يحاول بعض أهل الإعلام والصحافة التقليل من خطر الاقتتال السوداني "المتدحرج"، على قولهم. فيقصرونه على العسكريين والمقاتلين المحترفين من أصحاب السلك، أو السلكين: الرسمي "الجيشي"، على قول لبناني دارج، والميليشياوي الظرفي، على ما يأمل أنصار السلك الأول. والأرجح أن التمييز يقيس على المثال اللبناني، وقد استقر هذا مرجعاً أو أصلاً تميز الفروع أو الأنواع بالحمل عليه.
ويلاحَظ "اقتصار" القتال على جهازين عسكريين مختلفين في ضوء عمومه الكتل الأهلية المستقرة في أحياء أو حارات أو طرقات وشوارع، والمنضوية في أجسام اجتماعية معروفة، من أسر وقبائل أو عشائر وأهل ديرات أو مناطق، ومن مذاهب (دينية) وطرق (صوفية أو فقهية) وأحزاب تتغلغل فيها على هذا القدر أو ذاك.
وفي هذا المعرض كذلك، معرض غلبة شطر من الأهل على الجهاز المقاتل أو المحارب، تنتصب الحروب اللبنانية مثالاً يقاس عليه. فأسرعت المقارنة بين احتماء جماعات المقاتلين، من الجهتين، في أحياء بعينها من الخرطوم العاصمة، حيث القصر الرئاسي ومقر قيادة الأركان، وتخندقهم فيها، وبين تقسيم بيروت مناطق متحاجزة، (أسرعت) إلى أقلام المراسلين المحليين. ولم يصمد الاقتصار أو الاختزال العسكري والجهازي في وجه الزحف الأهلي، أي زحف الصفة الأهلية على القتال الجاري، ونتائجه، وتسلله إلى ثنايا الحياة اليومية.
وتمييز قتال العسكر، نظاميين كانوا أم ميليشيا (ازدُريت الصفة أم مُدحت)، من اقتتال الأهل وكتلهم المحلية والمذهبية والعرقية والسياسية، قلما يتماسك أمام غلبة "منطق" النزاع العصبي والعسكري على المتقاتلين. فالاقتتال العصبي "يتمتع"، حال خروجه من الخلاف السياسي و"التراشق الكلامي" إلى مواقع ومبانٍ وزوايا وساحات وطرق في المدينة وجوارها ومواصلاتها ومصادر غذائها ونفطها...، بقوة تداعٍ، على مثال تداعي الأفكار في عيادات العلاج بالكلام، وقوة عدوى تتمرد على الضبط.
فالأجهزة التي يقتتل أفرادها و"منسوبوها"، على قول عراقي، هي أجهزة عصبيات أهلية، وليست أجهزة دولة، على معنى العمومية والمساواة والحياد التي تفترض في الدولة. ويستوي في هذا الجهازان، الجيشي والميليشاوي. وفي حال السودان التاعس، اليوم، معظم كبار الضباط، وعلى رأسهم عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة (أو أشلائه)، هم من الشمال، "العربي" والمُتمدْيِن منذ زمن والقريب من مصر والمحافظ الإسلامي. ومعظم قيادات قوات الدعم السريع، على مثال محمد حمدان دقلو "حميدتي" وشقيقه ونائبه عبد الرحيم دقلو، هم من الجنوب الدارفوري والإفريقي، و"العربي" (ولكن من قبائل أو قوم الزغاوة، على خلاف الإفريقيين المحليين والمزارعين). وهي "عروبة" غير عروبة الشماليين.
المشترك الأهلي
وعنف المتحاربين على مسرح وطني أو أهلي محلي، مثل أرض السودان وبؤرتها العاصمة المثلثة، أو أرض لبنان أو أرض العراق...- شأن وباء الطاعون الذي عصف بأثينا في أثناء حروب البيلوبونيز (431 ق.م.- 405 ق.م.)، وعلى قول مؤرخ هذه الحروب ومعاصرها ثوقيديس (ثيوسيديدس) (460- 404 ق.م.)- هذا العنف يسوي المتحاربين بعضهم ببعض، ويسوّي بينهم، على حد سواء. فلا يسع طرفاً من الطرفين، أو الثلاثة أو الأربعة رغم نازع الحروب الأهلية إلى استقطاب اثنيني، الاعتداد بعدالة عنفه وبراءته، وتخليصه من وصمة العدوان.
