لا ريب في أنّ أدب الخيال العلمي جنس صعب التعريف، وذلك لقدرته الكبيرة على استيراد عناصر أساسية من أنواع أدبية أخرى، وتضمينها في مفاهيمه.
يقول ديفيد سِيد، في كتابه "الخيال العلمي-مقدمة قصيرة جداً"، إن الخيال العلمي قد فُسّر بأوجه متعدّدة، فهوغو جيرنسباك الذي نحت تسميته عام 1929، عدّه مزيجاً من الرومانسية والعلم والتنبؤ. أمّا روبرت هاينلاين، أحد كبار كتّابه، فشرحه بأنه تخمين واقعي لأحداث مستقبلية. في حين ذهب الناقد داركو سوفين، إلى أنه يعتمد على تقديم بديل متخيل لبيئة القارئ. وذهب آخرون إلى عدّه من القصّ العجائبي وحتى التاريخي.
وترى الكاتبة جوانا روس، بأن مفهوم الخيال العلمي يقوم على سؤال "ماذا لو؟"، أي تخييل فرضية معيّنة، على سبيل المثال، كالالتقاء بكائنات فضائية ومناقشة ما سيؤدي إليه هذا اللقاء من إعادة تقييم لقناعاتنا الراسخة عن الجنس البشري. هذه الـ"ماذا لو؟"، تشير وفق الناقد صامويل ديلاني إلى الاحتمالية، والتي تقود إلى أن الخيال العلمي يتأرجح بين الممكن والمستحيل. ومن هذه الرؤى المختلفة للخيال العلمي، يرى ديفيد سِيد أنه من المفيد النظر إلى الخيال العلمي على أنّه تجربة فكرية مجسّدة تقتضي تبديل مظاهر واقعنا المألوف أو تعطيلها.
إن تأصيل نشأة جنس أدبي معيّن يأخذنا إلى روافده الأولى، قبل أن تجتمع في نهر واحد، فالرواية كجنس أدبي ظهرت في أوائل القرن الثامن عشر، لكنها تعود بجذورها إلى مغامرات الحمار الذهبي للوشيوس أبوليوس في القرن الثاني ميلادي، و"دونكيشوت" لسرفانتس، وغير ذلك الكثير، لكن مع فلوبير ودوستويفسكي نضجت الرواية.
نظرةً غير متفحّصة، تكاد تجزم بأن جذور الخيال العلمي تحسم انتماءه إلى العالم الغربي، حيث يقف كتاب "القصة الحقيقية" للسميساطي، كشاهد وحيد على مشاركة الشرق في هذا الجنس الأدبي. ومن هذا المنطلق، سنبحث في التراث العربي عن جذور هذا الخيال
ولا يختلف الخيال العلمي كجنس أدبي عن هذه السيرورة، فمن لوقيانوس السميساطي في كتابه "القصة الحقيقية" الذي تكلّم فيه عن الصعود إلى القمر والحرب بين أهل القمر والزهرة، و"المدينة الفاضلة" لأفلاطون، مروراً بيوتوبيا توماس مور، وفرانكشتاين ماري شيلّي، ظهرت الجذور الأولية لسرد الخيال العلمي.
ولكيلا نكون متساهلين في تأصيل الخيال العلمي، لنقل عن قصص السميساطي والمدينة الفاضلة لأفلاطون: خيال علمي بدائي، أمّا يوتوبيا توماس مور وقصص شيلّي فلنصفها بأنها خيال علمي أوّلي، كما بيّن ديفيد سِيد. وهذا التصنيف لا يقلّل من قيمة هذه الأعمال أبداً، لكن مع ارتباط الخيال العلمي بالعلم كما نعرفه حالياً، عبر ارتباط المعرفة بموثوقية معطيات الحواس والتي يتم تمحيصها عن طريق الفكر الاستقرائي والاختبار التجريبي، عُدّت نهايات القرن التاسع عشر، هي البدايات الحقيقية له، خاصةً مع جول فيرن وهـ. ج. ويلز والمجلات الأمريكية، التي أنشأها هوغو جرنسباك في بدايات القرن العشرين.
إنّ نظرةً غير متفحّصة، تكاد تجزم بأن جذور الخيال العلمي تحسم انتماءه إلى العالم الغربي، حيث يقف كتاب "القصة الحقيقية" للسميساطي، كشاهد وحيد على مشاركة الشرق في هذا الجنس الأدبي. ومن هذا المنطلق، سنبحث في التراث العربي عن جذور هذا الخيال، مع أن الكتّاب العرب من نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين بدأوا بكتابة ما يُعدّ خيالاً علمياً أولياً، إذا اعتمدنا تعبير ديفيد سِيد آنف الذكر، حيث ساهم الأدب العربي في العديد من الرؤى اليوتوبية.
وكتب فرانسيس مراش "غابة الحق" عام 1865، وتبعه الكواكبي بكتابه "أم القرى"، ومن ثم يوسف إدريس بـ"جمهورية فرحات"، وسلامة موسى بـ"أحلام اليقظة" عام 1926. هذا لجهة النوع المسمى بأدب اليوتوبيا في الخيال العلمي، لكن للكتّاب العرب مساهمات عديدةً في ما يتعلّق بتعريف هوغو جيرنسباك للخيال العلمي، بأنه يجمع بين الرومانسية والعلم والتنبؤ، وذلك على مثال ما كتب جول فيرن وويلز. وسنعدّد بعض هذه القصص والروايات، كرواية "القارة المفقودة" للتونسي الصادق الرزقي، وتوفيق الحكيم في مصر في قصته "سنة المليون"، ونهاد شريف في "قاهر الزمن"، و"الأزمنة المظلمة" لنبيل فاروق، والمغربي عبد السلام البقالي في "الطوفان الأزرق" والسوري طالب عمران في "العابرون خلف الشمس"، والسورية لينا الكيلاني والكويتية طيبة أحمد الإبراهيم.
إذاً، لقد ساهم الكتّاب العرب حديثاً في سرد الخيال العلمي، لكن هل نجد في تراثنا بدايات أوليةً لهذا الجنس الأدبي؟ قبل أن نذكر الأمثلة التي تصحّ كجواب عن سؤالنا، لنتوقف قليلاً عند تعريف مفهوم العجب وفق القزويني، الذي أورده في كتابه "عجايب المخلوقات وغرايب الموجودات"، وكأنه يدافع عن نفسه بذكر تلك العجائب التي لا يقبلها العقل لغرابتها عن منطق ما اعتاده من موجودات، وكأننا مع تعريف داركو سوفين للخيال العلمي، بأنه إدراك اغترابي، أي ينقض ما نألفه من أشياء.
تُعدّ "ألف ليلة وليلة" مستودعاً هائلاً للأدبيات الغرائبية والفنتازية والخيال العلمي أيضاً.
يقول القزويني: "العجب حيرة تعرض للإنسان لقصوره عن معرفة سبب الشيء أو معرفة تأثيره فيه، مثاله أن الإنسان إذا رأى خلية نحل ولم يكن شاهدها من قبل، تعتريه حيرة لعدم معرفة فاعلها، فلو عرف أن النحل هو من قام بذلك بعمل تلك المسدسات التي يعجز عنها المهندس الحاذق عن الإتيان بمثلها، لازداد عجباً". ما يريد قوله القزويني إن الناظر لا يجب أن يتوقّف عند هذه الحيرة، بل يُعمل عقله، فيقبل عجبها، فتنفتح بصيرته لفهمها. لا يختلف القزويني في وضع فصل عن العجب في مقدمة كتابه، كي يبرر توجهه في ذكر تلك العجائب، عن الكتّاب الغربيين في بدايات الخيال العلمي، حيث كانوا يعتذرون عن شطحهم في الخيال.
البانوبتيكون... مدينة الملك سليمان الزجاجية
الأمثلة التي نودّ ذكرها عن بدايات الخيال العلمي في التراث العربي، سنربطها قصداً بأمثلة مشابهة لها في أهم سرديات الخيال العلمي الغربي، وذلك لتبيان كيف استلهم الغربيون أفكارهم الخيالية العلمية من التراث العربي. وسنبدأ بالرواية الديستوبية "نحن"، للروسي يفجيني زيمياتين، التي كتبها في بدايات القرن العشرين، وأظهر فيها ويلات الرقابة في الحكم الشمولي، حيث أن المواطنين فيها مراقبون من وراء الزجاج.
لا ريب أن زيمياتين أخذ فكرة الرقابة من خلال الزجاج الذي لا يحجب ما وراءه من جيرمي بينتام الذي طرح فكرة مشروع لبناء سجن نموذجي يُدعى "بانوبتيكون"، والذي يعني: الذي يُرى منه كل شيء، حيث يظل السجين منظوراً من قبل سجّانيه. يذكر القزويني، أن النبي الملك سليمان عندما كان يشرب الماء من كوز يحجب عنه رؤية ما تفعله الشياطين، لعدم شفافيته، كره ذلك، فابتدع له الجنّي صخر القوارير المصنوعة من الزجاج ليشرب منها، فلا تحجب عنه رؤية الشياطين وما يفعلون في لحظة شربه. وبعد ذلك أمره بأن يصنع له مدينةً من تلك القوارير الزجاجية، فلا يُحجب عنه شيء، فبنى له جنّيه صخر، مدينةً من زجاج أسكن فيها جنده من إنس وجان، وأسباط بني إسرائيل، والعلماء والقضاة، فكان إذا ركب الريح على بساطه في هذه المدينة رأى كل شيء، فلا يخفى عليه شيء. إن فكرة الرقابة التي كانت من أهم ثيمات الخيال العلمي في المدن الديستوبية، والتي رأيناها عند جيرمي بنتام، تعود إلى ما ذكره التراث العربي عن الملك سليمان.
حي بن يقظان... خلق الطبيعة، لا الإله
يناقش الخيال العلمي كيفية تولّد الحياة متّبعاً بذلك خطى العلم، بعيداً عن النظريات الدينية التي تحيل خلق الحياة إلى الإله. كتب ويلز روايته "حرب العوالم"، عن غزو كائنات المريخ للأرض، ولا ريب في أن قارئ روايته قد تساءل كيف خُلقت تلك المخلوقات على المريخ؟ فهل هناك إله آخر هو من وهبها الحياة أم تولدت من تلقاء نفسها؟ لم يستطع الإنسان الانتصار في رواية ويلز على تلك المخلوقات الفضائية، لكن الميكروبات والجراثيم الأرضية هي من انتصرت. ولولا ذلك لسيطرت تلك المخلوقات التي تعتاش على مص دماء البشر على الأرض. وفي الفيلم الذي استلهم رواية ويلز، من بطولة توم كروز، لم تنفع أسلحة البشر ولا عقائدهم الدينية في الدفاع عنهم، بل الطبيعة الأرضية هي من فعلت ذلك، عبر جراثيمها التي لا تملك المخلوقات الفضائية وسائل دفاعيةً ضدها.
يناقش الخيال العلمي كيفية تولّد الحياة متّبعاً بذلك خطى العلم، بعيداً عن النظريات الدينية التي تحيل خلق الحياة إلى الإله.
كتب ابن طفيل حكاية "حي بن يقظان"، ليبرهن أن الإنسان قادر، عن طريق العقل وحده، على أن يصل إلى الله والأخلاق حتى لو ربّته غزالة. وتُعدّ حكاية "حي بن يقظان" أصلاً لرواية "روبنسون كروزو"، لدانيال ديفو. يُحكى أنه في جزيرة ملكها رجل شديد الأنفة والغيرة، له أخت جميلة جداً، منعها من الزواج، لكنها تتزوج سرّاً من قريب للملك يُسمى يقظان وتحمل منه. ولكيلا يُفتضح أمرها، وضعت الطفل عند ولادته في قارب صغير، فقادته الأمواج إلى جزيرة بعيدة، لا يوجد فيها بشر، فتولت تربيته غزالة، حيث يشبّ حي بن يقظان، ويصبح فيلسوفاً من دون مساعدة البشر. لكن هذه إحدى جوانب القصة، فابن طفيل يضع سرديةً أخرى لولادة حي بن يقظان، استناداً إلى خبريات الأقدمين، بأن هناك جزيرةً من جزر الهند تحت خط الاستواء يتولّد فيها الإنسان من دون أب وأم وأسماها المسعودي: الواق واق. ومن ثم يناقش ابن طفيل الشروط الطبيعية من اعتدال حرارة الشمس والهواء والتراب في تلك الجزيرة، والتي تؤمّن شروطاً لولادة الإنسان من دون أب وأم.
فهل نحن، مع ابن طفيل، عند داروينية مختصرة من التراب إلى الإنسان مباشرةً، بدلاً من جدٍّ مشترك لنا مع القرود خرج من رحمه الإنسان، أو إله يخلق الأشياء بكلمة؟ وعليه ما الذي يمنع أن نتصور أن المخلوقات الفضائية أولدتها طبيعة الكواكب التي تسكنها؟
الغواصة
كتب جول فيرن روايته "عشرون ألف فرسخ تحت الماء"، عن القبطان نيمو وغواصته العملاقة، لكن هناك قبطاناً أقدم منه، أراد اكتشاف أعماق البحر؛ إنه الإسكندر ذو القرنين. فلقد ذكر المسعودي في كتابه "مروج الذهب ومعادن الجوهر"، أن الإسكندر أمر بصناعة صندوق طوله عشر أذرع في عرض خمس أذرع، على جوانبه لوحات بلورية للنظر منها. ودخل فيه مع مساعديه، وقد ختم الصندوق بالرصاص لمنع تسرب المياه إليه، ورُبطت إليه أثقال من الحجارة وأوثق إلى الحبال بين سفينتين وأُنزل في الماء، فنظروا إلى دواب البحر، فإذا هي على هيئة البشر لكن برؤوس السباع.
لقد تخيّل المسعودي غواصةً، وناقش كيفية منع الماء من التسرب إلى داخل الصندوق، والطريقة التي يجب تثقيله بها، لكي يغوص في الماء عبر تعليق الحجارة عليه، إلى جانب آلية النظر تحت الماء من خلال الكوات الزجاجية. ألم تكن إحدى أنماط الخيال العلمي وصف المركبات التي يسافر فيها الإنسان عبر الفضاء أو تحت الماء، كما في غواصة القبطان نيمو؟
ألف اكتشاف واكتشاف
تُعدّ "ألف ليلة وليلة" مستودعاً هائلاً للأدبيات الغرائبية والفنتازية والخيال العلمي أيضاً، فلِم العجب! يعود حلم الطيران إلى الأساطير القديمة للبشرية، ففي بلاد الرافدين نجد أقصوصة "إيتانا والنسر" الذي صعد على ظهر النسر إلى مملكة الآلهة في السماء، وإيكاروس الذي صنع أجنحةً من ريش وثبّتها بالشمع وطار، لكن الشمس أذابت الشمع وسقط من السماء، وعباس بن فرناس الذي حاول الطيران، فدقّ عنقه، لكن في "ألف ليلة وليلة" هناك وسائل أكثر أماناً، كالحصان الخشبي.
إن لم نكن كبلاد عربية نملك النهضة العلمية والتقنية والصناعية كما في الغرب، إلا أننا نستطيع أن ننتج خيالاً علمياً قادراً على مساءلة الرؤى المستقبلية لمنطقتنا انطلاقاً من تبعيتنا العلمية للغرب
تقول شهرزاد: "بلغني أيها الملك السعيد، أن الحكيم عرّف ابن الملك لولب الصعود، وقال له افرك هذا اللولب، وإذ بالفرس قد تحرّك وطار بابن الملك إلى عنان السماء، ولم يزل طائراً حتى غاب عن الأعين، فعند ذلك احتار ابن الملك في أمره... ثم إنه جعل يتأمل في جميع أعضاء الفرس، فقال ما أرى غير هذين الزرّين، ففرك الزر الأول الذي يشبه رأس الديك، فازدادت به الفرس طيراناً... فتركه وفرك الزرّ الثاني، فتناقصت حركات الفرس من الصعود إلى الهبوط". ليس مهماً أن يكون الحصان لا النسر هو الذي يطير، بل الإشارة إلى أن الحصان آلة، ولها مقابض تشبه ما نعرفه الآن من مقود الطائرة. والأهم من ذلك أن الحصان لا يطير بكلمة سحرية، وإنما بتحريك آلة فيه، وإن جهلنا كيفية حدوث ذلك، فويلز لم يشرح لنا كيفية عمل آلة الزمن التي طوى بها الزمن إلى المستقبل.
هذه بعض الأمثلة عن أوليات الخيال العلمي في التراث العربي، وما استئناف الكتّاب العرب كتابة هذا الجنس الأدبي في القرن العشرين، نتيجة للتأثر بقصص وروايات الخيال العلمي في الغرب، من دون التنبّه إلى أن تلك الكتابات الغربية في الخيال العلمي تدين في اقتباساتها لتراثنا العربي بشكل واضح، إنما يعود إلى جهلنا بكيفية قراءة تراثنا وإلى سطوة الغرب الحضارية.
ومن هذا المنطلق، وإن لم نكن كبلاد عربية نملك النهضة العلمية والتقنية والصناعية كما في الغرب، إلا أننا نستطيع أن ننتج خيالاً علمياً قادراً على مساءلة الرؤى المستقبلية لمنطقتنا انطلاقاً من تبعيتنا العلمية للغرب، وفي الوقت نفسه من استغلال استيعابنا المتزايد للتقانة العلمية الآتية من الغرب، لكي نؤهل الأرضية اللازمة لإفراز سرديات خيالية علمية تماثل ما أنتجه الغرب.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ 6 أيامأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه