الضاحك
"ورثت روزماري حسّ السخرية هذا من والدها، أما من والدتها فقد ورثت بقرة بيضاء وحوض سمك يشرف على الجفاف وكلباً أعور يحتاج كلباً آخر ليطعمه، وصورة مبقّعة بخراء الطيور للسيّد الرئيس"، وكانت حكمتها المفضلة، تلك التي وجدتها على إحدى ورقات الروزنامة: "اختراع أكاذيب جديدة أسهل من إثبات حقائق قديمة، علينا أن نكذب حياتنا على الورق لنصدقها".
ضدّ بناء أحواض السفن الضخمة، ضد استخدام الأسمدة الكيميائية التي تصنع حبة فاصولياء بقدر الشمّامة، وشمّامة بقدر برميل. ضد صناعة السيارات التي تستهلك كمية هائلة من المياه وتلوث كمية أكبر، فقط لنتفاخر بحجم سياراتنا وطول أعضائنا الذكرية. ضد مؤخرات النساء المنفوخة بالسيلكون ومعها منفوخة بعضّاتنا وقبلاتنا. ضد صناعة الحروب وعسكرة الفضاء، ضد صناعة الملابس في أقبية بنغلادش ومع صناعتها في أزقة فرنسا، ضد تسيير القطارات بالديزل، ضد القطارات نفسها، ضد الانتقال... يقول وزير داخلية أوربي: "تم رصد حوالي أربعين شخصاً، يبدو أنهم من اليسار المتطرّف يتجمعون في الساحة الرئيسية". (اليساريون يتمتعون عادة بآذان أكبر، ولهم تلك الضحكة الماركسية الشريرة، انظروا ترامب مثلاً، يميني لدرجة أن في الجهة اليسرى من جسده لا يوجد حتى حلمة ثدي). يتابع الوزير: "يستخدمون أساليب لا أخشى أن أدعوها بالإرهابية".
لكننا ضده أيضاً، وضد الإرهاب وضد الحروب التي لا تأخذ أكثر من سطر في الأخبار، وضد أي شيء نحتاج لأن نستخدمه أن نضغط على زر "تشغيل"، حتى لو كان الله شخصياً.
هذه كانت مقدمة عن "الشيء" الآخر، ونتابع مع القصتين الجديتين عن الإرهاب المضحك...
اليساريون يتمتعون عادة بآذان أكبر، ولهم تلك الضحكة الماركسية الشريرة، انظروا ترامب مثلاً، يميني لدرجة أن في الجهة اليسرى من جسده لا يوجد حتى حلمة ثدي... مجاز
جماعة السنّ الأسود black tooth
تأسست هذه الجماعة في 9 أبريل من عام 2009، على يد مارفن كالبتوس، الذي كان يعاني أصلاً من مرض نادر في أسنانه يدعى "روكفوري"، تجعلها تتآكل بسرعة وتبدو كأنها قطع من جبن الروكفور، تحوي ثقوباً وذات لون أزرق مخضرّ. أسنان خرائية إذا استطعنا النفاذ بهذا التعبير إلى الضفة الأخرى من جسر لندن.
"الله هو الحب والحب نسوي. الله نسوي، وربما يكون مثلياً أو بايسكشوال... لست متأكداً تماماً"
صرف مارفن أغلب ثروته الموروثة عن والده الذي كان يعمل حفّار قبور في مانشستر في إنكلترا (مات بسبب فكّ أسنان ذهبي سرقه من إحدى الجثث وقام بوضعه في فمه مباشرة... مشكلة الأسنان في هذه العائلة عصية على الحل)، إضافة لما كان يسرقه من عمله كمحصّل ضرائب، على علاج أسنانه وأسنان ولديه، أنتوني وكيما، لكن النتيجة كانت زيادة في التآكل وضموراً في الفك السفلي: "صرنا أشبه بالجراء الصغيرة، نطحن البيتزا بالخلاط ونشربها بالمصاصة"، يقول مارفن في مقابلة له: "من القاسي رؤية طفليك يقومان بطحن الجبنة لأكلها".
أول عملية "إرهاب بيئي" قام بها مارفن ورفاقه الذين ازدادت أعدادهم حتى وصلوا إلى ما يقارب مئتي شخص، هي خطف المدير التنفيذي لأكبر شركات طب الأسنان في المملكة المتحدة، جيرالد فاكذيم أول.
انتشرت بسرعة أخبار خطفه وتوقع الجميع أن يكون خلف العملية أحد الكارتلات الضخمة المختصة بعمليات الخطف وطلب الفدية، لكن بعد أسبوع ظهر جيرالد المخطوف في أحد مقاهي ستاربكس في العاصمة، وقام بطلب كعكة مافن وكوب كبير من القهوة المحلاة بالعسل، وبدأ يغمّس الكعكة الطرية أصلاً بالقهوة ويمصّها: كان مارفن ورفاقه قد خلعوا أسنان المدير التنفيذي للشركة ووضعوا مكانها أسناناً مصنوعة من الورق المقوّى، جميلة وبيضاء لكنها لا تصلح للمضغ والعض.
