لطالما كتب الفلسطينيون/ ات وتفاعلوا/ ن بأشكال التفاعل الإنساني كلها مع حدث النكبة وما أنتجته من مأساة جماعية يعيشها كل فلسطيني في وقتنا الحاضر، إلا أن ثمة إحساساً دائماً بجدوى إحياء النكبة وضرورته من خلال إحياء الفلسطيني نفسه: أن نكتب عن النكبة يعني أن نكون حاضرين، وأن نقول قصتنا الجماعية وروايتنا الفردية في سياق المأساة، يعني أننا أحياء وما زلنا نحلم بالعودة إلى الأرض. أن نرسم ونغني ونرقص ونسافر ونكون شعباً يمارس حياته الطبيعية في سياق المأساة، يعني أننا ما زلنا متمسكين بحقنا وأرضنا وقضيتنا وروايتنا، ففعلنا الفلسطيني الحي هو الذي يصنع منا شعباً قادراً على الحياة والمقاومة والبقاء.
في هذا الملف، نكتب سطراً في صفحات الحياة، حياة الفلسطيني الحالم بالحرية، حياة الفلسطيني الذي لا يموت إن مات الزمن. قرّرنا في هذا الملف أن نكتب عن أنفسنا، عن الفلسطيني وحياته اليومية وتجاربه مع الحياة العادية وغير العادية، لا رغبةً في صناعة الاستثناء، بل لأن الفلسطيني في روايته الإنسانية يعكس بالضبط روايته الوطنية والسياسية والعاطفية مع فلسطين.
الملفّ من إعداد: كريم أبو الروس