يعيش أهل بلدي
هيا يا ابن إسلامي هيا نُعيد
بإسلامنا مجدنا من جديد
نردّد بحناجر قوية وحماس زائف ودون وعي، وبأحبال صوتية مشروخة وأصوات نشاز تحلِّق في السماء، بينما نقف طابوراً في أرض "نعيمة أَرة" في تمام السابعة صباحاً، نستعد للمعركة القادمة. لم أعلم حينها لِمَ أرى سيارات شرطة تقف على مقربة من الأرض الخالية التي نقف فيها.
فرقة "الأوف مغرفة"
أستيقظ من النوم على صوت صفير حاد يأتي من الشارع أسفل بيتنا، في الغرفة التي أنام فيها أنا وأخي. عقرب الساعات يشير إلى السادسة والنصف صباحاً، والاستيقاظ ثقيل في هذا اليوم من أحد أيام الصيف في أوائل التسعينيات.
أستطيع أن أميّز صفير عصام الصعيدي، المسؤول عن إيقاظ بقية الفريق. لم يكن الأمهر لعباً وكان يعلم أن جزءاً كبيراً من اختيارنا له للعب معنا في فريق كرة القدم هو قدرته على الاستيقاظ مبكراً، والإلحاح بصفارته الحادة الغبية كيلا نتأخر على دورات كرة القدم التي تبدأ مع فصل الصيف.
نتجهز بملابس كرة القدم الموحّدة التي ابتعناها من محلات "بابا صالح" بمنطقة ميدان الجيزة، اخترنا الشورت الأبيض والفانلة الزرقاء والشراب السماوي. نبدو أجمل ونحن نرتديها، رغم أن مستوانا هو الأضعف بين الفرق التي كانت تحوي ستة عشر فريقاً، منهم مجموعة من أمهر لاعبي الكرة.
كانت المرة الأولى التي نلعب فيها في هذه الدورة القوية، حيث كنا في معظم الوقت نلعب في دورات ذات مستوى يناسب قدراتنا كفريق، ولكن عندما عرض علينا الشيخ طارق السنّي أن ننضم، وشرح لنا أننا مطلوبون بالاسم، شعرنا بأهمية زائفة وقرّرنا قبول التحدي.
لم يكن جمع الفريق صعباً "عد غنمك يا جحا". شارعنا صغير والمؤهلون للعب قليلون. كنّا نعلم بصعوبة المنافسة الشرسة مع ثمانية فرق من أصعب فرق كرة القدم في منطقة الطالبية، ولكن متعة اللعب تفوق مرارة الهزيمة. لم نبال.
كنا نرى العالم بعيون تعشق المغامرة، صوت الصفير تحت المنزل هو نداء للواجب الذي وضعناه لأنفسنا بحرية، اصطفاف بريء خلف حلم الفوز الذي لن يتحقق، والركض وراء الجائزة الكبرى للدورة: ملابس كرة كاملة وعشرة جنيهات لكل لاعب.
كنا نرى الشيخ طارق دوماً يرتاد المسجد على ناصية الشارع، وكنّا نمازحه بالسؤال: "كيف يا شيخ طارق تسكن في عاصمة جهنم، وأنت حافظ للقرآن وإمام مسجد؟"... مجاز
كنت ألعب مدافعاً، وبجواري أيمن سرحو (إِشارة لكثرة سرحانه في المباراة) ولكنه كان طويل القامة وقوي البنية وجريئاً، وأمامنا أشرف عبد الله ويامن عصعص في خط الوسط، ثم عصام الصعيدي وإبراهيم قثة للهجوم، ومسعد كمبولي في حراسة المرمى.
اخترنا اسم "أوف مغرفة" ولا أعلم حتى الآن معنى أو سبباً للتسمية.
عاصمة جهنم
كنا نرى الشيخ طارق دوماً يرتاد المسجد على ناصية الشارع، وكان يسكن في إحدى حارات منطقة بركة الرمل بمنطقة الطالبية، على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات من شارعنا، وكنّا نمازحه بالسؤال: "كيف يا شيخ طارق تسكن في عاصمة جهنم، وأنت حافظ للقرآن وإمام مسجد؟"، وكان يضحك بشدة ويقول: "اديني بخرج منها في الخمس صلوات وأصلي عندكم في شارع عمر بن الخطاب عشان أكفّر عن ذنوبي".
"السير للمسجد البعيد يزيد من الحسنات مع كل خطوة"، يرد بنبرة الوعظ التي يخطب بها يوم الجمعة، ثم "الدور والباقي عليكم، ساكنين في شارع على اسم أمير المؤمنين ومحدش منكم بيركعها".
كان الشيخ طارق بشوشاً وضاحكاً وكان لاعب كرة قدم من أمهر ما رأيت، وسمعنا أنه كان يلعب في نادي الشرقية للدخان ثم نادي الترسانة، ولكنه ترك الكرة وتفرّغ للدعوة والعلم وتحفيظ القرآن. لم نسمع عنه ما يسيء، حتى عندما حاول أن يقنعنا أن نخصّص يوماً لكي يساعدنا في حفظ القرآن (جزء عمَّ). رفضنا وسخرنا منه ولم يعقب ولم ينهرنا، بل ابتسم بهدوء وقال: "يؤتي الله بكم.
عُرفت منطقة الطالبية بالهرم في هذا الوقت بـ "عاصمة جهنم" لأسباب عديدة، منها تفشّي الفقر والبلطجة والمشاجرات والمخدرات، ثم الإرهاب عن طريق الجماعات السلفية التكفيرية. ساعدت حالة الفقر العامة هناك على سهولة تجنيد بعض الشباب الصغار للالتحاق بالدعوة السلفية، ومع الوقت أصبح عصيّاً على الحكومة ووزارة الداخلية الوصول إلى هذه المنطقة من الأساس، نظراً لضيق حواريها، ووعورة الشوارع، وترابط سكانها للدرجة التي كان من المستحيل أن تشي بأحد من أبنائها.
أصبحت عاصمة جهنم مليئة بالشيوخ والبلطجية، يعيشون جنباً إلى جنب في سلام. لا يمكن للحكومة أن تصل إلى أي طرف منهم بسبب حماية الآخر له.
أرض نعيمة أرَه
تفتّحت أعيننا على الشوارع الضيقة، لم تسمح لنا الحالة المادية للأهل لكي نلعب في نادٍ، بالكاد كان الشارع يسع لعبنا بالكرة، حتى يأتي جار غاضب ويرش الأرض الرملية بالماء، فيصير زلقاً ويفسد اليوم.
كان المتنفس الوحيد هي تلك الأراضي الشاغرة ذات المساحة الكافية للعب بحرية. نشكل فريقين أو أكثر وكانت القاعدة: "الغالب على الأرض". من يفوز يضمن الهيمنة، وعليها أيضاً تُقام الدورات الكروية، سواء الموسمية مثل شهر رمضان أو الصيفية كما هو الحال في الدورة التي اختار منظموها أرض نعيمة أرَه بشارع ترسا الرئيسي في قلب عاصمة جهنم.
لا يُعرف الكثير عن نعيمة آره، من هي؟ هل لها أبناء؟ من كانت! يشيع البعض أنها ليست مصرية بل من الشمال الأفريقي، جاءت إلى مصر وتزوجت جمال شملول. مات شملول ولم تنجب ثم تركت مصر وعادت لبلادها.
لِمَ نبالي؟ فليبدأ اللعب
دخلنا إلى أرض نعيمة أرَه في طابور، نرتدي الزي الموحد ويتقدمنا الشيخ طارق حيث أن التسجيل في الدورة كان تحت اسمه الشخصي. حاولنا معرفة السبب ولكنه أجاب: "هو أكل ولا بحلقة؟"، نرد في وقت واحد: "أكل…".
بدأت الفرق تتوافد في توالٍ منظم للغاية، مشهد مهيب وكأنهم فيالق لجيش. كل فريق أمامه شيخه المسجل تحت اسمه. شعرت بالذعر لأول مرة وحاولت الحفاظ على هدوئي بصفتي "كابتن الفريق".
أسراب من النمل تتحرّك لتأخذ أماكنها في دقة متناهية، اللاعبون غير ملتحين، أجساد رياضية قوية، أعرف بعضاً منهم بحكم لعبنا سابقاً أمامهم، بعضهم يلعب في النادي الأهلي والزمالك والمقاولون. خرجت فكرة المنافسة من عقلي وتمنيت أن نخسر الثلاث مباريات ونرحل.
