شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
إيوان لرصيف22: أخاف ألا يعود لبنان وطناً يجمعنا

إيوان لرصيف22: أخاف ألا يعود لبنان وطناً يجمعنا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والتنوّع

الجمعة 14 أبريل 202305:05 م

إيوان فنان لبناني من مواليد العام 1980، احترف الغناء، والكتابة، والتلحين أيضاً. بدأ مسيرته الفنية بالتلحين لعدة مطربين. وقدّم أولى أغنياته كمطرب في "قول إنشالله"، التي كتب كلماتها على لحن تركي وحققت نجاحاً كبيراً.

خاض إيوان تجربة الغناء باللهجة المصرية فغنّى "ذنبي إيه" التي كتبها ولحنها، وانتشرت. له ثلاثة ألبومات، ويستعد لإهداء الجمهور أغنية باللهجة اللبنانية ليحتفل معه بعيد الفطر.
رصيف22 التقاه، وفي ما يأتي نص الحوار. 

أنت من أصل لبناني وفلسطيني كما يشاع، لكنك عشت في مصر، كيف أثر بك كل بلد من هذه البلدان الثلاثة، وما الذي أعطتك إياه فكرة الثقافة المشتركة؟  

أنا من أصل لبناني من بيروت، وليست لدىّ جذور فلسطينية، ومن المؤكد أنني كنت لأفتخر بذلك فى حال كان هذا صحيحاً، فوالدتي لبنانية إلا أنها تحمل جذوراً سورية، ولقد أخذت من تلك الجذور القريبة جداً من الطباع اللبنانية.
وبالطبع قد تأثرت بمصر كثيراً، لأنني عشت فيها أولاً، ولأن الثقافة المصرية قوية إلى الحد التي تؤثر بالجميع من خلال الأعمال الدرامية، والأفلام، والأغاني، والمصريين الذين نتعرف بهم كل يوم، خارج مصر أو على أرضها، لقد تطبعت بالكثير من طباع المصريين، كحس الفكاهة والطيبة. أما لبنان قد علّمنا الصمود. أيضّا تأثرت بالموسيقى اللبنانية، لكن حتى في الـ"كونسرفتوار" الوطني اللبناني كانت لدينا ثقافة مصرية، وكنا نتلقّى ألحان سيد درويش ومحمد عبد الوهاب.

في بداياتك اتجهت للألحان التركية، واستعنت بها، هل تعتقد أن على الموسيقى أن تنوع روافدها؟ ألن تخسر جزءاً من هويتها التراكمية الثقافية بالانفتاح على الثقافات الأخرى؟ 

كانت أغنية "قول إنشالله" تحمل روحاً يونانية، وحتى أغنية "أهلاً وسهلاً" حملت أيضاً تلك الروح. عندما قمت بكتابة وتلحين أغنية "ذنبى إيه"، كنت متأثراً بالثقافة المصرية. أعتقد أن هذا التنوع الثقافي إيجابي. فنحن بموسيقانا العربية نغنّي بمقام العجم الغربي، ولقد أخذ الكثير من نجوم الطرب الكبار من هذا المقام مثل فيروز، ومحمد عبد الوهاب، والرحابنة على الرغم من كونه غير عربي. وفى المقابل  أخذ الأتراك من المقامات العربية، وأضحت ضمن الموسيقى التركية، رغماً عن كونها ليست تركية من الأساس، فالموضوع هو ثقافة جماعية.

لقد أدخل محمد عبد الوهاب الأورغ والغيتار إلى التخت الشرقي. منذ زمن بعيد نتبادل الثقافات بشكل إيجابي ومثمر، ولا يؤثر ذلك في الهوية على الإطلاق، فعبر الموسيقى المشتركة نستطع تجديد موسيقانا مع الحفاظ عليها.
إيوان: "تأثرت بمصر وثقافتها وتطبعت بطبائع أهلها، وبالإضافة إلى لبنانيتي فإن جذور أمي السورية أثرت في تكويني أيضاً"

حدثنا عن تفاصيل أغنيتك الجديدة باللهجة اللبنانية التي تستعد لطرحها؟

تحمل عنوان "ما تصعبها" من كلمات حسن المنجد، ومن ألحاني، وتوزيع شباب جدد من الأردن على قدر كبير من الموهبة، وهي رومانسية راقصة تحمل روحاً جديدة، وموضوعاً مختلفاً.

ما سر إقامتك في قطر حالياً؟

هو التحضير لأكثر من أغنية، ويشاركني في العمل الموزع الموسيقي المصري علي أباظة الذي يعيش هنا في قطر، ولديه أستوديو خاص به، وقد قدّم أعمالاً كثيرة مميزة وجذابة مع الفنانة أصالة والفنانة لطيفة، ونعمل حالياً معاً على التحضير لأغنية باللهجة المصرية. من جهة أخرى فإن أخي يعيش في قطر، فأحببت زيارته خلال شهر رمضان الكريم لقضاء عدة أيام معه، واجتمعت العائله كلها بعد أن قدمت من بيروت.

ما الأعمال الدرامية التى تتابعها؟ أو بالأحرى هل هناك مخرج أو فنان تستمتع بمتابعة أعماله؟ ولماذا؟ 

أحرص على متابعة أعمال جورج خباز من لبنان، ومصرياً، أتابع مسلسل "الكبير أوي" لأحمد مكي، وأتابع نيللي كريم في عملها الدرامي الرمضاني الذي تقدم فيه دور امرأة صعيدية لأول مرة، لكن في المعتاد أتابع أعمال المخرج فيليب أسمر من لبنان، وأعمال أسرة الصباح الفنية اللبنانية التي تحوز إعجابي.

ما سبب خطواتك الفنية البطيئة؟ هل تعتقد أن على الفنان أن يأخذ وقته في الإبداع؟ هل لديك مشاغل أخرى في الحياة تقلل من تفرغك للإنتاج الفني؟

يرجع ذلك إلى وجود خلافات سابقة بيني وبين شركة الإنتاج التى كنت أتعاون معها. ثم إن التأني مطلوب، لكنني لن أتباطأ مجدداً في الأيام المقبلة.

من هو الفنان (أو الفنانة) الذي تودّ مشاركته في ديو غنائي أو في التلحين؟

المطرب المصري أحمد سعد، أو فرق فنية مثل "أندر غراوند"، و"شارموفرز" من الشباب، وأعتقد أن الخلطة بيننا تسفر عن عمل جيد ومختلف.أما من أحب أن ألحن لهم فهم كثر، منهم وائل كفورى، نانسي عجرم، ونوال الزغبي، وأنغام، وشيرين، وبهاء سلطان الذي أحب صوته كثيراً.
إيوان: "الخلافات بيني وبين شركة الإنتاج التي كنت متعاقداً معها أدت إلى تباطؤ إنتاجي الفني" 

نظراً لتعدد ثقافات الطفولة لديك، هل هناك لهجة عربية معينة تحب الغناء بها؟

اللهجة العراقية، ولقد جهزت أغنية باللهجة العراقية تحمل عنوان "ثورة إحساس"، من كلمات إحسان العراقي، ومن ألحاني، وتوزيع عمرو إسماعيل، أحب أيضاً اللهجة المغربية التي لم أغنِّ بها من قبل، وهي تحدٍ كبير لي، إلا أنني لن أُقدم على تلك الخطوة إلا بعد أن أتقنها.

من مثلك الأعلى من مطربي الزمن الجميل، ولماذا؟

في الطرب هو العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، صاحب التاريخ الغنائي الحافل الذي لا يُنسى، وفي التلحين العملاق بليغ حمدي. لمصر عندي حصة كبيرة فقد لعبت دوراً في التاريخ الموسيقي.

لننتقل إلى الوراء، ما هي ذكريات طفولتك التي لا تنساها؟

الولد دائماً يتذكر القصص الحلوة، وقد كانت طفولتي سعيدة، عدا أيام المدرسة التي لا يحبها الطفل كثيراً، لكنه يحن إليها، وبعد وفاة والدي العام الماضي، صرت أسترجع ذكريات طفولتي معه. وأتذكر أيضاً ذكرياتي مع والدتي، ويعظُم شأنها بعيني أكثر وأكثر كلما تذكرت. عادة تتلاشى ذكريات الطفولة مع الوقت، إلا أنني أحاول الاحتفاظ بقصص قديمة في ذهني.

لماذا لم تكن تحب المدرسة؟

كنت طفلاً مشاغباً في المراحل الأولى من التعليم، إلا أنني صرت مجتهداً في المرحلة الثانوية وأحترم المعلمين، وكنت أُفضّل دراسة الفلسفة، والكيمياء، والعلم البيولوجي.

يعتقد الناس أن الفنان يعيش حياة خالية من القيود الاجتماعية المعروفة في المجتمع، ما مدى صحة هذا الاعتقاد؟

على العكس، هناك قيود اجتماعية، وبروتوكولات لا بد للفنان من التمسك بها، والحرص على أن لا يتسم ظهوره بالعشوائية، خاصة بوجود الـ"سوشال ميديا"، لأن لدى كل فنان حياته العائلية وما يفعله يترك تأثيراً عليها.

هل يستطع الفنان الإبداع بدون حرية؟ والمقصود حرية الكتابة عن أي موضوع يريده أو الظهور بأي شكل يناسبه؟ 

يستلزم الفن إجمالاً مساحة حرية أكثر من غيره، لأن الناس تتأثر بالفنان، وبالثقافة عامة، سواء أكان ذلك من خلال الغناء أو الكلمات، أو الصورة التى يتم تقديمها من خلال الأعمال الدرامية. على الفنان أن يحرص على مراعاة الظروف الاجتماعية، والثقافية، والأبعاد السياسية الخاصة بالمجتمع.

هل تعتقد أن الوسط الفني أصعب على الفنانات منه على الفنانين؟  

 بالطبع، ليس في العالم العربي فقط، وإنما في الغرب أيضاً، فالمرأة يُنظر إليها نظرة مختلفة حتى الآن إذا عملت في الفن، وإن تفاوتت تلك النظرة من بلد إلى آخر. 
إيوان: "حياة الفنان ليست حرية بلا قيود، هناك قيود اجتماعية وبروتوكولات لا بد له أن يتمسك بها، لأن ما يفعله يترك تأثيراً على عائلته وليس عليه وحده"

نحب أن نعرف أكثر عن آرائك في مواضيع لا يُسأل عنها الفنان في العادة، مثل الحريات الاجتماعية؟ 

تختلف الحرية الشخصية من شخص لآخر، حتى داخل العائلة الواحدة، فأحياناً نرى على الـ"سوشال ميديا" أشخاصاً من عائلة واحدة منفتحين أكثر من بقية العائلة. أمر صحي أن يختار كل شخص طريقته الخاصة في الحياة، ولا بد أن يحسب الفرد دوماً حساب مجتمعه وعائلته .

هل هناك هواية أو رياضة معينة تمارسها؟

بالتأكيد، أحرص على زيارة النادي الرياضي، وفي اليوم الذى لا أستطع ممارسة الرياضة أمشي، المشي يحسن الجسم، والصحة، ويساعد على صفاء الذهن، والنفس، ويجعل العقل يفرز مادة الدوبامين.
إيوان: "أكثر ما أخافه هو خسارة أمي، والفشل، وألا يعود لبنان وطناً يجمعنا"

ما  أكبر مخاوفك فى الحياة؟

الفشل، وخسارة والدتي، وإخوتي، وأقربائي، وأن لا يبقى لبنان الوطن الذي يجمعنا، وأن تسوء أوضاع بلادنا العربية أكثر فأكثر. أخاف أيضاً أن يرحل الأمان عن البلاد الآمنة، لأننا محيط واحد يتأثر بعضه ببعض.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image