها

تقول شكراً لمن يمنحها أيامها ويعطيها خياراتها

تخاف ألّا يثق بها أحدٌ لتمارس حياتها

إن فعل أحدهم تشكره على كرمه كطفلة حصلت على هدية فجأة!

وجهها بريءٌ مثل وجه طفلة، صوتها سعيدٌ تماماً مثل صوت طفلة

هل قلت طفلة؟ كم مرة قلت كطفلة؟ كم مرة عشتُ كطفلة؟


أنا طفلة وأنتِ طفلة، وجدّة جدّتي ماتت وهي طفلة

والكثيرات من نساء قريتي أنجبن أطفالاً وهنّ طفلات

ذهبن إلى الكثير من الأعراس وبكين على الكثير من الموتى

غسلن شعور أولادهن مراراً، نظفن بيوتهن كثيراً، جهزن العشاء آلاف المرّات

ذهبن إلى العمل ومشين في الشوارع واخترن ثيابهن بخوف طفلة.


ولكنني لا أريد أن أموت وأنا طفلة

ومن أجل ذلك قتلتُ الكثيرين

تخليت عن صورهم القديمة في رأسي

وضعت موسيقى سخيفة فوق كلماتهم الدافئة

سامحت من خذلوني حتى يخرجوا من رأسي بهدوء

كان علي أن أقتل حبي لهم كطفلة حتى أعيش كامرأة.


مهلاً أيها الحب، لا تغادر، فأنا لست قاسية لهذا الحد

ولكنني امرأة تخاف أن تعيش وتموت كطفلة

كل الذين أحبّوا خوفي لم يحبّوني حقاً

قل لي أيها الحب، فأنت من يملك الإجابات

كان علي أن أتخلّص منهم إذن، أليس كذلك؟


لم يعودوا أشخاصاً أعرفهم بل جروحاً تؤلمني

هم لا يعرفون أنني أتلمّس وجوههم كل يوم حتى أشفى منهم

ولكنني لا أشفى كما وعدتني الخرافة

أعود من جديد وأفكّر بمشاعرهم

هل أحبّوا خوفي لأنه الخيار الأفضل لي؟

هل خافوا علي من الحياة لو أنني كنت أقل خوفاً؟

أنا طفلة وأنتِ طفلة، وجدّة جدّتي ماتت وهي طفلة، والكثيرات من نساء قريتي أنجبن أطفالاً وهنّ طفلات... مجاز

ها أنا من جديد أرتب مشاعري وفقاً لما يناسبهم

أخاف ألّا أخاف بشكل كافٍ على مشاعرهم

أُعيد تشغيل الماضي معهم كل ليلة فأخسر حاضري

تباً.. لا أريد أن أذهب إلى الماضي من جديد، فهذا لا يُفيد

مهلاً أظنني ذهبت... ها أنا أراني وأنا أعود طفلة

أشمّ رائحة خوفي، امتناني، حبي، قلقي، حزني

كأنني لم أهرب من كل هذا يوماً

كأنني لم أقتل من أجله أحداً.


ربما ليس الآن ولكن بعد قليل

بعد قليل سأشعر بالأمان

بعد قليل سأتوقف عن كوني طفلة

لن أعود إلى الخوف، لن أفكّر به مجدداً

لن أخاف لأنني لست خائفة بما يكفي

بعد قليل لن يتمكن الخوف من خداعي بأنه الأمان

ليس الآن.. ليس الآن، ولكن ربما بعد قليل

بعد قليل لن أكون طفلة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard