من الممكن تسمية أحمد أمين بالـ"مفاجأة السارة" في الكوميديا المصرية. فهناك حالة من البهجة يصنعها لدى ظهوره على الشاشة، في التلفزيون أو السينما أو في اليوتيوب من قبل.
ولد في الكويت في العام 1980، وعاد إلى مصر ليكمل تعليمه ومن ثم ليلتحق بكلية الفنون الجميلة. بعد التخرج بسنوات أصبح مؤلفاً وممثلاً ومقدماً للبرامج. لكن شهرته الكبرى بدأت مع برنامج "البلاتوه" الذي قدمه على اليوتيوب مدى عدة سنوات حقق خلالها أرقاماً قياسية.
كذلك من الممكن إطلاق لقب "نجم" عليه، خاصةً بعد تجسيده لدور "عرفات" في مسلسل "جزيرة غمام"، وهو دور بعيد عن الكوميديا التي نتوقعها منه، إلا أن أداءه في مسلسل "الصفارة" في الماراثون الرمضاني الأخير لفت الأنظار إليه بسبب نجاحه في تجسيد شخصية "شفيق" الهزلية.
رصيف22 التقاه وقلّب معه أوراقاً كثيرة، منها نجاحه في المسلسل الأخير، وأفكاره في الفن والحياة والكوميديا.
في ظل وجود عدد كبير من الأعمال الكوميدية في رمضان، هل خشيت من دخول ماراثون المسلسلات؟
لو فكر أي شخص بهذه الطريقة سيتراجع عن أي عمل. أنا دوماً مهموم بفكرة ما وكيف أحب أن أصيغها، وأعشق الوقت الذي أقضيه في الكواليس والتصوير، وأسعد جداً بتأثير الأعمال على الجمهور، هذا تحديداً ما يشغلني، الانشغال بالتميز داخل سباق جميل، ولكنه يأتي بعد الانتهاء من العمل لا قبله.
في مسألة الحريات أستعير جملة أحبها جداً، على لسان "عرفات" في مسلسل "جزيرة غمام" وهي: "اللي شاغل نفسه بمين قعد مع مين ومين قال إيه ومين لبس إيه يبقى ناقص أدب"
تمكنت دائماً من تحقيق النجاح في منتجك الرمضاني، سواء بالكوميديا أو التراجيديا.. هل هذا يصعب من اختيارك لما هو مقبل؟
لا نستطيع أن نقول دائماً، فهذه كلمة كبيرة لأن "الصفارة" هو المسلسل الثالث لي في رمضان، والرابع في مسيرتي. "أمال تقول إيه للدكتور يحيى الفخراني" (ضاحكاً)، الحقيقة البسيطة أن كل اختيار لا بد أن يحمل تحدياً من جهة، ومن جهة أخرى على كل عمل أن يحمل الكثير من الاحترام للجمهور. أنا لا أخاف إلا من الثقة الزائدة والاستسهال.
ما هي خلطتك للنجاح؟
الإيمان بالله وبموهبة الذين هم حولك وبموهبتك طبعاً، ثم الاجتهاد الاجتهاد الاجتهاد.
لو كان بمقدروك العودة بالزمن، ماذا ستصنع بـ"الصفارة"؟
أساس فكرة المسلسل ألا تستخدم الصفارة إذا وجدتها، فبالتاكيد لن أستخدمها. أنا أحب الحاضر حتى بمشكلاته، وتعلمت بعد خبرة أن هذه المشكلات يمكن أن تتحول إلى ميزات.
إذن، هل سيكون هناك جزء ثان للمسلسل؟
إن شاء الله.
أحمد أمين: خلطة النجاح بالنسبة لي هي الإيمان بالله وبموهبة من حولي وموهبتي، ومن ثم الاجتهاد الاجتهاد الاجتهاد
هل تظن بوجود صفات مشتركة بينك وبين شخصية "شفيق" بطل المسلسل؟
هنالك الطموح والارتباط بالأخوات والأم، ولكن الفرق بيني وبينه هو أنه يحتاج مزيجاً من الطموح والرضا. بكلمات أخرى حاول أن تصل إلى الأفضل وأنت تحب كل ما وصلت إليه. خلطة صعبة لكنني أحاول أن أتدرب عليها.
وكيف حضّرت لشخصية "شفيق" وما هي الصعوبات التي واجهتك؟
استغرق الـ"ميكأب" للشخصية بعض الوقت، وجاء تحضير الملابس بالتعاون ما بين المخرج والـ"استايليست" والـ"كوافير" والـ"ماكيير". كل الأقسام ساهمت وأبدعت للوصول إلى هذه النتيجة.
هذا ليس التعاون الأول لك مع المخرج علاء إسماعيل، فقد قدمتما سابقاً عمل "حاضر مع المتهم"؟
ليست مجرد علاقة عمل، فهي صداقة عمر، وهناك تفاهم كبير يجمعنا.
وهل تميل إلى الأعمال ذات الـ15 حلقة أم الـ30؟
هذا الجواب تحدده القصة نفسها. هنالك نوعان من القصص، ولكنني سعيد بالحرية الإبداعية التي توفرت من خلال إعطاء الخيار بإنتاج 15 أو 30 حلقة. فلك أن تقدم قصتك في القالب الذي تفضله أو الأفضل لها. 15 حلقة هو خيار يوفر جودة أفضل خصوصاً في الكوميديا بدون مماطلة في القصة.
لننتقل إلى الحديث عن السينما، أين أنت من البطولة المطلقة سينمائياً؟
لا يوجد بطولة مطلقة، يوجد عمل جماعي، وهناك أفلام في الطريق أقربهم إن شاء الله فيلم "سوبر زيرو" مع الفنان هشام ماجد.
ومن هو الأسطورة الكوميدية في نظرك؟
أنا أحب مشاريع الكثير من الكوميديانات، أحدهم الراحل روبن ويليامز كثيراً.
وما هو تأثير الفراشة عليك؟
إنه كبير. كل إنسان لديه ما لا يقل عن 30 مليون فراشة في حياته، بالنسبة لي تحديداً الطفولة تمتلئ بالأحداث التي غيرت شخصيتي. يكفي مثلاً اللحظة التي قررت بها أن أترك عملي وأن أعود إلى التمثيل. حينها تغيرت حياتي تماماً، ومن هنا استوحيت فكرة السنوات الست التي كانت في المسلسل. فقد بدأت التمثيل في العام 2016، وفي العام 2022 استلمت جائزة أفضل ممثل.
أحمد أمين: لا أؤمن بالبطولة المطلقة بل بالبطولة الجماعية لكل الفريق، وهناك أفلام في الطريق أقربهم "سوبر زيرو" مع الفنان هشام ماجد
هل تعتقد أن على الكوميديا أن تكون ابنة وقتها أم عابرة للوقت؟ بمعنى آخر، هل الزمن امتحان حقيقي لمدى قدرة الكوميديان على الإضحاك أم أن على الضحكة أن تكون ابنة ظروفها ووقتها؟
أحب النوع العابر للوقت ولا أكره الوقتي، بل أشاهده وهو يناسب مزاجي، كبرامج الاسكتشات على سبيل المثال، ولكن الكوميديا التي يمتد عمرها لسنوات هي المفضلة لدي.
ما مدى تأثير المعرفة التراجيدية للفنان على قدرته على إنتاج الكوميديا؟
لم أفهم ما معنى المعرفة التراجيدية للفنان، ولكن لا بد للممثل أن يكون على معرفة بمفهوم الدراما و"الحكي" عموماً ليقدم أي نوع من التمثيل، سواء أكان كوميدياً أو تراجيدياً. هل معنى ذلك أن الفنان غير المثقف لا يعتبر فناناً؟ إجابتي هي لا قطعاً. الفنان التلقائي الذي يقدر على رسم الضحكة وهو لم يغادر قريته البسيطة هو فنان أيضاً، وغير مطلوب منه أكثر من إبداعه.
أحب الكوميديا العابرة للوقت ولا أكره الوقتي، بل أشاهده وهو يناسب مزاجي، كبرامج الاسكتشات، ولكن التي يمتد عمرها سنين هي المفضلة لدي
هناك انطباع أن المثقف ثقيل الظل وجامد. ألا تعتقد أن وجود شيء من الثقافة لدى الفنان يمكنه من مخاطبة جمهوره وإضحاكهم بشكل أفضل؟
بلا شك. ثقافة دون تقعير مفيدة جداً لأي فنان.
أخيراً، ما موقفك من الحريات الشخصية عامة، والحريات الاجتماعية خاصة؟
أنا مجرد ممثل وآرائي خارج مهنتي ليست ذات قيمة، ولكن يمكنني في مسألة الحريات أن أستعير جملة أحبها جداً، كتبها السيناريست المتميز عبد الرحيم كمال على لسان "عرفات" وهي "اللي شاغل نفسه بمين قعد مع مين ومين قال إيه ومين لبس إيه يبقى ناقص أدب".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...