لم يستمرّ مارفن على رأس مجموعته طويلاً، إذ صوّت الأعضاء لاحقاً على إقالته بعد فضيحة جنسية غريبة للغاية: وصل مارفن عشية ليلة الميلاد إلى المشفى بحالة سكر شديد وألم في منطقة أعضائه التناسلية، وبعد الكشف عليه وجد الطبيب المناوب ليلتها ما يسمى بـ"قضمة صقيعية" على قضيبه، ولاحقاً وصلت الصور من كاميرا مراقبة: كان مارفن، وبتأثير من مزيج متعدد من الكحوليات، إضافة لمواد مخدرة مختلفة، قد ضاجع "رجل ثلج" منصوب في حديقة البلدية، بكل الحماسة والصفاقة المتاحين، قبل أن يقذف سائله على جملة "الملكة تحب الجميع"، قائلاً: "والمسلمين أيضاً؟".
وهذا ما أنهى مسيرته كـ"إرهابي بيئي" وحوّله لمجرد مهووس جنسي وديني.
كان مارفن، وبتأثير من مزيج متعدد من الكحوليات، إضافة لمواد مخدرة مختلفة، قد ضاجع "رجل ثلج" منصوب في حديقة البلدية، قبل أن يقذف سائله على جملة "الملكة تحب الجميع"، قائلاً: "والمسلمين أيضاً؟"... مجاز
منظمة المهبل الأخضر Green Vagina
نشأت على أنقاض مجموعة نسوية صغيرة، كانت تخلط الدين المسيحي بالمفاهيم النسوية للحصول على تأييد الكنيسة فيما تدعي إليه، لكن عقد هذه المجموعة انفرط بعد اكتشاف العلاقة الجنسية التي تربط رئيستها، ماتيلد كيفاش، مع راعي الأبرشية المدريدية، الذي قال حين تمّ تسريب صور جنسية له مع ماتيلد: "الله هو الحب والحب نسوي. الله نسوي، وربما يكون مثلياً أو بايسكشوال... لست متأكداً تماماً".
قامت هذه الجماعة بالعديد من العمليات "الإرهابية"، وكانت موجهة ضد حصر عمل النساء برعاية العجائز والطبخ وإنجاب الأطفال، وما شابه من أعمال في الجنس والتمريض.
في عام 2006 قامت بخطف رئيس ناد رياضي إسباني مشهور كان قد أثار الجدل بتصريحات مجحفة للغاية بحق النساء، باعتبارهن "أوعية" للإنجاب فقط، ورفضه منح لاعبات كرة القدم النسائية أجوراً قريبة من أجور الرجال.
كانت المنظمة تدسّ الهرمونات بعبوات الماء البلاستيكية التي تشحن للفرق الرياضية المشهورة، وخاصة ريال مدريد، ما نتج عنه العديد من اللاعبين بأثداء منفوخة ومشاعرة متقلبة وأعراض أنثوية أخرى... مجاز
قامت المجموعة بزرع رحم مأخوذ من نعجة إسبانية في أحشاء رئيس النادي، قبل أن تضيف بويضة مخصّبة في المختبر. وقد فشلت العملية بالتأكيد، وتم بالكاد إنقاذ حياة الرجل، لكن للأسف تمّت التضحية بالجنين، وهذا ما أثار مجموعة أخرى مضادة للإجهاض وقامت بمظاهرات ضد الفيفا والاتحاد الرياضي الإنكليزي (؟) ومباريات التنس واحتفالات مصارعة الثيران وبلدية مقاطعة كاتالونيا، كما أضافوا لاحقاً في بيان صدر على عجل، ولا أحد يعلم لماذا، العلامة التجارية "برادا"، قبل أن يكتشف الجميع أن كاتبة البيان كانت ترغب باقتناء حقيبة جلدية ماركة "برادا"، لكنها كانت خارج قدرتها المالية.
"اختراع أكاذيب جديدة أسهل من إثبات حقائق قديمة، علينا أن نكذب حياتنا على الورق لنصدقها"
وبعد الضجّة الكبيرة التي أثارتها هذه العملية والإدانات التي تلقتها المجموعة، اقتصرت عملياتها لاحقاً على تزويد بعض المتحمّسين لقبر النساء في المطبخ وفي سرير الزوجية، بالهرمونات الأنثوية خفية، عبر دسّ الهرمونات بعبوات الماء البلاستيكية التي تشحن للفرق الرياضية المشهورة، وخاصة ريال مدريد، فريق العاصمة الإسبانية، ما نتج عنه العديد من اللاعبين بأثداء منفوخة ومشاعرة متقلبة وأعراض أنثوية أخرى، (يمكنك مراقبة فينيسيوس جونيور على سبيل المثال، ما به هذا الرجل؟).
لاحقاً، قام أغلب أعضاء المجموعة بالانضمام إلى "داعش"، وقبض على بعضهم/ن في الرقة في سوريا، وبرروا/ن الأمر بأن العودة إلى الإسلام وبناء الخلافة يتضمن القضاء على التكنولوجيا الحديثة التي تفتك بالكوكب، والعودة إلى الخلف بمقدار ألف سنة على الأقل، وهذا يتفق مع حلولهم للطبيعة، ورأوا أن داعش منظمة إرهابية بالتأكيد، لكنها صديقة حميمة للبيئة، وهذا كاف لنشكرها.
تعكف الناجية الوحيدة من المجموعة والتي تقطن حالياً في مدريد، على كتابة مذكراتها بعنوان "خرّيناهن فزع... ذكورية بأثداء منفوخة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون