شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
هل من الطبيعي أن تتخيّلوا/ ن أنفسكم/ نّ مع شريك آخر في السرير؟

هل من الطبيعي أن تتخيّلوا/ ن أنفسكم/ نّ مع شريك آخر في السرير؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 23 مايو 202301:11 م

قد يتخيّل العديد من الأفراد، أشخاصاً غير شريكهم، في أثناء الجماع، كما قد تخطر في بال البعض أفكار أو ممارسات جنسيّة معيّنة مغايرة لتلك التي يقومون بها خلال العلاقة الجنسيّة مع الشريك/ ة، وهذه مسألة شائعة خصوصاً بين المتزوجين بحيث يتخيّل بعض الرجال إمرأةً أخرى غير زوجتهم، كممثلة أفلام إباحيّة، راقصة، فنانة أو غيرهنّ من النساء الجميلات، كذلك قد تحلم المرأة برجل آخر غير زوجها، ما قد يدخلها في دوّامة من التشكيك في حقيقة حبّها لشريكها، أو في ما إذا كانت هذه الأفكار تُعدّ نوعاً من الخيانة ولو فكرياً.

ما هو الخيال الجنسي؟

الخيال الجنسي، أو الفانتازيا الجنسيّة، عبارة عن سيناريوهات متعدّدة لممارسات جنسيّة مختلفة قد تطرق باب عقلنا في أي وقت، سواء في أثناء الممارسة الحميمة أو حتى عند مشاهدتنا مشهداً رومانسياً.

بالطبع، تختلف الفانتازيا من شخص إلى آخر بحسب تفضيلاته الجنسيّة.

وحتى لو كانت مغايرةً لما نجرؤ على ممارسته في الواقع، إلاّ أن هذه الخيالات الجنسية تبقى مثيرةً وتشعرنا بالمتعة والسعادة والرضا.

الخيال الجنسي، أو الفانتازيا الجنسيّة، عبارة عن سيناريوهات متعدّدة لممارسات جنسيّة مختلفة قد تطرق باب عقلنا في أي وقت، سواء في أثناء الممارسة الحميمة أو حتى عند مشاهدتنا مشهداً رومانسياً

من أجرأ الخيالات الجنسيّة، بحسب دراسة نشرها The Journal Of Sexual Medicine، استندت إلى استفتاء أونلاين تمّ إجراؤه على 1،516 شخصاً، 717 من الرجال و799 من النساء، نذكر ما يلي:

الجنس مع أكثر من شريك/ ة: تتضمن أشكالاً مختلفةً، منها الجنس الثلاثي والجنس الجماعي.

الجنس العنيف: تختلف تصورات هذه الفانتازيا وفقاً لتفضيلات الأفراد، فهناك من يتصور نفسه مهيمناً في العلاقة وتثيره فكرة أن يكون متحكماً بشريكه، وهناك من يستمتع بتصوّر نفسه خاضعاً لرغبات الشريك/ ة، وتثيره هيمنته/ ا.

الجنس بشكل مختلف: الجنس بوضعيات غريبة، أو في أماكن غير تقليديّة، كالسيارة أو المطاعم، أو في الغابة، أو البحر، أو السينما...

الجنس التابو: الشعور بالإثارة نتيجة التفكير في ممارسات جنسية تنطوي تحت إطار المحرّمات التي يمنعها المجتمع.

الفانتازيا الرومانسية: ترتكز على التواصل العاطفي، وتكمن في تصوّر ممارسة الجنس بشغف وحبّ مع تخيّل كلام ناعم ورومانسيّ.

التعددية الجنسية: تخيّل الشخص أنه يمارس علاقات جنسيّةً متعدّدةً من دون أي التزام عاطفي أو ارتباط، قد تتضمن هذه الفانتازيا أيضاً تصوّر تبادل الشريك/ ة مع آخرين، أو تصوّر مشاهدته/ ا في أثناء ممارسة الجنس مع الطرف الآخر.

التخيّلات الجنسيّة تحفّز الإثارة

لم يتردّد بعض الأشخاص من مشاركة تجربتهم في تخيّل شخص آخر غير شريكهم في أثناء العلاقة الحميمة.

رأت نادين (40 عاماً)، وهي سيدة متزوجة منذ أكثر من 17 عاماً، أنّ الأمر أكثر من طبيعي، لا بل أصبح في معظم الأوقات عاملاً أساسيّاً ومحفّزاً للإثارة خلال مجامعتها زوجها في الفراش، بحيث تتخيّل وضعيات جنسيّةً تصفها بالـ"غريبة"، كممارسة الجنس في أكثر من وضعيّة في الوقت نفسه مع أكثر من شخص.

"المشكلة التي واجهتُها كانت في تخيّلي بعض الأفكار الجنسيّة التي كوّنتها بعد مشاهدتي لبعض الأفلام الإباحيّة، والتي أصبحت تشبع رغباتي الجنسيّة خصوصاً لدى الاستنوام، وكانت تثيرني أكثر لدى تخيّلها في أثناء الجماع، خصوصاً أنّ علاقتي الجنسيّة بزوجي بعد 17 عاماً من الزواج بدأت تبرد"

وفي هذا الصدد، قالت نادين لرصيف22: "كان زواجنا تقليدياً، مدبّراً، فهو رجل مرتاح مادياً يبحث عن بنت من عائلة محافظة، ولم أكن أعرف قبله رجلاً على عكس زوجي الذي كان يملك خبرةً جنسيّةً واسعةً مع النساء. وبعد زواجنا أصبح يطلب مني بعض الأمور التي كنت أخاف وأخجل من تجربتها، وبعد مرور 4 سنوات على زواجنا، وبفضل صديقاتي المتزوجات، أصبحت أملك بعض الأفكار الجنسيّة وتحرّرت من الخوف والعيب، وبدأ زوجي يستمتع أكثر بالعلاقة الجنسيّة بيننا".

وأضافت: "المشكلة التي واجهتُها كانت في تخيّلي بعض الأفكار الجنسيّة التي كوّنتها بعد مشاهدتي لبعض الأفلام الإباحيّة، والتي أصبحت تشبع رغباتي الجنسيّة خصوصاً لدى الاستنوام، وكانت تثيرني أكثر لدى تخيّلها في أثناء الجماع، خصوصاً أنّ علاقتي الجنسيّة بزوجي بعد 17 عاماً من الزواج بدأت تبرد، فوجدت في هذه الأفكار ملاذاً لي لإعادة تنشيط علاقتنا الجنسيّة".

وعن احتمال مصارحتها لزوجها بهذه الأفكار، أجابت: "لا أعتقد بأنّه قد يتقبّل هذا الأمر، وأخاف من أن يشكّ فيّ بسبب هذه الأفكار التي تراودني، لذلك أفضّل الاحتفاظ بها كسرّ صغير. فهل هناك أجمل من الأسرار؟"، عادّةً أنّ "البوح بهذه الأفكار لن يبقيها مثيرةً".

على عكس نادين، أكدت ناتالي (27 عاماً)، أنها تشارك زوجها جميع أفكارها الجنسيّة والفانتازيا الخاصّة بها ولا تخجل من طلب تجربة هذه الأفكار معه.

وفي هذا الإطار، قالت لرصيف22: "بدأنا باستخدام بعض الألعاب الجنسيّة، كما أصبحنا نتخيّل بعض السيناريوهات المثيرة والتي يكون زوجي فيها مهيمناً في العلاقة، وتفاجأت بمدى حبّه للهيمنة ومدى تأثيرها على أدائه الجنسي، إذ كان يشعرني بكم يرغب فيّ وكم أنا أثيره".

وتابعت: "هذه الصراحة التي كنّا نتشاركها، كسرت حاجز الخوف بيننا والخجل، فزادت من جرأتي في طرح أفكار جديدة والقيام بالخطوة الأولى وتحضير بعض المفاجآت لزوجي".

وأضافت: "أصبحت العلاقة الجنسيّة أكثر متعةً، حيث كنّا ننتظرها بفارغ الصبر للتخلّص من الطاقة السلبيّة التي تحيط بنا في العمل وجميع المشكلات التي تواجهنا وكأننا ننقطع عن العالم لبعض الوقت، فنأخذ استراحةً من كلّ شيء وننخرط في عالم من الملذّات وإرضاء الرغبات والحاجات التي نشعر بها".

وبالنسبة إلى زوجها، أوضحت أنه يبادلها الصراحة نفسها: "هذا هو سرّ الزواج الناجح، حيث أنّ التواصل والحديث بين الشريكين عن الأمور الجنسيّة التي تسعدهما ومشاركة الفانتازيا والخيالات الجنسيّة الخاصّة بهما، كلها أمور تؤدّي إلى تحسين الأداء الجنسي، مما يزيد من نسبة الاستمتاع في العلاقة الجنسيّة، ويرفع درجة الحبّ والتعلّق بينهما ويجنّبهما الخيانة"، على حدّ قولها.

في السياق نفسه، أكد مصطفى (37 عاماً)، أنّ الخيالات الجنسيّة تساعده على تحسين الأداء الجنسي: "أحياناً ومن شدّة التعب، أفقد الإثارة الجنسيّة خلال الجماع، ما يجعلني ألجأ إلى بعض الخيالات الجنسيّة للمحافظة على أدائي الجنسي وضمان إرضاء شريكتي".

ولكن لهذا الشاب تجربةً سيئةً مع الخيال الجنسي، إذ قال لرصيف22: "في إحدى المرّات، وأنا أمارس الجنس مع صديقتي، عادت بي الذاكرة إلى وضعيّات جنسيّة كنت أمارسها مع حبيبتي السابقة، وفور استيقاظي من هذه الفكرة العابرة، شعرت بالصدمة لدى إدراكي أنّ الفتاة التي أعاشرها ليست حبيبتي السابقة، ما أثّر على الانتصاب وأفقدني الشهوة الجنسية".

من جهّته، كان وسام (28 عاماً)، وهو متزوج منذ سنة، يرى أنّ الخيال الجنسي خلال العلاقة، هو نوع من الخيانة الفكريّة: "لذلك كنت أتجنّب التفكير في وضعيات أخرى أو في فتاة غير الشريكة التي أمارس معها الجنس، إلا أنني وبعد أن تعرّفت إلى من أصبحت زوجتي، تحدّثنا بصراحة عن هذا الموضوع، وتفاجأت بأنها مثلي تملك بُعد الفانتازيا التي قد تطرأ على فكرها في أثناء الجماع، الأمر الذي أراحني وسمح لنا بممارسة الجنس والذهاب بعيداً في أفكارنا من دون الشعور بالذنب".

الخيالات الجنسيّة طبيعيّة... بشرط

شرحت الاختصاصية النفسية والاجتماعية، لانا قصقص، في حديثها إلى رصيف22، كيف أنه "من الشائع أن يتخيّل كلّ فرد أفكاراً جنسيّةً معيّنةً تُعرَف بالتخيّلات الجنسيّة، ولا يمكن تصنيفها بغير الطبيعيّة طالما أنّ الشخص يعي كيفيّة التعاطي معها بطريقة سليمة، أيّ بشرط ألا تؤثّر على حياته الجنسيّة بشكل مباشر أو تشعره بالذنب أو القلق أو بمشاعر سلبيّة".

وأضافت: "في هذه الحالة، عليه طلب المساعدة وإعادة النظر في الموضوع. أمّا في حال كانت هذه التخيّلات لا تؤثّر عليه نفسياً، ولا على قدرته الجنسيّة، فلا يوجد إشكال في الموضوع".

"أصبحت العلاقة الجنسيّة أكثر متعةً، حيث كنّا ننتظرها بفارغ الصبر للتخلّص من الطاقة السلبيّة التي تحيط بنا في العمل وجميع المشكلات التي تواجهنا وكأننا ننقطع عن العالم لبعض الوقت، فنأخذ استراحةً من كلّ شيء وننخرط في عالم من الملذّات وإرضاء الرغبات"

وأوضحت قصقص أنّ "الفانتازيا الجنسيّة هي عبارة عن أفكار تسمح بتقوية رغباتنا الجنسيّة، وبتحسين الأداء، وهي من الأفكار الطبيعيّة التي تتكوّن من صور جنسيّة تراكمت عند الفرد منذ مراهقته واكتسبها من أحاديث أو أفلام أو احتياجات جنسيّة معيّنة لم تتم تلبيتها وتُترجم عبر تخيّلات".

وأردفت لانا: "طالما أنّ التخيّل الجنسي لم يأخذ اتجاهاً خارجاً عن الطبيعة، كتخيّل ممارسة الجنس مع حيوانات أو ممارسة الجنس بطريقة قد تؤذي جسد الآخر أو مع أطفال، ولم يشعر صاحبه بالذنب أو الكآبة فهو أمر طبيعي".

وعن عدّ البعض التخيّلات الجنسيّة نوعاً من الخيانة الفكريّة، أجابت قصقص: "في معظم الأوقات، قد ترتبط هذه الخيالات الجنسيّة باحتياجات جنسيّة غير ملبّاة عند الفرد، فعندما يتخيّل الرجل إمرأةً غير زوجته، أو تتخيّل المرأة رجلاً غير زوجها، فلا تكون هذه التخيّلات بهدف الخيانة ولا سببها عدم الالتزام أو عدم وجود مبادئ أو إخلاص، إنّما تعود إلى احتياجات عاطفيّة وجنسيّة غير ملبّاة يترجمها الجهاز النفسي بتخيّلات جنسيّة تساعد على إخراج هذه الاحتياجات". 

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image