يدخل في هذه اللحظة سرب نمل آخر، مكون من ثلاث أو أربع شيوخ، يسيرون أمام شيخ خمسيني قوي البنية، ذقنه مصبوغة باللون البني، يبدو أنهم يحرسونه. يصعد ليقف على منصة خشبية عالية بحيث يراه كل من في الملعب. يسحب أحد الشيوخ الذين يحرسونه قطعة قماش ملفوفة بعناية شديدة، يفتحها بسرعة ويساعده الباقون لدق أوتاد خشبية في الأرض ويقومون بشد القماشة عليها:
"دورة الدعوة السلفية الجهادية الأولى- أرض نعيمة أرَه- الطالبية"
يشير الشيخ القائد بيده إلى الشيخ طارق ويبتسم ابتسامة، يبدو كأن أصابه مَسّ. يترك مكانه أمامنا بخفة ويعتلي الخشبة، ويبدأ في الإنشاد بصوت جبار يُدوّي في سماء عاصمة جهنم:
هيا يا ابن إسلامي هيا نُعيد
بإسلامنا مجدنا من جديد
ونمضي جماداً نَفُل الحديد
ولا نرضى دوماً ذُل العبيد
أصبحت عاصمة جهنم مليئة بالشيوخ والبلطجية يعيشون جنباً إلى جنب في سلام. لا يمكن للحكومة أن تصل إلى أي طرف منهم بسبب حماية الآخر له... مجاز
في الجهة الأخرى من الأرض، ألمح سيارات شرطة من نوع الربع نقل، على الأقل ثلاث، تحمل جنوداً ملثمين قابعين في الداخل.
الشمس تخرج لتتابع ما يحدث في خوف. نردد خلف الشيخ طارق، المشايخ قادة الفرق يحفظونه كأنه النشيد الوطني لهم. يزداد التفاعل، ما يزيد عن مائة مراهق يشق نشاز حناجرهم سماء عاصمة جهنم، وسط حراسة مشايخها.
هل سوف يحملوننا للحرب؟ ظننت لوهلة أن طائرات هليكوبتر سوف تهبط في أرض نعيمة آره وتحملنا إلى مكان ما، بينما يحاول جنود الشرطة إيقافها. في مخيلتي معسكرات الإرهاب كما رأيتها في أفلام عادل إمام، صورة لملتحيين يشبهون هؤلاء القادة هنا ويتدربون على الأسلحة ويمسكون بجنازير، ولكن الشيخ طارق لطيف وليس عنيفاً، ونحن الآن نستعد للعب الكرة وهاهم الحكام (جميعهم ملتحون) يدخلون ومعهم الكرات من نوع "ميكاسا" اليابانية الأصلية، والشيخ ذو اللحية الصفراء يتحدث هن أهمية الرياضة. عقلي الصغير لم يستطع هضم كل هذه المتناقضات.
صفارات الحكّام تقطع الأناشيد الحربية، ويتم تقسيم أرض نعيمة آره إلى ثلاثة ملاعب. تبدأ الدورة بالصافرة تحت أعين الشرطة وفي حضور الشمس وغياب نعيمة آره.
الحرب
"يلعن أبوك يا عصام"
هتفت من مكاني في خط الدفاع وأنا أرى عصام يهدر فرصة محققة للفوز. نحن متأخرون بهدف عن المنافس، وباقي ثلاث دقائق. يرواغ "قثة" مرة أخرى ويدخل لمنطقة الجزاء ويحتسب لنا الحكم ضربة جزاء بعد عرقلة "ميكا" له. يشيرون لي لكي أتصدى لها.
رغماً عني ألتفت إلى المكان الذي يتواجد فيه سيارات الشرطة، أجد العدد قد زاد إلى الضعف. أمسك الكرة الميكاسا اليابانية التي لا يلعب بها إلا الأغنياء. لم أكن الأمهر في التصويب من منطقة الجزاء، ولكن تخميني أن هول الموقف أخاف فريقي بالكامل، فتركوا المسؤولية لي.
لمحت بطرف عيني رتبة كبيرة لضابط يقف خارج إحدى السيارات، وضعت الكرة في نقطة الجزاء واخترت الناحية اليسرى للحارس "شكة"، صوبت وصدها. يخاف فريقي مني أحياناً لذلك لم يؤنبني أحد. هل أشبه الشيخ ذا اللحية الصفراء؟
أخاف الآن أكثر من ذي قبل. بدأ كردون أمني يتشكل خارج الأرض. أفقد أعصابي وأفكر كيف أنجو بفريقي من هنا. ربما كان شارع أمير المؤمنين أكثر دفئاً من عاصمة جهنم. الجو هنا بارد في منتصف أغسطس. أتعرّق. ولا أجد نفس التأثير عند بقية اللاعبين في المباراتين حولنا. يجري "قثة" ويمرّر للصعيدي، ولأول مرة يصوب بباطن القدم وبتركيز، فتخدع "شكة" ونتعادل. الصعيدي يحرز هدفاً بعد ثلاثة أعوام من اللعب معاً.
