ما إن راجت أنباء اتهام ريم طارق (28 عاماً) زوجها مغني المهرجانات المصري حسن منصور الشهير بـ"حسن شاكوش" (36 عاماً) بتعنيفها وطردها من شقة الزوجية بعد مرور نحو شهرين على زفافهما، حتّى تبارى عشرات المعلقين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في "لومها" و"معايرتها" بالسجود يوم الزفاف شاكرة الله لزواجها منه، مطلقين تعبيرات تفوح "شماتة" واضحة منها.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن طارق حررت محضراً شرطياً ضد شاكوش في قسم شرطة أكتوبر تتهمه فيه بـ"ضربها، وطردها من منزل الزوجية بمدينة 6 أكتوبر، وتهديدها بمزيد من الضرب إذا عادت إليه، وسرقة المنقولات الزوجية والشبكة (مجوهرات الزواج)، وإيصال أمانة موقع منه لصالحها كبديل عن مؤخر الصداق".
قالت المصادر نفسها إن طارق تأخّرت في تقديم هذا البلاغ أملاً منها في الصلح بينها وبين زوجها، ولم تبادر بتحريره إلا عقب مصارحته إياها برغبته في الانفصال عنها وإنهاء الزواج. وروّجت مواقع إخبارية أسباباً متباينة للمشكلات بين الثنائي تراوحت بين إخفائها عنه زواجاً سابقاً، وإخفائه هو زواجاً آخر سرّياً.
اتهمته بضربها وطردها من منزل الزوجية والاستيلاء على منقولاتها… "شماتة" و"سخرية" من زوجة حسن شاكوش، ريم طارق، التي سجدت في زفافهما شاكرة الله لزواجها منه. وناشطات نسويات ينتقدن "لوم الضحية" وتجاهل "العنف"
في أول تعليق من شاكوش، كتب عبر حسابه في انستغرام: "مساء الفل عليكم جميعاً… يمكن القصة دايماً ناقصة، والبيوت فيها أسرار وإحنا بنخاف على بنات الناس واتربينا على كده، وحق الرد بيقول إن دي لسه مراتي ميصحش أتكلم عنها حتى لو حصل إيه. يمكن أهل بيتي وفريق عملي وأقرب الناس ليّا اتأذوا من الحوار ده، بس بما أنها شاركت جمهوري بشيء جارح بالشكل ده، فكل اللي أقدر أقوله الحمد الله على نعمة السكوت والعقل وقت المشكلة. الحمد الله على كل شيء".
ثقافة "لوم الضحية"
بغض النظر عن حقيقة الحاصل بين طارق وشاكوش، والخلاف القانوني المستجد بينهما وما قد تكتنفه من "ألاعيب" معتادة في هذا الملف بتبادل البلاغات بأشياء قد أو لا تكون حقيقية، ساهمت الأنباء حول توتر علاقتهما في ازدهار التعليقات النابعة من ثقافة "لوم الضحية".
مع تسليمهم بتعرضها للتعنيف والطرد وسلب الحقوق، لام كثير من المعلقين طارق على "مبالغتها" في التعبير عن سعادتها بالزواج منه في حفل زفافهما بالسجود شكراً لله أمام الحضور، وقالوا إنها "تستحق" هذا المصير. في حين انتقد الفريق الأقل حدة نسبياً في الهجوم عليها ما قال إنه "علاقة مبنية على الشو".
وسخر العديد من النساء من طارق، انطلاقاً من أن "سجدتها" في الفرح كانت مهينة للنساء وشكلا، من أشكال الخضوع، بتعليقات على غرار: "عشان تبقي تسجدي له كويس" و"دي لسّا مقامتش من السجدة يا عيني" و"هي كانت بتسجد من غير وضوء ولا إيه" و"ده مكان السجدة لسّا مبردش".
وكانت طليقة شاكوش، الراقصة سلمى مجدي، من بين "الشامتين" في طارق إذ كتبت عدة منشورات ساخرة عبر حسابها في فيسبوك أبرزها: "جماعة هو الطلاق ملوش سجدة" و"في إيه أنا كنت لسا بسجد".
بعد الأنباء عن تعنيف حسن شاكوش لزوجته ريم طارق، رضوى الشربيني للفتيات: "تقديرك للراجل اللي معاكي بيتبني بالمواقف والعشرة ودول الإثبات الوحيد ف ما تسبقوش الأحداث. وتقديرك ليه مش معناه إنك تتنازلي أو تقللي من نفسك علشانه"
تعاطف
في غضون ذلك، رفضت سيدات وناشطات نسويات وبعض الرجال "الشماتة" و"المعايرة" في التعليق على ما آلت إليه علاقة شاكوش وزوجته، قائلين/ ات إنه لا ينبغي التغاضي عن الفعل والتعليق على رد الفعل أو التهوين من قدر العنف الأسري المشار إليه في هذه الواقعة.
وفيما تمنى أحدهم أن تكون هذه العلاقة بمثابة "البداية خدعة والنهاية درس وعبرة" لطارق، عاتبت مقدمة البرامج رضوى الشربيني شاكوش قائلةً "كدة يا حسن تطرد بنت الجيران بعد ما سجدت لربنا سجدة شكر قدام الناس كلها علشان اتجوزتك؟ وكمان تدخلها القسم بعد شهرين جواز يا راجل!".
وتابعت الشربيني مخاطبةً طارق وغيرها من الفتيات "تقديرك للراجل اللي معاكي بيتبني بالمواقف والعشرة ودول الإثبات الوحيد ف ما تسبقوش الأحداث. وتقديرك ليه مش معناه إنك تتنازلي أو تقللي من نفسك علشانه. ربنا يعينها".
كما كتبت مقدمة البرامج ريهام سعيد في فيسبوك: "4 مليون جنيه (قيمة تكلفة فرح شاكوش وطارق) يعملوا فرح، بس ميعملوش تربية ولا أخلاق ولا أصل" من دون ذكر أسماء.
وأعربت المحامية والناشطة النسوية نسمة الخطيب عن دهشتها من أنه "عشان سجدت فتستاهل يعني! ما هذا؟". في حين قالت المحامية والناشطة النسوية انتصار السعيد مخاطبةً النساء اللاتي يلمن طارق تحديداً: "من كانت منكن بلا قصة حب توكسيك (مسيئة) فى حياتها فلترمها بحجر. كل الدعم عزيزتي"، مذيّلةً منشورها بوسمي: #بلاش_زيطة و#وكسة".
ودعت الإعلامية دعاء فاروق في فيديو عبر حسابها في فيسبوك: "دا مش وقت شماتة أبداً أو ضحك أو هزار أو ناس تطلع تقول إحنا قولنا وشفتوا سجدت وما سجدت. هي وقتها عبرت عن فرحتها… كانت فرحانة بالأملة (الشيء الجميل غير المتوقع) الفرح والعريس والمطربين اللي بيغنوا والأوتيل (الفندق) الخمس نجوم. حاجة مكنش ممكن تحلم بيها".
واستغلت الحادثة لتوصية الفتيات والأهل إلى اختيار "العريس" استناداً إلى معايير "جوهرية" لا "اقتصادية"، مردفةً "مفروض يكون (العريس) صاحب خلق ودين يعرف أن دي جوهرة ويحافظ عليها إزاي، مش صاحب فلوس ويمرمطها ويضربها ويضايقها ويطردها وياخد شبكتها ويمنعها من أهلها".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومينتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ 6 أيامأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه