شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
بين كسر الملل والوصول إلى قمة الأورغازم... قصص شبان وشابات مع الألعاب الجنسية

بين كسر الملل والوصول إلى قمة الأورغازم... قصص شبان وشابات مع الألعاب الجنسية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحريات الشخصية

الجمعة 5 مايو 202303:05 م

دُعي عزيز (32 عاماً)، لحضور حفل مسائي قبل ما يزيد عن 10 سنوات. اقترح أحد الأصدقاء في الحفل استحضار روح الإثارة والمرح عن طريق ممارسة لعبة جريئة، وهي عبارة عن طرح أسئلة جنسية على الحاضرين/ ات، وعندها اكتشف فكرة الألعاب الجنسية.

وفي أول لقاء جنسي مع شريكته، اقترح عزيز أن يجرّبا بعض الألعاب الجنسية التي تعرّف عليها من خلال الأصدقاء ومواقع الأفلام الجنسية، وذلك بغية كسر الروتين، وفق ما كشف لرصيف22:" أول مرة فكرت في الاستعانة بالألعاب الجنسية كنت حابب أجرّب وأغيّر وأكسر ملل العلاقة التقليدية".

ابتكار ألعاب جنسية

لعبة تبادل الأدوار وأوراق الوضعيات الجنسية، كانت اللعبة الأبرز لدى سعيد، إذ دائماً ما كان يلجأ إليها في كل لقاء جنسي.

إلا أن هذا الشاب قرر أن يبتكر ألعاباً مصنوعةً في المنزل، بهدف أن تكون متوفرةً ومتاحةً في أي وقت، في ظل غلاء أسعار الألعاب وعدم توافرها: "بحب أكتشف ألعاب بسيطة غير مكلفة تخليني أحس بالسعادة والمغامرة وقت اللقاء".

من جهتها، تفضل مها (30 عاماً)، استخدام ألعاب جنسية مع شريكها كنوع من إثارة الفضول بينهما، إلا أن تجربتها الفردية مع هذه الألعاب كانت أكثر إمتاعاً بالنسبة لها، بحسب ما أكدت لرصيف22: "العضو الذكري الهزّاز جعلني أشعر بإحساس الشهوة بشكل كبير، واكتشفت أنه في وسعه إيصالي إلى الأورغازم أكثر من العمليات الجنسية المعتادة".

إلا أن بعض المخاوف شكلت عائقاً أمام استعمال هذه الألعاب التي تتمثل في ضعف الجودة: "استخدمت الألعاب بشكل فردي، وكانت التجربة لطيفةً جداً إنما في حدود معيّنة تخوفاً من خامة اللعبة التي لم تكن تريحني".

"العضو الذكري الهزّاز جعلني أشعر بإحساس الشهوة بشكل كبير، واكتشفت أنه في وسعه إيصالي إلى الأورغازم أكثر من العمليات الجنسية المعتادة"

شعور الرغبة في ممارسة الجنس واستعمال ألعاب جنسية، سيطر على مها مبكراً، إلا أن عدم توافرها أو عدم سهولة الوصول إليها في مصر، جعل فكرة التجربة بعيدةً عنها، حتى هاجرت إلى الخارج ووجدت هناك الكثير من المحال التجارية التي توفر هذه الألعاب من دون قيود وبأسعار مناسبة: "إحساس الرغبة أحياناً بيكون مطلوب للوصول للأورغازم فقط، مش عملية جنسية كاملة متبادلة فاللعبة بتكون وسيلة منجزة وفعالة من غير تفكير كتير".

اكتشفت نفسي الحقيقية مع الألعاب الجنسية

بدأت تجربة جميلة (31 عاماً)، مع الألعاب الجنسية في عمر مبكر، خاصةً حينما حاولت أن تتأكد من المشاعر الأنثوية لديها، فهي تعرّف بنفسها على أنها أنثى متكاملة الأنوثة من الداخل، لكنها من الخارج عكس ذلك، وفق ما قالت لرصيف22: "دايماً عندي إحساس من جوايا إني أنثى ومش ولد... يمكن الألعاب الجنسية ساعدتني على اكتشاف نفسي الحقيقية".

"أول مرة استخدمت فيها اللعبة الجنسية كان عندي إحساس جميل... متعة ولذة عمري ما جربتها قبل كدا وعمري ما هنسى الشعور ده"

شعرت جميلة بأنها تريد تجربة شعور ممارسة الجنس بأمان شديد، وفي حالة من الخصوصية المتناهية، ووجدت الألعاب الجنسية الوسيلة التي تساعدها على تحقيق هذا الشعور عن طريق مواقع الأفلام الجنسية: "مكنتش فاهمة الشعور اللي جوايا بس كنت معتبرة اللعبة الجنسية دي هي الشريك".

واللافت أنه كانت هناك مخاوف عدة تحيط بها، خاصةً لناحية الكشف عن هويتها الجندرية، لذلك بدأت بوسائل للإشباع الجنسي عن طريق الألعاب، وحينها جلبت عصا تدليك من متجر لأدوات التجميل واستخدمتها كبديل عن العضو الذكري: "أول مرة استخدمت فيها اللعبة الجنسية كان عندي إحساس جميل... متعة ولذة عمري ما جربتها قبل كدا وعمري ما هنسى الشعور ده".

دخلت جميلة في تجارب مختلفة مع الألعاب الجنسية، وأخذت تبحث عن ألعاب تعطيها شعوراً أكبر باللذة الجنسية والانتعاش وتصل بها إلى حالة النشوة والشبع، حتى أصبح استخدام الألعاب جزءاً أساسياً في حياتها، خاصةً بعد محاولات مختلفة لإيجاد شريك لها، لكن الأمان كان مع اللعبة، وفق ما كشفت: "اللعبة بتخليني أحس بالمتعة الخاصة لنفسي وذاتي سواء فيه شريك أو لأ، خاصةً إحساس الأمان اللي بيخلي اللذة أكتر متعة".

هواية تصنيع الألعاب الجنسية

رغب سمير (36 عاماً)، وهو صانع ألعاب جنسية، في اختبار قدراته الجنسية، فاتخذ من نافذة اليوتيوب سبيلاً للوصول إلى هدفه وتعرف على طريقة يمكنه من خلالها صناعة "مهبل"، مستخدماً كوباً من البلاستيك محشوّاً بالإسفنج ويتوسطه واقٍ ذكري مثبت من الداخل لتحقيق المتعة الجنسية بديلاً من الاستمناء باليد، ومن هنا خطرت على ذهنه صناعة ألعاب جنسية بمواد بسيطة وبأسعار رمزية للأصدقاء.

وعن هذه النقطة، قال لرصيف22: "في البداية، صنعت لعبةً بشكل بدائي وجرّبتها بعد ذلك وبقيت أطوّر شكل الألعاب حتى تحقق الهدف من تصنيعها".

كانت صديقة سمير، قد كشفت له عن رغبتها في شراء عضو ذكري صناعي، لكنها لا تعرف كيف تحصل عليه، من هنا ازداد تعلّقه بفكرة التصنيع وبدأ يفكر في مساعدتها، فاستخدم الصلصال الذي يصممه على شكل قالب، وصبّ في قلبه السيليكون، ثم تركه حتى يجفّ وبعدها قام بتنعيمه ليكون صالحاً للاستخدام: "بصنع الألعاب دي للأصدقاء في سرية تامة وكنوع من الأمان".

لا يرى سمير صناعة الألعاب الجنسية مهنةً لجمع الأرباح، وإنما هواية يمارسها من أجل المتعة ومساعدة الآخرين في الوقت نفسه، بالإضافة إلى وجود قوانين في مصر تحظر تداول الألعاب التي تحقق المتعة الجنسية الذاتية وتعدّها تحريضاً على ممارسة الأفعال "المنحرفة": "إن رغبة بعض أصدقائي في إمتاع الذات دفعتني إلى تصنيع الألعاب الجنسية".

خلق السعادة وتحسين المزاج

"أي ممارسات جنسية لها دور بارز في إفراز هرمونات السعادة والنواقل العصبية المسؤولة عن تحسين المزاج، ووجود الألعاب الجنسية يحقق غاية المتعة سواء على المستوى الفردي أو الثنائي"؛ بهذه العبارة استهلّ الأخصائي النفسي واستشاري العلاقات الأسرية روبرت بطرس، حديثه إلى رصيف22.

وتحدث بطرس عن فوائد الاستعانة بالألعاب الجنسية: تقليل التوتر العصبي، وتفريغ الشهوة الجنسية، بالإضافة إلى علاج الإحباط الجنسي.

وتابع: "الألعاب الجنسية تشبع الاحتياج الشديد عند عدم الحصول على الإشباع الجنسي".

ألعاب جنسية حلال

"إن ممارسة الجنس لا تختلف داخل إطار الزواج عن خارجه، لذلك مصطلح الألعاب الجنسية قد يجد عدم قبول في بعض المجتمعات العربية التي تساوي كلمة جنس بكلمة زنا، لذا يستخدم البائعون كلمة ألعاب زوجية لإضفاء صفة الحلال عليها وتالياً بيعها"؛ هذا ما قاله مهند عبد الفتاح، وهو صيدلاني وباحث في علوم الجنس.

وفي حديثه إلى رصيف22، أكد عبد الفتاح أن الألعاب الجنسية تساهم بشكل كبير في إعادة إحياء العلاقة الجنسية بين الزوجين، وتضفي نوعاً من الإثارة التي تجعل الطرفين يجددان علاقتهما ببعضهما البعض، وتحقق لهما الاستمتاع في أثناء ممارسة الجنس، بالإضافة إلى دورها المهم في تطوير لغة التفاهم والالتقاء الجنسي بينهما.

في الحقيقة، تتوافر في الصيدليات، المنتجات الكيميائية المساعدة بشكل رئيسي خلال عملية الممارسة الجنسية، والتي تُستخدم كعوامل مساعدة للكثير من الألعاب الجنسية، مثل المزلّقات على أنواعها، ومنها ما يُستخدم لزيادة الإحساس عند السيدات، وأيضاً أدوية تأخير القذف وزيادة الانتصاب، لكن الألعاب نفسها غير متوافرة، بينما يمكن شراء بعض الألعاب التي تحقق المتعة الجنسية الذاتية لدى محال "اللانجيري" وتباع في الخفاء.

وكشف محمد (27 عاماً)، وهو بائع في متجر للملابس النسائية، إن المتجر لا يوفر الألعاب التي تساعد الأشخاص على الاستمتاع الذاتي، كالعضو الذكري الصناعي، وإنما يوفر فقط الألعاب التي يمكن أن يلعبها الزوجان معاً، وذكر منها على سبيل المثال: "مضرب المؤخرة، ريشة المداعبة، كلبش القيد الرباعي، حزام الأوضاع الجنسية، رابطات الإثارة، أكسسوارات الجسم والألعاب الورقية".

تابو الثقافة الجنسية

لأغراض طبية بحتة، كان أخصائي التمريض محمد السعيد، يجري تطبيق دراسة حول أمراض النساء، على دُمية تشبه الألعاب الجنسية، خاصةً في منطقة المهبل، بدلاً من تطبيقها على نساء حقيقيات مثلما يحدث في البلاد المنفتحة على التثقيف الجنسي.

شملت التجارب عملية الولادة الطبيعية وتبديل اللولب وغير ذلك، وأوضح خلال حديثه إلى رصيف22، أن الجهل الجنسي في المجتمع المصري لا يتيح الوصول إلى ثقافة جنسية شبه متزنة، كما أشار إلى عدم وجود تخصصات طبية تدرس الجنس والصحة الجنسية، غير أن المجتمع نفسه لديه ثقافة جنسية عدائية تجاه المرأة من ناحية، ولديه ثقافة جنسية مغلوطة من ناحية أخرى: "الألعاب الجنسية محظورة مجتمعياً وهذا بالطبع يؤثر على كل شيء حتى على الدُمى المستوردة التي نستخدمها في الأغراض الطبية التي دائماً ما تكون محفوظةً بعناية".

"أي ممارسات جنسية لها دور بارز في إفراز هرمونات السعادة والنواقل العصبية المسؤولة عن تحسين المزاج، ووجود الألعاب الجنسية يحقق غاية المتعة سواء على المستوى الفردي أو الثنائي"

بحسب السعيد، فإنه لا يوجد تخصص طبي في مصر يهتم بالألعاب الجنسية أو الصحة الجنسية بشكل خاص، ولا يتم التطرق إلى اللذة الجنسية حتى في الدراسات الطبية، مشدداً على أن الألعاب الجنسية، لها وجه إيجابي مهم لا يمكن إغفاله خاصةً لناحية قدرتها على كسر حالة الرتابة بين الزوجين: الألعاب الجنسية لها دور في تغيير الطريقة المعتادة لممارسة الجنس بين الشريكين، إذ تساعدهما على الشعور بالمتعة الجنسية بشكل مختلف، وتؤثر على الحالة المزاجية لديهما".  


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ثورتنا على الموروث القديم

الإعلام التقليديّ محكومٌ بالعادات الرثّة والأعراف الاجتماعيّة القامعة للحريّات، لكنّ اطمئنّ/ ي، فنحن في رصيف22 نقف مع كلّ إنسانٍ حتى يتمتع بحقوقه كاملةً.

Website by WhiteBeard
Popup Image