أرى سيارات مصفحة وباقي دقيقة واحدة. استلم الكرة من "كمبولي"، يخترق أذني صياح قوات الأمن المركزي الشهيرة التي طالما صدحت في أفلام عادل إمام: "صه… صه… صه". أركض بها من الناحية اليمنى كما أحب، أراوغ بشجاعة تحت تشجيع الجنود، أمر من الأول والثاني والثالث، ليس طبعي المراوغة، أمرّر إلى يامن ويسلمها لي مرة أخرى، اقترب من المرمى وأصوب، يطير معها "شكة" ومن قوتها تسكن المرمى، اختنق تحت بقية الفريق الذي جثم فوقي، أنفاسي تهرب. يقترب الكردون الأمني من الأرض، وأحاول أن أشير لهم إلى المشهد، لا يبالون، فرقة "الأوف مغرفة" تهزم "طلائع الكُنيّسة".
ينهال الجنود بالضرب المبرح بالهراوات على الشيخ طارق. لا يتدخل شيخ واحد لإنقاذه. اللعب مستمر. الشيخ ذو اللحية الصفراء يقف على باب سيارة الاعتقالات ويلوح لبقية المشايخ بيده علامة استمرار اللعب... مجاز
يقترب الجنود من الشيخ ذي اللحية الصفراء ويحيطون به، بينما يتحدث مع الضابط. يحتد الحوار بينهم. اللعب يدور كما هو في المباريات الأخرى، الدورة لم تتوقف لثانية واحدة. اللاعبون في تركيز شديد، والمشايخ يبدو أنهم على علم بوجود الشرطة. أرتعد رغماً عني، وأنظر إلى الشيخ طارق الذي يطمانني مبتسماً.
الحديث يزداد حدّة، والضابط يربت على كتف الشيخ، وفجأة يبدأ الجنود في الإمساك به من كل ناحية ويسحبونه ناحية السيارة، الحكم يعلن فوزنا. "سرحو" يحتضنني بعرقه المقرف. لا يقاوم الشيخ، ولكن أرى الشيخ طارق يقترب منهم بينما يحاول بقية المشايخ إبعاده. لا يبالي. يحاول تخليصه من أيديهم بينما يحاول بقية المشايخ سحبه بعيداً. "سرحو" يحملني فوق كتفه والفريق يركض حولنا، أرى أوضح من هنا.
ينهال الجنود بالضرب المبرح بالهراوات على الشيخ طارق. لا يتدخل شيخ واحد لإنقاذه. اللعب مستمر. الشيخ ذو اللحية الصفراء يقف على باب سيارة الاعتقالات ويلوح لبقية المشايخ بيده علامة استمرار اللعب، "سرحو" يدور بي دورة أخرى حول الملعب.
ضابط أمن مركزي يسحل الشيخ طارق على الأرض وهو غارق في الدماء. أشير للفريق ناحية المشهد المخزي ولكن الفرحة أعمتهم. يستدير الضابط ناحية الرتبة الأعلى الذي يشير له بأن يأخذ الشيخ طارق معه. يحمله جنديان ناحية السيارة وقد فقد الوعي.
اللعب مستمر
"الله أكبر"... تخرج قوية من حنجرة أحد المشايخ الذي يؤمّنا لصلاة العصر. نصطف خلفه في خشوع. الأرض التي كانت تحت غبار اللعب منذ قليل، أصبحت خاشعة الآن. سكون يغشى أرض نعيمة آره المنهكة من معمعة المعارك الكروية.
نسلم من الصلاة، تحققت أمنية الشيخ طارق وصلينا جماعة ولكنه ليس إمامنا. نستعد للرحيل، انتهى اليوم الأول من الدورة بنجاح وتأهلنا للدور الثاني. سيارة سوداء من نوع الجيب تقترب وتقف أمام باب الأرض مباشرة، ينزل منها الشيخ ذو اللحية الصفراء، يركض نحوه الجميع مرحبين ومكبرين. يحتضنوه كأنهم لم يروه منذ سنة ويقبلون كتفه. ينشدون:
هيا يا ابن إسلامي هيا نُعيد
بإسلامنا مجدنا من جديد
ونمضي جماداً نَفُل الحديد
ولا نرضى دوماً ذُل العبيد
أين الشيخ طارق؟ لا أثر للشيخ طارق.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...