فالحرب في وسط الأهل- وفي هؤلاء من يخرجهم جنسهم، وسنّهم، وخلوّهم من كفاءة القتال، ومشاغلهم وآراؤهم، من شبهتي العداوة والمشاركة- تصيب حكماً مَن لا شأن له فيها، بالغاً ما بلغ الحرص على "تحييد" غير المسلحين، على قولهم في لغة الكذب التي لا تجيد الحروب الأهلية غيرها. ولا يسع المحاربين إلا التصويب على المرافق والمصالح المشتركة، وعلى الخدمات (أبنية الخدمة) العامة، تلك التي يتشاركها المدنيون العزّل وأهل الحرب على قدم واحدة.
وتفشي مراسلات المراسلين من أرض السودان، وغالباً من الخرطوم، ما تصنعه الحرب في وسط الأهل و"بينهم"، على قول الروائي اللبناني الراحل جبور الدويهي ("الموت بين الأهل نعاس"، 1997). فينبّه أحد المراسلين، في اليوم الثالث من الاقتتال، إلى أن معظم سكان الخرطوم ألفوا نفسهم، فجأة ومن غير استثناء، في "سجن". وجدران هذا السجن الكبير والعام من رصاص وقذائف "عمياء"، ومن صواريخ تطلق من الأرض على طائرات تقصف، بالصواريخ، أهدافاً، مباني ومرافق ودوائر وطرقاً وساحات، من المُحال تجريدها من نسيج مديني متصل ومتشابك.
وإسمنت هذه الجدران من "موت وخوف"، يقول مكتب مراسلة آخر، يشلان الناس، ويقعدانهم عن الجولة في الطرق و"السعي في مناكبها". ومن جوع ينجم عن الغلق القسري للمحال التي تبيع مواد الطعام. ويترتب الجوع على قطع الطرقات التي تصل المدن وأهلها بمصادر موادها وأريافها، وعلى نضوب المحروقات التي تسيِّر محركات المركبات. وربما يترتب على قصف مخازن المادة الثمينة التي تغذي شاحنات الخضار والفواكه والحبوب على نحو ما تغذي ناقلات الجند والدبابات وسيارات الدفع الرباعي.
"الأجهزة التي يقتتل أفرادها و‘منسوبوها’، على قول عراقي، هي أجهزة عصبيات أهلية، وليست أجهزة دولة، على معنى العمومية والمساواة والحياد التي تفترض في الدولة"
وسحب الدخان الأسود والكثيف التي تخيم، منذ اليوم الثاني، على سماء الخرطوم، قرينة مفحمة على إصابة المتحاربين هدفاً "سائغاً". وهو سائغ على كل الوجوه لأن ضرره لا يلحق بحرب أو جماعة دون آخر، أو أخرى، بل يعمّ الحزبين، إلى اليوم، ويصيب الناس جميعاً. ولا يسع أحد "الأحزاب" الإدلال به حجة على "عدوه"، على ما تقول بيانات الجيش والدعم، أو حجة له أمام أنصاره.
الفوضى
ويقطع أوصال المدينة، ويُلزم أهاليها المدنيين بالقعود في منازلهم، إذا صادف اندلاع القتال وجودهم في بيوتهم، نضوب المحروقات على أنواعها، البنزين والمازوت والديزل والكاز والغاز والهيدروجين. فمحطات مياه الشرب ومولدات الكهرباء المركزية أو المحلية، ومحطات المحروقات أولاً، وهي شبكات متصلة ومتماسكة في معظمها، تنحل روابطها وأواصرها إذا افتقرت إلى التغذية بمواردها الحبيسة.
ويُبطل الافتقار إلى الموارد الحيوية الأعمال التي "تجدد إنتاج الحياة" ودوامها، على قول "المثقفين" التقدميين. فيستحيل طهو الطعام في البيوت وحفظه في البرادات، إذا عزت مواد الطعام ومواد الطهو والحفظ. وعلى المستشفيات، في هذه الحال، الكف عن استقبال المرضى والمصابين، وعن علاجهم، بينما يحوم الموت، وتحوم الإصابات، على نواصي الطرق، وأبواب البيوت، وحروف النوافذ.
ويحصي مراسلون 70 مستشفى، إما في الخرطوم وحدها على قول بعضهم وإما في عموم السودان على قول آخرين، شُلّت شللاً تامّاً لأسباب تترتب على انقطاع المواصلات، واستحالة التموين، وشلل الشبكات، وقتل العاملين المتنقلين والمختلفين إلى عملهم أو جرحهم (على ما أصاب بعض الأطباء المداومين في غير مستشفى وهم في طريقهم إلى مستشفاهم).
"معظم كبار الضباط في الجيش السوداني هم من الشمال، ‘العربي’ والمُتمدْيِن منذ زمن والقريب من مصر والمحافظ الإسلامي. ومعظم قيادات قوات الدعم السريع هم من الجنوب الدارفوري والإفريقي، و‘العربي’ عروبة غير عروبة الشماليين"
فمدينة من غير نقل أو سيارات أو قطارات (يبلغ طول سكك الحديد في السودان خمسة آلاف كيلومتر)، ومن غير محروقات ولا كهرباء ولا مياه، وتعلّق مخابزها أو أفرانها عملها، ليست سجناً وحسب. فالسجن يفترض إدارة وقوانين ومرافق أمن، وكهرباء، وماءً وطعاماً واستشفاء، وعلاقة مستقرة بأهل المسجونين وبالقضاء، بينما يقوّض الاقتتال، الجهازي والأهلي استطراداً، هذا كله، ويُسْلم الناس، ومباني عمرانهم (بالغاً ما بلغت "بدائيتها")، إلى فوضى "لا إمام (لها)"، على قول أهل الفقه المسلمين، أي لا قواعد تدبير وترتيب مشتركة تسوس الاجتماع والعمران، وتتحمل المسؤولية عنهما وعن أهلهما (وفي صيغة أخرى: "فوضى لا سراة لهم"، أي لا أشراف يحكمون فيهم بما يمليه الشرف، أو المرتبة، من عدل وحفظٍ لهيئة الجماعة ولحمتها).
حركات وسكنات
والحرب بين "الإخوة"- والطرفان، قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني، تقاربا يوم أرادا نفي خلافاتهما بإزاء مفاوضيهم المدنيين، قبل انقلاب تشرين الأول/ أكتوبر 2021 وغداته- تقوّض أركان المجتمع الوطني العامة، المادية والمعنوية، وتتوسّل بهذا التقويض إلى تقطيع أواصر أفراده بعضهم ببعض، وجماعاته بعضها ببعض.
فإذا أُنكرت اللحمات الخاصة التي تربط بين أفراد الجماعات وأُنكرت اللحمات العامة التي تربط بين الجماعات في إطار مشترك ومتنازع، تساقط الناس "المواطنون" من أجسام جماعاتهم آحاداً وأفراداً، وعَروا من قوة عصبياتهم وموازينها، وأُهدرت دماؤهم، و"جاز" قتلهم، ولم يبق مَن يطالب بحق الدماء ويأخذ بثأرها ويقتص لها.
ويروي مراسل عن شاب يصفه بـ"الناشط"، كناية على الأرجح عن تعاليه عن الانحياز إلى أحد "الفسطاطين"، أنه ثالث أخوين، أحدهما يقاتل في صفوف الجيش ويقاتل الثاني في صف الدعم. ويناشد الناشط كلا الشقيقين الرأفة بشقيقه إذا وقع في أسره. ويدلّل على إضعاف النزاع الأهلي رابطة الأرحام، وتبديد قوتها، فيقول إن أحد الأخوين رُزق في اليومين الأخيرين، وهما الأولان من انفجار القتال، بولد، وهو يجهل أبوّته الحادثة على رغم "جلالها" ومكانتها.
"تمييز قتال العسكر، نظاميين كانوا أم ميليشيا (ازدُريت الصفة أم مُدحت)، من اقتتال الأهل وكتلهم المحلية والمذهبية والعرقية والسياسية، قلما يتماسك أمام غلبة ‘منطق’ النزاع العصبي والعسكري على المتقاتلين"
فإذا لم يتعرّف الناس "المواطنون" أرحامهم سقطوا في "البهيمية"، وانفكوا من الإنسية وسياستيْها، الشرعية والمدنية. وحين تطل هذه البدايات برأسها، أو رؤوسها (وأذرعها)، على الأهالي والسكان، ينتبه هؤلاء إلى كثرة الشروط التي ترعى سلماً أهلياً مستقراً، وإنْ على اضطراب.
فإضاءة مصباح كهربائي، وإسالة الماء من صنبور، وتناول قطعة اللحم محفوظاً وغير منتن من البراد، ودلق الماء في المرحاض، ولباس القميص أو الثوب مكويّاً، والاطمئنان إلى عودة الابن الطالب من جامعته والتلميذ من مدرسته والرجل من عمله والمرأة من عملها، والخروج إلى الطريق العام من غير خشية إصابة برصاصة طائشة، وتلقي الاتصال الهاتفي أو المبادرة إليه، وزيارة الأهل والأصدقاء أو استقبالهم، والإيواء إلى الفراش ساعة النوم، والرواح إلى المقهى... هذه الحركات، وسكناتها التي تلازمها، يدين بها الواحد وبجوازها إو إمكانها المتاح إلى "نظام" مجتمعي وسياسي يقوم على التزام الناس "المواطنين" الحدود التي تحول دون عدوان بعضهم على بعض، وقتل بعضهم بعضاً، وسرقتهم ونهبهم، وابتزازهم، ويرعى، تلقائياً، تداول الماء والكهرباء والمحروقات والسلع والآلات والأمكنة والعملة.
السباء والسيبة
والتحلّل من الحدود والخروج عليها، أو إهمالها، يحيل الاجتماع أو العمران، البدوي أو الحضري، إلى أرض سباء أو "سيبة"، إلى أرض سائبة. وفي مقدور مَن ملك أسباب الغلبة والتسلّط ("السلاطة"، على قول أحد فقهاء الحسبة أو الرقابة البلدية الإسلامية)، الاستيلاء عليها. وأهل المغرب، العربي والبربري والإفريقي، يعارضون بلاد السيبة ببلاد المخزن. وهذه المعارضة هي نظير معارضة الفوضى بالإمامة وبتقاليد الشرف والرئاسة والتدبير.
وتتصوّر "السيبة" في صورة انقلاب قاطع ومدمّر وشامل، وتشبه نزول اللعنة على "القرية" الفاسقة والموشكة على الخراب، أو الزلزلة وأمرها "العظيم"، على الوصف القرآني. وعلى هذه الصورة وهذا الشكل يصف المراسلون السودانيون المحليون انقلاب أحوال الخرطوم وأهلها، "الأصليين" أو المهاجرين إليها من الولايات و"الديار" (دارفور) و"المديريات" (مديرية البجا، مديرية الشرق)، والهاربين من العاصمة، المباحة، إلى ديارهم ومديرياتهم الأولى، قبل أن يلحقها "السبي" و"لا قانون" الحرب الأهلية.
والدخول في الحرب الأهلية يحصل أو يقع "من دون إذن ولا دستور"، بحسب العبارة العامية التي تعلم حق العلم ما تعني وما تصف. وهي لا تتمتع بالعمومية التي تسلطها على أركان الاجتماع وثناياه ودقائقه فحسب، وتنصِّب أصحاب هذه الحرب، ولو كانوا أطفالاً ومراهقين أو لصوصاً ومرابين ومشعوذين، أولياء على الناس، فمن خصائصها وحقوقها وامتيازاتها رهنها توقفها بالقضاء على العدو الأهلي وسحقه.
فبينما تتقيّد الحروب الخارجية المعاصرة- ما عدا حرب فلاديمير بوتين "الخاصة"، و"الأهلية" على أوكرانيا- بوحدة أراضي البلدان المتحاربة وكيان الدولة الإقليمي، لا ترضى الحروب الأهلية، وهذا منطقها، إلا بدمار العدو و"دولته" أو "دويلته". فإذا لم يسع العدو الأهلي الاستظهار بحقه في كيان سياسي ووطني مستقل، على ما حصل في حال جنوب السودان بعد حروب طويلة، اضطر إلى القبول بمواجهة موته السياسي، والاجتماعي في بعض الأحيان، على ما لاح ويلوح في الأفق اللبناني، وفي الأفق الفلسطيني.
والإصابة بالحرب الأهلية، رغم فجأتها وانتشار عدواها السريع في القلب والأطراف، تدب، بعد ضربتها الأولى والخاطفة، دبيباً بطيئاً. ويحسب سكان الخرطوم اليوم أن نزوحهم من مدينتهم إلى الولايات والأرياف يقيهم بعض شرور اقتتال الجهازين المولودين من سياسة الرئيس العسكري والإسلامي السابق عمر حسن البشير. وهذا صحيح. لكنهم لا يحتسبون، على الأرجح، نتائج التحصّن في الديار والمديريات "الخاصة".
وهذا ما لم يحتسبه الأهل اللبنانيون، ولا العراقيون، ولا السوريون... قبل أن يلد أو يثبّت كيانات أهلية متفاوتة الرسوخ، ويحصّن "دويلات" قد تندمج في أبنية إقليمية ودولية، وتعير الدول السابقة والشكلية فتات سيادة تنفخ في حروب أهلية "منخفضة العنف" على ما يقال في لغة السفارات المحابية والمخادعة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...